المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : Deep Fake عالم قلب الحقائق... «لا تُصدِّق كل ما تراه عيناك»



الفتى الذهبي
02-01-2022, 04:47 AM
تحذيرات كويتية من خطورتها لأن «مستخدمها يفتري على من يشاء بما يشاء»

| كتب أحمد عبدالله |

31 يناير 2022

- قصي الشطي: مُجرّمة في الكويت... ويستخدمها الذباب الإلكتروني ودول وشركات

- رائد الرومي: تزييف المحتوى المرئي والصوتي عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

https://www.alraimedia.com/raimedia/uploads/images/2022/01/31/1123972.jpg

لم يعد مستغرباً أن يستيقظ أحدهم على صور فاضحة مفبركة لا علم له بها من قريب أو بعيد. ومع التطور التكنولوجي المخيف، توسع استخدام تقنية «Deep Fake» ليزيد الطين بلة ويُشيطن عملية التزييف، لتشمل مقاطع الفيديو بدرجات عالية الاحترافية يكاد من المستحيل أن يميّز فبركتها المشاهد العادي، لتتيح لمن يريد الافتراء على من شاء بما شاء.

شظايا نيران تلك التقنية، طالت العديد من الساسة والمشاهير من بينهم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما حذر خبراء كويتيون من خطورة تلك التقنية التي ستقضي على كل ما هو يقيني، وتستخدم في بث الإشاعات وسط تأكيدات على أن من تسوّل له نفسه القيام باستخدام هذه التقنية، فإنه يُعرّض نفسه للمساءلة وفقاً لقانون الجرائم الإلكترونية.

وتعليقاً على الموضوع، قال المهندس قصي الشطي لـ«الراي»: «أتاحت شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة الصوتية والمرئية والانتشار الكبير للهواتف الذكية سرعة انتشار المعلومات والأخبار بشكل غير مسبوق»، مشيراً إلى أن «نشر ونقل الخبر والمعلومة عبر هذه الوسائل والبرامج أمر في غاية السهولة ومتاح لجميع المستخدمين، وبات انتشارها وعددها الذي يصل إلينا يومياً كبيراً في شتى المجالات».

وأوضح أنه «مع هذا الكم الهائل من المعلومات والبيانات، زادت صعوبة التحقق والتأكد من مصداقية ما يصل إلينا من معلومات وأخبار، وظهرت أنماط سلبية وسلوكيات سيئة انتقلت من الواقع الفعلي إلى الواقع الافتراضي مثل نشر الإشاعات والأخبار الكاذبة والمعلومات المفبركة، بل أصبحت عبر شبكة الانترنت أكثر تأثيراً وفاعلية نظراً لسهولة تداولها وصناعتها».

وعن التفاصيل التقنية لهذه التكنولوجيا، قال الشطي إنها «أخذت أبعاداً جديدة باستحداث تقنيات وتطوير برامج مخصصة لهذا الغرض تقوم باستبدال ومعالجة الصوت والصورة، وتعديل مقاطع الفيديو أو استحداثها بشكل مفبرك بهدف التأثير السلبي على العامة، ويطلق عليها Deep Fake»، معتبراً أن «مما يزيد من خطورة هذا الأمر أن هذه البرمجيات متاحة للجميع على متاجر البرامج للهواتف الذكية ويمكن استخدامها بسهولة».

وحول أشهر المقاطع التي تم فبركتها بهذه التقنية، أجاب قائلاً «من أشهر المقاطع المفبركة على سبيل المثال لا الحصر التي انتشرت باستخدام هذه البرامج، مقطع للرئيس التنفيذي لشركة (فيسبوك) مارك زوكربيرغ الذي يظهر فيه منتقداً لسياسات الشركة، كما كان هناك مقطع مشهور آخر مقطع الرئيس الأميركي السابق أوباما يظهر فيه وكأنه يتحدث ضد سياسات بلده».

وزاد بالقول «أكثر من ذلك هناك مواقع على شبكة الإنترنت وبرمجيات متاحة للمستخدمين تخلق شخصيات وهمية وتنتحل صفة شخصيات قائمة، وتنشر تغريدات وهمية تنسب لأشخاص بغرض الحاق الضرر بهم»، محذراً من أن «هذه المقاطع المفبركة استهدفت الكثير من الشخصيات السياسية والمشهورة والمسؤولين الرسميين بهدف الإضرار بهم وبمتابعيها و بالمجتمع والنشاط الاقتصادي والدولة بشكل عام، ودافعها بكل تأكيد سلبي وخطير للزعزعة الثقة ونشر الروح السلبية وخفض المعنويات».

وشدد الشطي على أن «هذه التقنية ليست مقتصرة على أشخاص بل تستخدمها بعض الدول ضد دول أخرى، وشركات ضد منافسيها، ومنظمات إرهابية أو إجرامية، وكذلك التكتلات أو المجموعات ضد من يخالفها الرأي، وظاهرة الذباب الإلكتروني وما يتم استخدامه فيها هو أحد نتاج هذه الوسائل».

وبين أن «هذه الأعمال مجرمة بحسب قوانين الجرائم الإلكترونية، ومنها قانون جرائم تقنية المعلومات بدولة الكويت.

لذا نطلب دائماً من متلقي المعلومة ومتلقي الخبر أن يدقق دائماً في كل ما يصله ليتأكد من صحته والرجوع الى المصدر الرسمي أو صاحب الشأن، كما أن التوعية المستمرة للعموم مهمة في هذا الشأن حتى لا يقع أحدهم ضحية لهذه الأخبار أو المعلومات المفبركة».

من جانبه، رأى مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية العقيد متقاعد رائد الرومي لـ «الراي»، أن «عالم التقنية يتغير من حولنا بسرعة كبيرة، ومن بين الأمور اللافتة في الآونة الأخيرة هي تقنية الـ Deep Fake، وهي عبارة عن وسائط تركيبية يتم فيها استبدال شخص في صورة أو مقطع فيديو موجود بشخص آخر».

ولفت إلى أن «قضية تزوير المحتوى ليست بالأمر الجديد، لكن ما استجد في هذه التقنية هو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتلاعب أو إنشاء محتوى مرئي وصوتي مع قدرة كبيرة على التلاعب والتزييف»، مشيراً إلى أنه «في العام 2017 نشر مستخدمون على الإنترنت مقاطع إباحية معدلة واستخدموا فيها وجوه مشاهير في أفلام إباحية».

وحول الأجهزة المستخدمة في هذه التقنية، أجاب قائلاً «هذه التقنية تتطلب أجهزة متطورة، ومن الصعب عمل تزييف عميق محترف باستخدام جهاز كمبيوتر عادي، فالأمر يتطلب خبرة وأدوات متقدمة وهناك الكثير من الأدوات المتاحة الآن لمساعدة الأشخاص في التزييف العميق، وبدأ انتشار الكثير من التطبيقات التي تقدم أعمال تزييف بدرجات اتقان متفاوتة».

10 حقائق عن «الزيف العميق»

1 - تعد هذه التقنية أحدث أشكال التلاعب بالمحتوى الرقمي

2 - بدأت في العام 1997 من خلال برنامج إعادة كتابة الفيديوهات

3 - تحولت لبرامج لعب وتسلية ثم لتزييف أخبار

4 - تعتمد على تركيب الوجوه على أجساد آخرين من خلال الذكاء الاصطناعي

5 - تم اللجوء إليها في هوليوود بعد وفاة أحد الأبطال في حادث سير قبل اكتمال تصوير الفيلم

6 - ستصبح أكثرة كفاءة وسهولة لكل المستخدمين لأنها تُحدّث نفسها باستمرار

7 - تحتاج لجهد عميق لكشف الزيف والفبركة

8 - تعتمد على مخارج الحروف وحركة الشفاه وحركة اليدين والأقدام

9 - لم تستخدم فقط في المقاطع السياسية بل تم تزييف مقطع للموناليزا

10 - مُروّج مقاطع الزيف العميق يساعد في التضليل الإعلامي في حال نشرها

3 خطوات

1 - تجهيز بضع مقاطع صوتية ومرئية لإنتاج مقطع جديد

2 - يظهر المُستهدف في مقطع جديد يقوم بأعمال ويصرح بكلام لا علاقة له به

3 - يصعب التقييم وتحديد إذا ما كان المقطع مزيفاً


https://www.alraimedia.com/article/1574362/محليات/لقاءات-وتحقيقات/deep-fake-عالم-قلب-الحقائق-لا-تصدق-كل-ما-تراه-عيناك