قاسم
08-25-2005, 07:18 AM
اعتدال سلامه من برلين
اعادت احدى العائلات الطرابلسية صناعة الصابون وهي من الصناعات التي اندثرت أو نسيت. يتم حاليا بيعها عبر الاسواق التي تقام في كل انحاء العالم.
تحاول عائلة حسون وهي من العائلات العريقة في طرابلس اعادة الحياة ليس فقط إلى اقدم الخانات في المدينة القديمة وهو خان الصابون، بل وصناعة الصابون التي اشتهرت بها هذه المدينة العريقة على مرور القرون لكثرة شجر الزيتون والأزهار على انواعها خاصة زهر الليمون.
واعتبرت هذه العائلة ان مواصلة تواجدها في خان الصابون افضل وسيلة لربط التاريخ القديم مع الجديد، فتاريخه عريق وقديم جدا ويحمل قصصا فيها الكثير من الخيال وكان شاهدا على صفقات تجارية ضخمة عقدت بين التجار، فهو كان خانا يبيت فيه التجار القاصدون بلاد الشام او الاتون. وكانوا يربطون احصنتهم عند البركة الكبيرة في الحوش وتحولت الان الى معجن تعجن فيه بعض عجنات الصابون ، وفي الطابق العلوي كانت محلات تجار طرابلس.
إيلاف في خان الصابون
وقامت إيلاف بزيارة هذا الخان الذي يعج يوميا بالزيارة من كل أنحاء العالم خاصة من اوروبا من اجل شراء قطع من الصابون المختلفة ويصلح لكل مناسبة من الزفاف وحتى الشفاء من بعض الامراض الجلدية.
ويقول امير بدر حسون الأبن الأكبر لصاحب الخان أن أول قطعة صابون خرجت من مصنع جد جده وصلت الى مرسيليا في فرنسا قبل قرنين تقريبا عن طريق عائلة المنلا الطرابلسية. وكما هو معروف فان صناعة الصابون كانت مورد رزق وثروة للعائلات الطرابلسية لكن ما يميز صابون حسون تعدد انواعه والروائح والخلطات الطبية والشعبية والخلطات التي تصنع من اجل الكريمات للمساجات أو زيوت اساسية. وكانت العائلة تملك عيادات تديرها نخبة من الحكماء والعشابين اللذين يعالجون بالطب العربي واشتغلوا على قاعدة ان العطر يسعد الروح ويرضيها وهذا طريق للشفاء ، فالعطر له فوائد ليست روحية ونفسية بل جسدية كذلك. فهناك عطر يفيد النفس ويعمل على استرخاء الجسد وزيت عطري يساعد على الشفاء من وجع الراس "الشقيقة" في الوقت نفسه يفيد لاوجاع المفاصل، أو زيت عطري لتلين العضلات. وورد ذكر هذه العيادات التي نشأت قبل 800 سنة في كتب للمؤرخ الطرابلسي عمر التدمري .
وذاع صيت الصابون الطرابلسي ووصل إلى مرحلة أن الناس كانوا ياتون من الشام والأردن لشراء شيئين : الصابون وحلاوة الجبن.
واتسعت تجارة الصابون المصنوع من المواد الطبيعية إلى حين دخل الصابون الأوروبي التجاري والمصنوع من الشحم الحيواني المضاف إليه مواد كيمائية فبدأ الاهتمام به يخف اولا لسعره المرتفع وقلة تواجده في أي محل كان، فهجرت عائلة حسون هذه الصناعة لتتجه الى بيع المجوهرات والذهب.
لكن تعرض محلات عائلة حسون للسطو قبل اعوام قليلة دفع الابناء للتفكير بالعودة الى مصبنة جد جد الجد بعد 15 سنة من ترك هذه الصنعة ، مستعينين بالكتب التي ما زالت متوفرة حول كيفية صنع الصابون قبل مئات السنين والخبرة موجود لدى كبار السن.
وحاول الجيل الجديد الذي تسلم العمل تطويره بادخال انواع جديدة من الصابون مثل صابون العرائس والصابون الملكي والانواع القديمة جدا اندثرت، اضاف الى كريمات الماساج والزيون العطرية للحمامات. وكما قال امير حسون حولنا الصابون من روتين يومي الى متعة وطورنا مستواه وتمكننا من ايصاله الى المستوى العالمي عبر التعاون مع الجامعة الفارنكوفونية في الشرق الأوسط ومركزها قرية دده بشمال لبنان ونتج عن ذلك صفحة الكترونية تحمل كل المعلومات عن الخان والمصنع وصناعة الصابون والمنتجات وفوائدها.
ويعمل اليوم في مصنع الصابون كل أفراد عائلة الحسون وهم 50 شخص من الأب والعم وحتى الأم والشقيقة والشقيق وزعت المهمات عليهم حسب كفاءاتهم، وتعلم معظمهم الخلطة بالوراثة عن الاباء والاجداد اضافة الى الكثير من الخلطات التي نقلتها الجدة الى ابنها( ابو امير) بخلطها انواع معينة من الزهور ، فكانت على سبيل المثال صناعة اول قطعة صابون تخرج مع جهاز العروس ليلة عرسها ويطلق عليه صابون ليلة الزفاف ويوضع في صندوقين واحد للعروس والاخر للعريس.
وعن طبخ بعض انواع الصابون مثل صابون الورد مثلا قال أمير اولا نطبخ الصابون بشكل عادي من زيت الزيتون ومادة السود كوستيك بكمية بسيطة بعدها ينشف لمدة شهرين او اكثر ثم يعاد طبخه مرة اخرى مع حمام مريم bain marie يضاف اليه زيت الورد او زيت الخزامة ويحرك، بعدها يصب في قوالب كبيرة حتى ينشف ثم يقطع فيكون صابون من زيت الورد وفيه ورق من الوردة نفسها يستخدم لتطرية البشرة وتغذيتها وله فائدة كبيرة ، وتكون الصابونة حسب الخلطة مع زهرة اللفندل او الياسمين او العنبر أو النرجس.
أغلى نوع
واغلى صابون هو المصنوع من دهن العود وهي شجرة تنمو في كامبوديا. ودهن العود اثمن من الذهب بكثير وقطعة الصابون المصنوعة منه ثمنها 250 دولار ويصل ثمنها اذا ما صنعت من النوع الصافي الى 3000 دولار، لان ثمن الزجاجة منه وفيها خمسة غرام حوالي 9000 درهم اماراتي . ودهن العود ليس مثل المسك والعنبرة وهي عطور حيوانية بل هو عطر نباتي ويوجد شجر منه في الهند لكن الكمبيودي ارقى وافخر.
والى جانب الصابون ينتج خان الصابون كريمات من العطور للعلاج وبدء يصنع كريما جديدا من شمع النحل وزيت اللوز وزيت الجوجوبا والسمسم والغار والمريمية وله استعمالات مختلفة اضافة الى انواع من الدهون مثل دهن العنبر والغردينيا ويستعمل بدل كريمات للجسم وتظل رائحة الجسم عطرة اكثر من ثلاثة ايام وليس له نتيجة سلبية لعدم وجود الكحول . اضافة الى انواع من الصابون لمعالجة البشرة خاصة حب الشباب مثل صابون ا لكبريت للاكزيما.
اعادت احدى العائلات الطرابلسية صناعة الصابون وهي من الصناعات التي اندثرت أو نسيت. يتم حاليا بيعها عبر الاسواق التي تقام في كل انحاء العالم.
تحاول عائلة حسون وهي من العائلات العريقة في طرابلس اعادة الحياة ليس فقط إلى اقدم الخانات في المدينة القديمة وهو خان الصابون، بل وصناعة الصابون التي اشتهرت بها هذه المدينة العريقة على مرور القرون لكثرة شجر الزيتون والأزهار على انواعها خاصة زهر الليمون.
واعتبرت هذه العائلة ان مواصلة تواجدها في خان الصابون افضل وسيلة لربط التاريخ القديم مع الجديد، فتاريخه عريق وقديم جدا ويحمل قصصا فيها الكثير من الخيال وكان شاهدا على صفقات تجارية ضخمة عقدت بين التجار، فهو كان خانا يبيت فيه التجار القاصدون بلاد الشام او الاتون. وكانوا يربطون احصنتهم عند البركة الكبيرة في الحوش وتحولت الان الى معجن تعجن فيه بعض عجنات الصابون ، وفي الطابق العلوي كانت محلات تجار طرابلس.
إيلاف في خان الصابون
وقامت إيلاف بزيارة هذا الخان الذي يعج يوميا بالزيارة من كل أنحاء العالم خاصة من اوروبا من اجل شراء قطع من الصابون المختلفة ويصلح لكل مناسبة من الزفاف وحتى الشفاء من بعض الامراض الجلدية.
ويقول امير بدر حسون الأبن الأكبر لصاحب الخان أن أول قطعة صابون خرجت من مصنع جد جده وصلت الى مرسيليا في فرنسا قبل قرنين تقريبا عن طريق عائلة المنلا الطرابلسية. وكما هو معروف فان صناعة الصابون كانت مورد رزق وثروة للعائلات الطرابلسية لكن ما يميز صابون حسون تعدد انواعه والروائح والخلطات الطبية والشعبية والخلطات التي تصنع من اجل الكريمات للمساجات أو زيوت اساسية. وكانت العائلة تملك عيادات تديرها نخبة من الحكماء والعشابين اللذين يعالجون بالطب العربي واشتغلوا على قاعدة ان العطر يسعد الروح ويرضيها وهذا طريق للشفاء ، فالعطر له فوائد ليست روحية ونفسية بل جسدية كذلك. فهناك عطر يفيد النفس ويعمل على استرخاء الجسد وزيت عطري يساعد على الشفاء من وجع الراس "الشقيقة" في الوقت نفسه يفيد لاوجاع المفاصل، أو زيت عطري لتلين العضلات. وورد ذكر هذه العيادات التي نشأت قبل 800 سنة في كتب للمؤرخ الطرابلسي عمر التدمري .
وذاع صيت الصابون الطرابلسي ووصل إلى مرحلة أن الناس كانوا ياتون من الشام والأردن لشراء شيئين : الصابون وحلاوة الجبن.
واتسعت تجارة الصابون المصنوع من المواد الطبيعية إلى حين دخل الصابون الأوروبي التجاري والمصنوع من الشحم الحيواني المضاف إليه مواد كيمائية فبدأ الاهتمام به يخف اولا لسعره المرتفع وقلة تواجده في أي محل كان، فهجرت عائلة حسون هذه الصناعة لتتجه الى بيع المجوهرات والذهب.
لكن تعرض محلات عائلة حسون للسطو قبل اعوام قليلة دفع الابناء للتفكير بالعودة الى مصبنة جد جد الجد بعد 15 سنة من ترك هذه الصنعة ، مستعينين بالكتب التي ما زالت متوفرة حول كيفية صنع الصابون قبل مئات السنين والخبرة موجود لدى كبار السن.
وحاول الجيل الجديد الذي تسلم العمل تطويره بادخال انواع جديدة من الصابون مثل صابون العرائس والصابون الملكي والانواع القديمة جدا اندثرت، اضاف الى كريمات الماساج والزيون العطرية للحمامات. وكما قال امير حسون حولنا الصابون من روتين يومي الى متعة وطورنا مستواه وتمكننا من ايصاله الى المستوى العالمي عبر التعاون مع الجامعة الفارنكوفونية في الشرق الأوسط ومركزها قرية دده بشمال لبنان ونتج عن ذلك صفحة الكترونية تحمل كل المعلومات عن الخان والمصنع وصناعة الصابون والمنتجات وفوائدها.
ويعمل اليوم في مصنع الصابون كل أفراد عائلة الحسون وهم 50 شخص من الأب والعم وحتى الأم والشقيقة والشقيق وزعت المهمات عليهم حسب كفاءاتهم، وتعلم معظمهم الخلطة بالوراثة عن الاباء والاجداد اضافة الى الكثير من الخلطات التي نقلتها الجدة الى ابنها( ابو امير) بخلطها انواع معينة من الزهور ، فكانت على سبيل المثال صناعة اول قطعة صابون تخرج مع جهاز العروس ليلة عرسها ويطلق عليه صابون ليلة الزفاف ويوضع في صندوقين واحد للعروس والاخر للعريس.
وعن طبخ بعض انواع الصابون مثل صابون الورد مثلا قال أمير اولا نطبخ الصابون بشكل عادي من زيت الزيتون ومادة السود كوستيك بكمية بسيطة بعدها ينشف لمدة شهرين او اكثر ثم يعاد طبخه مرة اخرى مع حمام مريم bain marie يضاف اليه زيت الورد او زيت الخزامة ويحرك، بعدها يصب في قوالب كبيرة حتى ينشف ثم يقطع فيكون صابون من زيت الورد وفيه ورق من الوردة نفسها يستخدم لتطرية البشرة وتغذيتها وله فائدة كبيرة ، وتكون الصابونة حسب الخلطة مع زهرة اللفندل او الياسمين او العنبر أو النرجس.
أغلى نوع
واغلى صابون هو المصنوع من دهن العود وهي شجرة تنمو في كامبوديا. ودهن العود اثمن من الذهب بكثير وقطعة الصابون المصنوعة منه ثمنها 250 دولار ويصل ثمنها اذا ما صنعت من النوع الصافي الى 3000 دولار، لان ثمن الزجاجة منه وفيها خمسة غرام حوالي 9000 درهم اماراتي . ودهن العود ليس مثل المسك والعنبرة وهي عطور حيوانية بل هو عطر نباتي ويوجد شجر منه في الهند لكن الكمبيودي ارقى وافخر.
والى جانب الصابون ينتج خان الصابون كريمات من العطور للعلاج وبدء يصنع كريما جديدا من شمع النحل وزيت اللوز وزيت الجوجوبا والسمسم والغار والمريمية وله استعمالات مختلفة اضافة الى انواع من الدهون مثل دهن العنبر والغردينيا ويستعمل بدل كريمات للجسم وتظل رائحة الجسم عطرة اكثر من ثلاثة ايام وليس له نتيجة سلبية لعدم وجود الكحول . اضافة الى انواع من الصابون لمعالجة البشرة خاصة حب الشباب مثل صابون ا لكبريت للاكزيما.