مجاهدون
08-24-2005, 07:40 AM
حسن حب الله
الانخراط النشط للعراقيين السُّنة في الجدل الدستوري الحالي، والمشاركة في الاستفتاء على الدستور، سواء بنعم أم بلا، ومن ثم المشاركة المنتظرة في الانتخابات المقبلة بدلا من المقاطعة، يؤذن بالاعلان عن مفصل نوعي، وان غير مرئي، في مسار الاحداث العراقية، يتمثل باتساع الهوة بين المعارضة العراقية، وبين ظاهرة القتل الزرقاوية، على اختلاف فصائلها ومسمياتها، والتي اساءت الى فكرة المقاومة، كما لم تفعل أي حركة سياسية - عسكرية في التاريخ الحديث.
ويسمح الانخراط السني في اللعبة السياسية لمرحلة ما بعد صدام، باستنتاج ان هذه الكتلة الهامة في تاريخ العراق الحديث قد برئت من تهمة انها احد ايتام النظام السابق. كما يمكن ملاحظة ان سعي الشيعة لمصادرة معظم السلطات في النظام الجديد استحضر مضارا اكثر من المنافع، واظهر الشيعة جمهورا من المتعطشين للانتقام والاستئثار. وعلى خط مواز بات الكرد اكثر مرونة في القضايا التفصيلية، حتى وان بقي شعار الفيدرالية خطا احمر لا يمكن المساس به.
بعبارة اخرى، الافق اصبح اكثر اتساعا امام قادة العراق الجديد كي يظهروا بمستوى المسؤولية التاريخية، ويمكن ملاحظة ان الاطراف الرئيسية الثلاثة قد فقدت الكثير من تشددها ومن نرجسيتها ايضا، الشيعة اكتشفوا استحالة تكرار نظام ولاية الفقيه، والسنة الذين خسروا رهانهم على عودة نظام صدام، اصطدموا بايديولوجيا طالبانية يقودها الزرقاوي، وهو ما يعتبر مشروعا شاذا ليس في العراق فحسب بل في محيطه العربي ايضا.
والآن، هل هي نهاية الزرقاوية في العراق؟ ان رصد وتائر ارتفاع القادة العراقيين الى مستوى «آباء مؤسسين» بمعنى الدخول في برنامج تنازلات متبادلة لمصلحة الوطن العراقي، كفيل بجعل الزرقاوية نبتا شيطانيا في التربة العراقية، لا سيما وان تحول الاقطاب السنة الى معارضة سلمية وانما من داخل النظام الجديد، من شأنه ان يعزل آلة القتل الارهابية الاصولية المتنقلة، واذا كان من المبكر الاستدلال على ضعفها عراقيا فإن انتقال نشاطها الى ساحات مجاورة وتحديدا الى الاردن كبلد منشأ، لم يعد مستبعدا، وإلى ذلك الحين، فوداعا «زرقاوستان» في العراق أولاً.
الانخراط النشط للعراقيين السُّنة في الجدل الدستوري الحالي، والمشاركة في الاستفتاء على الدستور، سواء بنعم أم بلا، ومن ثم المشاركة المنتظرة في الانتخابات المقبلة بدلا من المقاطعة، يؤذن بالاعلان عن مفصل نوعي، وان غير مرئي، في مسار الاحداث العراقية، يتمثل باتساع الهوة بين المعارضة العراقية، وبين ظاهرة القتل الزرقاوية، على اختلاف فصائلها ومسمياتها، والتي اساءت الى فكرة المقاومة، كما لم تفعل أي حركة سياسية - عسكرية في التاريخ الحديث.
ويسمح الانخراط السني في اللعبة السياسية لمرحلة ما بعد صدام، باستنتاج ان هذه الكتلة الهامة في تاريخ العراق الحديث قد برئت من تهمة انها احد ايتام النظام السابق. كما يمكن ملاحظة ان سعي الشيعة لمصادرة معظم السلطات في النظام الجديد استحضر مضارا اكثر من المنافع، واظهر الشيعة جمهورا من المتعطشين للانتقام والاستئثار. وعلى خط مواز بات الكرد اكثر مرونة في القضايا التفصيلية، حتى وان بقي شعار الفيدرالية خطا احمر لا يمكن المساس به.
بعبارة اخرى، الافق اصبح اكثر اتساعا امام قادة العراق الجديد كي يظهروا بمستوى المسؤولية التاريخية، ويمكن ملاحظة ان الاطراف الرئيسية الثلاثة قد فقدت الكثير من تشددها ومن نرجسيتها ايضا، الشيعة اكتشفوا استحالة تكرار نظام ولاية الفقيه، والسنة الذين خسروا رهانهم على عودة نظام صدام، اصطدموا بايديولوجيا طالبانية يقودها الزرقاوي، وهو ما يعتبر مشروعا شاذا ليس في العراق فحسب بل في محيطه العربي ايضا.
والآن، هل هي نهاية الزرقاوية في العراق؟ ان رصد وتائر ارتفاع القادة العراقيين الى مستوى «آباء مؤسسين» بمعنى الدخول في برنامج تنازلات متبادلة لمصلحة الوطن العراقي، كفيل بجعل الزرقاوية نبتا شيطانيا في التربة العراقية، لا سيما وان تحول الاقطاب السنة الى معارضة سلمية وانما من داخل النظام الجديد، من شأنه ان يعزل آلة القتل الارهابية الاصولية المتنقلة، واذا كان من المبكر الاستدلال على ضعفها عراقيا فإن انتقال نشاطها الى ساحات مجاورة وتحديدا الى الاردن كبلد منشأ، لم يعد مستبعدا، وإلى ذلك الحين، فوداعا «زرقاوستان» في العراق أولاً.