مرتاح
08-24-2005, 07:24 AM
متعة رحلة العودة إلى الوطن الأم من بلجيكا وهولندا لقضاء العطلة
http://www.asharqalawsat.com/2005/08/24/images/travel.319214.jpg
بروكسل: عبد الله مصطفى
بمجرد انتهاء العام الدراسي في بلجيكا وهولندا مع نهاية شهر يونيو (حزيران) في كل عام، يتكرر المشهد في الشوارع التجارية الكبرى في بروكسل وامستردام، حيث الازدحام على المحلات التجارية والاسواق لشراء الهدايا التي سوف يحملها ابناء الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في بلجيكا وهولندا للأهل والاصدقاء في الوطن الام، عند العودة لقضاء الاجازة الصيفية، ولحسن الحظ يتزأمن ذلك مع بدء موسم التخفيضات الصيفية في معظم المدن الاوروبية.
وتعتبر مدينة بروكسل قبلة للآلاف من المهاجرين العرب والمسلمين المقيمين في بلجيكا والدول المجاورة، مثل هولندا والمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ، ويتوجهون بالتحديد الى الشارع التجاري المشهور في شمال بروكسل وهو شارع «بربانت»، او «رود بربانت» بالفرنسية نسبة الى منطقة بربانت التي تقع في الجزء البلجيكي الناطق بالفلأمنكية «القريبة من اللغة الهولندية».
شارع بربانت
* ومنذ ما يزيد على 30 عاما حصل شارع «بربانت» على شهرته التجارية مع نزوح التجار العرب والمسلمين الى الشارع، حيث بدأوا في امتلاك محلات تجارية فيه، ومع مرور الوقت اصبح اصحاب كل المحلات التجارية في الشارع من المغاربة والاتراك او جنسيات اجنبية اخرى ومنهم الباكستانيون. ويعلق البعض على هذا الامر بالقول: «ان البلجيكي ابن البلد يشعر بنفسه غريبا في هذا الشارع التجاري»، نظرا لأن العدد الاكبر من الباعة والمشترين من الاجانب، وقلة من البلجيكيين سكان البلاد الاصليين.
وفي الشارع تستطيع ان تجد كافة انواع السلع وبأسعار زهيدة، ومن المألوف ان ترى العائلات المغربية والتركية او من جنسيات عربية وافريقية يتجولون في الشارع، وهم يحملون الاكياس والصناديق المليئة بالهدايا، من ملابس وعطور ولعب وأجهزة كهربائية وإلكترونية ولوازم المنزل المختلفة.
ويستغرق الامر اسبوعين او ثلاثة، وتكون معظم العائلات المغربية والتركية قد انتهت من شراء الهدايا في منتصف شهر يوليو (تموز)، وعند ساعات الليل المتأخرة يستطيع من يتجول في شوارع بروكسل وامستردام، ان يرى المشهد التقليدي الذي يتكرر كل عام: ربّ الاسرة يقوم بنقل الحقائب الى السيارة الخاصة، سواء داخل حقيبة السيارة او من فوقها وربطها جيدا، استعدادا للسفر مع الساعات الاولى من الصباح، لتبدأ رحلة العودة الى الوطن الام، وهي الرحلة التي تختلف باختلاف الوسيلة المستخدمة، فهناك من يسافر بالطائرة وهناك من يستخدم السيارة الخاصة او الحافلات الكبيرة ترشيدا للانفاق.
ونظرا لأن المغاربة والأتراك يشكلون الاكثرية من حيث العدد بين الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في بلجيكا وهولندا، فهم ايضا يشكلون العدد الاكبر بين المسافرين بالسيارات الخاصة على الطرق السريعة التي تربط بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
عبر فرنسا أو ألمانيا
* يسلك المغاربة الطرق السريعة من هولندا وبلجيكا في اتجاه فرنسا ثم اسبانيا، حيث تنقلهم بعدها سفن الشحن الكبيرة بسياراتهم الى الحدود المغربية.
اما الاتراك فعليهم التوجه الى ألمانيا ثم رومانيا وبعدها الى بلغاريا، حيث الحدود التركية. ويلجا هؤلاء الى السفر بسياراتهم الخاصة او الحافلات الكبيرة التي تقوم برحلات من والى اوروبا.
يقول حسن البوهاروتي، مغربي يعمل مصورا في التلفزيون البلجيكي: «البعض يجد تذاكر الطيران مكلفة للغاية، خاصة اذا كانت العائلة تضم 5 افراد او أكثر. وانا عندما اسافر وحدي استقل الطائرة، لكن هذا العام سوف اسافر مع العائلة بسيارتي الجديدة الى الناضور». هشام اشرايح «ابو صابر»، مغربي يملك مقهى تطوان ببروكسل قريبا من محطة الحافلات الكبيرة، التي تقوم بصفة شبه يومية بنقل الركاب المغاربة الى مختلف المدن المغربية، يقول: «البعض يفضل الحافلة الكبيرة لأن اسعارها متهاودة في متناول الجميع، وبالرغم من انها تستغرق يومين ونصف اليوم في السفر، إلا ان البعض يعتبرها رحلة مع عدد كبير من الناس». اما طه عدنان، وهو شاعر مغربي مقيم في بروكسل، فيقول انه يفضل السفر بالطائرة، حيث تستغرق الرحلة 3 ساعات ونصف الساعة تقريبا: «لكن بالنسبة للعائلات التي تضم عددا كبيرا من الابناء، فهم يفضلون السفر بالسيارة الخاصة، لتوفير ثمن تذاكر الطائرة، وفي نفس الوقت يعتبرونها رحلة لافراد العائلة، ويلتقون بعائلات واصدقاء آخرين خلال الاستراحات المتكررة على الطرق السريعة». ويشاركه في الرأي احمد الكروطي، مغربي، ويقول: «ان البعض يفضل الحافلات الكبيرة والسيارات الخاصة لانهم يستطيعون اصطحاب أوزان ثقيلة من الحقائب المليئة بالهدايا للاهل والاصدقاء قد تكلفهم كثيرا لو سافروا بالطائرة».
اما محمد زغلول واشرف علي، وهما مصريان يملكان مطعما مصريا بجوار محطة الحافلات في بروكسل «مطعم القاهرة»، فيؤكدان على انهما ومعظم المصريين في بلجيكا ليس امامهم سوى السفر بالطائرة، لأنه لا يوجد طريق بري يربط بين مصر وأوروبا، وان الامر يختلف بالنسبة لهم عن المغاربة والاتراك. لكن الحاج هيثم، مسؤول الاتحاد العام للمصريين في بلجيكا، يقول انه سوف يسافر الى مصر بالسيارة، حيث يتوجه من بلجيكا الى ايطاليا ثم يستقل المركب من ايطاليا الى تونس ويمكث هناك بعض الوقت مع زوجته واولاده، ومنها يتجه الى ليبيا ثم الى الوطن الام مصر للقاء الاهل والاصدقاء.
سمير السوري، وهو مطرب وعازف على آلة القانون في بروكسل، ومحمد الشرقاوي «لبناني»، يؤكدان على ان السفر بالطائرة هو الطريقة الاسهل والاسرع لقضاء العطلة في دمشق وبيروت. الا ان عبد المنعم السوري، يقول إن هناك البعض الذي يذهب الى سورية ولبنان بالسيارة بعد عبور الاراضي التركية، لكن عددهم قليل بالمقارنة بالاشخاص الذين يستقلون الطائرة، حيث السرعة والراحة.
http://www.asharqalawsat.com/2005/08/24/images/travel.319214.jpg
بروكسل: عبد الله مصطفى
بمجرد انتهاء العام الدراسي في بلجيكا وهولندا مع نهاية شهر يونيو (حزيران) في كل عام، يتكرر المشهد في الشوارع التجارية الكبرى في بروكسل وامستردام، حيث الازدحام على المحلات التجارية والاسواق لشراء الهدايا التي سوف يحملها ابناء الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في بلجيكا وهولندا للأهل والاصدقاء في الوطن الام، عند العودة لقضاء الاجازة الصيفية، ولحسن الحظ يتزأمن ذلك مع بدء موسم التخفيضات الصيفية في معظم المدن الاوروبية.
وتعتبر مدينة بروكسل قبلة للآلاف من المهاجرين العرب والمسلمين المقيمين في بلجيكا والدول المجاورة، مثل هولندا والمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ، ويتوجهون بالتحديد الى الشارع التجاري المشهور في شمال بروكسل وهو شارع «بربانت»، او «رود بربانت» بالفرنسية نسبة الى منطقة بربانت التي تقع في الجزء البلجيكي الناطق بالفلأمنكية «القريبة من اللغة الهولندية».
شارع بربانت
* ومنذ ما يزيد على 30 عاما حصل شارع «بربانت» على شهرته التجارية مع نزوح التجار العرب والمسلمين الى الشارع، حيث بدأوا في امتلاك محلات تجارية فيه، ومع مرور الوقت اصبح اصحاب كل المحلات التجارية في الشارع من المغاربة والاتراك او جنسيات اجنبية اخرى ومنهم الباكستانيون. ويعلق البعض على هذا الامر بالقول: «ان البلجيكي ابن البلد يشعر بنفسه غريبا في هذا الشارع التجاري»، نظرا لأن العدد الاكبر من الباعة والمشترين من الاجانب، وقلة من البلجيكيين سكان البلاد الاصليين.
وفي الشارع تستطيع ان تجد كافة انواع السلع وبأسعار زهيدة، ومن المألوف ان ترى العائلات المغربية والتركية او من جنسيات عربية وافريقية يتجولون في الشارع، وهم يحملون الاكياس والصناديق المليئة بالهدايا، من ملابس وعطور ولعب وأجهزة كهربائية وإلكترونية ولوازم المنزل المختلفة.
ويستغرق الامر اسبوعين او ثلاثة، وتكون معظم العائلات المغربية والتركية قد انتهت من شراء الهدايا في منتصف شهر يوليو (تموز)، وعند ساعات الليل المتأخرة يستطيع من يتجول في شوارع بروكسل وامستردام، ان يرى المشهد التقليدي الذي يتكرر كل عام: ربّ الاسرة يقوم بنقل الحقائب الى السيارة الخاصة، سواء داخل حقيبة السيارة او من فوقها وربطها جيدا، استعدادا للسفر مع الساعات الاولى من الصباح، لتبدأ رحلة العودة الى الوطن الام، وهي الرحلة التي تختلف باختلاف الوسيلة المستخدمة، فهناك من يسافر بالطائرة وهناك من يستخدم السيارة الخاصة او الحافلات الكبيرة ترشيدا للانفاق.
ونظرا لأن المغاربة والأتراك يشكلون الاكثرية من حيث العدد بين الجاليات العربية والاسلامية المقيمة في بلجيكا وهولندا، فهم ايضا يشكلون العدد الاكبر بين المسافرين بالسيارات الخاصة على الطرق السريعة التي تربط بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
عبر فرنسا أو ألمانيا
* يسلك المغاربة الطرق السريعة من هولندا وبلجيكا في اتجاه فرنسا ثم اسبانيا، حيث تنقلهم بعدها سفن الشحن الكبيرة بسياراتهم الى الحدود المغربية.
اما الاتراك فعليهم التوجه الى ألمانيا ثم رومانيا وبعدها الى بلغاريا، حيث الحدود التركية. ويلجا هؤلاء الى السفر بسياراتهم الخاصة او الحافلات الكبيرة التي تقوم برحلات من والى اوروبا.
يقول حسن البوهاروتي، مغربي يعمل مصورا في التلفزيون البلجيكي: «البعض يجد تذاكر الطيران مكلفة للغاية، خاصة اذا كانت العائلة تضم 5 افراد او أكثر. وانا عندما اسافر وحدي استقل الطائرة، لكن هذا العام سوف اسافر مع العائلة بسيارتي الجديدة الى الناضور». هشام اشرايح «ابو صابر»، مغربي يملك مقهى تطوان ببروكسل قريبا من محطة الحافلات الكبيرة، التي تقوم بصفة شبه يومية بنقل الركاب المغاربة الى مختلف المدن المغربية، يقول: «البعض يفضل الحافلة الكبيرة لأن اسعارها متهاودة في متناول الجميع، وبالرغم من انها تستغرق يومين ونصف اليوم في السفر، إلا ان البعض يعتبرها رحلة مع عدد كبير من الناس». اما طه عدنان، وهو شاعر مغربي مقيم في بروكسل، فيقول انه يفضل السفر بالطائرة، حيث تستغرق الرحلة 3 ساعات ونصف الساعة تقريبا: «لكن بالنسبة للعائلات التي تضم عددا كبيرا من الابناء، فهم يفضلون السفر بالسيارة الخاصة، لتوفير ثمن تذاكر الطائرة، وفي نفس الوقت يعتبرونها رحلة لافراد العائلة، ويلتقون بعائلات واصدقاء آخرين خلال الاستراحات المتكررة على الطرق السريعة». ويشاركه في الرأي احمد الكروطي، مغربي، ويقول: «ان البعض يفضل الحافلات الكبيرة والسيارات الخاصة لانهم يستطيعون اصطحاب أوزان ثقيلة من الحقائب المليئة بالهدايا للاهل والاصدقاء قد تكلفهم كثيرا لو سافروا بالطائرة».
اما محمد زغلول واشرف علي، وهما مصريان يملكان مطعما مصريا بجوار محطة الحافلات في بروكسل «مطعم القاهرة»، فيؤكدان على انهما ومعظم المصريين في بلجيكا ليس امامهم سوى السفر بالطائرة، لأنه لا يوجد طريق بري يربط بين مصر وأوروبا، وان الامر يختلف بالنسبة لهم عن المغاربة والاتراك. لكن الحاج هيثم، مسؤول الاتحاد العام للمصريين في بلجيكا، يقول انه سوف يسافر الى مصر بالسيارة، حيث يتوجه من بلجيكا الى ايطاليا ثم يستقل المركب من ايطاليا الى تونس ويمكث هناك بعض الوقت مع زوجته واولاده، ومنها يتجه الى ليبيا ثم الى الوطن الام مصر للقاء الاهل والاصدقاء.
سمير السوري، وهو مطرب وعازف على آلة القانون في بروكسل، ومحمد الشرقاوي «لبناني»، يؤكدان على ان السفر بالطائرة هو الطريقة الاسهل والاسرع لقضاء العطلة في دمشق وبيروت. الا ان عبد المنعم السوري، يقول إن هناك البعض الذي يذهب الى سورية ولبنان بالسيارة بعد عبور الاراضي التركية، لكن عددهم قليل بالمقارنة بالاشخاص الذين يستقلون الطائرة، حيث السرعة والراحة.