خير النساء
12-01-2021, 07:54 PM
https://nesan.net/content/uploads/496102907560b7282b319e489411605.jpg
نبيه البرجي - الديار
30 تشرين الثاني 2021
«لقد باعنا، في سوق الأمم، مثلما تباع المواشي»...!
متى لم يكن «الاخوان المسلمون» أحصنة الشيطان منذ تأسيس الجماعة ؟ ذاك الشبق الفرويدي (الدموي) الى السلطة أنتج رجالاً من طراز أبي بكر البغدادي، وأبي مصعب الزرقاوي، وأبي محمد الجولاني...
لا نتصور وجود زعيم سياسي أكثر زبائنية، وأكثر مكيافيلية من رجب طيب اردوغان. «الاخواني» المحترف، الجاهز لبيع طربوش حسن البنا في «سوق العتيق». حمل على الأمير محمد بن سلمان، ثم جثا بين قدميه. أهان ايمانويل ماكرون، ثم تذلل أمام أبواب الاليزيه. دعا الى القضاء على عبد الفتاح السيسي، ثم، على طريقة نعيمة عاكف في هز البطن، راح يتوسل ويتسول، مصافحته.
الآن، السلطان العثماني الذي اضطلع بدور الثعبان، لا بدور الثعلب، بين البيت الأبيض والكرملين، استشعر بعد تلك السنوات من الرقص بين جاذبية التاريخ، وجاذبية الايديولوجيا، أن المطرقة الأميركية تقترب من رأسه بالهبوط المروّع لليرة التركية. للتو اتصل بنفتالي بينيت، ولوّح بخطوات وشيكة لـ»الاقتراب من اسرائيل».
الرجل الذي أوحى باحياء السلطنة العثمانية، تعهد لقادة فلسطينيين بأنه سيكون أول المحاربين من أجل استعادة المسجد الأقصى، هو من دعا حركة «حماس» الى اقامة مراكز تدريب عند الحدود مع سوريا، ومن كان وراء تسليم مخيم اليرموك، قرب دمشق، الى تلك الفصائل الهمجية، من أجل تقويض الدولة في سوريا....
لولاه هل كان يمكن لسيناريو الحرب أن يبقى ليوم واحد مع ادراكه، «كاخواني» محترف، ويرفع شعار «الاسلام هو الحل» (اي طراز من الاسلام ؟)، أن ذلك السيناريو أعدّ للقضاء على الدور السوري في مؤازرة المقاومة، ومن جنوب لبنان الى جنوب فلسطين...
هل هي المصادفة أن يتحدث الى «رئيس الحكومة الاسرائيلية» عشية معاودة مفاوضات فيينا، واعداً بزيارة لوزير خارجيته الى «تل أبيب»، وربما الى «اورشليم»، بعدما كان قد صرح بأن التواصل بين الأجهزة التركية و»الأجهزة الاسرائيلية» لم يتوقف يوماً؟
أكثر من مرة، حاول أن يمد يده، بعيداً من الضوء، الى بشار الأسد الذي رفض الدخول في لعبة الأقنعة. الأولوية لرحيل آخر جندي تركي عن الأرض السورية. بعد ذلك لكل حادث حديث. ها أنه يختار «اسرائيل» لا سوريا. اذا أتاكم حديث المطرقة الأميركية وويلاتها على حلفائها...
لهذا نقول لأصحاب الرؤوس الساخنة في ايران، في ظل صراع الأمبراطوريات، لا جدوى من الرهان على «الجنرال زمن»، وقد بات عبئاً ثقيلاً عليكم. كثيرون حول ايران، بما في ذلك اذربيجان، بالأكثرية الشيعية والاتنية التركية، يلعبون ضدكم لأنهم يخشون من تداعيات الايديولوجيا العاصفة، الايديولوجيا الحديدية...
مثلما لا مجال أمام الأتراك لاحياء السلطنة، لا مجال أمام الايرانيين لاحياء الأمبراطورية. العالم ليس فقط في التاريخ الآخر، بل في ما بعد التاريخ. بالأحرى، ليس فقط في الزمن الآخر، بل في ما بعد الزمن!
بطبيعة الحال، ندرك ضراوة جنون البعد الأمبراطوري في السياسات الأميركية حيال الشرق الأوسط، أكان ذلك عقب مؤتمر يالطا عام 1945 أم كان في ظل «مبدأ ايزنهاور» عام 1957، كما ندرك أن الرحيل الى الباسيفيك لا يعني ترك حقول النفط والغاز مشرعة أمام التنين...
لكن ايران تمكنت من أن تفرض نفسها كدولة مركزية في المنطقة. الأميركيون أقرّوا بذلك علناً. العودة الى اتفاق فيينا (بالتالي اعادة ترتيب العلاقات مع الولايات المتحدة) لا بد أن تؤدي الى الحد من الحصار الأميركي القاتل على لبنان، وعلى سوريا، كما قد يحد من ذلك التبعثر، أو التصدع، الكارثي في العراق.
ابراهيم رئيسي أعطى الأولوية لتوثيق العلاقات مع بلدان الجوار. اذاً، لتكن الخطوة الأولى من اليمن (وحيث العقدة السعودية). هذا البلد العريق الذي تحول الى أرض يباب.
اذ لا جدوى من الاستمرار في اللعب الجيوسياسي، أو اللعب الجيوستراتيجي، هناك، لا مجال لزحزحة أي نظام خليجي، وبقرار من القوى الكبرى دون استثناء، لماذا لا تكون سياسة غسل الأيدي، وغسل القلوب؟ هكذا لا تبقى الأبواب على مصراعيها لا أمام الثعبان العثماني، ولا أمام الأخطبوط الاسرائيلي...
https://addiyar.com/article/1958154-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AE%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
نبيه البرجي - الديار
30 تشرين الثاني 2021
«لقد باعنا، في سوق الأمم، مثلما تباع المواشي»...!
متى لم يكن «الاخوان المسلمون» أحصنة الشيطان منذ تأسيس الجماعة ؟ ذاك الشبق الفرويدي (الدموي) الى السلطة أنتج رجالاً من طراز أبي بكر البغدادي، وأبي مصعب الزرقاوي، وأبي محمد الجولاني...
لا نتصور وجود زعيم سياسي أكثر زبائنية، وأكثر مكيافيلية من رجب طيب اردوغان. «الاخواني» المحترف، الجاهز لبيع طربوش حسن البنا في «سوق العتيق». حمل على الأمير محمد بن سلمان، ثم جثا بين قدميه. أهان ايمانويل ماكرون، ثم تذلل أمام أبواب الاليزيه. دعا الى القضاء على عبد الفتاح السيسي، ثم، على طريقة نعيمة عاكف في هز البطن، راح يتوسل ويتسول، مصافحته.
الآن، السلطان العثماني الذي اضطلع بدور الثعبان، لا بدور الثعلب، بين البيت الأبيض والكرملين، استشعر بعد تلك السنوات من الرقص بين جاذبية التاريخ، وجاذبية الايديولوجيا، أن المطرقة الأميركية تقترب من رأسه بالهبوط المروّع لليرة التركية. للتو اتصل بنفتالي بينيت، ولوّح بخطوات وشيكة لـ»الاقتراب من اسرائيل».
الرجل الذي أوحى باحياء السلطنة العثمانية، تعهد لقادة فلسطينيين بأنه سيكون أول المحاربين من أجل استعادة المسجد الأقصى، هو من دعا حركة «حماس» الى اقامة مراكز تدريب عند الحدود مع سوريا، ومن كان وراء تسليم مخيم اليرموك، قرب دمشق، الى تلك الفصائل الهمجية، من أجل تقويض الدولة في سوريا....
لولاه هل كان يمكن لسيناريو الحرب أن يبقى ليوم واحد مع ادراكه، «كاخواني» محترف، ويرفع شعار «الاسلام هو الحل» (اي طراز من الاسلام ؟)، أن ذلك السيناريو أعدّ للقضاء على الدور السوري في مؤازرة المقاومة، ومن جنوب لبنان الى جنوب فلسطين...
هل هي المصادفة أن يتحدث الى «رئيس الحكومة الاسرائيلية» عشية معاودة مفاوضات فيينا، واعداً بزيارة لوزير خارجيته الى «تل أبيب»، وربما الى «اورشليم»، بعدما كان قد صرح بأن التواصل بين الأجهزة التركية و»الأجهزة الاسرائيلية» لم يتوقف يوماً؟
أكثر من مرة، حاول أن يمد يده، بعيداً من الضوء، الى بشار الأسد الذي رفض الدخول في لعبة الأقنعة. الأولوية لرحيل آخر جندي تركي عن الأرض السورية. بعد ذلك لكل حادث حديث. ها أنه يختار «اسرائيل» لا سوريا. اذا أتاكم حديث المطرقة الأميركية وويلاتها على حلفائها...
لهذا نقول لأصحاب الرؤوس الساخنة في ايران، في ظل صراع الأمبراطوريات، لا جدوى من الرهان على «الجنرال زمن»، وقد بات عبئاً ثقيلاً عليكم. كثيرون حول ايران، بما في ذلك اذربيجان، بالأكثرية الشيعية والاتنية التركية، يلعبون ضدكم لأنهم يخشون من تداعيات الايديولوجيا العاصفة، الايديولوجيا الحديدية...
مثلما لا مجال أمام الأتراك لاحياء السلطنة، لا مجال أمام الايرانيين لاحياء الأمبراطورية. العالم ليس فقط في التاريخ الآخر، بل في ما بعد التاريخ. بالأحرى، ليس فقط في الزمن الآخر، بل في ما بعد الزمن!
بطبيعة الحال، ندرك ضراوة جنون البعد الأمبراطوري في السياسات الأميركية حيال الشرق الأوسط، أكان ذلك عقب مؤتمر يالطا عام 1945 أم كان في ظل «مبدأ ايزنهاور» عام 1957، كما ندرك أن الرحيل الى الباسيفيك لا يعني ترك حقول النفط والغاز مشرعة أمام التنين...
لكن ايران تمكنت من أن تفرض نفسها كدولة مركزية في المنطقة. الأميركيون أقرّوا بذلك علناً. العودة الى اتفاق فيينا (بالتالي اعادة ترتيب العلاقات مع الولايات المتحدة) لا بد أن تؤدي الى الحد من الحصار الأميركي القاتل على لبنان، وعلى سوريا، كما قد يحد من ذلك التبعثر، أو التصدع، الكارثي في العراق.
ابراهيم رئيسي أعطى الأولوية لتوثيق العلاقات مع بلدان الجوار. اذاً، لتكن الخطوة الأولى من اليمن (وحيث العقدة السعودية). هذا البلد العريق الذي تحول الى أرض يباب.
اذ لا جدوى من الاستمرار في اللعب الجيوسياسي، أو اللعب الجيوستراتيجي، هناك، لا مجال لزحزحة أي نظام خليجي، وبقرار من القوى الكبرى دون استثناء، لماذا لا تكون سياسة غسل الأيدي، وغسل القلوب؟ هكذا لا تبقى الأبواب على مصراعيها لا أمام الثعبان العثماني، ولا أمام الأخطبوط الاسرائيلي...
https://addiyar.com/article/1958154-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A4%D9%88%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AE%D9%86%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86