فاتن
08-26-2005, 07:37 AM
جاسم المطير
من جديد يلمع اسم روائي بريطاني كان قد احدث أزمة هائلة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وهي أزمة الرواية التي نشرها سلمان رشدي وأطاحت برأس العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا العظمى وجمهورية إيران الإسلامية. لكن لمعان أسم سلمان رشدي في هذه الأيام يختلف عن لمعانه السابق، فقد جاءت بدايته هذه المرة من هولندا وليس من بريطانيا حين وجدت روايته الجديدة بداية ممراتها الطويلة في أروقة هولندا قبل بريطانيا ـ إذ صدرت في بداية شهر آب الحالي للروائي الهندي الأصل البريطاني الجنسية "سلمان رشدي" رواية جديدة تحمل عنوان "شاليمار المهرج".
وهي الرواية الأولى يتناول فيها الإسلام علانية، منذ أن نُشرت روايته التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإسلامية وخاصة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية يوم كان زعيمها آية الله الخميني على قيد الحياة، وأعني روايته المسماة "آيات شيطانية" عام 1988. لقد صدرت ترجمة هولندية لرواية " شاليمار المهرج " قبل صدورها بلغتها الإنكليزية الأم التي من المقرر ظهورها في مكتبات لندن وأكشاكها في السابع من سبتمبر 2005..! لا أحد يدري لماذا صدرت طبعتها الأولى بالهولندية قبل الانكليزية.
لا شك أن كل واحد من الذين اشتروا الرواية من المكتبات الهولندية سأل نفسه أو سأل صاحبه أو ربما سأل بائع الكتب نفس السؤال لماذا صدرت بالهولندية أولا..؟
لا جواب على هذا السؤال كما أن عملية بيع وشراء الرواية الجديدة لا تخلو من الأفكار والخواطر عن عذابات ومواجهات سلمان رشدي بعد نشر روايته السابقة " آيات شيطانية " التي أعقبتها فتوى المرحوم الخميني ورجال دين إيرانيين آخرين بإباحة دم سلمان رشدي بسبب ما قيل في التقارير الثقافية الإيرانية عام 1988 بأن الرواية تعرضت لشخصية النبي محمد وللقران الكريم مما جعل العديد من القادة الإيرانيين يعتبرون أن سلمان رشدي تجاوز على المقدسات والمعتقدات الإسلامية رغم أن الذين أصدروا فتواهم بإعدامه لم يكونوا قد قرؤوا الرواية ولم يصغوا إلى إيضاحات المؤلف نفسه الذي أنكر في ذلك الوقت انه قد استهدف التجاوز على المسلمين أو على معتقداتهم أو على دوائرهم المقدسة. واضطر سل مان رشدي إلى الاختباء منذ شباط/فبراير 1989 وحتى اليوم تجنبا لتنفيذ قرار هدر دمه المرصود له مكافأة قدرها 2.8 مليون دولار..
لقد أصبحت الرواية ومضمونها وكاتبها في فترة أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أول مواجهة ميدانية، فكرية، سياسية بين الرأي العام الغربي وبين الرأي العام الإسلامي وخاصة الإسلام الإيراني الذي كان متحمسا أكثر من غيره فقد اهتزت الرؤوس الدينية في إيران وهي تحرض وتحرك الرؤوس الإسلامية في الدول الأخرى معتبرة أن هذا الفعل الشيطاني يشكل البداية في صراع الحضارات او في صراع الأديان الذي تبلور وتركز في مفاهيم الصراع الحاد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية التي دقت نواقيس التنبيه لنهارات جديدة في العواصم الغربية تحت مواجهات الإرهاب الدولي التي صبغت في ما بعد بالدماء الغزيرة شوارع مدريد ومحطات قطاراتها وشوارع لندن ومحطات أنفاقها، كما أصبح العراق بعد سقوط صدام حسين الميدان الرئيسي في القتال اليومي بين قوى الإرهاب الدولي والقوات العسكرية الغربية متعددة الجنسية بقيادة البنتاغون.
الآن وبعد أن أصبح انتقاد الإسلام ومواجهته شكلا متواصلا من أشكال المواجهة الفكرية بين الغرب وبين القوى الإسلامية المتطرفة بقيادة أسامة بن لادن وقواه المتحركة في الشرق الأوسط والعراق بقيادة المدعو أبو مصعب الزرقاوي المتحالف، سرا وعلنا، بصورة مباشرة وغير مباشرة، مع بقايا قياديين سابقين في نظام صدام حسين يتخذ سلمان رشدي في روايته الجديدة منحى آخر هذه المرة خلافا لرواية " آيات شيطانية " كما تشير بعض التعليقات الثقافية حول الرواية الرشدية الجديدة " شاليمار المهرج " فهي رواية ضد التطرف الإسلامي وقد رتبت أحداثها الداخلية وفق منهج إدانة التطرف.
ومثل العديد من أعمال "رشدي" الأخرى، فإن رواية "شاليمار المهرج" في شكلها البنائي وفي أسلوبها العام تعتمد على سلسلة من القصص متعددة المستويات ومتباينة الوجوه، كما تحفل بالإشارات إلى قصص أخرى وأحداث تاريخية تدور عبر ثقافات متنوعة وأمكنة متعددة وأزمنة متعاقبة.
وكما يقول الصحفي الهولندي " ميشيل هوبنك " فإن الحبكة الأساسية في الرواية بسيطة وواضحة ؛ فالرواية تتناول أربع شخصيات، ترمز حياتهم للعلاقات التاريخية التي تربط ما بين الشرق والغرب، والتي انتهت إلى غضبة المسلمين الحالية. وتدور أحداث الرواية في إقليم "كشمير"، وهي تغطي معظم الأحداث التاريخية المعاصرة التي شهدها هذا الإقليم المتنازع عليه بين الهند والباكستان.
فـ"شاليمار المهرج" وزوجته الجميلة "بوني" ممثلان في إحدى الفرق المسرحية المحلية في كشمير؛ التي تقدم عروضا من الأساطير الهندية القديمة. ويغرم السفير الأميركي في الهند "ماكس أوفيليوس" بـ "بوني" بعد أن شاهدها وهي ترقص، وتحت إغراء ثروة السفير الأميركي ومكانته، تهجر "بوني" زوجها وتسافر مع السفير إلى مدينة "دلهي"، حيث تلد ابنته "إنديا"، ولكن حال "بوني" تبدأ في التغير؛ بعد أن هجرها السفير وذهب هيامه بها، وفقدت "بوني" جمالها وأدمنت المخدرات، واضطرت بالتالي إلي التخلي عن طفلتها للسفير وزوجته. وفي النهاية تعود بخفي حنين إلى قريتها، وهناك تتنكر لها عائلتها، ثم تقضي بقية حياتها معزولة مهجورة.
وفي الوقت نفسه يسخط "شاليمار" بشدة على السفير الأميركي؛ لأنه لم يأخذ منه زوجته فقط، بل أيضا أخذ من يعتبرها ابنته، ويقطع على نفسه عهدا بأن يقتل الثلاثة. ويتحول المهرج إلى إرهابي، وتتحول البراءة إلى رعب، والحلم إلى كابوس؛ فينضم " شاليمار المهرج " إلى معسكر للمتطرفين المسلمين الذين يرغبون في تحرير كشمير، وبعد 24 عاما من تأجج مشاعره بالاستياء يقتل "شاليمار" السفير الأميركي و"بوني"، ولكن الابنة تنجو بأعجوبة من الانتقام، وتبقى على قيد الحياة. إن مغزى الرواية واضح، وهو أن المتطرفين المسلمين ينتابهم ـ بشكل أساسي ـ إحساس بالغضب والمهانة، والدين هنا يأتي فقط كذريعة لإضفاء الشرعية على تلهفهم للانتقام.
وكما يؤكد الهولندي هوبنك فإن رواية "رشدي" الجديدة تعرض، بل في الحقيقة تسخر من المتطرفين المسلمين، وتصفهم بالمهرجين المتعطشين للانتقام، ولكنها لا تفعل هذا بالتعرض للمقدسات، مثلما فعلت روايته "آيات شيطانية"؛ ولذا لا يبدو أنها ستحدث نفس ردة الفعل الغاضبة في الأوساط الإسلامية. وإن كانت الرواية ستضايق أحدًا، فيمكن أن يتوقع المرء بأن يكون هو رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير "، الذي تنتابه الهواجس من مجرد فكرة أن التطرف الإسلامي نتاج لشيء ما.
لكن يبقى السؤال الكبير شاخصا ً : هل يتجه الإسلاميون المطالبون بدم رشدي إلى الاستمرار بمضايقته ومطاردته بشبح الموت أم أن رحلته في روايته الجديدة قد تكون فاتحة أمل جديد تبعده إلى بر السلام والخلاص من عقد خشنة ما زالت منتعشة بإخطبوط منظمات الإرهاب الدولي.
لكننا سرعان ما نرى أن سلمان رشدي يواصل نقده القوي حين يؤكد من جديد بالقول : (إن الإسلام بحاجة للإصلاح ليتناسب مع العصر الحديث..).
ويضيف رشدي في مقالة نشرت له في أوائل شهر آب 2005 في صحيفة التايمز البريطانية : (إن تفسيرا اشمل وأكثر انفتاحا للقرآن سيؤدي لعلاقات أفضل ويقضي على عزلة المجتمع الإسلامي، ويواجه أيديولوجية الجهاد التي أدت لتفجيرات لندن.. إن النظر إلى القرآن بوصف تعاليمه صالحة لكل زمن يضع الإسلام والمسلمين في سجن حديدي جامد، وانه من الأفضل اعتباره وثيقة تاريخية.. وإذا ما تم اعتبار القرآن وثيقة تاريخية، سيكون من الشرعي إعادة تفسيره بشكل يتناسب مع الظروف الجديدة والعصر الحديث... ووقتها وأخيرا يمكن للقوانين التي وضعت للقرن السابع ان تفسح مجالا لاحتياجات القرن الحادي والعشرين).
يبدو أن سلمان رشدي لا يخشى من شيء فهو يعتبر العمر قصير وفن الرواية له عمر طويل يعيش في وادي الأفكار الإنسان..
بصرة لاهاي
من جديد يلمع اسم روائي بريطاني كان قد احدث أزمة هائلة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وهي أزمة الرواية التي نشرها سلمان رشدي وأطاحت برأس العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا العظمى وجمهورية إيران الإسلامية. لكن لمعان أسم سلمان رشدي في هذه الأيام يختلف عن لمعانه السابق، فقد جاءت بدايته هذه المرة من هولندا وليس من بريطانيا حين وجدت روايته الجديدة بداية ممراتها الطويلة في أروقة هولندا قبل بريطانيا ـ إذ صدرت في بداية شهر آب الحالي للروائي الهندي الأصل البريطاني الجنسية "سلمان رشدي" رواية جديدة تحمل عنوان "شاليمار المهرج".
وهي الرواية الأولى يتناول فيها الإسلام علانية، منذ أن نُشرت روايته التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإسلامية وخاصة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية يوم كان زعيمها آية الله الخميني على قيد الحياة، وأعني روايته المسماة "آيات شيطانية" عام 1988. لقد صدرت ترجمة هولندية لرواية " شاليمار المهرج " قبل صدورها بلغتها الإنكليزية الأم التي من المقرر ظهورها في مكتبات لندن وأكشاكها في السابع من سبتمبر 2005..! لا أحد يدري لماذا صدرت طبعتها الأولى بالهولندية قبل الانكليزية.
لا شك أن كل واحد من الذين اشتروا الرواية من المكتبات الهولندية سأل نفسه أو سأل صاحبه أو ربما سأل بائع الكتب نفس السؤال لماذا صدرت بالهولندية أولا..؟
لا جواب على هذا السؤال كما أن عملية بيع وشراء الرواية الجديدة لا تخلو من الأفكار والخواطر عن عذابات ومواجهات سلمان رشدي بعد نشر روايته السابقة " آيات شيطانية " التي أعقبتها فتوى المرحوم الخميني ورجال دين إيرانيين آخرين بإباحة دم سلمان رشدي بسبب ما قيل في التقارير الثقافية الإيرانية عام 1988 بأن الرواية تعرضت لشخصية النبي محمد وللقران الكريم مما جعل العديد من القادة الإيرانيين يعتبرون أن سلمان رشدي تجاوز على المقدسات والمعتقدات الإسلامية رغم أن الذين أصدروا فتواهم بإعدامه لم يكونوا قد قرؤوا الرواية ولم يصغوا إلى إيضاحات المؤلف نفسه الذي أنكر في ذلك الوقت انه قد استهدف التجاوز على المسلمين أو على معتقداتهم أو على دوائرهم المقدسة. واضطر سل مان رشدي إلى الاختباء منذ شباط/فبراير 1989 وحتى اليوم تجنبا لتنفيذ قرار هدر دمه المرصود له مكافأة قدرها 2.8 مليون دولار..
لقد أصبحت الرواية ومضمونها وكاتبها في فترة أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أول مواجهة ميدانية، فكرية، سياسية بين الرأي العام الغربي وبين الرأي العام الإسلامي وخاصة الإسلام الإيراني الذي كان متحمسا أكثر من غيره فقد اهتزت الرؤوس الدينية في إيران وهي تحرض وتحرك الرؤوس الإسلامية في الدول الأخرى معتبرة أن هذا الفعل الشيطاني يشكل البداية في صراع الحضارات او في صراع الأديان الذي تبلور وتركز في مفاهيم الصراع الحاد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية التي دقت نواقيس التنبيه لنهارات جديدة في العواصم الغربية تحت مواجهات الإرهاب الدولي التي صبغت في ما بعد بالدماء الغزيرة شوارع مدريد ومحطات قطاراتها وشوارع لندن ومحطات أنفاقها، كما أصبح العراق بعد سقوط صدام حسين الميدان الرئيسي في القتال اليومي بين قوى الإرهاب الدولي والقوات العسكرية الغربية متعددة الجنسية بقيادة البنتاغون.
الآن وبعد أن أصبح انتقاد الإسلام ومواجهته شكلا متواصلا من أشكال المواجهة الفكرية بين الغرب وبين القوى الإسلامية المتطرفة بقيادة أسامة بن لادن وقواه المتحركة في الشرق الأوسط والعراق بقيادة المدعو أبو مصعب الزرقاوي المتحالف، سرا وعلنا، بصورة مباشرة وغير مباشرة، مع بقايا قياديين سابقين في نظام صدام حسين يتخذ سلمان رشدي في روايته الجديدة منحى آخر هذه المرة خلافا لرواية " آيات شيطانية " كما تشير بعض التعليقات الثقافية حول الرواية الرشدية الجديدة " شاليمار المهرج " فهي رواية ضد التطرف الإسلامي وقد رتبت أحداثها الداخلية وفق منهج إدانة التطرف.
ومثل العديد من أعمال "رشدي" الأخرى، فإن رواية "شاليمار المهرج" في شكلها البنائي وفي أسلوبها العام تعتمد على سلسلة من القصص متعددة المستويات ومتباينة الوجوه، كما تحفل بالإشارات إلى قصص أخرى وأحداث تاريخية تدور عبر ثقافات متنوعة وأمكنة متعددة وأزمنة متعاقبة.
وكما يقول الصحفي الهولندي " ميشيل هوبنك " فإن الحبكة الأساسية في الرواية بسيطة وواضحة ؛ فالرواية تتناول أربع شخصيات، ترمز حياتهم للعلاقات التاريخية التي تربط ما بين الشرق والغرب، والتي انتهت إلى غضبة المسلمين الحالية. وتدور أحداث الرواية في إقليم "كشمير"، وهي تغطي معظم الأحداث التاريخية المعاصرة التي شهدها هذا الإقليم المتنازع عليه بين الهند والباكستان.
فـ"شاليمار المهرج" وزوجته الجميلة "بوني" ممثلان في إحدى الفرق المسرحية المحلية في كشمير؛ التي تقدم عروضا من الأساطير الهندية القديمة. ويغرم السفير الأميركي في الهند "ماكس أوفيليوس" بـ "بوني" بعد أن شاهدها وهي ترقص، وتحت إغراء ثروة السفير الأميركي ومكانته، تهجر "بوني" زوجها وتسافر مع السفير إلى مدينة "دلهي"، حيث تلد ابنته "إنديا"، ولكن حال "بوني" تبدأ في التغير؛ بعد أن هجرها السفير وذهب هيامه بها، وفقدت "بوني" جمالها وأدمنت المخدرات، واضطرت بالتالي إلي التخلي عن طفلتها للسفير وزوجته. وفي النهاية تعود بخفي حنين إلى قريتها، وهناك تتنكر لها عائلتها، ثم تقضي بقية حياتها معزولة مهجورة.
وفي الوقت نفسه يسخط "شاليمار" بشدة على السفير الأميركي؛ لأنه لم يأخذ منه زوجته فقط، بل أيضا أخذ من يعتبرها ابنته، ويقطع على نفسه عهدا بأن يقتل الثلاثة. ويتحول المهرج إلى إرهابي، وتتحول البراءة إلى رعب، والحلم إلى كابوس؛ فينضم " شاليمار المهرج " إلى معسكر للمتطرفين المسلمين الذين يرغبون في تحرير كشمير، وبعد 24 عاما من تأجج مشاعره بالاستياء يقتل "شاليمار" السفير الأميركي و"بوني"، ولكن الابنة تنجو بأعجوبة من الانتقام، وتبقى على قيد الحياة. إن مغزى الرواية واضح، وهو أن المتطرفين المسلمين ينتابهم ـ بشكل أساسي ـ إحساس بالغضب والمهانة، والدين هنا يأتي فقط كذريعة لإضفاء الشرعية على تلهفهم للانتقام.
وكما يؤكد الهولندي هوبنك فإن رواية "رشدي" الجديدة تعرض، بل في الحقيقة تسخر من المتطرفين المسلمين، وتصفهم بالمهرجين المتعطشين للانتقام، ولكنها لا تفعل هذا بالتعرض للمقدسات، مثلما فعلت روايته "آيات شيطانية"؛ ولذا لا يبدو أنها ستحدث نفس ردة الفعل الغاضبة في الأوساط الإسلامية. وإن كانت الرواية ستضايق أحدًا، فيمكن أن يتوقع المرء بأن يكون هو رئيس الوزراء البريطاني "توني بلير "، الذي تنتابه الهواجس من مجرد فكرة أن التطرف الإسلامي نتاج لشيء ما.
لكن يبقى السؤال الكبير شاخصا ً : هل يتجه الإسلاميون المطالبون بدم رشدي إلى الاستمرار بمضايقته ومطاردته بشبح الموت أم أن رحلته في روايته الجديدة قد تكون فاتحة أمل جديد تبعده إلى بر السلام والخلاص من عقد خشنة ما زالت منتعشة بإخطبوط منظمات الإرهاب الدولي.
لكننا سرعان ما نرى أن سلمان رشدي يواصل نقده القوي حين يؤكد من جديد بالقول : (إن الإسلام بحاجة للإصلاح ليتناسب مع العصر الحديث..).
ويضيف رشدي في مقالة نشرت له في أوائل شهر آب 2005 في صحيفة التايمز البريطانية : (إن تفسيرا اشمل وأكثر انفتاحا للقرآن سيؤدي لعلاقات أفضل ويقضي على عزلة المجتمع الإسلامي، ويواجه أيديولوجية الجهاد التي أدت لتفجيرات لندن.. إن النظر إلى القرآن بوصف تعاليمه صالحة لكل زمن يضع الإسلام والمسلمين في سجن حديدي جامد، وانه من الأفضل اعتباره وثيقة تاريخية.. وإذا ما تم اعتبار القرآن وثيقة تاريخية، سيكون من الشرعي إعادة تفسيره بشكل يتناسب مع الظروف الجديدة والعصر الحديث... ووقتها وأخيرا يمكن للقوانين التي وضعت للقرن السابع ان تفسح مجالا لاحتياجات القرن الحادي والعشرين).
يبدو أن سلمان رشدي لا يخشى من شيء فهو يعتبر العمر قصير وفن الرواية له عمر طويل يعيش في وادي الأفكار الإنسان..
بصرة لاهاي