المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المياه تعود إلى الأهوار العراقية



سمير
08-24-2005, 04:57 PM
تضم منطقة الاهوار عددا كبيرا من القنوات



http://newsimg.bbc.co.uk/media/images/40720000/jpg/_40720368_hamar11dykebody203tx.jpg


بدأت مناطق المسطحات المائية في جنوب العراق المعروفة باسم الاهوار، والتي جرى تجفيفها في أوائل التسعينات، تعود إلى حالتها الطبيعية.

وكانت مساحة الاهوار قد تقلصت إلى حوالي عشر حجمها السابق في عهد الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بعد أن جرى تحويل مجاري الأنهار عنها، لأسباب عسكرية وأمنية، وعقابا لسكانها بسبب أعمال التمرد هناك.

وتشير أحدث بيانات الامم المتحدة حول المنطقة إلى أن حوالي 40 بالمئة من المنطقة عادت إلى حالتها الاصلية.

ويجري حاليا إقامة مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب، لكن الامم المتحدة تقول إن إحياء المنطقة بشكل كامل سيحتاج إلى سنوات عديدة.

وكانت منطقة الاهوار، القريبة من موقع التقاء نهري دجلة والفرات، قد بدأت تتأثر ببرامج صرف المياه لأغراض زراعية في الخمسينات.

لكن الخطر الأكبر ظهر عام 1991، عندما بدأ نظام صدام حسين في بناء شبكة موسعة من السدود والقنوات لسحب المياه من منطقة الاهوار، التي كانت تمتد في الاصل لمسافة تسعة آلاف كلم مربع تقريبا.

وأظهرت صور الاقمار الصناعية أنه بحلول عام 2002 كانت المنطقة قد انحسرت مساحتها إلى 760 كلم مربع فقط، ويقدر أن 70 ألفا من سكان المنطقة اجبروا على النزوح منها للاقامة في مخيمات في إيران.

وجاء في بيان للمدير التنفيذي لبرنامج الأمم الامتحدة البيئي، كلاوس توبفر، أن "التدمير شبه الكامل لمناطق الأهوار في ظل حكم صدام حسين كان كارثة بيئية وإنسانية، سلبت من سكان الأهوار أسلوب حياة وحضارة تمتد الى مئات السنين، فضلا عن حرمان المنطقة من مصادر طبيعية وغذائية كالأسماك ولم توفر حتى مياه الشرب".

وقالت شيزورو اوكي، منسقة مشروع العراق التابع لبرنامج البيئة بالامم المتحدة، أن الوضع في الاهوار تغير بشكل سريع منذ الاطاحة بحكومة صدام حسين في أبريل نيسان عام 2003.

وأضافت المسؤولة أنه "بعد سقوط النظام العراقي مباشرة بدأ سكان الاهوار في إحداث فتحات في السدود التي كانت تسحب المياه بعيدا عن المنطقة وتحويل المياه إلى الاراضي التي جففت".

وأشارت الى أن عام 2003 كان عاما جيدا بالنسبة لكميات المياه "فقد تساقطت الثلوج الكثيفة على الاراضي المرتفعة والامطار الغزيرة".

وتظهر الصور الحديثة للاهوار حاليا أن حوالي 37 بالمئة من المنطقة الاصلية قد عادت إلى حالتها الطبيعية

العودة الى الأصل
لكن المياه ليست سوى أحد العوامل المهمة، حيث لا يزال السكان العائدون للمنطقة في حاجة إلى ضمان مصدر للمياه النظيفة، ومشروعات الصرف الصحي، وموارد دائمة للغذاء.

ويعمل برنامج البيئة، باستخدام منحة قدرها 11 مليون دولار مقدمة من اليابان، على تقديم هذه الخدمات بمساعدة المنظمات الاخرى والحكومة العراقية.

وتقول أوكي إن ثمة حاجة كبرى لمعدات تكنولوجية مناسبة لتوفير مياه الشرب، مشيرة الى ان المياه مالحة الى حد كبير لذلك يسعى المشروع الى إقامة معامل تحلية للمياه.

ومن المقرر أن يعد تقييم كامل لمتطلبات المشروع. وتعترف الأمم المتحدة بأن الأمر يحتاج الى سنوات عديدة لإعادة المنطقة لوضعها الطبيعي، مشيرة الى أن هناك صعوبات كثيرة بينها وجود سدود في دول الجوار تحد بقدر كبير من تدفق المياه الى دجلة والفرات.

قاسم
08-25-2005, 07:23 AM
أهوار العراق المدمرة تتعافى بسرعة

اندرو كاوثورن من نيروبي

قال برنامج الامم المتحدة للبيئة يوم الاربعاء إن أهوار العراق القديمة التي جففها صدام حسين كعقاب للمقيمين فيها عاد اغلبها بنسبة 40 في المئة من مستواها السابق.

وقال برنامج الامم المتحدة الذي يتخذ نيروبي مقرا له ان احدث صور الاقمار الصناعية توضح معدلا "غير عادي" للتعافي في الاهوار الجنوبية حيث عادت مساحتها الى نحو 3500 كيلومتر مربع بعد تراجعها الى 760 فقط في عام 2002.

ويرى بعض العلماء ان الاهوار عند التقاء نهري دجلة والفرات هي موقع "جنة عدن" الاصلية في التوراة.

وبدأ صدام تحركه ضد عرب الاهوار في اوائل التسعينات بعد ان اتهمهم بمساندة انتفاضة الشيعة بعد حرب الخليج الاولى وايواء المجرمين.

وقامت سلسلة من السدود والقنوات بتعويق المياه المتجهة الى الاهوار وتحويل ما كان يوما نظاما بيئيا نقيا لاراضي المستنقعات الى ارض شبه صحراوية وارغام نحو 40 الفا من سكان المنطقة المقدرين بنحو 450 الفا على الهرب.

لكن بعد حرب مارس اذار 2003 للاطاحة بصدام حسين بدأ السكان العودة وتحطيم السدود مما سمح مرة اخرى بتدفق المياه بحرية في المنطقة حيث عاش الناس على جزر صغيرة وتنقلوا باستخدام قوارب خشبية صغيرة على مدى الاف السنين.

قال كلاوس تويفر المدير التنفيذي للبرنامج "التدمير شبه الكامل للاهوار العراقية في ظل نظام صدام حسين كان كارثة انسانية وبيئية كبرى حرمت عرب الاهوار من ثقافة عمرها قرون ومن طريقة فريدة للحياة الى جانب الغذاء المتوفر على شكل اسماك ومن اكثر الموارد الطبيعية اهمية وهو مياه الشرب."

"والدليل على سرعة التعافي يعد علامة ايجابية ليس فقط من اجل البيئة والتجمعات المحلية التي تعيش هناك..لكن ينبغي النظر اليه كاسهام في السلام والامن بمعناهما الواسع للشعب العراقي وللمنطقة ككل."

وقال البرنامج ان الاهوار وصلت مساحتها الكلية الى نحو تسعة الاف كيلومتر مربع في السبعينات وتعد واحدة من اكبر مناطق المستنقعات في العالم التي تعيش فيها انواع نادرة مثل طائر ابو منجل المقدس.

وقال البرنامج انه بينما اظهرت صور الاقمار الصناعية ان الاهوار عادت لتغطي تقريبا نحو 40 في المئة من مساحتها في اغسطس اب فان الرقم كان اقرب الى الخمسين في المئة في الربيع نتيجة امطار الشتاء وذوبان الجليد عند منابع دجلة والفرات.

واضاف في بيان "صور الاقمار الصناعية الجديدة توضح زيادة سريعة في الغطاء المائي والخضري في العامين الماضيين .. في حين يحتاج الامر الى تحليلات ميدانية مفصلة لنوعية التربة والمياه لتحديد الحالة التي وصلتها العودة الى الوضع الطبيعي فان علماء البرنامج يعتقدون ان هذه النتائج علامة ايجابية على ان اهوار العراق على الطريق الصحيح نحو العودة الى وضعها الاصلي."

وحذر تويفر مع ذلك ان اعادة الاغراق الكاملة سوف تستغرق "عدة سنوات" وينبغي رعايتها بحرص.

و يدير البرنامج بتمويل من اليابان مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحي وادارة المستنقعات في المنطقة حيث يعيش السكان المحليون حياة متقشفة تعاني من الحرمان.

وبينما تعتبر اعادة الاغراق ظاهرة ايجابية للبيئة فان المنطقة تظل الافقر في العراق حيث يعاني اكثر من نصف السكان من البطالة ومن نقص المدارس حتى الابتدائية بينما تصل الكهرباء لمدة ساعة واحدة فقط في اليوم.