المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكويت بعد منتصف الليل..



yasmeen
08-22-2005, 07:41 AM
المستشفيات والمستوصفات ... المراجعين يختلفون في معاناتهم .. وطباعهم


كتب علي باجي:

يتناول ملف الكويت بعد منتصف الليل في هذه الحلقة اهم المواقف والسلوكيات التي تحدث في القطاع الصحي بمختلف مراكزه وابرزها حيث جالت «القبس» على عدد من المستشفيات والمراكز الصحية والصيدليات الخاصة والتقت بعدد من المراجعين والعاملين فيها.

واللافت ان اغلب مراجعي المراكز الصحية والمستشفيات بعد الـ 12 ليلا هم من كبار السن والاطفال خاصة ممن يعانون من امراض الربو والحساسية وتتحول المستشفيات الحكومية بعد منتصف الليل الى ما يشبه خلية النحل اذ تكتظ الممرات المؤدية الى عيادات الحوادث بالمراجعين ويزداد الهرج والمرج وترتفع الاصوات، خاصة بكاء الاطفال وعويلهم اذ تزداد هذه الايام نوبات امراض الصدر وبالتالي يزيد الطلب على الاجهزة الخاصة بالتنفس الصناعي «الكمامات».

اما الصيدليات الخاصة التي تناوب بعد منتصف الليل فيروي العاملون فيها قصصا مثيرة وعجيبة وغريبة فزبائنها يختلفون عن زبائن بعد منتصف الليل من حيث السن ونوعية طلب الادوية حتى ان بعضهم يختلفون في طريقة تعاملهم.


في البداية كانت الجولة في مستشفى الصباح وكادت الساعة تقترب من الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل وتحديدا عند عيادة الباطنية وخلال نصف ساعة تضاعفت اعداد المراجعين وبدا الازدحام لافتا في خليط من المواطنين والوافدين من مختلف الاعمار الا ان الضغط يخف تدريجيا حتى تكاد تخلو العيادات من المراجعين خلال الصباح الباكر.

ويقول عبدالحسين انه يضطر للذهاب الى المستشفى وبشكل دوري لأخذ «الكمام» وهو جهاز يساعد على تخفيف حدة حساسية الصدر التي تصيبه من فترة لاخرى لاسيما في بداية ونهاية المراسم وتزداد في فصل الصيف حيث الغبار طوال شهور الصيف والرطوبة قبيل دخول فصل الخريف وكلها عوامل تزيد حالة مرضى الحساسية سوءا.

ورأى عبدالحسين ان وزارة الصحة وفرت جميع ما ينشده المرضى لكنه تمنى ان توفر مراكز ووحدات خاصة في كل مستشفى لذوي الامراض المزمنة لانهم يختلفون تماما عن باقي المرضى. وكشف انه بعد منتصف الليل تصبح مراجعة المستشفى امرا صعبا جدا بسبب كثافة المراجعين لاسيما الاطفال وكبار السن.

كثافة في الفروانية

ومستشفى الفروانية لا يختلف كثيرا عن باقي المراكز الصحية فالازدحامات سمة مميزة بعد منتصف الليل وتتركز كثافة المراجعين على عيادات الحوادث وخصوصا الباطنية والاطفال. فالمستشفى كما قال احد الموظفين يقع في منطقة جغرافية فيها كثافة سكانية عالية، فهو يخدم جليب الشيوخ والحساوي والعباسية وصباح الناصر والفردوس وهذه المناطق فيها اعداد كبيرة من المواطنين والوافدين.

الجولة في مستشفى الفروانية كانت بعد مستشفى الصباح مباشرة، وعند الواحدة والنصف صباحا بات واضحا ان الازدحام بلغ ذروته بسبب غلق معظم المراكز الصحية الاولية ابوابها امام المراجعين باستثناء مستوصفي الفروانية والفردوس.

الدوام العادي

وقال عيد الرشيدي من قاطني محافظة الفروانية، وتحديدا الفردوس، انه يفضل الذهاب لمستشفى الفروانية اوقات الدوام الرسمي الا ان الحالات الطارئة ليلا تلزمه احيانا مراجعة المستشفى وابدى دهشته من التزام الموظفين بتعليمات المستشفى حول عدم مراجعة المرضى الا بتمويل من المراكز الصحية الاولية وقال ان بعض الحالات لا تستطيع ولا تتحمل الانتظار واستدرك الرشيدي وقال ان القانون اذا طبق على الجميع دون استثناء فإن احداً لن يتذمر وحتما سيكون الرضا شعوراً عاماً لدى الجميع وهو كذلك سلوك حضاري.

اما موظفو المستشفى والذين التقتهم «القبس» بعد منتصف الليل فقد احجموا عن الحديث حول المشاكل التي يواجهها المرضى او مع الوزارة ومشاكلها الادارية كالعلاوات والترقيات وغيرها وقال موظف طلب عدم ذكر اسمه خوفا من المساءلة ان اقسام السجلات الطبية في مختلف المستشفيات يطالبون بعلاوة اسوة بزملائهم الفنيين فطابع عملهم كما اكدوه فني بحت.

واضاف الموظف ان الوزارة لا تنظر إلا في مطالبات الاطباء والفنيين.. اما القطاع الاداري فهو شبه مهمل وان الموظف الاداري هامشي في نظر الكثير من مسؤولي الصحة اذ يروج البعض منهم اننا اعباء على الميزانية العامة المخصصة لوزارة الصحة وان العمل الذي ينجزه عشرة موظفين يمكن ان يقوم به موظف واحد، مشيرا الى ان هذه المقولة مجانية لتحقيقه والواقع ان هناك اعباء في القطاع الصحي لا ينهض بها الفنيون وهي من صميم عمل الاداريين.

وبعد الحاح للموظف عاد وتحدث عن سلوكيات المراجعين والمواقف الطريفة بعد منتصف الليل وقال ان المشكلة تكمن في ان بعض المراجعين لا تكون لديهم قيمة رسوم مراجعة المستشفى، وغالبا ما يؤكدون انهم نسوا فلوسهم في البيت، واننا غالبا ما نحاول مساعدتهم، لكن القوانين أحيانا لا تسمح والقيود أصبحت أكثر صرامة. واضاف: ان النساء اللاتي لا يحملن معهن نقودا كرسوم دخول أو مراجعة يضطر بعض الزملاء الى دفع المبلغ عنهن، خاصة الطاعنات في السن.

مخالفات

اما مشاكل المراجعين الكويتيين في الساعات المتأخرة من الليل فهي عدم تفهم طبيعة الاجراءات الإدارية في المستشفى، فالبعض منهم يلح علينا بالدخول الى العيادات بدون تحويل من المستوصف المناوب، وأوضح ان بعض المراجعين من فئة الشباب العشريني، ان صح التعبير، لا يبدو عليهم انهم مرضى فهم يراجعون المستشفى بعد الحادية عشرة ليلا بكامل أناقتهم ورائحة العطور والبخور يمكن استنشاقها من مسافة بعيدة، وان هذه السلوكيات تعطي انطباعا لدى الأطباء بأن معظم المراجعين غير جادين في شكواهم.

ولفت الى ان بعض المراجعين وتحديدا الشباب يقومون بمضايقة الفتيات والعوائل.

اما إدارة المستشفى، فأكد ا لموظف انها جادة في معالجة واستئصال مثل هذه الظواهر خلال اصدار القرارات الصارمة التي تحدد طبيعة الاجراءات المتبعة في المستشفى، الا ان ذلك غير كاف.

زبون الليل يختلف

يقول الصيدلي محمد عزايزي ان زبائن بعد منتصف الليل يركزون على ادوية معينة مثل المسكنات والمهدئات وعلاجات الحساسية وبعض انواع المضادات الحيوية.

ويلفت محمد عزايزي الذي يعمل في صيدلية خاصة في منطقة خيطان انه لا يناوب كزملائه العاملين في الصيدليات الأخرى اذ ينتهي عمله بعد الثانية عشرة مساء الا انه اكد ان لا جدال في ان زبون النهار يختلف تماماً عن زبون آخر الليل، الا انه لم يركز على جانب معين من سلوكياتهم، وقال انهم في الغالب قلقون او انهم يعانون فعلاً من آلام المرض.

مستشفى العدان.. لا يختلف.. ويفتقر إلى جدية الرعاية الطبية

يروي المراجعون لمستشفى العدان قصصا وروايات عن المواقف التي يواجهونها، حتى ان البعض منهم يصور واقع ذلك المستشفى كما لو كان في دولة غارقة في التخلف.

«القبس» جالت في اروقة المستشفى ولمدة ربع ساعة تقريباً في العاشرة مساء، واللافت انه لا يختلف عن مستشفيات الكويت الآخرى، الا ان الشكوى التي يرددها معظم المراجعين هي من عدم جدية الاطباء في تعاملهم مع بعض الحالات والازدحام بعد منتصف الليل.

ü ü ü

100 جنسية وعرق .. وطلبات غريبة!

سامح هنيدي يعمل صيدلانيا في السالمية يؤكد ان منطقة السالمية تتميز بتنوع جنسيات قاطنيها فهي تضم ما يربو على 100 عرق تقريباً، طلبات الزبائن متنوعة بحسب العمر والجنس، فبعض كبار السن في أيام الاربعاء والخميس يسألون عن انواع معينة من المقويات وهو يواجه باستمرار معاملة جافه منهم إذ انه لا يبيعهم هذه الأدوية الا بعد ان يقدموا له وصفة من طبيب، ولكنهم غالباً ما يرفضون ويتعللون بأن حالتهم الصحية ممتازة ولا تحتاج الى وصفات طبية.

ü ü ü

يدخن في المستشفى

يقول أبو محمد وهو مسؤول في مستشفى حكومي ان سلوكيات البعض بعد منتصف الليل استفزازية، إذ يعاملنا بعض المراجعين كما لو كنا نعمل لديهم.

ويضيف ان مراجعا دخل الى المستشفى قبل اسبوع وهو يدخن، وعندما طلبت منه القاء سيجارته عملاً بقوانين وزارة الصحة ثارت أعصابه وحاول ان يضربني بعقاله وقال لي انه سيفصلني من عملي بوزارة الصحة.

ويسترسل ابو محمد انه قام بالاتصال بمحقق المستشفى الذي بادر بفتح تحقيق في الحادث وعندما أدين المراجع قام وتأسف لي وأبدي اعتذاره.