أمير الدهاء
02-16-2022, 03:22 AM
نبيه البرجي
https://nesan.net/content/uploads/496102907560b7282b319e489411605.jpg
15 شباط 2022
حين تتابع الحديث التلفزيوني مع بهاء الحريري، باللغة الببغائية اياها، لا بد أن تسأل ماذا كان الرجل يتوجه الى سكان المريخ، لا الى سكان جهنم. بدا شخصية باهتة، ميكانيكية، ولا توحي بأي خلفية سياسية أو ثقافية. تخيلات كاريكاتورية حول التغيير، التغيير بالشوكة والسكين. شرط أن تكونا من... ذهبّ!
بين يديه العلاج السحري لكل مشكلات لبنان. ازالة حزب الله بفنجان قهوة في أحد مقاهي الداون تاون. كل شيء عن بُعد، كونه مهدداً أمنياً، ربما بسبب ماضيه الثوري، أو بسبب ماضيه السياسي. هل فكرت هيفاء وهبي، فعلاً، باغتياله أو... باصطياده؟
من أنت لتكون اميليو زاباتا أو تتشي غيفارا؟ ابن رفيق الحريري؟ هل يكفي أن تكون ابن ذلك الرجل الاستثنائي لتكون رجلاً نصف استثنائي؟ رصيدك في السياسة لا يساوي رصيد دجاجة. رصيدك الفكري لا يساوي رصيد فطومة حيص بيص. ما هذه الكوميديا الساذجة أن تكون رجل التغيير بالمال الذي بحوزتك، وبشراء الطرابيش، وبشراء ناقري الدفوف، برؤوس أصابعك؟
قال انه ابتعد عن لبنان لانهماكه في أعماله. لم يقل انه ابتعد غاضباً، ويائساً، لأن أصابع الملك اختارت شقيقه لا هو. الأب كان أبو بهاء لا أبو سعد. حظك عاثر. لكن الذين يعرفونك عن قرب قالوا أن حظك من السماء. لو دخلت الى قصر قريطم، ومنه الى السراي، لما بقي من أثر لك ولرفيق الحريري...
وقال ان انفجار المرفأ جعله يتنبه الى التراجيديا اللبنانية. صفة رجل الأعمال تلاصقه. لعله لا يعلم أن كل مصائبنا ناتجة عن التوأمة بين رجال الأعمال ورجال السياسة؟
حين يقتنع فؤاد السنيورة بك (ومتى يقتنع فؤاد السنيورة بغير فؤاد السنيورة؟) نقتنع بك. هو يزن البيضة في بطن الدجاجة. لكنك تعلم، أيها الشيخ بهاء، أن ثمة رؤوساً كبيرة بعثت بنواف سلام الى بيروت ليقرأ الأوضاع، والاحتمالات، عن كثب.
فؤاد مخزومي بالكاريزما التي لا يشق لها غبار(!!!) شق طريقه الى المملكة. وكنا نظن أن كل الطرقات مقفلة أمام كل الطارقين. لا نعلم من استقبله هناك بعدما قام بكل الطقوس الملكية اللازمة ضد حزب الله، وهو الذي لم يسبق له أن تفوه بأي كلمة تمس بالحزب. لكنها لحظة قميص عثمان الذي بليت خيوطه من كثرة التلويح به...
أي تغيير؟ هؤلاء الذي يردحون على الشاشات فقاعات. بلد قام على ثقافة القناصل، ويبقى على ثقافة القناصل. الحكم في مكان والناس في مكان...
تغيير!! وأنت تفاجأ بأن هناك نجوماً في ساحة النجمة من زمن توت عنخ آمون. حقاً ليصيبك الذهول، وانت ترى كيف تختار بعض الأحزاب نوابها الأفاضل. لماذا الاصرار على أن يكونوا بأدمغة الضفادع؟
البلد قدم في جهنم وقدم في المجهول. وهم في سجال حول التعيينات، وحول الأرقام، وحول الترسيم. خذوا هذا الكلام من وزير سابق للنفط في دولة خليجية. اتصل بنا مساء السبت. قال «كفاكم ضياعاً، واضاعة للوقت، والا لن تجدوا بعد حين من يلتفت اليكم. مسألة النفط والغاز (من الألف الى الياء) لا تخضع للمعايير الكلاسيكية للترسيم أو لتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة».
أضاف «هناك كونسورسيوم دولي بزعامة أميركا، في ما يتعلق بنفط وغاز الشرق الأوسط، هي التي تضع خارطة الطريق، من لحظة المسح الزلزالي، أو المسح المغناطيسي، الى لحظة التنقيب والاستخراج والتسويق» !
الوقت يمضي، و»الاسرائيليون» ماضون في مشروعاتهم، وفي صفقاتهم. آموس هوكشتاين لا يقوم بدور الوسيط. هو الأستاذ. ما يستشف من كلامه أن علينا أن نأخذ بالخطة التي حملها. أي خطة أخرى تعني أن غازنا سيبقى مدفونا تحت المياه، والبلد مدفوناً تحت التراب.
حتى ولو استخرجناه، الطريق الى أوروبا يمر من واشنطن، لا من القصر الجمهوري، ولا من قصر عين التينة. ولا من... سياسات العتابا والميجانا.
هذه سياسات العتابا والميجانا. لكأنهم لا يدرون أن خارطة اخرى للبنان على الطاولة ان بقي يغرد خارج السرب. واصلوا صراع الديكة. الديكة المجنونة...
https://addiyar.com/article/1978012-%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D8%AE-%D8%A2%D9%85%D9%88%D9%86
https://nesan.net/content/uploads/496102907560b7282b319e489411605.jpg
15 شباط 2022
حين تتابع الحديث التلفزيوني مع بهاء الحريري، باللغة الببغائية اياها، لا بد أن تسأل ماذا كان الرجل يتوجه الى سكان المريخ، لا الى سكان جهنم. بدا شخصية باهتة، ميكانيكية، ولا توحي بأي خلفية سياسية أو ثقافية. تخيلات كاريكاتورية حول التغيير، التغيير بالشوكة والسكين. شرط أن تكونا من... ذهبّ!
بين يديه العلاج السحري لكل مشكلات لبنان. ازالة حزب الله بفنجان قهوة في أحد مقاهي الداون تاون. كل شيء عن بُعد، كونه مهدداً أمنياً، ربما بسبب ماضيه الثوري، أو بسبب ماضيه السياسي. هل فكرت هيفاء وهبي، فعلاً، باغتياله أو... باصطياده؟
من أنت لتكون اميليو زاباتا أو تتشي غيفارا؟ ابن رفيق الحريري؟ هل يكفي أن تكون ابن ذلك الرجل الاستثنائي لتكون رجلاً نصف استثنائي؟ رصيدك في السياسة لا يساوي رصيد دجاجة. رصيدك الفكري لا يساوي رصيد فطومة حيص بيص. ما هذه الكوميديا الساذجة أن تكون رجل التغيير بالمال الذي بحوزتك، وبشراء الطرابيش، وبشراء ناقري الدفوف، برؤوس أصابعك؟
قال انه ابتعد عن لبنان لانهماكه في أعماله. لم يقل انه ابتعد غاضباً، ويائساً، لأن أصابع الملك اختارت شقيقه لا هو. الأب كان أبو بهاء لا أبو سعد. حظك عاثر. لكن الذين يعرفونك عن قرب قالوا أن حظك من السماء. لو دخلت الى قصر قريطم، ومنه الى السراي، لما بقي من أثر لك ولرفيق الحريري...
وقال ان انفجار المرفأ جعله يتنبه الى التراجيديا اللبنانية. صفة رجل الأعمال تلاصقه. لعله لا يعلم أن كل مصائبنا ناتجة عن التوأمة بين رجال الأعمال ورجال السياسة؟
حين يقتنع فؤاد السنيورة بك (ومتى يقتنع فؤاد السنيورة بغير فؤاد السنيورة؟) نقتنع بك. هو يزن البيضة في بطن الدجاجة. لكنك تعلم، أيها الشيخ بهاء، أن ثمة رؤوساً كبيرة بعثت بنواف سلام الى بيروت ليقرأ الأوضاع، والاحتمالات، عن كثب.
فؤاد مخزومي بالكاريزما التي لا يشق لها غبار(!!!) شق طريقه الى المملكة. وكنا نظن أن كل الطرقات مقفلة أمام كل الطارقين. لا نعلم من استقبله هناك بعدما قام بكل الطقوس الملكية اللازمة ضد حزب الله، وهو الذي لم يسبق له أن تفوه بأي كلمة تمس بالحزب. لكنها لحظة قميص عثمان الذي بليت خيوطه من كثرة التلويح به...
أي تغيير؟ هؤلاء الذي يردحون على الشاشات فقاعات. بلد قام على ثقافة القناصل، ويبقى على ثقافة القناصل. الحكم في مكان والناس في مكان...
تغيير!! وأنت تفاجأ بأن هناك نجوماً في ساحة النجمة من زمن توت عنخ آمون. حقاً ليصيبك الذهول، وانت ترى كيف تختار بعض الأحزاب نوابها الأفاضل. لماذا الاصرار على أن يكونوا بأدمغة الضفادع؟
البلد قدم في جهنم وقدم في المجهول. وهم في سجال حول التعيينات، وحول الأرقام، وحول الترسيم. خذوا هذا الكلام من وزير سابق للنفط في دولة خليجية. اتصل بنا مساء السبت. قال «كفاكم ضياعاً، واضاعة للوقت، والا لن تجدوا بعد حين من يلتفت اليكم. مسألة النفط والغاز (من الألف الى الياء) لا تخضع للمعايير الكلاسيكية للترسيم أو لتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة».
أضاف «هناك كونسورسيوم دولي بزعامة أميركا، في ما يتعلق بنفط وغاز الشرق الأوسط، هي التي تضع خارطة الطريق، من لحظة المسح الزلزالي، أو المسح المغناطيسي، الى لحظة التنقيب والاستخراج والتسويق» !
الوقت يمضي، و»الاسرائيليون» ماضون في مشروعاتهم، وفي صفقاتهم. آموس هوكشتاين لا يقوم بدور الوسيط. هو الأستاذ. ما يستشف من كلامه أن علينا أن نأخذ بالخطة التي حملها. أي خطة أخرى تعني أن غازنا سيبقى مدفونا تحت المياه، والبلد مدفوناً تحت التراب.
حتى ولو استخرجناه، الطريق الى أوروبا يمر من واشنطن، لا من القصر الجمهوري، ولا من قصر عين التينة. ولا من... سياسات العتابا والميجانا.
هذه سياسات العتابا والميجانا. لكأنهم لا يدرون أن خارطة اخرى للبنان على الطاولة ان بقي يغرد خارج السرب. واصلوا صراع الديكة. الديكة المجنونة...
https://addiyar.com/article/1978012-%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%88%D8%AA-%D8%B9%D9%86%D8%AE-%D8%A2%D9%85%D9%88%D9%86