Osama
08-26-2005, 09:14 AM
بيروت - منال أبو عبس
الحياة - 26/08/2005
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/08-2005/Item-20050825-ef4dec19-c0a8-10ed-00c7-49e4a8a42966/Ikbal_01.jpg_200_-1.jpg
لم تعد إقبال أحمد الأسعد أصغر فائزة بالشهادة الثانوية في لبنان فحسب. فالفلسطينية ابنة الإثني عشر عاماً، التي كرمها وزير التربية خالد قباني في قصر الاونيسكو قبل يومين، استفاقت يوم أمس وفي جعبتها سيل من العروض «السياسية- التربوية» تتجاوز هويتها الأبعاد اللبنانية المحلية إلى الفلسطينية الإقليمية.
لكن، ما الذي أكسب قضية إقبال بعدها السياسي؟
«حصلت على منحة من الوزير السابق عبدالرحيم مراد تخولني درس الاختصاص الذي أريد في الجامعة اللبنانية - الدولية التي يملكها»، تقول إقبال مرجحة رفضها العرض، لأن «الجامعة ليس فيها قسم للطب، بل للصيدلة، وأنا أريد أن أصبح طبيبة». وتضيف: «الوزير قباني بدوره قال إنه سيؤمن لي الدرس في الجامعة الأميركية في بيروت أو أي جامعة أخرى للتخصص في الطب، يعطونني عشرة ملايين ليرة كبداية، ولاحقاً يتولى (النائب) سعد الحريري أمر تعليمي»...
إذن العروض تراوح بين الحريري الذي اشتهر والده الشهيد رفيق الحريري بمساعداته التربوية قبل وجوده في السلطة وخلاله، وبين الوزير السابق مراد ذي المطامح السياسية البارزة (آخرها دخوله في «مسابقة» رئاسة الوزراء) التي جعلته في خصومة مع آل الحريري.
إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ «طلب (أمين سر حركة فتح في لبنان) سلطان أبو العينين أن نستخرج لها جواز سفر لأنهم يريدون أخذها في رحلة إلى تونس»، تقول الأم التي لم تخف حماستها طوال الوقت، مشيرة إلى «أننا فعلنا، فأخذوا الجواز ونحن الآن ننتظر اتصالاً منهم لتحديد الموعد».
قد لا تكون العروض السابقة هي الحصيلة النهائية لـ «معجزة» إقبال وتفوقها أكاديمياً، فالرحلة ما زالت في بدايتها، بخاصة بعدما طلب «أحدهم» من العائلة أن تقتني هاتفاً خاصاً بها، لتلقي المكالمات من «المعنيين» من الآن فصاعداً!
وفي منزلها الواقع في قلب بلدة برالياس البقاعية، تعيش إقبال يومها الأول بعد التكريم، بفرحة لا تفوقها إلا فرحة والدتها. فالأم البقاعية التي تفاخر بأنها لم تنجب الكثير من الأولاد، فقط أربعة، مع أن الفلسطينيين يحبون الأولاد كثيراً»، تفاخر بـ «قبولة (اسم الدلع) المدللة من والدها، والمتفوقة في مدرستها اللبنانية وليس في الأونروا». إلا أن تفوق إقبال لم يحرمها من سماع جملة الأمهات الشهيرة: «ما بتقوم من هون لهون (لا تنظف شيئاً) وإذا بدها تشرب بتقول بابا اسقيني».
لا تتحدث إقبال كثيراً، وتجيب باقتضاب شديد، إلا أن الإجابة عن السؤال عن رحلتها من الطفولة إلى التفوق في الطفولة أيضاً، يكون الأكثر سلاسة وترابطاً مما يوحي بأنها رددته كثيراً: «في عمر السنتين والنصف كنت اعرف ترجمة 50 كلمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس. وفي الثالثة والنصف تسجلت في صف الروضة الأولى، ثم الثانية، حينها كنت اقرأ الجريدة والقرآن. في الخامسة كان المدير يأخذني إلى الصف الخامس لأقرأ لتلامذته درس القراءة. تسجلت مباشرة في الصف الثاني ابتدائي وانتقلت منه إلى الرابع ثم السادس ثم الرابع متوسط (بروفيه). لم انجح في الامتحان الرسمي عندما كان عمري تسع سنوات. في العاشرة أعدت الامتحان الرسمي فنجحت وبعدها تسجلت في الأول ثانوي ثم في صف «علوم الحياة».
لا تبدو إقبال متوترة من فكرة دخولها إلى الجامعة، «رفاقي في الصف عمرهم نحو 19 سنة، وهم لا يحسون أنني مختلفة، ويعاملونني بطريقة عادية، وبالتأكيد سأتلاءم مع غيرهم».
في البلدة تلعب اقبال المحجبة (بدأت إداء الصلاة حديثاً)، مع رفاق في مثل سنها، «العب مع أولاد عمي فوتبول وباسكيت، في الساحة أمام المنزل ونتذكر كيف كنا. يعني عندما كنا نلعب بيت بيوت، وكنت قول بدي صير دكتورة». لا ترى إقبال الحلم بعيداً، فـ «خلال 11 عاماً يصبح الطالب العادي دكتوراً، يعني في حالتي يكون عمري 23 عاماً، إلا أنني سأصبح طبيبة في فترة اقل من هذه بكثير».
الحياة - 26/08/2005
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/08-2005/Item-20050825-ef4dec19-c0a8-10ed-00c7-49e4a8a42966/Ikbal_01.jpg_200_-1.jpg
لم تعد إقبال أحمد الأسعد أصغر فائزة بالشهادة الثانوية في لبنان فحسب. فالفلسطينية ابنة الإثني عشر عاماً، التي كرمها وزير التربية خالد قباني في قصر الاونيسكو قبل يومين، استفاقت يوم أمس وفي جعبتها سيل من العروض «السياسية- التربوية» تتجاوز هويتها الأبعاد اللبنانية المحلية إلى الفلسطينية الإقليمية.
لكن، ما الذي أكسب قضية إقبال بعدها السياسي؟
«حصلت على منحة من الوزير السابق عبدالرحيم مراد تخولني درس الاختصاص الذي أريد في الجامعة اللبنانية - الدولية التي يملكها»، تقول إقبال مرجحة رفضها العرض، لأن «الجامعة ليس فيها قسم للطب، بل للصيدلة، وأنا أريد أن أصبح طبيبة». وتضيف: «الوزير قباني بدوره قال إنه سيؤمن لي الدرس في الجامعة الأميركية في بيروت أو أي جامعة أخرى للتخصص في الطب، يعطونني عشرة ملايين ليرة كبداية، ولاحقاً يتولى (النائب) سعد الحريري أمر تعليمي»...
إذن العروض تراوح بين الحريري الذي اشتهر والده الشهيد رفيق الحريري بمساعداته التربوية قبل وجوده في السلطة وخلاله، وبين الوزير السابق مراد ذي المطامح السياسية البارزة (آخرها دخوله في «مسابقة» رئاسة الوزراء) التي جعلته في خصومة مع آل الحريري.
إلا أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، إذ «طلب (أمين سر حركة فتح في لبنان) سلطان أبو العينين أن نستخرج لها جواز سفر لأنهم يريدون أخذها في رحلة إلى تونس»، تقول الأم التي لم تخف حماستها طوال الوقت، مشيرة إلى «أننا فعلنا، فأخذوا الجواز ونحن الآن ننتظر اتصالاً منهم لتحديد الموعد».
قد لا تكون العروض السابقة هي الحصيلة النهائية لـ «معجزة» إقبال وتفوقها أكاديمياً، فالرحلة ما زالت في بدايتها، بخاصة بعدما طلب «أحدهم» من العائلة أن تقتني هاتفاً خاصاً بها، لتلقي المكالمات من «المعنيين» من الآن فصاعداً!
وفي منزلها الواقع في قلب بلدة برالياس البقاعية، تعيش إقبال يومها الأول بعد التكريم، بفرحة لا تفوقها إلا فرحة والدتها. فالأم البقاعية التي تفاخر بأنها لم تنجب الكثير من الأولاد، فقط أربعة، مع أن الفلسطينيين يحبون الأولاد كثيراً»، تفاخر بـ «قبولة (اسم الدلع) المدللة من والدها، والمتفوقة في مدرستها اللبنانية وليس في الأونروا». إلا أن تفوق إقبال لم يحرمها من سماع جملة الأمهات الشهيرة: «ما بتقوم من هون لهون (لا تنظف شيئاً) وإذا بدها تشرب بتقول بابا اسقيني».
لا تتحدث إقبال كثيراً، وتجيب باقتضاب شديد، إلا أن الإجابة عن السؤال عن رحلتها من الطفولة إلى التفوق في الطفولة أيضاً، يكون الأكثر سلاسة وترابطاً مما يوحي بأنها رددته كثيراً: «في عمر السنتين والنصف كنت اعرف ترجمة 50 كلمة من العربية إلى الإنكليزية وبالعكس. وفي الثالثة والنصف تسجلت في صف الروضة الأولى، ثم الثانية، حينها كنت اقرأ الجريدة والقرآن. في الخامسة كان المدير يأخذني إلى الصف الخامس لأقرأ لتلامذته درس القراءة. تسجلت مباشرة في الصف الثاني ابتدائي وانتقلت منه إلى الرابع ثم السادس ثم الرابع متوسط (بروفيه). لم انجح في الامتحان الرسمي عندما كان عمري تسع سنوات. في العاشرة أعدت الامتحان الرسمي فنجحت وبعدها تسجلت في الأول ثانوي ثم في صف «علوم الحياة».
لا تبدو إقبال متوترة من فكرة دخولها إلى الجامعة، «رفاقي في الصف عمرهم نحو 19 سنة، وهم لا يحسون أنني مختلفة، ويعاملونني بطريقة عادية، وبالتأكيد سأتلاءم مع غيرهم».
في البلدة تلعب اقبال المحجبة (بدأت إداء الصلاة حديثاً)، مع رفاق في مثل سنها، «العب مع أولاد عمي فوتبول وباسكيت، في الساحة أمام المنزل ونتذكر كيف كنا. يعني عندما كنا نلعب بيت بيوت، وكنت قول بدي صير دكتورة». لا ترى إقبال الحلم بعيداً، فـ «خلال 11 عاماً يصبح الطالب العادي دكتوراً، يعني في حالتي يكون عمري 23 عاماً، إلا أنني سأصبح طبيبة في فترة اقل من هذه بكثير».