المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صحف أمريكية: البيت الأبيض "سعيد" بفوز الصدر.. واسطورة الجيش الأمريكي كسرت في المنطقة



المصباح
11-02-2021, 06:34 AM
http://urnewsagency.com/admin/upload/ee_838948446_1619686713.jpg

28/10/2021

تعلق الولايات المتحدة الامريكية الكثير من امالها على نتائج الانتخابات الأخيرة وما اسفرت عنه من عدد مقاعد حصل عليها التيار الصدري، لتكون احد اكثر الجهات الداعمة للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات على الرغم من الاتهامات والشكاوى المقدمة ضدها، امر أكده الناطق باسم وزارة خارجيتها نيد برايس في حديث خلال وقت سابق من هذا الشهر.

هذه "الامال الامريكية" عبرت عنها الصحف الصادرة في الولايات المتحدة، حيث اكدت مجلة ذا نايشن، ان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدات ترى في استمرار تورطها في قضايا الشرق الأوسط "مشكلة حقيقية"، تتطلب حلا سريعا، من خلال تكرار تجربة الانسحاب من أفغانستان، في كل من العراق وسوريا، واصفة مخرجاتها بــ "الإيجابية".

المجلة أوضحت، ان ردود الفعل السلبية على الانسحاب الامريكية في بدايته، لم يعد لها تاثير حقيقي على السياسة الامريكية، حيث تبدلت مواقف الأمريكيين من الغضب الى الرضى على نتائج الانسحاب، التي كفلت للولايات المتحدة الخلاص مما وصفته بــ "أطول الحروب في تاريخها"، مشيرة الى استبحاث راي عام قام به مركز بيو للدراسات، أكدخلاله، ان “الأمريكيين وعلى الرغم من عدم رضاهم على طريقة الانسحاب، الا انهم سعداء بقرار بايدن بالانسحاب من أفغانستان بنسبة وصلت الى 62% من مجموع المستبحثين".

وتابعت المجلة "لقد اثبتت الولايات المتحدة ان تورطها في عملية بناء البلدان هو امر لا تقدر على تحمله طويلا، وتوصل بايدن الى قرار يجعله يرى في نشر القوات الامريكية امرا ضروريا، فقط في حال تعرض المصالح الامريكية الى الخطر بشكل مباشر"، مؤكدة، ان الإدارة الامريكية "ماضية قدما في سحب قواتها من العراق مع نهاية العام الحالي"، ومشددة على "ان هذا الانسحاب امرا حيويا جدا لسلامة القوات الامريكية بالنظر الى تصاعد التوتر مع الميليشيات الشيعية داخل العراق" على حد وصفها.

"تحطم" اسطورة القوة العسكرية الامريكية

مجلة ذا نايشن وصفت أيضا دوافع الرئيس الأمريكي للتعجيل بالانسحاب السريع من الشرق الأوسط والعراق وسوريا خصوصا، بانه يعود الى إدراك بايدن لما وصفته بــ "تحطم اسطورة مناعة القوة العسكرية الصناعية الامريكية"، مؤكدة، ان بايدن لم يعد يملك "أي سبب فعلي ليستمر في استخدام القوات الامريكية داخل الشرق الأوسط".

وتابعت "تمكن بايدن من اثبات ان القوة العسكرية وتحالفها مع الصناعة الامريكية يمكن ان تفشل حين يتعلق الامر بالدبلوماسية والسياسة الخارجية"، واصفة ما حققه بايدن بــ "الصدمة"، للقادة والعامة الأمريكيين، ومبينة ان ما وصفته بــ "نجاحه في التغطية على فشل القوة العسكرية المتحالفة مع الصناعة الامريكية في أفغانستان، اظهر قدرته على الفوز عبر الطرق الدبلوماسية".

ووصفت المجلة كذلك الوجود الأمريكي داخل العراق وسوريا بانه "غير قانوني ولا يخدم أي هدف حيوي يصب في مصلحة الولايات المتحدة الامريكية"، خصوصا وان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب "استخدمت ايران كذريعة لابقاء القوات الامريكية في كلا البلدين، مع ان اعداد القوات وطبيعة مهمتها، لا يمكن ان يجعلها قادرة على مواجهة النفوذ الإيراني سواء كان هذا النفوذ حقيقيا ام متخيلا"، على حد تعبيرها.

كما وأكدت المجلة، ان الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لم يعد يؤدي سوى الى "مزيد من الحروب غير الضرورية، كما يزيد من نسب الخطر على الشعب الأمريكي ذاته"، ومتسائلة في ذات الوقت عن النية الحقيقية لبايدن فيما يتعلق بملف العراق، موضحة "ما يزال موقف بايدن من سحب القوات الامريكية من العراق غير مكتمل الوضوح، فلا نعلم ان كان سيغير فعلا من دور القوات الامريكية، ام انه اكتفى بإعادة تسمية مهمتها من قتالية الى استشارية فقط"، في إشارة الى التشكيك بموقفه من الانسحاب نتيجة لتبعات الانتخابات المحلية الأخيرة.

الدور الأمريكي في المنطقة سلبي ويهدد مصالحها بشكل عكسي

واسردت المجلة في وصف السياسة الامريكية داخل الشرق الأوسط عبر تحليلها الذي نشرته في السادس والعشرين من أكتوبر الحالي، لتوضح، ان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لم يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، بل الى العكس منه، حيث اضطرت روسيا، ايران والصين الى التدخل بشكل مباشر في الملف الافغاني كبدلاء عن الولايات المتحدة، حيث يبدون اكثر قدرة على تحقيق نتائج منها.

واما فيما يخص العراق، فقد قالت المجلة، ان اعلان الولايات المتحدة نيتها الانسحاب "لم يقد الى عدم استقرار في العراق ودول جواره، بل دفع بالفرقاء الإقليميين الى رفع مستوى جهودهم الدبلوماسية لحلحلة الازمات العالقة بينهم، والتي تمخض عنها قمة بغداد التي شهدت تقاربا في وجهات النظر بين اكبر عدوين في المنطقة، ايران والسعودية".

تقليل الدور الأمريكي في المنطقة، بحسب المجلة، أدى الى تحمل دول المنطقة لمسؤوليات اكبر فيما يتعلق بضمان استقرارها، خصوصا عقب ابعاد التاثير السياسي الأمريكي عن دبلوماسية وامن هذه البلدان، الامر الذي "ينعكس إيجابا على المصالح الامريكية التي ستكون اكثر امانا في شرق أوسط مستقر، منه الى شرق أوسط غير مستقر".

صحيفة فوربس الامريكية على الجانب الاخر، خالفت ما أتت به ذا نايشن، حيث اكدت في تحليل سياسي خاص بها نشرته في الخامس والعشرين من أكتوبر الحالي، ان انسحاب القوات الامريكية وتقليل اهتمام إدارة بايدن بملف العراق، سيؤدي حتما الى تهديدات تطال المصالح الامريكية في المنطقة، خصوصا اذا ما توصلت ايران والسعودية الى وفاق يجعل اهتمام ايران منصبا بالكامل على الولايات المتحدة ومصالحها.

هذه التهديدات، والتي قد تشهد "إعادة سيناريو أفغانستان في العراق ولكن بشكل اسوا" بحسب الصحيفة، تتطلب من الولايات المتحدة ضمان مصالحها، ليس فقط من ايران، ولكن من عوامل أخرى، مشيرة الى تقرير للأمم المتحدة يؤكد وجود ما يقارب العشرة الف إرهابي ينتمون الى تنظيم داعش منتشرين بين العراق وسوريا، ممن قد "يستغلون انسحاب الولايات المتحدة للعودة الى ممارسة انشطتهم من جديد"، موصية بضرورة إيجاد حليف امريكي قوي يضمن مصالح الولايات المتحدة في حال انسحابها.

مقتدى الصدر هو "الامل الأمريكي" الأفضل لضمان مصالحها في المنطقة

صحيفة الفورين بوليسي الامريكية، قدمت اسما لهذا الحليف، حيث اكدت في تقرير نشرته في السابع والعشرين من أكتوبر الحالي، ان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تحول من "عدو مرير للولايات المتحدة، الى افضل امل يمكن ان تحظى به لحفظ مصالحها في البلاد والمنطقة".

الفورين بوليسي، اكدت ان الصدر ومن خلال خطابه وتوجهاته السياسية الحالية ومساعيه المعلنة لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة التي ينوي خلالها استثناء أحزاب الاطار التنسيقي الممثلة لفصائل ضمن الحشد الشعبي، تصب في مصلحة الولايات المتحدة و"تجعل من صعوده الى سدة الحكم متوافقا مع الأهداف الامريكية في المنطقة".

وأشارت الصحيفة أيضا، الى وجود ما وصفته بــ "تقبل من الصدر لاستمرار وجود القوات الامريكية في العراق بشكل قوة استشارية، الامر الذي سيوفر لبايدن فرصة جيدة لحفظ ماء الوجه مع سحب جزء اكبر من قواته، خصوصا وان الولايات المتحدة تستخدم العراق لمراقبة ايران، وفي حال توفر حكومة محلية تقوم بهذا الدور بالنيابة عن القوات الامريكية، فانهاستوفر جهدا كبيرا على الولايات المتحدة، بالإضافة الى سلب الجهات المسلحة الداخلية الذرائع لمهاجمة ما تبقيه الولايات المتحدة من قوات"، على حد تعبيرها.

الولايات المتحدة سعيدة بفوز الصدر وستستخدم سمعته لاحتواء الفصائل

وقالت الفورين بوليسي حول الموقف الأمريكي الحالي من تصريحات الصدر ضد استمرار وجودها وما يصفه بــ "تدخلاتها بالشان العراقي"، بان إدارة بايدن "لا تمانع مواقف الصدر السلبية منها، طالما ارتبط ذلك بتحقيق الأهداف التي تحاول الولايات المتحدة دفع الصدر لتحقيقها لها".

الولايات المتحدة بحسب الصحيفة، ستحاول استخدام سمعة الصدر التي "حصل عليها من خلال استهدافه القوات الامريكية سابقا" كحافز إضافي يمنح الشرعية لمساعيه في تقنين سلطة الأحزاب التي تتهمها الولايات المتحدة بالتعاون مع إيران، وكذلك احتواء الفصائل المسلحة المنضوية تحت قيادتها.

تلاقي المصالح الامريكية مع خطاب ومساعي الصدر عبرت عنه الصحيفة أيضا بالتأكيد على ان "الولايات المتحدة لا تمانع ان يكون للصدر خطابا عاما ضدها، طالما ان له مواقف فاعلة في مواجهة النفوذ الإيراني على العراق، واحتواء فصائل الحشد الشعبي ونزع سلاح الجهات المعادية للمصالح الامريكية في العراق"، امر اشارت الى كونه ضامنا لاستمرار تلك المصالح حتى مع تخفيض الإدارة الامريكية لاهتمامها الفعلي بالملف العراقي.

واختتمت الصيحفة تقريرها بالتأكيد على ان الولايات المتحدة "سعيدة" الان بالنتائج الانتخابية التي حققها التيار الصدري، وتامل ان يستمر في خطابه ونهجه الحالي الذي جعله "الفرصة الأفضل للولايات المتحدة لضمان مصالحها داخل العراق بشكل كامل".

https://mutalee.com/news/%D8%B5%D8%AD%D9%81-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D9%81%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%AF%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%83%D8%B3%D8%B1%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82%D8%A9