فاطمي
11-17-2021, 08:45 PM
https://www.lanouvelle.net/wp-content/uploads/sites/5/2019/03/David-Dunbar-Buick-444x300.jpg
ديفيد بويك
• خلال مسيرته.. ابتكر نظام رش العشب وأحواض الاستحمام
• دخل باستثمارات سيئة في النفط والأراضي.. وعمل كمدرس
17-11-2021
المصدرBBC
إذا رغبنا في الحديث عن المخترعين فلا بد أن نقر بأن ديفيد بويك يأتي على رأس قائمة الأفضل بينهم.
خلال مسيرته ابتكر بويك نظام رش العشب، وجهاز تنظيف المرحاض، وطريقة لتلميع أحواض الغسيل وأحواض الاستحمام المصنوعة من حديد الصب، وهي عملية لا تزال مستخدمة إلى يومنا هذا.
لكن أهم ما وضعه على طريق الشهرة هو ابتكاره سيارة كانت الأساس لما أصبح لاحقاً أحد أكبر منتجي السيارات في العالم، ألا وهي شركة جنرال موتورز.
وقد حملت أكثر من 50 مليون سيارة اسم بويك خلال القرن الماضي.
وتكمن المفارقة في حقيقة أنه، وعلى الرغم من بنائه لثروتين بدلاً من ثروة واحدة فقط، إلا أن الأمر انتهى به مفلساً.
وقد دفعت قصته هذه أحد رجال الأعمال والمحسنين الأمريكيين المعاصرين إلى القول «لقد ارتشف من كأس العظمة، ثم سكب كل ما فيه».
كيف حدث ذلك؟
تشي قصة بويك بأنه كان يتمتع بذكاء المخترع والمبتكر العظيم ولكنه يفتقد للحس التجاري.
بعد انتقاله من آربروث في اسكتلندا إلى الولايات المتحدة، عندما كان طفلاً صغيراً عام 1856، شارك بويك في تأسيس شركة سباكة.
كانت تلك الشركة دليلاً على أحد نجاحاته المدوية، حيث استغل عبقريته الإبداعية لأقصى الحدود.
لكن بويك لم يكن سعيداً، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، وجد شغفاً جديداً، وهو محرك الاحتراق الداخلي.
باع حصته في أعمال السباكة مقابل 100 ألف دولار (ما يعادل 3.3 مليون دولار أو ما يقرب من 2.5 مليون جنيه إسترليني اليوم) وأنشأ شركته الخاصة للسيارات.
كان على «بويك أوتو فيم» إنشاء محرك الصمام العلوي، الذي لا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا، ولكن بحلول عام 1902 ولسوء الحظ، كان قد أنتج سيارة واحدة فقط ونفدت أمواله.
وجاء إنقاذه عبر كفالة من قبل ويليام كرابو دورانت، الذي تولى إدارة الأعمال في ديترويت واستمر في تأسيس شركة جنرال موتورز (GM)، التي كانت حتى وقت قريب نسبياً، أكبر مُصنّع للسيارات في العالم.
أشادت جنرال موتورز ببويك، مشيرة إلى أنه «لا يمكن التقليل من أهميته لعلامة بيويك التجارية الحديثة وجنرال موتورز».
وقالت متحدثة باسم الشركة «رغم التعقيد الكبير الذي يسم قصة ديفيد بويك في حد ذاتها، إلا أنه بدون أدنى شك، لولاه لما كانت هناك سيارة بويك».
وقد أزيح بيويك من الشركة بعد بضع سنوات وحصل هذه المرة أيضاً على تعويض قدره 100 ألف دولار، وهو جزء بسيط مما كان سيحققه لو احتفظ بأسهمه في العمل.
لكن الأمر انتهى به إلى تبديد ثروته الثانية، من خلال الاستثمار السيء في النفط في كاليفورنيا وأراضي فلوريدا.
وفي عام 1924 كان يبلغ من العمر 69 عاماً، وقد عاد إلى ديترويت عاطلاً عن العمل ومفلساً تقريباً، ولم يكن قادراً حتى على شراء هاتف في منزله.
وقد تمكن أخيراً من العثور على وظيفة كمدرس في مدرسة التجارة في ديترويت، لكن صحته كانت تتدهور.
رجل عجوز صغير الحجم محني الظهر
يشرح الصحفي المتقاعد المقيم في آربروث، إيان لامب، الذي قام بحملة من أجل نصب تمثال في المدينة لإحياء ذكرى بويك «نظراً لأنه أصبح أكثر ضعفاً، كُلف بمهمة وضيعة في مكتب المعلومات، حيث تذكره الموظفون على أنه رجل عجوز نحيل ومحني الظهر يحدق في الزوار من خلال نظارات بعدسات سميكة».
وفي مارس 1929، توفي بويك عن عمر يناهز 74 عاماً جراء إصابته بذات الرئة في مستشفى هاربر في ديترويت، بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم في القولون.
وكان قد قال في مقابلة صحفية أجراها قبل فترة وجيزة من دخوله المستشفى «أنا لست قلقاً.. الفشل هو أن يستسلم المرء عند سقوطه، لست ذلك الشخص الذي يجلس ويقلق بشأن ما حدث بالأمس ويجتر الماضي بدلاً من التحرك والتفكير فيما سيفعله اليوم وغداً.. هذا هو النجاح، أن يتطلع المرء إلى الغد باستمرار.. أنا لا أتهم أي شخص بخداعي، لقد فقدت التحكم بقواعد اللعبة في الشركة التي أسستها».
في يونيو عام 1994 نُصبت لوحة تذكارية على جدران القاعة الماسونية السابقة في آربروث لتخليد ذكرى بويك.
في يونيو عام 1994 نُصبت لوحة تذكارية على جدران القاعة الماسونية السابقة في آربروث، والتي تقع داخل المبنى الوحيد المتبقي من الشارع الذي ولد فيه المخترع البارز.
وعندما كُشف عن اللوحة، قال روبرت كوليتا، أحد كبار المدراء التنفيذيين في جنرال موتورز «كان بويك واحداً من الأسماء العظيمة في صناعة السيارات الأمريكية خلال القرن العشرين.. بكل تأكيد ينبغي علينا تكريم هذا الرجل، ليس فقط لأن اسمه يميز سياراتنا ولكن لأن عبقريته وعمله الجاد شكلاً بداية قصة نجاح غير مسبوقة في السيارات لا تزال حاضرة ومستمرة».
ولكن منذ ذلك الحين، خفت نجم بويك ويبدو أنه بات مهدداً بأن يصبح ابن آربروث المنسي.
فقبل عامين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اسم بويك لم يعد مختوماً على ظهر طرازات سياراتها في أمريكا الشمالية، وفي الصين حيث تباع معظم سيارات بيويك في الوقت الحاضر، اختفت لوحة الاسم بالفعل.
وعلى الرغم من جهود إيان لامب وآخرين، لا توجد خطط لتخليد اسم بويك في كتب التاريخ بإنشاء تمثال له في مسقط رأسه.
تقدم كبير
كل ما تبقى من إرث المخترع الكبير في آربروث هو تلك اللوحة التذكارية على جانب الجدار، المحجوبة عن أنظار معظم السكان المحليين.
يقول إيان لامب إن التمثال سيكون بمثابة تكريم مناسب لرائد السيارات، مضيفاً «ديفيد بويك لم يكن رجلاً عادياً، كان مخترعاً استثنائياً وهو المسؤول عن التطورات الرئيسية في صناعة السيارات، تلك التطورات لا تزال مهمة في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا.. ومع ذلك، هنالك سؤال ملح، كم من الناس يعرفون أن هذه العبقرية الفريدة ولدت هنا في أربروث؟».
ويمضي بالقول «نعم .. لدينا لوحة تشير إلى آخر مبنى متبق من الشارع الذي ولد فيه، ولكن حتى غالبية الناس الذين يعيشون في المدينة يصعب عليهم ملاحظتها».
ويختم موجهاً كلامه إلى روح بويك «بويك كنت رجلاً عظيماً ولك الحق في أن تُخلّد ذكراك».
ديفيد بويك
• خلال مسيرته.. ابتكر نظام رش العشب وأحواض الاستحمام
• دخل باستثمارات سيئة في النفط والأراضي.. وعمل كمدرس
17-11-2021
المصدرBBC
إذا رغبنا في الحديث عن المخترعين فلا بد أن نقر بأن ديفيد بويك يأتي على رأس قائمة الأفضل بينهم.
خلال مسيرته ابتكر بويك نظام رش العشب، وجهاز تنظيف المرحاض، وطريقة لتلميع أحواض الغسيل وأحواض الاستحمام المصنوعة من حديد الصب، وهي عملية لا تزال مستخدمة إلى يومنا هذا.
لكن أهم ما وضعه على طريق الشهرة هو ابتكاره سيارة كانت الأساس لما أصبح لاحقاً أحد أكبر منتجي السيارات في العالم، ألا وهي شركة جنرال موتورز.
وقد حملت أكثر من 50 مليون سيارة اسم بويك خلال القرن الماضي.
وتكمن المفارقة في حقيقة أنه، وعلى الرغم من بنائه لثروتين بدلاً من ثروة واحدة فقط، إلا أن الأمر انتهى به مفلساً.
وقد دفعت قصته هذه أحد رجال الأعمال والمحسنين الأمريكيين المعاصرين إلى القول «لقد ارتشف من كأس العظمة، ثم سكب كل ما فيه».
كيف حدث ذلك؟
تشي قصة بويك بأنه كان يتمتع بذكاء المخترع والمبتكر العظيم ولكنه يفتقد للحس التجاري.
بعد انتقاله من آربروث في اسكتلندا إلى الولايات المتحدة، عندما كان طفلاً صغيراً عام 1856، شارك بويك في تأسيس شركة سباكة.
كانت تلك الشركة دليلاً على أحد نجاحاته المدوية، حيث استغل عبقريته الإبداعية لأقصى الحدود.
لكن بويك لم يكن سعيداً، وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، وجد شغفاً جديداً، وهو محرك الاحتراق الداخلي.
باع حصته في أعمال السباكة مقابل 100 ألف دولار (ما يعادل 3.3 مليون دولار أو ما يقرب من 2.5 مليون جنيه إسترليني اليوم) وأنشأ شركته الخاصة للسيارات.
كان على «بويك أوتو فيم» إنشاء محرك الصمام العلوي، الذي لا يزال مستخدماً حتى يومنا هذا، ولكن بحلول عام 1902 ولسوء الحظ، كان قد أنتج سيارة واحدة فقط ونفدت أمواله.
وجاء إنقاذه عبر كفالة من قبل ويليام كرابو دورانت، الذي تولى إدارة الأعمال في ديترويت واستمر في تأسيس شركة جنرال موتورز (GM)، التي كانت حتى وقت قريب نسبياً، أكبر مُصنّع للسيارات في العالم.
أشادت جنرال موتورز ببويك، مشيرة إلى أنه «لا يمكن التقليل من أهميته لعلامة بيويك التجارية الحديثة وجنرال موتورز».
وقالت متحدثة باسم الشركة «رغم التعقيد الكبير الذي يسم قصة ديفيد بويك في حد ذاتها، إلا أنه بدون أدنى شك، لولاه لما كانت هناك سيارة بويك».
وقد أزيح بيويك من الشركة بعد بضع سنوات وحصل هذه المرة أيضاً على تعويض قدره 100 ألف دولار، وهو جزء بسيط مما كان سيحققه لو احتفظ بأسهمه في العمل.
لكن الأمر انتهى به إلى تبديد ثروته الثانية، من خلال الاستثمار السيء في النفط في كاليفورنيا وأراضي فلوريدا.
وفي عام 1924 كان يبلغ من العمر 69 عاماً، وقد عاد إلى ديترويت عاطلاً عن العمل ومفلساً تقريباً، ولم يكن قادراً حتى على شراء هاتف في منزله.
وقد تمكن أخيراً من العثور على وظيفة كمدرس في مدرسة التجارة في ديترويت، لكن صحته كانت تتدهور.
رجل عجوز صغير الحجم محني الظهر
يشرح الصحفي المتقاعد المقيم في آربروث، إيان لامب، الذي قام بحملة من أجل نصب تمثال في المدينة لإحياء ذكرى بويك «نظراً لأنه أصبح أكثر ضعفاً، كُلف بمهمة وضيعة في مكتب المعلومات، حيث تذكره الموظفون على أنه رجل عجوز نحيل ومحني الظهر يحدق في الزوار من خلال نظارات بعدسات سميكة».
وفي مارس 1929، توفي بويك عن عمر يناهز 74 عاماً جراء إصابته بذات الرئة في مستشفى هاربر في ديترويت، بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم في القولون.
وكان قد قال في مقابلة صحفية أجراها قبل فترة وجيزة من دخوله المستشفى «أنا لست قلقاً.. الفشل هو أن يستسلم المرء عند سقوطه، لست ذلك الشخص الذي يجلس ويقلق بشأن ما حدث بالأمس ويجتر الماضي بدلاً من التحرك والتفكير فيما سيفعله اليوم وغداً.. هذا هو النجاح، أن يتطلع المرء إلى الغد باستمرار.. أنا لا أتهم أي شخص بخداعي، لقد فقدت التحكم بقواعد اللعبة في الشركة التي أسستها».
في يونيو عام 1994 نُصبت لوحة تذكارية على جدران القاعة الماسونية السابقة في آربروث لتخليد ذكرى بويك.
في يونيو عام 1994 نُصبت لوحة تذكارية على جدران القاعة الماسونية السابقة في آربروث، والتي تقع داخل المبنى الوحيد المتبقي من الشارع الذي ولد فيه المخترع البارز.
وعندما كُشف عن اللوحة، قال روبرت كوليتا، أحد كبار المدراء التنفيذيين في جنرال موتورز «كان بويك واحداً من الأسماء العظيمة في صناعة السيارات الأمريكية خلال القرن العشرين.. بكل تأكيد ينبغي علينا تكريم هذا الرجل، ليس فقط لأن اسمه يميز سياراتنا ولكن لأن عبقريته وعمله الجاد شكلاً بداية قصة نجاح غير مسبوقة في السيارات لا تزال حاضرة ومستمرة».
ولكن منذ ذلك الحين، خفت نجم بويك ويبدو أنه بات مهدداً بأن يصبح ابن آربروث المنسي.
فقبل عامين ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن اسم بويك لم يعد مختوماً على ظهر طرازات سياراتها في أمريكا الشمالية، وفي الصين حيث تباع معظم سيارات بيويك في الوقت الحاضر، اختفت لوحة الاسم بالفعل.
وعلى الرغم من جهود إيان لامب وآخرين، لا توجد خطط لتخليد اسم بويك في كتب التاريخ بإنشاء تمثال له في مسقط رأسه.
تقدم كبير
كل ما تبقى من إرث المخترع الكبير في آربروث هو تلك اللوحة التذكارية على جانب الجدار، المحجوبة عن أنظار معظم السكان المحليين.
يقول إيان لامب إن التمثال سيكون بمثابة تكريم مناسب لرائد السيارات، مضيفاً «ديفيد بويك لم يكن رجلاً عادياً، كان مخترعاً استثنائياً وهو المسؤول عن التطورات الرئيسية في صناعة السيارات، تلك التطورات لا تزال مهمة في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا.. ومع ذلك، هنالك سؤال ملح، كم من الناس يعرفون أن هذه العبقرية الفريدة ولدت هنا في أربروث؟».
ويمضي بالقول «نعم .. لدينا لوحة تشير إلى آخر مبنى متبق من الشارع الذي ولد فيه، ولكن حتى غالبية الناس الذين يعيشون في المدينة يصعب عليهم ملاحظتها».
ويختم موجهاً كلامه إلى روح بويك «بويك كنت رجلاً عظيماً ولك الحق في أن تُخلّد ذكراك».