سياسى
08-24-2005, 10:44 PM
· ثقافة الانتحار واستهداف المدنيين·· خطران يهددان العالم
· استخدام عمليات انتحارية لضرب أهداف صغيرة يعني أن لديهم معينا لا ينضب من الانتحاريين
· هذا التكتيك ليس حكرا على الأصوليين بل استخدمته جماعات علمانية ولا دينية في سريلانكا واليابان
بقلم: دان ميرفي
الإرهابيون الذين نفذوا الهجمات في شرم الشيخ ولندن والدار البيضاء ينحدرون من خلفيات مختلفة بشكل دراماتيكي، فمنفذو هجمات لندن كانوا مواطنين بريطانيين من الطبقة الدنيا· أما في الدار البيضاء، فكانوا جميعا من أحد أحيائها الفقيرة·
وفي شرم الشيخ، يقول مسؤولون محليون إن ثمة مؤشرات على أن المهاجمين لهم صلة بتفجيرات طابا في شهر أكتوبر الماضي والتي نفذتها خلية من الطبقة العاملة المصرية·
وبينما يقول بعض خبراء مكافحة الإرهاب إن الأدلة ستقود في النهاية الى وجود صلة تربط كل هذه المجموعات بتنظيم القاعدة، إلا أن الخلفيات المتباينة بين منفذي هذه الهجمات المفترضين يسلط الضوء على تحوّل مهم وهو أن ثقافة الانتحاريين الإسلاميين أصبحت شائعة كثيرا، وكذا تصنيف المدنيين على أنهم "أعداء"·
ولم تكن الهجمات الانتحارية مستخدمة خلال فترة الاضطرابات التي شهدتها مصر خلال التسعينات، وأما الآن، فقد رأينا موجتين كبيرتين من التفجيرات الانتحارية في البلاد خلال ثمانية أشهر·
وما يثير مخاوف خبراء مكافحة الإرهاب هو أن التكتيكات التي كانت تثير جدلا أيديولوجيا ساخنا داخل الدوائر الراديكالية ذات يوم، أي الهجمات الانتحارية واستهداف المدنيين، واللذين يعتبران من الآثام في الإسلام، أصبحا اليوم مقبولين لدى الشباب· فقبل عقد أو عقدين من الزمن، كان الشباب المسلمون يحملون البنادق ويجازفون بأرواحهم من أجل محاربة السوفييت في جبال أفغانستان، لكن قليلين منهم من كان مستعدا لتفجير نفسه لقتل المدنيين في إحدى محطات القطارات في موسكو·
وفي الوقت الذي استأثرت فيه الهجمات في لندن ومصر على عناوين الأنباء في الأيام الأخيرة، إلا أنه يبدو أن العراق يلعب دورا مركزيا في تغيير الآراء وكنموذج لموجة جديدة من الهجمات الانتحارية·
معين لا ينضب!
يقول الباحث في شؤون الإرهاب في مؤسسة الباسيفيك Pacific Foundation في لندن أم· جي غوهيل "يمكن القول إن هجوما انتحاريا واحدا يقع في العراق كل يوم، فقد وقع 30 هجوما انتحاريا في شهر يونيو 2005 مقابل 18 فقط في يونيو 2004، بل إنهم يستخدمون هذا التكتيك لضرب أهداف صغيرة، وهذا يعني أن لديهم معينا لا ينضب من الانتحاريين الآن، بينما كانت الهجمات الانتحارية حدثا نادرا في الماضي"·
لكن المنطق التكتيكي للانتحاريين لم يتغير· إذ من الصعب وقفهم وهم يعادلون الفارق في القوة بين الضعيف عسكريا والقوى· ويقول بعض المحللين إنه يبدو أن العمليات الانتحارية بلورت زخما ذاتيا· وكما أصبح معروفا في أوساط الدوائر المؤيدة للجهاد الكوني، فقد خُرِقت الكثير من المحرّمات، وخلقت رغبة أكبر في أوساط الشباب لتنفيذ العمليات الانتحارية، الأمر الذي يؤدي - بدوره - الى تغذية دورة الانتحار·
لقد استخدم حزب الله الذي كان رائدا في التفجيرات الانتحارية الحديثة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، استخدم هذا التكتيك أقل من 40 مرة·
ونفذ الأصوليون الفلسطينيون نحو 100 تفجير انتحاري خلال 10 سنوات وحتى نهاية عام 2002· ومنذ ذلك الحين، وقع 35 تفجيرا انتحاريا· وفي العراق، وحيث لم يكن الإرهاب الانتحاري معروفا قبل بدء الغزو الأمريكي في مارس 2003، وقع 188 تفجيرا انتحاريا منذ شهر أغسطس 2003 (وحتى يونيو 2005) وفقا لنشرة فهرس العراق Iraq Index التي يصدرها معهد بروكنغز في واشنطن، على الرغم من أن بعض الدراسات تشير الى أن عدد التفجيرات الانتحارية فاق الـ 400 تفجير·
الموت من أجل النصر
وبالمقارنة، فإن 315 تفجيرا انتحاريا وقعت في شتى أنحاء العالم خلال الفترة من 1980-2003، وفقا للبيانات التي جمعها البروفيسور روبرت بابي من جامعة شيكاغو، في كتابه بعنوان "الموت من أجل النصر"·
ويجادل بابي في كتابه بأن الهجمات الانتحارية ليست أبدا، حكرا على المسلمين أو المتدينين الراديكاليين·
ويشير الى أن 76 تفجيرا انتحاريا منها نفذتها "حركة نمو التاميل" في سيريلانكا وهي مجموعة انفصالية علمانية، بينما نفذ عددا كبيرا من هذه العمليات عناصر الكاميكـــاز اليابـانيــين Kamikazes·
ويقول واين وايت الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والمسؤول السابق في مكتب التحليل في شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لوزارة الخارجية الأمريكية "إنه تكتيك يائس يلجأ إليه أناس يشعرون أنهم ضعفاء ويتوجب عليهم اتخاذ موقف ضد من يعتبرونه عدوا لهم، أي أن الأمر لا يتعلق بعمل متطرف فحسب"·
ثقافة راديكالية
ولكنه في الوقت الذي يرى أن من الخطأ ربط الإرهاب الانتحاري بالإسلام، يقول إن ثقافة راديكالية برزت داخل الإسلام وخلقت مشكلة متفاقمة·
ويضيف: "دعونا نواجه الأمر، فهناك تقاطع بين عاملين هما الصعود الكبير للتدين الإسلامي الذي يتخذ أبعادا راديكالية أحيانا والشعور بالضعف أمام ما ينظر إليه على أنه امبريالية غربية أو عدوان على المسلمين"·
وفي حين يجاهر الكثير من الخطباء المسلمين بمعارضتهم لهذه التكتيكات الإرهابية، إلا أن المعتقدات الأساسية لتنظيم القاعدة والمجموعات الأخرى التي تستهدف المدنيين، منتشرة في العالم على نطاق واسع· ويقول وايت "إنك تجد رجال دين مسلمين يفتون بحرمة العمليات الانتحارية، وهناك آخرون يجدون المبررات لكل ما يريدون فعله"·
ويقول إيفان كولمان المستشار في شؤون الإرهاب ومؤلف كتاب "جهاد القاعدة في أوروبا" إنه يجري الترويج للعمليات الانتحارية في العراق وإسرائيل وأماكن أخرى من خلال سرد قصص الشجاعة والبطولة، علي مواقع الإنترنت وبطريقة تدفع آخرين لتقليدها· ويضيف "إنك تجد في الولايات المتحدة شبابا يعتبرون نجوما في الرياضة قدوة لهم· أما في دوائر الإسلام الراديكالي، فإن الأبطال هم هؤلاء الشباب الذين يقاتلون في العراق وينفذون هجمات أخرى"·
" عن كريستيان سانيس مونيتور "
· استخدام عمليات انتحارية لضرب أهداف صغيرة يعني أن لديهم معينا لا ينضب من الانتحاريين
· هذا التكتيك ليس حكرا على الأصوليين بل استخدمته جماعات علمانية ولا دينية في سريلانكا واليابان
بقلم: دان ميرفي
الإرهابيون الذين نفذوا الهجمات في شرم الشيخ ولندن والدار البيضاء ينحدرون من خلفيات مختلفة بشكل دراماتيكي، فمنفذو هجمات لندن كانوا مواطنين بريطانيين من الطبقة الدنيا· أما في الدار البيضاء، فكانوا جميعا من أحد أحيائها الفقيرة·
وفي شرم الشيخ، يقول مسؤولون محليون إن ثمة مؤشرات على أن المهاجمين لهم صلة بتفجيرات طابا في شهر أكتوبر الماضي والتي نفذتها خلية من الطبقة العاملة المصرية·
وبينما يقول بعض خبراء مكافحة الإرهاب إن الأدلة ستقود في النهاية الى وجود صلة تربط كل هذه المجموعات بتنظيم القاعدة، إلا أن الخلفيات المتباينة بين منفذي هذه الهجمات المفترضين يسلط الضوء على تحوّل مهم وهو أن ثقافة الانتحاريين الإسلاميين أصبحت شائعة كثيرا، وكذا تصنيف المدنيين على أنهم "أعداء"·
ولم تكن الهجمات الانتحارية مستخدمة خلال فترة الاضطرابات التي شهدتها مصر خلال التسعينات، وأما الآن، فقد رأينا موجتين كبيرتين من التفجيرات الانتحارية في البلاد خلال ثمانية أشهر·
وما يثير مخاوف خبراء مكافحة الإرهاب هو أن التكتيكات التي كانت تثير جدلا أيديولوجيا ساخنا داخل الدوائر الراديكالية ذات يوم، أي الهجمات الانتحارية واستهداف المدنيين، واللذين يعتبران من الآثام في الإسلام، أصبحا اليوم مقبولين لدى الشباب· فقبل عقد أو عقدين من الزمن، كان الشباب المسلمون يحملون البنادق ويجازفون بأرواحهم من أجل محاربة السوفييت في جبال أفغانستان، لكن قليلين منهم من كان مستعدا لتفجير نفسه لقتل المدنيين في إحدى محطات القطارات في موسكو·
وفي الوقت الذي استأثرت فيه الهجمات في لندن ومصر على عناوين الأنباء في الأيام الأخيرة، إلا أنه يبدو أن العراق يلعب دورا مركزيا في تغيير الآراء وكنموذج لموجة جديدة من الهجمات الانتحارية·
معين لا ينضب!
يقول الباحث في شؤون الإرهاب في مؤسسة الباسيفيك Pacific Foundation في لندن أم· جي غوهيل "يمكن القول إن هجوما انتحاريا واحدا يقع في العراق كل يوم، فقد وقع 30 هجوما انتحاريا في شهر يونيو 2005 مقابل 18 فقط في يونيو 2004، بل إنهم يستخدمون هذا التكتيك لضرب أهداف صغيرة، وهذا يعني أن لديهم معينا لا ينضب من الانتحاريين الآن، بينما كانت الهجمات الانتحارية حدثا نادرا في الماضي"·
لكن المنطق التكتيكي للانتحاريين لم يتغير· إذ من الصعب وقفهم وهم يعادلون الفارق في القوة بين الضعيف عسكريا والقوى· ويقول بعض المحللين إنه يبدو أن العمليات الانتحارية بلورت زخما ذاتيا· وكما أصبح معروفا في أوساط الدوائر المؤيدة للجهاد الكوني، فقد خُرِقت الكثير من المحرّمات، وخلقت رغبة أكبر في أوساط الشباب لتنفيذ العمليات الانتحارية، الأمر الذي يؤدي - بدوره - الى تغذية دورة الانتحار·
لقد استخدم حزب الله الذي كان رائدا في التفجيرات الانتحارية الحديثة ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، استخدم هذا التكتيك أقل من 40 مرة·
ونفذ الأصوليون الفلسطينيون نحو 100 تفجير انتحاري خلال 10 سنوات وحتى نهاية عام 2002· ومنذ ذلك الحين، وقع 35 تفجيرا انتحاريا· وفي العراق، وحيث لم يكن الإرهاب الانتحاري معروفا قبل بدء الغزو الأمريكي في مارس 2003، وقع 188 تفجيرا انتحاريا منذ شهر أغسطس 2003 (وحتى يونيو 2005) وفقا لنشرة فهرس العراق Iraq Index التي يصدرها معهد بروكنغز في واشنطن، على الرغم من أن بعض الدراسات تشير الى أن عدد التفجيرات الانتحارية فاق الـ 400 تفجير·
الموت من أجل النصر
وبالمقارنة، فإن 315 تفجيرا انتحاريا وقعت في شتى أنحاء العالم خلال الفترة من 1980-2003، وفقا للبيانات التي جمعها البروفيسور روبرت بابي من جامعة شيكاغو، في كتابه بعنوان "الموت من أجل النصر"·
ويجادل بابي في كتابه بأن الهجمات الانتحارية ليست أبدا، حكرا على المسلمين أو المتدينين الراديكاليين·
ويشير الى أن 76 تفجيرا انتحاريا منها نفذتها "حركة نمو التاميل" في سيريلانكا وهي مجموعة انفصالية علمانية، بينما نفذ عددا كبيرا من هذه العمليات عناصر الكاميكـــاز اليابـانيــين Kamikazes·
ويقول واين وايت الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن والمسؤول السابق في مكتب التحليل في شؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا التابع لوزارة الخارجية الأمريكية "إنه تكتيك يائس يلجأ إليه أناس يشعرون أنهم ضعفاء ويتوجب عليهم اتخاذ موقف ضد من يعتبرونه عدوا لهم، أي أن الأمر لا يتعلق بعمل متطرف فحسب"·
ثقافة راديكالية
ولكنه في الوقت الذي يرى أن من الخطأ ربط الإرهاب الانتحاري بالإسلام، يقول إن ثقافة راديكالية برزت داخل الإسلام وخلقت مشكلة متفاقمة·
ويضيف: "دعونا نواجه الأمر، فهناك تقاطع بين عاملين هما الصعود الكبير للتدين الإسلامي الذي يتخذ أبعادا راديكالية أحيانا والشعور بالضعف أمام ما ينظر إليه على أنه امبريالية غربية أو عدوان على المسلمين"·
وفي حين يجاهر الكثير من الخطباء المسلمين بمعارضتهم لهذه التكتيكات الإرهابية، إلا أن المعتقدات الأساسية لتنظيم القاعدة والمجموعات الأخرى التي تستهدف المدنيين، منتشرة في العالم على نطاق واسع· ويقول وايت "إنك تجد رجال دين مسلمين يفتون بحرمة العمليات الانتحارية، وهناك آخرون يجدون المبررات لكل ما يريدون فعله"·
ويقول إيفان كولمان المستشار في شؤون الإرهاب ومؤلف كتاب "جهاد القاعدة في أوروبا" إنه يجري الترويج للعمليات الانتحارية في العراق وإسرائيل وأماكن أخرى من خلال سرد قصص الشجاعة والبطولة، علي مواقع الإنترنت وبطريقة تدفع آخرين لتقليدها· ويضيف "إنك تجد في الولايات المتحدة شبابا يعتبرون نجوما في الرياضة قدوة لهم· أما في دوائر الإسلام الراديكالي، فإن الأبطال هم هؤلاء الشباب الذين يقاتلون في العراق وينفذون هجمات أخرى"·
" عن كريستيان سانيس مونيتور "