هاشم
08-20-2005, 04:29 PM
تحولت إلى حسد وغيرة وحقد وخطف أزواج أيضا
تحقيق مفرح حجاب
ربما كانت الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية التي يمكن أن تقوم بين البشر، لكنها بين النساء ليست كذلك، فهي سريعا ما تتحول بينهن الى مشاعر الغيرة والحسد والحقد والأنانية الى درجة خطف الأزواج بعضهن من بعض.
وعلى عكس ماهو دارج من أن الصداقة مفتاح رئيسي لأبواب أرحب في تكوين علاقات متنوعة بين الناس تتوطد برباط الدم عبر التزاوج، فإنها لدى بعض النساء تبدو مفتاحا لأبواب جحيم من الخلافات الزوجية والعائلية والإنسانية.
عن الصداقة بين النساء، وما ينتج عنها من مشاكل وخلافات يدور هذا التحقيق.
ترصد منى الحمد (طالبة) ما تسميه أزمة كبيرة في الصداقة بين الفتيات ليس فقط داخل الحرم الجامعي ولكن على المستوى الاجتماعي ايضا. وترجع ذلك إلى أزمة الثقة التي خلفتها العولمة والماديات وتقول:
تقدم لي شابا يريد الزواج بي وقد اختلفنا لأسباب لا أريد ذكرها وكنت كثيرا ما أنقل ما يدور بيني وبينه إلى زميلتي وصديقتي في الجامعة سواء من مشاكل أو لحظات وئام ودفء، وعندما وصلنا الى طريق مسدود فوجئت بأن جوهر الخلاف هو افشاء صديقتي لكل ما كنت أبوح لها به الى أشخاص آخرين مما سبب لي معاناه شديدة، دفعت ثمنها عاما دراسيا لشعوري بصدمة تجاه صديقة عمري.
وترى الحمد أن انتشار هذه الظاهرة يعود الى النقص في الحاجات لدى الأصدقاء وعدم رضاهم عن أنفسهم وعدم قناعتهم بما هو موجود لديهم الى درجة جعلتهم يتمنون نجاحات أصدقائهم وما يتميزون به لأنفسهم وهذا الأمر جعلهم يدخلون في صراع نفسي كبير قد ينتج عنه الكثير من المشاكل التي غالبا ما تؤثر في طبيعة علاقاتهم بأصدقائهم، مشددة في الوقت نفسه على أن مبالغات الصديقات بعضهن مع بعض يخلق المشكلات خصوصا أن الكثير منهن يحببن المبالغة والتجميل أكثر من الحقيقة.
لا توافق اجتماعيا
ويعتقد محمد العلي (28 سنة ـ موظف) ان عدم وجود صداقة حقيقية ومثمرة بين النساء سببه عدم التوافق الاجتماعي خصوصا في الحياة الزوجية، ويوضح قائلا:
إن المشادات الكلامية التي تحدث بين الموظفات في مواقع العمل، وغالبا ما تربطهن صداقات تكون نتيجة ان زوج إحداهن اتصل في وقت غياب زوجته فتحدثت مع صديقتها، وعندما علمت الزوجة بدأت بالصراخ وظهر الغضب عليها وهو ما جعل المحيطين يتداركون طبيعة الخلاف فطبيعة الخلافات بين الصديقات غالبا ما يكون سببها التدخل في الحياة الشخصية.
نار الغيرة
وتؤكد نورة العتيبي (موظفة) ان الغيرة هي المدمر الحقيقي لكل أنواع الصداقات بين النساء وتقول:
إن طبيعة شخصية المرأة تجعلها اكثر حدة في انفعالاتها ودوافعها، فهي كثيرة المقارنة بين وضعها الاجتماعي ووضع صديقاتها، وكذلك وضعها الاقتصادي ووضع غيرها، فهي تحب دائما أن تكون الأفضل، لذلك من السهل ان تغار من صديقاتها، بل إن بعض النساء يدبرن المكائد والمشاكل لصديقاتهن على الرغم مما يتظاهرن به من حب وانتماء إليهن كما أن تطور الحياة وزيادة تكاليفها خلقا فروقا طبقية أفرزت الكثير من السلوكيات غير السوية كالحسد والغيرة وغيرهما.
ثمرة التربية
وتتفق كل من فاطمة حسين عبدالرضا وزينب حسن عوض على ان التربية أصبحت تلعب دورا مهما وأساسيا في بناء صداقة جيدة وخالية من الأمراض الاجتماعية التي من أبرزها ضعف القيم والمبادئ.
وأضافتا قولهما إن فقدان الصداقة الحقيقية خصوصا بين أفراد الجيل الجديد يعود الى تطور الحياة وإيقاعها السريع الذي جعلها تتغير كل 24 ساعة وهو ما سبب انتشارا للحسد والغيرة بسبب المظاهر المبالغ فيها والأمر مازال يخضع للفروق الفردية والمراحل العمرية في استمرار الصداقة بين النساء.
مسؤولية الأهل
أما خالد الدراغمة (طالب) فقد حمّل الأهل مسؤولية تدهور الصداقة بين الفتيات وقال:
إن الكثير منهم يريد أن يستخدم أسلوبا تربويا يتناسب مع أفكاره ومعتقداته فهو يفرض اللباس والكلام وأماكن التواجد والذهاب والإياب، ويتجاهل تماما مستجدات الحياة، فالبعض يفرض على ابنته لباسا معينا ولا يفكر في أنها تشاهد ملابس زميلتها العصرية بالإضافة إلى عملية الانغلاق الاجتماعي التي تجعل العديد من الأسر تمكث في المنازل اياما كثيرة لا تعرف ما يحدث حولها، لذا عندما تذهب الفتاة الى الجامعة وتستمع وتشاهد زميلاتها وما حققنه تحقد من داخلها عليهن وتحسدهن وإذا كانت هناك صداقة تكون في حقيقة الأمر غير موجودة في الداخل.
خطف الأزواج
ويبرر محمد الفيلكاوري فشل الصداقة بين النساء بالسلوكيات غير المشروعة وخطف الأزواج قائلا:
إن بعض النساء يحاولن بشكل مباشر أو غير مباشر لفت نظر أزواج صديقاتهن عبر ابراز محاسنهن ولطفهن أمامهم، بل لا يمانعن من قيام علاقات معهم وهنا تنتهي الصداقة قبل ان تبدأ حتى إن كانت موجودة شكليا فالصداقة الحقيقية اصبحت عملة نادرة في زمن ولّت فيه القيم الى غير رجعة.
دور الرفاهية
وتعلل نهى حسن (موظفة) فقدان الصداقة بين النساء بانشغال النساء بالرفاهية والماديات. وتقول:
لم تعد هناك حقوق للأصدقاء على أصدقائهم في زمن طغت فيه المصالح والعلاقات الشخصية على كل شيء من حولنا، حيث لم يعد الوفاء بين النساء كما كان عليه، ولأن الكثير منهن لم يعد لديهن اهتمام بمفهوم الصداقة ومبادئها وأصبحت الجمعيات النسائية ملتقى للغيبة على أن الأمر بحاجة الى صحوة من وسائل الإعلام والعلماء المتخصصين في العلاقات الانسانية لتعود هذه العلاقة الجميلة الى ما كانت عليه.
ضريبة الحرية
وتشير آمال محمود (موظفة) إلى ان الصداقة المفقودة بين النساء بشكل عام هي ضريبة الحرية والانفتاح الثقافي والاعلامي بين المجتمعات المختلفة، وتقول:
فما كان يطلق عليه عيبا اصبح الآن سائدا بصرف النظر عن القيمة، لذلك أنا شخصيا أفضل عندما يكون لديّ مشكلة أن أتحدث فيها مع زميل (رجل) في العمل أو حتى من الجيران بدلا من الحديث مع سيدة قد تفشي أسراري وتعمل منها مشكلة.
الصداقة بخير
غير أن محمد النجار (طبيب بشري) يعتبر الصداقة بين النساء مازالت بخير على رغم ما شابها من شوائب ومشكلات خلفت وراءها انتكاسات اجتماعية وأخلاقية كثيرة. ويقول:
إن العلاقة الانسانية بين الناس ستظل مستمرة باستمرار البشر، والصداقة هي جزء من هذه العلاقة لأن الإنسان بطبيعته يحب أن يفضفض ويَستمع له أحد، وكذلك يحب أن يقف بجواره اصدقاؤه في المسرات والمضرات.
إن المرأة يظل لها عالمها الخاص وأفكارها المميزة وعاطفتها الجياشة وهي تركيبة ليس للبشر فيها أي دور، وهذه الطبيعة لها مميزاتها وسلبياتها فهي إن أحبت ضحت بكل شيء من أجل هذا الحب وإن شعرت بقسوة تخيلت أن الكون كله يقف ضدها وهذه المفارقات يفترض ان تجعلنا نتعامل مع المرأة بلطف وبالمستوى نفسه في صداقتها وغيرتها حيث كثيرا ما تتحول لديها المشاعر الى سلوكيات غير سوية وهي نفسها أول من يتضرر منها فالمرأة سيظل لها دور حيوي في حياة المجتمع على رغم مشاكلها وعواطفها.
علم النفس:
**********
البارون: البلوتوث زرع الشك في النفوس
يعلق الدكتور خضر البارون استاذ علم النفس في جامعة الكويت على هذا الموضوع قائلا: إن تراجع العلاقات الانسانية بين النساء وخصوصا الصداقة يعود الى ضعف القيم الاجتماعية وكذلك الوازع الديني وتداخل الثقافات والتغريب، بالاضافة الى تطور الحياة وحداثتها التي خلفت الكثير من البعد الإنساني والخوف والقلق، خصوصا في ظل كاميرا الهاتف النقال والبلوتوث وغيرها حيث زاد الحرص بين النساء بعدما أصبح من السهل أن تتفشى الاسرار بالصوت والصورة.
إن الأخطر في الأمر هو استمرار التراجع في هذه العلاقة الحميمة، فالإنسان الذي لا يتواصل مع الآخرين هو إنسان غير سوي ويعاني عقدا ومشاكل فاستمرار هذه العلاقة مع الآخرين يتطلب احترام وجهات النظر وكذلك احترام ظروف وخصوصيات ورغبات الآخرين وعدم التقليل من شأنهم أو السخرية منهم أو إفشاء اسرارهم بشكل أو بآخر لأن افشاء أسرار الصديق أو القفز فوق الحقائق وتمني زوال نعمته سيكون له عواقب وخيمة.
ويعتبر البارون ان وجود خلل في الصداقة بين بعض النساء سلوك غير سوي وغير أخلاقي وناتج عن نقص في الحاجات. وتمنى زوال نعمة الغير وهو أمر لا يجوز شرعا والله سبحانه وتعالى يحاسب عبده على هذا الفعل لأن هذا السلوك كثيرا ما يخلف مشاكل وأزمات اجتماعية تعصف دائما بمن سببها وأشعل نارها.
ويختم البارون بقوله: ان الحل يكمن في أن يعلم الجميع أن هناك قانونا أو دستورا انسانيا يحفط للعلاقات الإنسانية شأنها وقيمتها وأخلاقيتها ومن ينحرف عن هذا الطريق سيواجه الكثير من المشاكل حتى مع نفسه لأن الصداقة ستستمر فالإنسان بلا تواصل مع الآخرين يشعر بأنه يعيش في سجن انفرادي وبأنه محطم معنويا.
تحقيق مفرح حجاب
ربما كانت الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية التي يمكن أن تقوم بين البشر، لكنها بين النساء ليست كذلك، فهي سريعا ما تتحول بينهن الى مشاعر الغيرة والحسد والحقد والأنانية الى درجة خطف الأزواج بعضهن من بعض.
وعلى عكس ماهو دارج من أن الصداقة مفتاح رئيسي لأبواب أرحب في تكوين علاقات متنوعة بين الناس تتوطد برباط الدم عبر التزاوج، فإنها لدى بعض النساء تبدو مفتاحا لأبواب جحيم من الخلافات الزوجية والعائلية والإنسانية.
عن الصداقة بين النساء، وما ينتج عنها من مشاكل وخلافات يدور هذا التحقيق.
ترصد منى الحمد (طالبة) ما تسميه أزمة كبيرة في الصداقة بين الفتيات ليس فقط داخل الحرم الجامعي ولكن على المستوى الاجتماعي ايضا. وترجع ذلك إلى أزمة الثقة التي خلفتها العولمة والماديات وتقول:
تقدم لي شابا يريد الزواج بي وقد اختلفنا لأسباب لا أريد ذكرها وكنت كثيرا ما أنقل ما يدور بيني وبينه إلى زميلتي وصديقتي في الجامعة سواء من مشاكل أو لحظات وئام ودفء، وعندما وصلنا الى طريق مسدود فوجئت بأن جوهر الخلاف هو افشاء صديقتي لكل ما كنت أبوح لها به الى أشخاص آخرين مما سبب لي معاناه شديدة، دفعت ثمنها عاما دراسيا لشعوري بصدمة تجاه صديقة عمري.
وترى الحمد أن انتشار هذه الظاهرة يعود الى النقص في الحاجات لدى الأصدقاء وعدم رضاهم عن أنفسهم وعدم قناعتهم بما هو موجود لديهم الى درجة جعلتهم يتمنون نجاحات أصدقائهم وما يتميزون به لأنفسهم وهذا الأمر جعلهم يدخلون في صراع نفسي كبير قد ينتج عنه الكثير من المشاكل التي غالبا ما تؤثر في طبيعة علاقاتهم بأصدقائهم، مشددة في الوقت نفسه على أن مبالغات الصديقات بعضهن مع بعض يخلق المشكلات خصوصا أن الكثير منهن يحببن المبالغة والتجميل أكثر من الحقيقة.
لا توافق اجتماعيا
ويعتقد محمد العلي (28 سنة ـ موظف) ان عدم وجود صداقة حقيقية ومثمرة بين النساء سببه عدم التوافق الاجتماعي خصوصا في الحياة الزوجية، ويوضح قائلا:
إن المشادات الكلامية التي تحدث بين الموظفات في مواقع العمل، وغالبا ما تربطهن صداقات تكون نتيجة ان زوج إحداهن اتصل في وقت غياب زوجته فتحدثت مع صديقتها، وعندما علمت الزوجة بدأت بالصراخ وظهر الغضب عليها وهو ما جعل المحيطين يتداركون طبيعة الخلاف فطبيعة الخلافات بين الصديقات غالبا ما يكون سببها التدخل في الحياة الشخصية.
نار الغيرة
وتؤكد نورة العتيبي (موظفة) ان الغيرة هي المدمر الحقيقي لكل أنواع الصداقات بين النساء وتقول:
إن طبيعة شخصية المرأة تجعلها اكثر حدة في انفعالاتها ودوافعها، فهي كثيرة المقارنة بين وضعها الاجتماعي ووضع صديقاتها، وكذلك وضعها الاقتصادي ووضع غيرها، فهي تحب دائما أن تكون الأفضل، لذلك من السهل ان تغار من صديقاتها، بل إن بعض النساء يدبرن المكائد والمشاكل لصديقاتهن على الرغم مما يتظاهرن به من حب وانتماء إليهن كما أن تطور الحياة وزيادة تكاليفها خلقا فروقا طبقية أفرزت الكثير من السلوكيات غير السوية كالحسد والغيرة وغيرهما.
ثمرة التربية
وتتفق كل من فاطمة حسين عبدالرضا وزينب حسن عوض على ان التربية أصبحت تلعب دورا مهما وأساسيا في بناء صداقة جيدة وخالية من الأمراض الاجتماعية التي من أبرزها ضعف القيم والمبادئ.
وأضافتا قولهما إن فقدان الصداقة الحقيقية خصوصا بين أفراد الجيل الجديد يعود الى تطور الحياة وإيقاعها السريع الذي جعلها تتغير كل 24 ساعة وهو ما سبب انتشارا للحسد والغيرة بسبب المظاهر المبالغ فيها والأمر مازال يخضع للفروق الفردية والمراحل العمرية في استمرار الصداقة بين النساء.
مسؤولية الأهل
أما خالد الدراغمة (طالب) فقد حمّل الأهل مسؤولية تدهور الصداقة بين الفتيات وقال:
إن الكثير منهم يريد أن يستخدم أسلوبا تربويا يتناسب مع أفكاره ومعتقداته فهو يفرض اللباس والكلام وأماكن التواجد والذهاب والإياب، ويتجاهل تماما مستجدات الحياة، فالبعض يفرض على ابنته لباسا معينا ولا يفكر في أنها تشاهد ملابس زميلتها العصرية بالإضافة إلى عملية الانغلاق الاجتماعي التي تجعل العديد من الأسر تمكث في المنازل اياما كثيرة لا تعرف ما يحدث حولها، لذا عندما تذهب الفتاة الى الجامعة وتستمع وتشاهد زميلاتها وما حققنه تحقد من داخلها عليهن وتحسدهن وإذا كانت هناك صداقة تكون في حقيقة الأمر غير موجودة في الداخل.
خطف الأزواج
ويبرر محمد الفيلكاوري فشل الصداقة بين النساء بالسلوكيات غير المشروعة وخطف الأزواج قائلا:
إن بعض النساء يحاولن بشكل مباشر أو غير مباشر لفت نظر أزواج صديقاتهن عبر ابراز محاسنهن ولطفهن أمامهم، بل لا يمانعن من قيام علاقات معهم وهنا تنتهي الصداقة قبل ان تبدأ حتى إن كانت موجودة شكليا فالصداقة الحقيقية اصبحت عملة نادرة في زمن ولّت فيه القيم الى غير رجعة.
دور الرفاهية
وتعلل نهى حسن (موظفة) فقدان الصداقة بين النساء بانشغال النساء بالرفاهية والماديات. وتقول:
لم تعد هناك حقوق للأصدقاء على أصدقائهم في زمن طغت فيه المصالح والعلاقات الشخصية على كل شيء من حولنا، حيث لم يعد الوفاء بين النساء كما كان عليه، ولأن الكثير منهن لم يعد لديهن اهتمام بمفهوم الصداقة ومبادئها وأصبحت الجمعيات النسائية ملتقى للغيبة على أن الأمر بحاجة الى صحوة من وسائل الإعلام والعلماء المتخصصين في العلاقات الانسانية لتعود هذه العلاقة الجميلة الى ما كانت عليه.
ضريبة الحرية
وتشير آمال محمود (موظفة) إلى ان الصداقة المفقودة بين النساء بشكل عام هي ضريبة الحرية والانفتاح الثقافي والاعلامي بين المجتمعات المختلفة، وتقول:
فما كان يطلق عليه عيبا اصبح الآن سائدا بصرف النظر عن القيمة، لذلك أنا شخصيا أفضل عندما يكون لديّ مشكلة أن أتحدث فيها مع زميل (رجل) في العمل أو حتى من الجيران بدلا من الحديث مع سيدة قد تفشي أسراري وتعمل منها مشكلة.
الصداقة بخير
غير أن محمد النجار (طبيب بشري) يعتبر الصداقة بين النساء مازالت بخير على رغم ما شابها من شوائب ومشكلات خلفت وراءها انتكاسات اجتماعية وأخلاقية كثيرة. ويقول:
إن العلاقة الانسانية بين الناس ستظل مستمرة باستمرار البشر، والصداقة هي جزء من هذه العلاقة لأن الإنسان بطبيعته يحب أن يفضفض ويَستمع له أحد، وكذلك يحب أن يقف بجواره اصدقاؤه في المسرات والمضرات.
إن المرأة يظل لها عالمها الخاص وأفكارها المميزة وعاطفتها الجياشة وهي تركيبة ليس للبشر فيها أي دور، وهذه الطبيعة لها مميزاتها وسلبياتها فهي إن أحبت ضحت بكل شيء من أجل هذا الحب وإن شعرت بقسوة تخيلت أن الكون كله يقف ضدها وهذه المفارقات يفترض ان تجعلنا نتعامل مع المرأة بلطف وبالمستوى نفسه في صداقتها وغيرتها حيث كثيرا ما تتحول لديها المشاعر الى سلوكيات غير سوية وهي نفسها أول من يتضرر منها فالمرأة سيظل لها دور حيوي في حياة المجتمع على رغم مشاكلها وعواطفها.
علم النفس:
**********
البارون: البلوتوث زرع الشك في النفوس
يعلق الدكتور خضر البارون استاذ علم النفس في جامعة الكويت على هذا الموضوع قائلا: إن تراجع العلاقات الانسانية بين النساء وخصوصا الصداقة يعود الى ضعف القيم الاجتماعية وكذلك الوازع الديني وتداخل الثقافات والتغريب، بالاضافة الى تطور الحياة وحداثتها التي خلفت الكثير من البعد الإنساني والخوف والقلق، خصوصا في ظل كاميرا الهاتف النقال والبلوتوث وغيرها حيث زاد الحرص بين النساء بعدما أصبح من السهل أن تتفشى الاسرار بالصوت والصورة.
إن الأخطر في الأمر هو استمرار التراجع في هذه العلاقة الحميمة، فالإنسان الذي لا يتواصل مع الآخرين هو إنسان غير سوي ويعاني عقدا ومشاكل فاستمرار هذه العلاقة مع الآخرين يتطلب احترام وجهات النظر وكذلك احترام ظروف وخصوصيات ورغبات الآخرين وعدم التقليل من شأنهم أو السخرية منهم أو إفشاء اسرارهم بشكل أو بآخر لأن افشاء أسرار الصديق أو القفز فوق الحقائق وتمني زوال نعمته سيكون له عواقب وخيمة.
ويعتبر البارون ان وجود خلل في الصداقة بين بعض النساء سلوك غير سوي وغير أخلاقي وناتج عن نقص في الحاجات. وتمنى زوال نعمة الغير وهو أمر لا يجوز شرعا والله سبحانه وتعالى يحاسب عبده على هذا الفعل لأن هذا السلوك كثيرا ما يخلف مشاكل وأزمات اجتماعية تعصف دائما بمن سببها وأشعل نارها.
ويختم البارون بقوله: ان الحل يكمن في أن يعلم الجميع أن هناك قانونا أو دستورا انسانيا يحفط للعلاقات الإنسانية شأنها وقيمتها وأخلاقيتها ومن ينحرف عن هذا الطريق سيواجه الكثير من المشاكل حتى مع نفسه لأن الصداقة ستستمر فالإنسان بلا تواصل مع الآخرين يشعر بأنه يعيش في سجن انفرادي وبأنه محطم معنويا.