المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصة الكاملة والمثيرة لاكتشاف «مخطوطات البحر الميت»



زهير
08-27-2005, 06:52 AM
http://www.asharqalawsat.com/2005/08/25/images/art.319441.jpg
البدوي الذي اكتشف آثارا قد تقلب تاريخ البشرية
محمد حماد البدوي صاحب الاكتشاف

قمران (البحر الميت): أسامة العيسة
الشرق الأوسط اللندنية


لا يكاد احد في فلسطين والعالم العربي يعرف محمد حماد، لكن بين فترة وأخرى، يأتي إلى حماد بعض المهتمين بالآثار وتاريخ الأديان والدراسات الكتابية، ليقودهم إلى بقعة صغيرة لم تكن ترى على الخارطة في بيداء البحر الميت تدعى قمران، أصبح اسمها مشهورا جدا بعد ان وجد محمد حماد، مع صديقه محمد الذيب ـ عندما كانا ولدين يرعيان الغنم ـ ما عرف بعد ذلك باسم «مخطوطات البحر الميت» أو «لفائف قمران» التي تحتجزها إسرائيل الآن في «متحف الكتاب» بالقدس الغربية، وتتهم من قبل باحثين مستقلين في الغرب، بأنها تتلكأ في الكشف عن مضمونها، الذي يتوقع أن يقدم رواية أخرى لتاريخ الأديان غير تلك المتداولة.


معظم الدارسات الكتابية التي تمحص في التاريخ، وتحديدا في مخطوطات البحر الميت (وقد تجاوزت الثلاثة آلاف دراسة بمختلف اللغات) تذكر دائما محمد حماد ومحمد الذيب، هذين الولدين البدويين الذين عثرا على المجموعة الأولى من المخطوطات التي تسببت في إطلاق حملة بحث واسعة في قمران، المرتفع الجبلي الأخاذ، الذي يقبع البحر الميت عند أقدامه. وقبل سنوات قليلة توفي محمد الذيب، في أحد مخيمات اللاجئين في الأردن، وبقي محمد حماد، الذي بلغ من العمر عتيا، شاهدا، يحمل في روحه جذوة ذلك الصبي الراعي، الذي قادته مع رفيقه الذيب إلى قمران عام 1947م.

ورغم انه هادئ الانفعال إلا ان الحديث عن المخطوطات يثير حماسه، وعندما التقيناه لنذهب سويا الى قمران، كان قد تسلم لتوه صورا من باحث اميركي اصطحبه إلى موطن المخطوطات في قمران، والتقط له تلك الصور بجانب المغاور والكهوف التي عثر فيها على المخطوطات.

ذهب وسحر

يروي محمد حماد حكاية الاكتشاف، الذي أورثه وأورث زميله محمد الذيب ذلك الندم المعتق، بسبب عدم استغلال اكتشافهما ماديا. كان عمره (12) عاما ومحمد الذيب (10) أعوام، عندما كانا يرعيان الأغنام في منطقة (عين الفشخة) على تخوم البحر الميت، بجانب السيل المعروف الذي يصب في البحر الميت، ويبيتان في أي مكان تصل إليه الأغنام عندما يدخل الليل.

وفي ذلك اليوم من ربيع 1947م، وصلا بالأغنام إلى وادي قمران، ووجد هو ومحمد الذيب كومة من الحجارة بينها فتحة، وعندما نظرا منها، قدرا ان الفتحة تبعد عن الأرضية ثلاثة أمتار، واعتقدا انه بئر، وعندما رميا حجارة صغيرة في الداخل سمعا صوتا بشبه الجرس، فاعتقدا انه ربما يوجد في الداخل ذهب.

ويروي حماد انه ربط كوفيته مع كوفية محمد الذيب، ونزل الأخير من خلال الفتحة، وحماد يمسك بالكوفيتين المربوطتين على شكل حبل، حتى وصل الذيب إلى الأرضية، فأخبر حماد انه في غرفة مساحتها عشرة أمتار تقريبا، ومملوءة بأزيار الفخار، وكل زير عليه غطاء.

تأكد حماد والذيب أنهما لقيا كنزا من الذهب، خصوصا وانهما كانا يسمعان من الحكايات ان الأقدمين يخبئون الذهب في ازيار وجرار. ويقول حماد «لم يكن يخطر ببالنا أننا سنكتشف ما هو أهم من الذهب». وعندما بدأ محمد الذيب بفتح الازيار وجد جلود غزلان ملفوفة وعليها كتابة، ولأنهما أميان، اعتقدا ـ كما قال حماد ـ ان الذي وجداه هو سحر أو نوع من الأحجية أو ما شابه ذلك، فناديا على الراعيين جمعة المحمد وخليل موسى، اقرب الرعاة إلى موقعهما، واخذ الذيب يناولهما الجلود الملفوفة، وعندما انتهى من ذلك خرج مرة أخرى حيث أصحابه، فاخذ الرعاة يستكشفون الجلود الملفوفة ويفردونها، وعندما تأكدوا انه سحر مزقوا بعضها وتركوا البعض الآخر مرميا…!

وتبين فيما بعد بان محمد الذيب، كان قبل خروجه من المغارة قد خبأ بعض الملفوفات في جلبابه ووضعها في بيته، عندما عاد إلى منطقة التعامرة، مدفوعا على ما يبدو بذكاء فطري أو فطنة تجعله لا يضع ثقته كاملة في رفاق تلك الأرض المقفرة والبرية الموحشة.

يقول محمد حماد «بعد ثلاثة اشهر تقريبا من الاكتشاف، اعلم محمد الذيب أمه بالأمر فأخذت المخطوطات إلى رجل متعلم، لكنه لم يستطع قراءة المخطوطات بالطبع». وبعد ذلك اخذوا المخطوطات إلى إسكافي سرياني، فوضعها في جرار المسامير، ليريها لأحد الرهبان، وبعد شهرين عرض عليهم الإسكافي عشرة دنانير أردنية ليستغل الجلود في ترقيع الأحذية.

ولكن المخطوطات وصلت لرجل الدين، الذي تبين انه مطران السريان الأرثوذكس وعرفت القصة عالميا. عاد الرعاة إلى الإسكافي غاضبين ومقهورين، فأعطاهم أربعين دينارا، وتغيرت الأمور ولم يعد الإسكافي إسكافيا، بعد ان عرفت حقيقة بيضة الديك التي تجيء في العمر مرة واحدة، وفي اغلب الأوقات لا تجيء، وأضاعها هذه المرة الرعاة، دون ان يعلموا ان البيضة التي وجدوها كانت مدفونة منذ أكثر من ألفي عام، وربما يفسر هذا الحزن الدفين والمبرر في عيني حماد بعد كل تلك السنوات.

الكل يبحث عن المخطوطات

يقول حماد «حضر مندوبو دائرة الآثار ومعهم المستر هردان البريطاني وباحث فرنسي، وبدأوا العمل في المنطقة، وبدأت أنا ومجموعة من الرعاة في البحث عن المخطوطات».

ويبدو ان حماد يقصد بالمستر ـ هردان ـ الأثري جيرالد لانكستر هاردنج الذي قضى عشرين عاما في الأردن مسؤولا عن دائرة آثارها، وورد اسمه في قضية تهريب المخطوطات ووضع كتابا عن آثار الأردن، وبالباحث الفرنسي ربما يقصد الأب رولان ديفو مدير «مدرسة الأبحاث التوراتية الفرنسية» بالقدس. ويضيف حماد انه رفض العمل مع مستر (هردان) بخمسة دنانير أردنية يوميا، لأنه اكتسب خبرة هو وزملاؤه في الكشف عن المخطوطات، وعمل حتى عام 1964 في الكشف عنها، حيث تم اكتشاف 21 مخطوطا، ووصل سعر المخطوط ما بين ـ 1000 الى 2000 دينار ـ

ويقول حماد إن مهمتهم لم تكن سهلة، حيث اكتشفوا مغاور كثيرة، وكانوا يزيلون الأتربة الكثيرة حتى يصلوا للمخطوطات، وكان المستر (هردان) يستغرب من موهبتهم في اكتشافها. يقول حماد ان محمد الذيب، أصيب بإحباط شديد عندما علم قيمة ما اكتشفه، فأخذ يرعى بعيدا عن باقي زملائه ولم يعمل معهم.

وبعد الاحتلال عام 1967 للضفة الغربية، وجد الذيب نفسه في عمان، لاجئا.. نازحا.. محبطا.. مكتئبا، يعمل بالمياومة في سوق العمل الأسود ويعاني من الفاقة، وفي نفسه تلك الحسرة التي لازمته حتى وفاته دون ان يجد ثمن الدواء.

ولم يخفف من ذلك ورود اسمه في كل الكتب التي صدرت عن مخطوطات البحر الميت، بلغات العالم الحية، باعتباره ذلك الفتى البدوي، الذي عثرت قدم معزته في ذلك الكهف في بيداء البحر الميت، على الاكتشاف الذي ما زال يذهل العالم.

وربما تكون تلك القصة بتفاصيلها غير دقيقة، وتناقض شكليا رواية محمد حماد، إلا أنها أصبحت الرواية (الرسمية) الشائعة والمتناقلة عن صدفة الاكتشاف لكنز المخطوطات.

ويمكن ان تحمل رواية المعزة المتعثرة والبدوي الذي يلاحقها نزعة استشراقية، خفية ومبهمة وغير مقصودة على الأغلب، ربما لا تعكس تماما حال الأراضي المقدسة في منتصف القرن العشرين التي كانت تغلي بفعل النار الموقدة بسبب تصميم العصابات الصهيونية على الاستمرار في إحداث جغرافيا استيطانية جديدة على حساب أصحاب الأرض الأصليين، والأكثر من ذلك حال المجتمع العربي الفلسطيني المثقل بكل العوامل التي أدت إلى الهزيمة. ولكن صورة البدوي الأمي الجاهل الذي اكتشف (كنزا) حضاريا بالصدفة لا يعرف كنهه، لم تكن إلا صورة من صوره المتعددة.

ويعبر حماد عن اعتقاد راسخ، بوجود مزيد من المخطوطات في المنطقة، والآثار الأخرى كالزجاج والفخاريات، التي كانوا يكتشفونها في أثناء عملهم ويتركونها طمعا في العثور على المخطوطات التي تدر الدنانير الكثيرة..! ولكن بعد الاحتلال الإسرائيلي عام 1967م، لم يسمح للرعاة بالوصول لقمران، ويقول إنه لو سمح لهم بالبحث في المنطقة فلن يتردد لحظة واحدة، فلعله يصلح ما أفسده الزمان والفقر والجهل.

مصير المخطوطات

المجموعة الاولى من المخطوطات التي اكتشفها محمد حماد وبدو التعامرة هربت، عن طريق رجل دين، وتجمعت لدى الأثري والسياسي الإسرائيلي ايغال يدين. لكن المخطوطات التي تم كشفها عن طريق دائرة الآثار الأردنية وضعت في المتحف الفلسطيني بالقدس المعروف باسم «متحف روكفلر»، وبعد الاحتلال عام 1967، نقلت المخطوطات وآثار أخرى هامة إلى «متحف الكتاب» في القدس الغربية، علما بان متحف روكفلر في القدس الشرقية تحت سيطرة الاحتلال أيضا. وما زالت المخطوطات حتى الآن مثار جدل واسع، يبرز بين كل سنة وأخرى، خصوصا ان حكومات إسرائيل المتعاقبة متهمة من قبل البعض بعرقلة الكشف بشكل كامل عن مضمونها.

وفي حين اعتبر باحثون ذلك، محاولة لإخفاء حقائق جديدة عن فترة نزول الكتاب المقدس والديانة المسيحية والتاريخ اليهودي في فلسطين، كان باحثون إسرائيليون يبررون ذلك بان العمل في المخطوطات لم ينته بعد، أو يكتفون بالإشارة إلى ما نشره ايغال يادين من أجزاء منها، بعد ان تجمع لديه القسم الأعظم المعروف من المخطوطات، بعد احتلال ما تبقى من الأراضي الفلسطينية عام 1967م.

وفي حين تؤكد معلومات ان المخطوطات أو صورا عنها موجودة في إسرائيل والأردن وجامعات أميركية، يعتقد محمد حماد ان الحديث يدور عن عدد كبير من المخطوطات موجود في هذه البلدان وربما غيرها أيضا، بعد ان نشط بدو التعامرة في البحث عن وثائق جديدة، بعد انتشار قصة محمد الذيب ومحمد حماد. وتعتبر أهم كشف اثري من شأنه ان يعيد النظر في تاريخ البشرية المعروف، أو على الأقل في ما يتعلق ما يعرف الآن بالشرق العربي: ارض الديانات والرسل والملائكة! حسب التقديرات المتفائلة لذلك الكشف، الذي ما زال يثير الجدل حتى الآن.

كلام الصور

MAKHTOUT 1

كلام الصورة: كهوف قمران

MAKHTOUT 2

كلام الصورة:

MAKHTOUT 3

فاطمي
06-07-2006, 09:35 AM
كيف عاش أصحاب مخطوطات البحر الميت؟


أسامة العيسة من القدس


في أواخر أربعينات القرن الماضي، عثر البدويان محمد الذويب ومحمد حماد في أحد كهوف خربة قمران المطلة على البحر الميت، على ما عرف فيما بعد بمخطوطات البحر الميت أو لفائف قمران، التي حظيت بشهرة عالمية وما تزال مثار اهتمام أجيال متتابعة من الباحثين من شتى مختلف العالم، ووضع عن المخطوطات اكثر من 3 الاف دراسة بكافة اللغات الحية، وما زالت المطابع نهمة لاي شيء جديد عن هذه المخطوطات.
ووضعت المخطوطات في المتحف الفلسطيني بالقدس، وفي حزيران (يونيو) 1967 سيطرت إسرائيل على


http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_a3c6f0f9-c721-4758-b70d-54b92737f0d9.JPG
اقمشة

المتحف ونقلت المخطوطات إلى متحف الكتاب الإسرائيلي بالقدس الغربية.
وإذا كانت المخطوطات ما زالت تثير جدلا خصوصا حول ما يمكن أن تقدمه من إعادة النظر في تاريخ الأديان المعروف، فانه غاب في حومة هذا الجدل الذي لا ينتهي حتى يبدأ، الظروف التي عاشها أفراد طائفة الاسينيين أصحاب المخطوطات في مجتمعهم الاشتراكي في تلك المنطقة المقفرة على ضفاف اخفض بحيرة في العالم.

ويقدر الان للمتابعين معرفة بعض الأدوات التي استخدمها الاسينيون الذين انقطعوا للعلم وتحصيل المعرفة والكتابة التي وصلتنا على شكل مخطوطات من الجلود أو الصفائح النحاسية وغيرها، من خلال معرض تستضيفه مكتبة الكونغرس في واشنطن.
ويهدف المعرض الذي يضم قطعا من المخطوطات والأدوات التي عثر عليها أثناء البحث في قمران والكهوف المحيطة بها، إلى زيادة فهم الزوار للفترة المضطربة التي نسخت فيها المخطوطات.
ونظم المعرض بالتعاون مع سلطة الآثار الإسرائيلية، التي تتواصل الضغوط العالمية عليها، خصوصا من أوساط أكاديمية معتبرة لكشف المزيد عن مضمون المخطوطات.

وافتتح المعرض الذي اعد له جيدا في حزيران (يونيو) 1993، وحول إلى الشبكة العنكبوتية في نيسان (ابريل) 1996.
وفي حين يحظى المعرض باهتمام الباحثين من مختلف دول العالم وكذلك المتابعين والمهتمين، إلا انه لا يلاقي نفس الاهتمام من الباحثين العرب لأسباب غير مفهومة، مع أن الأمر يتعلق بفترة مهمة من تاريخ المنطقة، تأثيرها ما زال طاغيا حتى الان.


http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_84797e98-458e-4e8b-9de6-19c17c0c4e61.JPG
سلال

ويضم المعرض الذي يكشف عن جوانب من واقع مجتمع الاسينيين، جرار فخارية، قسم منها حفظ المخطوطات وسط تلك البيداء الجافة حتى وصلتنا بفضل محمد الذويب الذي مات قبل سنوات في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين وهو يعاني الفاقة ولا يجد ثمن الدواء، وبفضل شريكه محمد حماد الذي ما زال على قيد الحياة، وعرض عليه مراسلنا صورا لنماذج من معرض مكتبة الكونغرس واستطاع التعرف على بعضها والتأكيد على انه عثر عليها في خربة قمران.


ولفتت انتبه حماد بشكل خاص الجرار، وهي ذات شكل أسطواني، ولم تكن معروفة في أي مكان أخر غير قمران، ولم تكشف الحفريات الاثارية عن جرار مثلها، ويعتقد العلماء انه صنعت محليا من قبل الاسينيين في قمران.

وعثر على أدوات فخارية متعددة مثل الدوارق والقوارير الصغيرة والأواني والأطباق والسلطانيات والمزهريات، مما جعل العلماء يصفون ما عثر عليه في هذا المجال بأنه كنز اثري، ويميلون إلى الاعتقاد بان قمران ربما كانت مركزا إقليميا متقدما لصناعة الفخار.
ويضم المعرض المثير منسوجات، عثر عليها في أحد كهوف قمران في ربيع (نيسان) 1949، واثار وجود بعض هذه المنسوجات مخفية مع المخطوطات، التساؤلات لدى العلماء إذا كان الاسينيون استخدموها ليس فقط في اللباس وإنما أيضا ضمن تقاليد أخرى مثل طقوس الدفن.


http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_dd7853dd-da69-40a8-8e43-920bf0a69322.JPG
فخاريات

وعثر أيضا على قطع أقمشة، غطيت بها الجرار، ونسجت بطريقة معينة دقيقة، وكذلك على سيور جلدية متعددة الأشكال، ومتعددة الاستخدام.

ومن الأدوات المعروضة قطع خشبية نادرة، وسهلت بعض السلطانيات، والصناديق، وإطارات المرايا، المصنوعة من الخشب على الدارسين الوقوف على أساليب مهنة النجارة القديمة.
ويتبين من خلال المعرض نوعية الأمشاط التي استخدمها الاسينيون، التي صممت لتصفيف الشعر بطريقة تضمن أيضا تنظيفه من أي أشياء غريبة، وتشبه شكل هذه الأمشاط مثيلاتها التي كانت شائعة في العالم العربي خصوصا في الأرياف حتى سنوات خلت.

وعثر على مصابيح في قمران، تشبه الأنواع التي عثر عليها في مواقع أخرى مثل ما يعرف بالحي اليهودي بالقدس القديمة، ويطلق على هذا النوع من المصابيح اسم (مصباح هيروديان) التي تعود لفترة الإمبراطور الروماني هيروديان.
وعثر في أحد المصابيح على ألياف من النخيل شكلت فتيلته، وكأنه معد حديثا للإيقاد، ومن سعف النخيل صنع الاسينيون سلالا وحبالا، مستفيدين من تقنية الضفر الشائع في العصر الروماني، وربما المستمر حتى الان.

ويعتقد بأنه في أوقات الشدة تم استخدام الحصر المصنوعة من النخيل في تغليف بقايا الموتى، لإعادة دفنهم في منطقة مضطربة شهدت تمردات وثورات عديدة.
ومن المعروضات زوج صندل ظريف، يعتقد انه من نوع كان شائعا في تلك الفترة، لانه وجد مثله في مواقع أخرى في فلسطين مثل قلعة مسعدة.
ونعل الصندل مصنوع من ثلاث طبقات من الجلد، وشكله لا يختلف كثيرا عن انواع ما زالت مستخدمة حتى الان.
ويتضمن المعرض نماذج من عملات معدنية عثر عليها في قمران عام 1955، بإشراف دائرة الآثار الأردنية،

http://65.17.227.80/elaphweb/Resources/images/Reports/2006/6/thumbnails/T_14c4ddd4-48f3-4f2c-ae99-95e965a94fa9.JPG
عملات


التي وضعتها في المتحف الفلسطيني، والت أخيرا إلى قبضة السلطات الإسرائيلية.
ومن بينها عملات فضية، وبعضها غير معروف انه استخدم في قمران، مما جعل العلماء يعتقدون بأنه عندما كان ينضم أعضاء جدد لطائفة الاسينيين كانوا يسلمون ما معهم من نقود، التي تودع في خزينة عامة، وبعض الأموال عثر عليها تحت الأبواب، وهي ممارسة شائعة في العصور القديمة.
ويثير المعرض من جديد الألغاز عن طائفة الاسينين التي قدمها العلماء كطائفة دينية متقشفة يعيش أفرادها بشكل جماعي، يأكلون الطعام المعد من مطبخ الطائفة، ويعملون في نسخ المخطوطات في قاعة المكتبة.
وحسب بعض التقديرات فان الأدوات التي عثر عليها في الموقع ربما تناقض نظرية التقشف عن حياة الاسينيين، ولكن تقديرات أخرى ترى انه لم يكن بإمكان أفراد الطائفة العيش كجماعة منبوذة دينيا منقطعة للكتابة والتأليف دون أن يكون لديها احتياطا ماليا وفيرا.

وكان العلماء توقفوا مليا عند ما عرف بالمخطوطة النحاسية التي تحدثت عن كميات كبيرة من الذهب تم إخفاؤها، مع ذكر أسماء الأماكن التي أخفيت فها، ولكنه لم يتم التعرف على تلك المواقع، ولم يتم العثور على الذهب رغم حملات البحث في الموقع وفي بيداء البحر الميت المستمرة حتى الان.
وإذا كان المعرض يكشف بعضا من أساليب حياة الاسينيين، الذي يحلو للبعض إطلاق اسم طائفة (الجوهر) عليهم، إلا انه غير قادر على حل أي من الألغاز التي ما زالت تحيط بهم وبمخطوطاتهم التي تسيطر عليها إسرائيل، بشكل يخالف القوانين الدولية الخاصة بالآثار، وتحتكر نشر ما تريد منها، ولا تستجيب لدعوات يطلقها علماء من مختلف دول العالم، بين الوقت والآخر، يطالبون فيها بفتح المخطوطات للدراسات المستقلة، بعيدا عن أية نظريات مسبقة، وهو ما يعتقد انه بعيد المنال حتى الان.