راعي الغرشا
02-15-2022, 05:33 AM
https://media.alanba.com.kw/resources/imgwriters1/83_pic20220112200608255.jpg?w=430&h=235
الثلاثاء 2022/2/15
بقلم : د .عبدالهادي الصالح
الحب عاطفة إنسانية جميلة، يعبر الإنسان من خلالها عن امتنانه وانجذابه وإعجابه بالمحبوب، وقد يتم تزييف هذا الحب عمداً أو اشتباهاً، بالحب الغريزي والأناني الاستهلاكي، الذي ينتهي مع انتهاء مصلحة أو قضاء حاجة، أما الحب الحقيقي فإنه لا يتزلزل مع تغير الظروف الخارجية، لأنه حب عاطفي يسنده العقل انطلاقا من قناعة راسخة، كالحب المتبادل بين الولد (ذكرا أو أنثى) والوالدين، والزوج والزوجة، وبين أهل الرحم والأصدقاء القائم على طول مدة حسن العشرة، وهذا واضح حتى مع عاملة المنزل (الخادمة) عندما تحين ساعة الوداع بمغادرتها.
ولذلك على الفتى والفتاة الحذر من الحب الزائف القائم على جمال الوجه وقوام البدن، أو وجاهة المنصب، أو ما يقتنيه من سيارة فارهة.. فهذا الحب يتبخر مع زوال هذه الأسباب أو فقدان عنصر الانجذاب بسبب الاعتياد والرتابة.
ومن الأسف أن الأفلام والمسلسلات تروج لهذا الحب المزيف الذي ينتهي غالبا بالطلاق بعد انطفاء وهج نار الشوق العاطفي، لتبدأ مواجهة الحياة ومتاعبها والتي تحتاج إلى صبر وتضحية لا يتحملها إلا الحب الحقيقي كما أسلفنا.
ولعل أسمى أنواع الحب، هو الحب القائم على حب الله وفي الله ولله، حب عاطفي وعقلاني، ممتد ضمن الحياة إلى ما بعد الممات، وليس حبا قائما على الرعب والخوف والإرهاب المجرد.
وضرب لنا القرآن أروع النماذج في الحب، مثلما حذر من نماذج حب الشهوات.
ولولا حب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم للناس لما نجح في دعوته للإسلام، ولدينا نموذج للإنسان المحب الذي أعطى كل ما يملك لله تعالى وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فأحبه الله ورسوله والمؤمنون: «لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه».
وقال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق. (صحيح مسلم).
13 رجب ذكرى ميلاد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام.
a.alsalleh@yahoo.com
الثلاثاء 2022/2/15
بقلم : د .عبدالهادي الصالح
الحب عاطفة إنسانية جميلة، يعبر الإنسان من خلالها عن امتنانه وانجذابه وإعجابه بالمحبوب، وقد يتم تزييف هذا الحب عمداً أو اشتباهاً، بالحب الغريزي والأناني الاستهلاكي، الذي ينتهي مع انتهاء مصلحة أو قضاء حاجة، أما الحب الحقيقي فإنه لا يتزلزل مع تغير الظروف الخارجية، لأنه حب عاطفي يسنده العقل انطلاقا من قناعة راسخة، كالحب المتبادل بين الولد (ذكرا أو أنثى) والوالدين، والزوج والزوجة، وبين أهل الرحم والأصدقاء القائم على طول مدة حسن العشرة، وهذا واضح حتى مع عاملة المنزل (الخادمة) عندما تحين ساعة الوداع بمغادرتها.
ولذلك على الفتى والفتاة الحذر من الحب الزائف القائم على جمال الوجه وقوام البدن، أو وجاهة المنصب، أو ما يقتنيه من سيارة فارهة.. فهذا الحب يتبخر مع زوال هذه الأسباب أو فقدان عنصر الانجذاب بسبب الاعتياد والرتابة.
ومن الأسف أن الأفلام والمسلسلات تروج لهذا الحب المزيف الذي ينتهي غالبا بالطلاق بعد انطفاء وهج نار الشوق العاطفي، لتبدأ مواجهة الحياة ومتاعبها والتي تحتاج إلى صبر وتضحية لا يتحملها إلا الحب الحقيقي كما أسلفنا.
ولعل أسمى أنواع الحب، هو الحب القائم على حب الله وفي الله ولله، حب عاطفي وعقلاني، ممتد ضمن الحياة إلى ما بعد الممات، وليس حبا قائما على الرعب والخوف والإرهاب المجرد.
وضرب لنا القرآن أروع النماذج في الحب، مثلما حذر من نماذج حب الشهوات.
ولولا حب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم للناس لما نجح في دعوته للإسلام، ولدينا نموذج للإنسان المحب الذي أعطى كل ما يملك لله تعالى وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فأحبه الله ورسوله والمؤمنون: «لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه».
وقال علي: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي: أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق. (صحيح مسلم).
13 رجب ذكرى ميلاد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام.
a.alsalleh@yahoo.com