مقاتل
08-23-2005, 05:56 AM
http://www.asharqalawsat.com/01common/teamimages/119-aliibrahim.gif
علي ابراهيم
يبدو أن منطقة الشرق الاوسط سيتعين عليها التعايش مع نموذج مشابه لطالبان في أفغانستان في قلب المنطقة العربية لفترة لن تكون قصيرة ، بما يعنيه ذلك من توترات وامتداد العنف من العراق الى بقية دول المنطقة. فالتقارير الواردة من بعض المدن العراقية الواقعة في ما يسمى بالمثلث السني صادمة ولا تبشر بخير، مع سيطرة مسلحين متطرفين على مقدرات الحياة هناك وادارتهم لشؤون الحياة اليومية للناس.
وفي الاسبوع الماضي نفذ هؤلاء المسلحون اعدامات علنية في الشارع لثلاثة من اعضاء الحزب الاسلامي في واحدة من اكبر المدن العراقية وهي الموصل بدون ان يردعهم أحد ، وقالوا للناس هؤلاء خوارج وذلك لانهم كانوا يروجون للمشاركة في العملية السياسية الدائرة.
وفي مدن اخرى يبدو ان الاعدامات العلنية وتعليق الجثث على الجسور والاعمدة اصبحت اسلوبا يوميا في الحياة، والاسوأ انهم يصورون ذلك على اشرطة فيديو تباع في الاسواق تشاهدها العائلات والاطفال ليربوا جيلا يتعود على مشاهد الدم والعنف. وهذا جانب من الصورة ، بينما الجانب الآخر انهم هم الذين يفرضون القانون ويعاقبون المجرمين العاديين ويحددون من الذي له الحق في قبض الرواتب من الحكومة وتوزيع الكهرباء.
وقد يكون هؤلاء النموذج الاكثر تطرفا في المشهد العراقي الحالي، لكن ما يظهر هو ان دور الميليشيات اصبح طاغيا في الحياة اليومية للعراقيين تستوي في ذلك المناطق السنية مع الشيعية، مع الفوارق الايدلوجية بينما الوحيدة التي تشهد استقرارا وازدهارا نسبيا هي المناطق الكردية التي كانت بعيدة عن قبضة النظام العراقي السابق في العقد الاخير، وحادثة قتل الصحافي الاميركي المستقل الذي كتب عن سيطرة الميليشيات المتزمتة في الجنوب على حياة الناس والنفوذ الايراني دليل على ان اسلوب الميليشيات واحد وهو التصفية والقتل لكل من يعارضها، وان اختلفت الاساليب في درجة الوحشية والعنف.
ومع المفاوضات الصعبة لصياغة الدستور العراقي والتي تجريها تكتلات واحزاب تعكس تركيبة الطوائف في العراق بما يعنيه ذلك من اعطاء الاولوية لتحقيق اكبر مكاسب لكل طائفة يصعب تصور سيناريو استقرار الاوضاع في العراق في وقت قريب بهذا الاسلوب، او ان ما سيخرج يمكن ان يكون نموذجا ديمقراطيا تستلهمه بقية المنطقة، إلا لو أريد لها ان تتحول الى امارات طالبانية، وخومينية تخوض حرب البسوس في ما بينها، وتعمم الخراب.
واذا كانت هناك دعوات متزايدة الان في الولايات المتحدة وصلت الى المعسكر الجمهوري نفسه للبحث عن سيناريو للخروج من العراق، فان الدول العربية مطالبة هي الاخرى بالبحث عن سيناريو للمساعدة في اطفاء الحريق والتهدئة بالعراق باعتبار ذلك مصلحة عامة للمنطقة كلها. وهذا لن يتأتى الا بالتفكير في دعم ومساعدة الحكومة المركزية في العراق على بناء كوادرها وأجهزتها وانعاش الاقتصاد، ومحاصرة الجماعات التي تمول وترسل المقاتلين الى هناك ليعودوا قنابل بشرية الى بلادهم، فلن يكسب أحد من الأزمة هناك، بينما سيكسب الجميع لو استقر العراق.
علي ابراهيم
يبدو أن منطقة الشرق الاوسط سيتعين عليها التعايش مع نموذج مشابه لطالبان في أفغانستان في قلب المنطقة العربية لفترة لن تكون قصيرة ، بما يعنيه ذلك من توترات وامتداد العنف من العراق الى بقية دول المنطقة. فالتقارير الواردة من بعض المدن العراقية الواقعة في ما يسمى بالمثلث السني صادمة ولا تبشر بخير، مع سيطرة مسلحين متطرفين على مقدرات الحياة هناك وادارتهم لشؤون الحياة اليومية للناس.
وفي الاسبوع الماضي نفذ هؤلاء المسلحون اعدامات علنية في الشارع لثلاثة من اعضاء الحزب الاسلامي في واحدة من اكبر المدن العراقية وهي الموصل بدون ان يردعهم أحد ، وقالوا للناس هؤلاء خوارج وذلك لانهم كانوا يروجون للمشاركة في العملية السياسية الدائرة.
وفي مدن اخرى يبدو ان الاعدامات العلنية وتعليق الجثث على الجسور والاعمدة اصبحت اسلوبا يوميا في الحياة، والاسوأ انهم يصورون ذلك على اشرطة فيديو تباع في الاسواق تشاهدها العائلات والاطفال ليربوا جيلا يتعود على مشاهد الدم والعنف. وهذا جانب من الصورة ، بينما الجانب الآخر انهم هم الذين يفرضون القانون ويعاقبون المجرمين العاديين ويحددون من الذي له الحق في قبض الرواتب من الحكومة وتوزيع الكهرباء.
وقد يكون هؤلاء النموذج الاكثر تطرفا في المشهد العراقي الحالي، لكن ما يظهر هو ان دور الميليشيات اصبح طاغيا في الحياة اليومية للعراقيين تستوي في ذلك المناطق السنية مع الشيعية، مع الفوارق الايدلوجية بينما الوحيدة التي تشهد استقرارا وازدهارا نسبيا هي المناطق الكردية التي كانت بعيدة عن قبضة النظام العراقي السابق في العقد الاخير، وحادثة قتل الصحافي الاميركي المستقل الذي كتب عن سيطرة الميليشيات المتزمتة في الجنوب على حياة الناس والنفوذ الايراني دليل على ان اسلوب الميليشيات واحد وهو التصفية والقتل لكل من يعارضها، وان اختلفت الاساليب في درجة الوحشية والعنف.
ومع المفاوضات الصعبة لصياغة الدستور العراقي والتي تجريها تكتلات واحزاب تعكس تركيبة الطوائف في العراق بما يعنيه ذلك من اعطاء الاولوية لتحقيق اكبر مكاسب لكل طائفة يصعب تصور سيناريو استقرار الاوضاع في العراق في وقت قريب بهذا الاسلوب، او ان ما سيخرج يمكن ان يكون نموذجا ديمقراطيا تستلهمه بقية المنطقة، إلا لو أريد لها ان تتحول الى امارات طالبانية، وخومينية تخوض حرب البسوس في ما بينها، وتعمم الخراب.
واذا كانت هناك دعوات متزايدة الان في الولايات المتحدة وصلت الى المعسكر الجمهوري نفسه للبحث عن سيناريو للخروج من العراق، فان الدول العربية مطالبة هي الاخرى بالبحث عن سيناريو للمساعدة في اطفاء الحريق والتهدئة بالعراق باعتبار ذلك مصلحة عامة للمنطقة كلها. وهذا لن يتأتى الا بالتفكير في دعم ومساعدة الحكومة المركزية في العراق على بناء كوادرها وأجهزتها وانعاش الاقتصاد، ومحاصرة الجماعات التي تمول وترسل المقاتلين الى هناك ليعودوا قنابل بشرية الى بلادهم، فلن يكسب أحد من الأزمة هناك، بينما سيكسب الجميع لو استقر العراق.