المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارتفاع أسعار الوقود يشعل غضب الأميركيين



yasmeen
08-26-2005, 08:27 AM
في ظل توقعات بأنها مرشحة للصعود أكثر



مع كل زيادة في أسعار النفط العالمية يشتعل غضب الأميركيين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين لدفع جزء أكبر من دخلهم لتموين سياراتهم بالوقود، بعد أن وصل سعر غالون الوقود إلى ثلاثة دولارات تقريبا، بما يعادل حوالي 79 سنتا للتر الواحد، وهو أعلى سعر له في تاريخ الولايات المتحدة.

تقول سيندي تريفانيان، التي اضطرت إلى دفع 49 دولارا لملء خزان سيارتها الشيفروليه تاهو (إس.يو.في) بالوقود الذي يكفي للسير لمسافة 320 كيلومترا فقط «لا أصدق هذا الوضع، إن سعر الوقود أصبح أكثر مما يطاق». وأضافت أنها كانت تسخر من هؤلاء الذين كانوا يشترون سيارات بريوس الصغيرة ذات الاستهلاك المحدود للوقود، «ولكنني أحسدهم الان».

وتضيف أن مشكلتها الحقيقية الان، أنها لا تعرف من الذي يتحمل مسؤولية هذه الازمة في أسعار الوقود. وتريفيان واحدة من أشد المتحمسين للحزب الجمهوري وأيدت بشدة سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش، بما في ذلك حربه ضد العراق، لذلك ليس لديها فكرة واضحة عمن يجب أن توجه إليه غضبها من ارتفاع أسعار الوقود. والحقيقة أنه قد يكون من الصعب التعاطف مع هؤلاء اليمينيين المتطرفين في رؤاهم السياسية، أو حتى في حرصهم على استخدام السيارات التي تستهلك كميات هائلة من الوقود أمثال تريفيان.

ورغم ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة، خلال الفترة الاخيرة، فإن ثلاثة دولارات للغالون الواحد الذي يعادل 3.78 لتر ما زال يبدو سعرا مقبولا مقارنة بأسعار الوقود في أوروبا مثلا التي تبلغ ضعف هذا السعر تقريبا.

ولكن المشكلة أن السعر مرشح للزيادة بصورة كبيرة، فقد كان السعر ثلاثة دولارات للغالون عندما كان سعر برميل النفط 60 دولارا تقريبا قبل أيام، ولكن سعر برميل النفط قفز إلى حوالي 68 دولارا للبرميل خوفا من اضطراب إمدادات النفط من خليج المكسيك بسبب احتمالات تدهور الاحوال المناخية فيه، بما يؤدي إلى توقف العمل في منصات استخراج النفط.والسبب في ارتفاع أسعار الوقود في أوروبا، هو الضرائب المفروضة على الوقود، التي توفر أموالا تستخدم في تحسين شبكة الطرق والحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. ويبلغ سعر الغالون في هولندا 6.48 دولار، وسعره في النرويج 6.27 دولار، وفي إيطاليا 5.96 دولار، وفي إنجلترا 5.79 دولار، بل إن أسعار الوقود في العديد من دول شرق ووسط أوروبا أعلى من سعره في الولايات المتحدة.

ورغم غضب تريفيان وأمثالها، هناك معسكر في الولايات المتحدة يشعر بالارتياح لهذا الارتفاع في أسعار البنزين والنفط بشكل عام، بل ويطالب بضرورة فرض ضرائب على استهلاك النفط في الولايات المتحدة، كما هو الحال في أوروبا.

وهذا التيار يرى أن هذه الظروف يجب ان تدفع الادارة الأميركية لاتخاذ خطوات تجبر الأميركيين على الحد من استهلاك الوقود، بما في ذلك التخلي عن تلك السيارات الكبيرة ذات الاستهلاك المرتفع للوقود، والتي لا توجد إلا في الولايات المتحدة تقريبا.

ولكن الأميركية التي اكتفت بذكر اسمها الاول أمسيستي قالت، إن مطالبة إدارة الرئيس بوش بالتدخل للحد من استهلاك النفط أشبه «بمطالبة طفل بالتخلي عن تناول الحلوى».

وفي كل أنحاء ولاية كاليفورنيا أكبر الولايات الأميركية وأكثرها ثراء اضطرت المدارس إلى زيادة موازنة حافلات نقل التلاميذ، بسبب ارتفاع أسعار الوقود. وفي لوس أنجليس أصبحت شركات تشغيل سيارات الاجرة تواجه مشكله في تشغيل السائقين، بعد أن زادت قيمة فاتورة الاستهلاك اليومي للوقود للسيارة بمقدار 25 دولارا خلال الاشهر القليلة الماضية. وتشن العديد من جماعات الدفاع عن البيئة والليبراليين في الولايات المتحدة، هجوما عنيفا على إدارة الرئيس بوش بسبب سياساتها في مجال الطاقة. وترى هذه الجماعات أن الادارة لا تهتم إلا بمصالح شركات النفط والطاقة الأميركية، ولذلك فهي لا تبذل الجهود الكافية للحد من استهلاك النفط أو إيجاد مصادر طاقة بديلة، حتى لا تظل الولايات المتحدة رهينة لهذه السلعة شديدة التقلب.

يذكر أن الولايات المتحدة اكبر مستهلك للنفط في العالم، كما انها تنتج أكثر من ربع إنتاج العالم من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بسبب الاستهلاك الكبير لمصادر الطاقة الكربونية، وخاصة النفط. رغم أن عدد سكان الولايات المتحدة لا يزيد عن 300 مليون نسمة من بين أكثر من 6.4 مليار نسمة يعيشون على كوكب الارض.