الباب العالي
02-11-2022, 04:51 PM
العامري يتهم الأعداء بدفع «المليارات» لإثارة الاقتتال والصدر مع التهدئة والخزعلي يحذر من الاتهام بدون أدلة
11-02-2022
https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1644508513377273400/1644508889000/1280x960.jpg
شبان عراقيون يعرضون مسرحية في الموصل القديمة أمس (رويترز)
على وقع التوتر الأمني والخلاف السياسي المفتوح، أحيا تواصل الاغتيالات في محافظة ميسان جنوب العراق مخاوف نشوب صِدام مسلح داخل البيت الشيعي خصوصاً بين سرايا السلام الجناح العسكري لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عنه بقيادة قيس الخزعلي وسط تحذيرات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من إشاعة الفوضى في المنطقة بأسرها.
وشهدت ميسان عملية اغتيال جديدة لمقاتل في «سرايا السلام» بعد ساعات فقط من زيارة الكاظمي لها واجتماعه بقيادتها الأمنية وتقديمه العزاء في اغتيال القاضي المتخصص بقضايا المخدرات أحمد الساعدي، وتعهده بالثأر له والرائد بوزارة الداخلية حسام العلياوي وجميعهم قتلوا خلال أسبوع.
ووفق مصدر أمني فإن عضو السرايا كرار أبو رغيف تعرض لإطلاق نار في مدينة العمارة مما أسفر عن مقتله في الحال، وجرى تشييعه من أنصار التيار، موضحاً أنه ابن شقيق القيادي الصدري عديل أبو رغيف وكان محتجزاً لظهوره في فيديو خلال عملية اغتيال مدير مكتب «العصائب» بميسان وسام العلياوي وشقيقه عصام في هجوم على مقر الحركة الموالية لإيران في أكتوبر 2019، لكن الشرطة أطلقت سراحه بعد التحقيق.
وربط أهالي ميسان بين إطلاق سراح كرار واغتيال عمه قبل أسابيع وبعده القاضي الساعدي، وعملية اغتيال الرائد العلياوي وشقيقيه وسام وعصام، خصوصاً مع اتهام الخزعلي «سرايا السلام» بالمسؤولية عن مقتل الأشقاء الثلاثة، ومطالبته الصدر «بالتبرؤ من العناصر المسيئة».
وقبل اغتيال كرار وإصابة زوجته، دعا الصدر، أمس الأول، للتهدئة وتجنب التصعيد بين السرايا والعصائب، مؤكداً أنهم «إخوة» وإن اختلف معهم سياسياً أو لم يرض بالتحالف معهم.
وأوضح الصدر أن «التصعيد على مستويين الأول عشائري وأنه بعث من يحل المشاكل وأمل التحلي بمزيد من الحكمة والحنكة، والثاني سياسي بين العصائب والتيار».
وقال الصدر: «أتفرقنا السياسة؟ كلا وألف كلا وعلى الجانبين التحلي بالهدوء وليجمعهم محمد الصدر إن لم يكُ مقتدى مؤهلاً عند بعضهم، وتصالحوا بعيداً عن القيادات فأنتم من أب واحد ومرجع واحد وما زلت آمل بالبعض منهم حقن الدماء، فلسنا ممن يقدم المصالح السياسية على الدينية والعقائدية». وأشار الصدر إلى أنه «حتى وإن كان استهدافهم محافظة ميسان الحبيبة والتصعيد فيها سياسياً من أجل تسقيط محافظها علي دواي (الكتلة الصدرية) للضغط من أجل التحالف فكل ذلك لا يحلل الدم العراقي فإياكم والتعدي على الدين والشرع والقانون».
وأمس قرر الصدر إرسال وفد إلى العصائب لتجنب نشوب حرب داخلية بين الشيعة. ودعا الصدر الخزعلي إلى التعاون مع تلك اللجنة "ودرء الفتنة".
وقال الصدر: "في حال لم يستجب أحد الوفدين (التيار والعصائب) فإنني سأعلن البراءة من الطرفين بلا تردد، وليأخذ القانون مجراه، وليبتعد الجميع عن العنف والأذى".
وأضاف: "هناك من يريد إشعال الحرب الشيعية - الشيعية، وتهديد السلم الأهلي مع شديد الأسف".
في المقابل، اعتبر الخزعلي أن عمليات الاغتيال لعناصر «العصائب» و«سرايا السلام» مشروع فتنة، محذراً أهالي المحافظة الجنوبية من أنه «يراد به الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة».
وأيّد الخزعلي كلّ خطابات التهدئة لتفويت الفرصة على مُريدي إشعال الفتنة، محذرا في الوقت نفسه من خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من «بعضنا إلى البعض الآخر» بدون أدلة.
وطالب الخزعلي عشائر ميسان بالتبرؤ من كلّ مَن يثبت تورّطه بالدم العراقيّ ويُريد إيقاع الفتنة، داعياً الأجهزة الأمنية إلى الاحتكام للقانون، وأن تقوم بواجبها كاملاً بدعم القوى السياسية كافة.
بدوره، حذر زعيم تحالف «الفتح» الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، أمس، من اندلاع اقتتال داخلي في العراق، مؤكداً أن «ما تشهده محافظة ميسان من حوادث دموية أمر يبعث على الأسى والقلق، ويؤدي لسلب الشعور بالأمن والاستقرار وأن حالات التصعيد قد تتسع معها دائرة العنف المتبادل ليأخذ مديات خطيرة يصعب وضع حد لها».
ودعا العامري، في بيان، «التيار الصدري والعصائب وامتداداتهما العشائرية والسياسية للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس ووعي المسؤولية الشرعي والبصيرة بعواقب الأمور كون الدم لا يجلب إلا الدم».
وقال العامري: «الاقتتال المحلي الذي أنفق لأجله الأعداء المليارات ولم ينجحوا، ربما يقدم إليهم بهذه الطريقة مجاناً وعلى طبق من ذهب، فنحذر إخواننا من الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب، ونحن مستعدون لأي مسعى ينزع فتيل الأزمة ويعضد جهود الخيرين لتجاوز هذه الأزمة، وإني أقابل بالشكر والإعجاب خطاب الاعتدال والتهدئة للأخوين السيد مقتدى الصدر والشيخ قيس الخزعلي».
11-02-2022
https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1644508513377273400/1644508889000/1280x960.jpg
شبان عراقيون يعرضون مسرحية في الموصل القديمة أمس (رويترز)
على وقع التوتر الأمني والخلاف السياسي المفتوح، أحيا تواصل الاغتيالات في محافظة ميسان جنوب العراق مخاوف نشوب صِدام مسلح داخل البيت الشيعي خصوصاً بين سرايا السلام الجناح العسكري لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وجماعة «عصائب أهل الحق» المنشقة عنه بقيادة قيس الخزعلي وسط تحذيرات رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي من إشاعة الفوضى في المنطقة بأسرها.
وشهدت ميسان عملية اغتيال جديدة لمقاتل في «سرايا السلام» بعد ساعات فقط من زيارة الكاظمي لها واجتماعه بقيادتها الأمنية وتقديمه العزاء في اغتيال القاضي المتخصص بقضايا المخدرات أحمد الساعدي، وتعهده بالثأر له والرائد بوزارة الداخلية حسام العلياوي وجميعهم قتلوا خلال أسبوع.
ووفق مصدر أمني فإن عضو السرايا كرار أبو رغيف تعرض لإطلاق نار في مدينة العمارة مما أسفر عن مقتله في الحال، وجرى تشييعه من أنصار التيار، موضحاً أنه ابن شقيق القيادي الصدري عديل أبو رغيف وكان محتجزاً لظهوره في فيديو خلال عملية اغتيال مدير مكتب «العصائب» بميسان وسام العلياوي وشقيقه عصام في هجوم على مقر الحركة الموالية لإيران في أكتوبر 2019، لكن الشرطة أطلقت سراحه بعد التحقيق.
وربط أهالي ميسان بين إطلاق سراح كرار واغتيال عمه قبل أسابيع وبعده القاضي الساعدي، وعملية اغتيال الرائد العلياوي وشقيقيه وسام وعصام، خصوصاً مع اتهام الخزعلي «سرايا السلام» بالمسؤولية عن مقتل الأشقاء الثلاثة، ومطالبته الصدر «بالتبرؤ من العناصر المسيئة».
وقبل اغتيال كرار وإصابة زوجته، دعا الصدر، أمس الأول، للتهدئة وتجنب التصعيد بين السرايا والعصائب، مؤكداً أنهم «إخوة» وإن اختلف معهم سياسياً أو لم يرض بالتحالف معهم.
وأوضح الصدر أن «التصعيد على مستويين الأول عشائري وأنه بعث من يحل المشاكل وأمل التحلي بمزيد من الحكمة والحنكة، والثاني سياسي بين العصائب والتيار».
وقال الصدر: «أتفرقنا السياسة؟ كلا وألف كلا وعلى الجانبين التحلي بالهدوء وليجمعهم محمد الصدر إن لم يكُ مقتدى مؤهلاً عند بعضهم، وتصالحوا بعيداً عن القيادات فأنتم من أب واحد ومرجع واحد وما زلت آمل بالبعض منهم حقن الدماء، فلسنا ممن يقدم المصالح السياسية على الدينية والعقائدية». وأشار الصدر إلى أنه «حتى وإن كان استهدافهم محافظة ميسان الحبيبة والتصعيد فيها سياسياً من أجل تسقيط محافظها علي دواي (الكتلة الصدرية) للضغط من أجل التحالف فكل ذلك لا يحلل الدم العراقي فإياكم والتعدي على الدين والشرع والقانون».
وأمس قرر الصدر إرسال وفد إلى العصائب لتجنب نشوب حرب داخلية بين الشيعة. ودعا الصدر الخزعلي إلى التعاون مع تلك اللجنة "ودرء الفتنة".
وقال الصدر: "في حال لم يستجب أحد الوفدين (التيار والعصائب) فإنني سأعلن البراءة من الطرفين بلا تردد، وليأخذ القانون مجراه، وليبتعد الجميع عن العنف والأذى".
وأضاف: "هناك من يريد إشعال الحرب الشيعية - الشيعية، وتهديد السلم الأهلي مع شديد الأسف".
في المقابل، اعتبر الخزعلي أن عمليات الاغتيال لعناصر «العصائب» و«سرايا السلام» مشروع فتنة، محذراً أهالي المحافظة الجنوبية من أنه «يراد به الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد والمذهب الواحد والمحافظة الواحدة».
وأيّد الخزعلي كلّ خطابات التهدئة لتفويت الفرصة على مُريدي إشعال الفتنة، محذرا في الوقت نفسه من خطأ الاندفاع بتوجيه الاتهامات من «بعضنا إلى البعض الآخر» بدون أدلة.
وطالب الخزعلي عشائر ميسان بالتبرؤ من كلّ مَن يثبت تورّطه بالدم العراقيّ ويُريد إيقاع الفتنة، داعياً الأجهزة الأمنية إلى الاحتكام للقانون، وأن تقوم بواجبها كاملاً بدعم القوى السياسية كافة.
بدوره، حذر زعيم تحالف «الفتح» الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، أمس، من اندلاع اقتتال داخلي في العراق، مؤكداً أن «ما تشهده محافظة ميسان من حوادث دموية أمر يبعث على الأسى والقلق، ويؤدي لسلب الشعور بالأمن والاستقرار وأن حالات التصعيد قد تتسع معها دائرة العنف المتبادل ليأخذ مديات خطيرة يصعب وضع حد لها».
ودعا العامري، في بيان، «التيار الصدري والعصائب وامتداداتهما العشائرية والسياسية للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس ووعي المسؤولية الشرعي والبصيرة بعواقب الأمور كون الدم لا يجلب إلا الدم».
وقال العامري: «الاقتتال المحلي الذي أنفق لأجله الأعداء المليارات ولم ينجحوا، ربما يقدم إليهم بهذه الطريقة مجاناً وعلى طبق من ذهب، فنحذر إخواننا من الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب، ونحن مستعدون لأي مسعى ينزع فتيل الأزمة ويعضد جهود الخيرين لتجاوز هذه الأزمة، وإني أقابل بالشكر والإعجاب خطاب الاعتدال والتهدئة للأخوين السيد مقتدى الصدر والشيخ قيس الخزعلي».