عبدالحليم
08-25-2005, 11:01 PM
علي .. صاحب صورة أبي غريب الشهيرة .. يروي مأساته
2031 (GMT+04:00) - 25/08/05
http://arabic.cnn.com/2005/middle_east/8/25/abugharib.ali/index.html
دبي ، الإمارات العربية (CNN)-- ثمة صور تنطبع في ذهن الإنسان إلى الأبد..
ومن بين الصور التي أثارت الكثير من الجدل والانتقادات ضد الممارسات الأميركية في السجون بالعراق، هي صورة السجين العراقي الذي غطي رأسه بكيس أسود، وأرغم على الوقوف فوق صندوق، ويديه مقيدتين بأسلاك الكهرباء، في سجن أبو غريب.
صاحب هذه الصورة، المأساوية، يدعى علي شلال القيسي، من مواليد عام 1962، وعمل مختارا في اللجنة المحلية في منطقة أبو غريب قبل الحرب الأخيرة على العراق.
ولكن، ما قصة علي القيسي؟
يروي علي قصة اعتقاله، فيقول: " اعتقلتني القوات الأميركية في منطقة العامرية في تاريخ 13-10-2003 ، أثناء وجودي في الجامع، حيث تم إرسالي إلى سجن أبو غريب، ومكثت فيه فترة تناهز الخمسة أشهر."
ويبدو أن السبب الأساسي لاعتقاله هو مجرد الاشتباه به، وخاصة وأنه يرتدي اللباس الإسلامي التقليدي.
ورغم انه يعاني من إعاقة في إحدى يديه، إلا أن الجيش الأميركي اعتقد أن له ارتباط بجماعات مسلحة ناشطة في العراق.
ويشير علي، في اتصال هاتفي أجرته CNN بالعربية، إلى أن التهم التي وجهت إليه أثناء الاستجواب كانت تتلخص في معاداة السامية، والهجوم على قوات التحالف.
يقول حجي علي، كما يحلو أن يسمى، "تعرضت إلى أنواع مختلفة من التعذيب.. بدأت في "فيجي لاند" داخل سجن أبو غريب، حيث أطلقوا علي اسم السمكة الكبيرة Big Fish، أو بعبارة أخرى الصيد الثمين."
ويذكر علي جيدا تفاصيل فترة اعتقاله، إذ يقول: " أن أقسى مرحلة مررت بها ، كانت باحتجازي مدة 49 يوما في الزنزانات الانفرادية."
ويضيف:" في البداية، بقيت مدة أربعة أيام مقيدا بقضبان الزنزانة، عاريا تماما، وبدون ماء أو طعام. وحينها كان الجنود يسكبون علي البول، وغيرها من القاذورات.. علاوة على الصراخ بوجهي "إعدام، إعدام" باللغة العربية."
ويكاد لا يفارقه أصوات صراخ المعتقلين الآخرين واستغاثاتهم، في إذنه حتى الآن.
ويضيف: "كان الجنود الأميركيين يرغموننا على سماع موسيقى صاخبة وعالية إلى درجة تصم الآذان."
ويصف علي عملية تعذيبه بعبارات مليئة بالمرارة والألم، فيقول: "قاموا بربط سلك كهربائي بإبهامي، وإجباري على الوقوف على صندوق كارتوني مخصص لطعام الجنود. وبعد تشغيل الكهرباء، أحسست إن عيني بدأتا بالخروج من محجريهما."
ويضيف:" وفي المرة الثانية عضضت لساني، وبدأ الدم يسيل بغزارة، بينما وقف الجنود من حولي يأخذون الصور ويضحكون بصوت عال."
وتابع حديثه:" حينها عاينني الطبيب لوهلة، لكنه أكد للجنود بعدها أنني على ما يرام وبإمكانهم مواصلة عملية التعذيب."
وما زال علي يعاني من كوابيس ليلية، ويساوره الخوف باستمرار، خاصة وأن الإذلال والمهانة التي شعر بهما لا يمكن نسيانهما بالمرة، علاوة على أن قصته أصبح يعيها العالم بآسره.
ويقول حجي علي وهو يتحدث بنبرة غاضبة تعكس إحساسه الداخلي وسخطه من الظلم الذي ألم به قائلا: "هذه السجون هي معسكرات لتدريب المقاومة، لأن 99% من المعتقلين أبرياء من أية تهم. وهؤلاء المعتقلين يخرجون والغضب يفيض من صدورهم جراء ما لحق بهم.. وباختصار.. إذا دخل السجن شخصا صوفيا، يخرج بعدها سلفيا متشددا."
وأخيرا، تم تبرئة الحاج علي، وأطلق سراحه.. لكنه خرج وأسس جمعية أطلق عليها أسم " جمعية ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي، من أجل متابعة شؤون المعتقلين والدفاع عنهم، والسعي إلى إطلاق سراحهم.
والحاج علي، مصّر على مواصلة عمله في مجال حقوق الإنسان، حيث ينكب حاليا للحصول على الدعم اللازم من أجل افتتاح مركز إعادة تأهيل نفسي وجسدي للمعتقلين المطلق سراحهم من السجون المختلفة.
2031 (GMT+04:00) - 25/08/05
http://arabic.cnn.com/2005/middle_east/8/25/abugharib.ali/index.html
دبي ، الإمارات العربية (CNN)-- ثمة صور تنطبع في ذهن الإنسان إلى الأبد..
ومن بين الصور التي أثارت الكثير من الجدل والانتقادات ضد الممارسات الأميركية في السجون بالعراق، هي صورة السجين العراقي الذي غطي رأسه بكيس أسود، وأرغم على الوقوف فوق صندوق، ويديه مقيدتين بأسلاك الكهرباء، في سجن أبو غريب.
صاحب هذه الصورة، المأساوية، يدعى علي شلال القيسي، من مواليد عام 1962، وعمل مختارا في اللجنة المحلية في منطقة أبو غريب قبل الحرب الأخيرة على العراق.
ولكن، ما قصة علي القيسي؟
يروي علي قصة اعتقاله، فيقول: " اعتقلتني القوات الأميركية في منطقة العامرية في تاريخ 13-10-2003 ، أثناء وجودي في الجامع، حيث تم إرسالي إلى سجن أبو غريب، ومكثت فيه فترة تناهز الخمسة أشهر."
ويبدو أن السبب الأساسي لاعتقاله هو مجرد الاشتباه به، وخاصة وأنه يرتدي اللباس الإسلامي التقليدي.
ورغم انه يعاني من إعاقة في إحدى يديه، إلا أن الجيش الأميركي اعتقد أن له ارتباط بجماعات مسلحة ناشطة في العراق.
ويشير علي، في اتصال هاتفي أجرته CNN بالعربية، إلى أن التهم التي وجهت إليه أثناء الاستجواب كانت تتلخص في معاداة السامية، والهجوم على قوات التحالف.
يقول حجي علي، كما يحلو أن يسمى، "تعرضت إلى أنواع مختلفة من التعذيب.. بدأت في "فيجي لاند" داخل سجن أبو غريب، حيث أطلقوا علي اسم السمكة الكبيرة Big Fish، أو بعبارة أخرى الصيد الثمين."
ويذكر علي جيدا تفاصيل فترة اعتقاله، إذ يقول: " أن أقسى مرحلة مررت بها ، كانت باحتجازي مدة 49 يوما في الزنزانات الانفرادية."
ويضيف:" في البداية، بقيت مدة أربعة أيام مقيدا بقضبان الزنزانة، عاريا تماما، وبدون ماء أو طعام. وحينها كان الجنود يسكبون علي البول، وغيرها من القاذورات.. علاوة على الصراخ بوجهي "إعدام، إعدام" باللغة العربية."
ويكاد لا يفارقه أصوات صراخ المعتقلين الآخرين واستغاثاتهم، في إذنه حتى الآن.
ويضيف: "كان الجنود الأميركيين يرغموننا على سماع موسيقى صاخبة وعالية إلى درجة تصم الآذان."
ويصف علي عملية تعذيبه بعبارات مليئة بالمرارة والألم، فيقول: "قاموا بربط سلك كهربائي بإبهامي، وإجباري على الوقوف على صندوق كارتوني مخصص لطعام الجنود. وبعد تشغيل الكهرباء، أحسست إن عيني بدأتا بالخروج من محجريهما."
ويضيف:" وفي المرة الثانية عضضت لساني، وبدأ الدم يسيل بغزارة، بينما وقف الجنود من حولي يأخذون الصور ويضحكون بصوت عال."
وتابع حديثه:" حينها عاينني الطبيب لوهلة، لكنه أكد للجنود بعدها أنني على ما يرام وبإمكانهم مواصلة عملية التعذيب."
وما زال علي يعاني من كوابيس ليلية، ويساوره الخوف باستمرار، خاصة وأن الإذلال والمهانة التي شعر بهما لا يمكن نسيانهما بالمرة، علاوة على أن قصته أصبح يعيها العالم بآسره.
ويقول حجي علي وهو يتحدث بنبرة غاضبة تعكس إحساسه الداخلي وسخطه من الظلم الذي ألم به قائلا: "هذه السجون هي معسكرات لتدريب المقاومة، لأن 99% من المعتقلين أبرياء من أية تهم. وهؤلاء المعتقلين يخرجون والغضب يفيض من صدورهم جراء ما لحق بهم.. وباختصار.. إذا دخل السجن شخصا صوفيا، يخرج بعدها سلفيا متشددا."
وأخيرا، تم تبرئة الحاج علي، وأطلق سراحه.. لكنه خرج وأسس جمعية أطلق عليها أسم " جمعية ضحايا سجون الاحتلال الأمريكي، من أجل متابعة شؤون المعتقلين والدفاع عنهم، والسعي إلى إطلاق سراحهم.
والحاج علي، مصّر على مواصلة عمله في مجال حقوق الإنسان، حيث ينكب حاليا للحصول على الدعم اللازم من أجل افتتاح مركز إعادة تأهيل نفسي وجسدي للمعتقلين المطلق سراحهم من السجون المختلفة.