yasmeen
08-20-2005, 01:30 AM
كاظم حبيب
[19-08-2005]
وقف الشعب العراقي على امتداد العقود المنصرمة إلى جانب القضية الفلسطينية بحزم وصرامة لا من منطلق قومي فحسب, بل ومن منطلقات إنسانية ترفض العدوان والعنصرية واغتصاب الأرض وتشريد سكانها العرب, ولم يتدخل بشؤون الشعب الفلسطيني ورفض مواقف العديد من الحكومات العراقية البعثية والقومية التي تدخلت في شؤون منظمة التحرير الفلسطينية حاولت التأثير على استقلالية قراراتها واضطهدت الكثير من عناصر المنظمات الفلسطينية, وخاصة في فترة حكم البعث المشؤوم. وهذا يعني أن العرب لم يكن وحدهم قد اتخذوا هذا الموقف, بل الكرد والتركمان والكلد أشور أيضاً.
وكان الشعب العراقي من جانبه يتمنى أن تساند المنظمات الفلسطينية نضال الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والإرهاب التي عانى منها الأمرين خلال سنوات حكم البعث. إلا أن الكثير منها وقف إلى جانب النظام وساند مواقفه ضد قوى المعارضة السياسية, بل وشاركت عناصر فلسطينية في قهر الشعب العراقي عندما سخرها النظام لصالحه وضد قوى المعارضة العراقية.
ابتلع الشعب العراق كل تلك المرارات من أجل عيون الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس. وكانت رغبة الشعب العراقي عدم التدخل بأي حال في الشأن الفلسطيني, وهي ما تزال كذلك. ولكنه يرفض في الوقت نفسه أي تدخل من جانب المنظمات والشخصيات الفلسطينية أو أي دولة عربية وغير عربية في شؤون العراق الداخلية. إلا أن بعض قادة حماس الفلسطينية ترفض هذا الموقف العقلاني وبدأت تتدخل في الشأن العراقي علناً, بعد أن كانت قد مارست إرسال الإرهابيين إلى العراق لتنفيذ العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات.
نقلت جريدة اللواء الدمشقية خبراً يشير إلى أن قائد حركة حماس خالد مشعل وقف في جامع الكويتي في دمشق في يوم الجمعة المصادف 12/8/2005 خطيباً يعبئ الناس ويبث فيهم الحماس ويشجعهم ودعاهم إلى
1. ضرورة دعم المقاومتين العراقية والفلسطينية عن طريق الجهاد بالنفس والذي اعتبره اسمى وأرقى انواع الجهاد المشاركة في "المقاومة المسلحة" في العراق باعتبارها أرقى أشكال التضحية بالنفس. وأكد بأن المشاركة في المقاومة المسلحة في العراق هي حتى أهم من المقاومة في فلسطين "لأن نار المقاومة العراقية إن اخمدت سوف تزحف الجيوش الأميركية المحتلة صوب اسوار دمشق"•
2. أو "الجهاد بالمال" حين قال: هناك ايادٍ ومنظمات امينة تستطيع ان توصل ما تقدمونه من مساعدة لأهلكم في الارضين المحتلتين-العراق وفلسطين.
3. ثم هاجم تصميم العراقيين على إقامة دولة ديمقراطية فيدرالية بقوله: "ان مشروع تقسيم العراق قد بدأت خطواته فعلاً عن طريق مبدأ (الفيدرالية) التي يدعو اليها اغلب ساسة العراق اليوم، والذين اقتحموا اسوار بغداد من على دبابات الاميركي المحتل.
إن الخطبة النارية لخالد مشعل وتدخله الفظ في الشؤون الداخلية للعراق تجعلنا نفكر بعدة نقاط ونطرح على أنفسشنا بعض السئلة المهمة:
• لقد انتهى بشار الأسد لتوه من زيارة إيران ليلتقي بنظيره الإيراني الجديد, وكلاهما يشاركان بدعم الإرهاب في العراق باساليب وطرق شتى. فهل لخطبة خالد مشعل دخل بنتائج هذه الزيارة, خاصة وأن الرجل قد خطب في جامع دمشقي كبير ونقلت صحيفة دمشقية مضمون هذا الخطاب بعلم ورضا الحكومة السورية؟ وما هي العلاقة التنسيقية بين كل من إيران وسوريا وحماس؟
• كما اكتشفت القوات الأمريكية المزيد من شحنات الأسلحة الإيرانية المرسلة غلى الإرهابيين أو إلى القوات شبه العسكرية المساندة لها في العراق.
• ما هي العلاقة الفعلية القائمة بين حماس وقائدها وتنظيم القاعدة وجماعة أبو مصعب الزرقاوي في العراق من جهة, وتنفيذ العمليات الإرهابية التي تنظم في العراق ضد الشعب العراقي وإرادته الحرة وقتل المزيد من البشر؟
• ويبدو أن النظام السابق في العراق, نظام صدام حسين, هو النموذج الذي تحن له حركة حماس وقائدها خالد مشعل, وإلا ما معنى الحديث عن سيادة النظام والأمان في ظل النظام السابق, في وقت كان الشعب يعاني الأمرين من عربدة الدكتاتورية.
• إن خطاب خالد مشعل دعوة إلى مزيد من العمليات الإنتحارية والسيارات المفخخة والتفجيرات ضد الشعب العراقي كله وضد قواه السياسية. وأن هذا الأسلوب سيمارس, كما يبدو, ضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني حالما يخرج المحتل الإسرائيلي من غزة وربما من الضفة الغربية, لفرض هيمنة حماس على السلطة والمجتمع وفرض فكرهم افسلامي المتطرف على المجتمع الفلسطيني. إنه بخطابه قد كشف عن نيات هذه الجماعة التي يمثلها ويقودها, أو أن تقوم حماس برفض خطبته السياسية وتمييز نسها عنه في ما يخص الوضع في العراق.
إن جميع أدعاءات الحكومة السورية بأنها لا تشجع الإرهاب ولا تسانده بالرجال والأموال والمعلومات كاذبة تماماً وتعبر عن دجل مفضوح, وأنها تسند العمليات الإرهابية بسبب خشيتها من هدوء الوضع واستتباب الأمن في العراق, لأنه سيسمح للولايات المتحدة بالتحرك صوب تصفية حساباتها مع سوريا. ومن هنا جاء التحذير الذي طرحه خالد مشعل حين اشار إلى أن سيطرة الحكومة العراقية على الوضع يجعل الولايات المتحدة تتقدم تزحف صوب أسوار سوريا.
كما أن جميع ادعاءات إيران بعدم التدخل هي الأخرى كاذبة وتؤكدها الأحداث الجارية في الجنوب العراقي ودعم حزب الفضل وجماعة مقتدى الصدر وقوات بدر من جهة, ودعم نشاطات حماس وتشجيعها على العمليات الانتحارية وتنشيط جماعة حماس في الخارج لدعم الإرهاب في العراق. لقد أشرنا أكثر من مرة إلى وجود علاقات تنسيق بين جميع قوى الإسلام السياسي المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وتدعم من بلدان أخرى إسلامية متطرفة في مناطق أخرى. وعلينا أن ننتبه إلى العلاقة بين هجوم خالد مشعل بشدة على وجهة الشعب العراقي وقواه السياسية في تكريس فيدرلية كردستان كحق طبيعي وشرعي للشعب الكردي في الدستور العراقي من جهة, وخشية الحكومة الإيرانية من تحرك جديد للشعب الكردي في كردستان إيران والإساليب القمعية الشرسة التي مارستها أجهزة الأمن والشرطة والجيش والحرس الثوري ضد الكرد المتظاهرين وقتل المزيد منهم من جهة ثانية, والنهج الجديد الذي فرضته الحياة على الحكومة التركية بشأن الموقف من الشعب الكردي وقضيته العادلة والذي لم يبرز في الممارسة العملية حتى الآن من جهة ثالثة.
إن الخطبة الحماسية التي ألقاها خالد مشعل تعبر عن نهج صبياني إرهابي مغامر في السياسة, وهو النهج الذي يهيمن منذ سنوات على الكثير من الحركات السياسية الإسلامية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط, وهو الذي يهدد حرية الشعوب والحياة الديمقراطية والسلام في بلدان المنطقة. إن اتهامه بأن من يتهم المقاومة بافرهاب إما أن يكون مراهقاً سياسياً أو أن يكون عميلاً.
تهمة العمالة التي يطلقها هؤلاء الإرهابيون أصبحت تثير الاشمئزاز والتقزز في نفوس العراقيات والعراقيين لأنهم يعرفون جدياً من هو الوطني ومن هو العميل, كم أنهم يعرفون من هو المغامر ومن هو السياسي الناضج الذي يخدم قضية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العراق. لن تربحوا المعركة الجارية في العراق إيها أيها المغامرون مهما كانت هويتكم الفكرية والدينية والسياسية, وستندحر كل الجماعات الإرهابية التي ما تزال تمارس القتل والتخريب والهدم في العراق, وسيخرج الشعب العراقي منتصراً معافى ويسير قدماً في بناء جمهورية العراق الاتحادية.
[19-08-2005]
وقف الشعب العراقي على امتداد العقود المنصرمة إلى جانب القضية الفلسطينية بحزم وصرامة لا من منطلق قومي فحسب, بل ومن منطلقات إنسانية ترفض العدوان والعنصرية واغتصاب الأرض وتشريد سكانها العرب, ولم يتدخل بشؤون الشعب الفلسطيني ورفض مواقف العديد من الحكومات العراقية البعثية والقومية التي تدخلت في شؤون منظمة التحرير الفلسطينية حاولت التأثير على استقلالية قراراتها واضطهدت الكثير من عناصر المنظمات الفلسطينية, وخاصة في فترة حكم البعث المشؤوم. وهذا يعني أن العرب لم يكن وحدهم قد اتخذوا هذا الموقف, بل الكرد والتركمان والكلد أشور أيضاً.
وكان الشعب العراقي من جانبه يتمنى أن تساند المنظمات الفلسطينية نضال الشعب العراقي ضد الدكتاتورية والإرهاب التي عانى منها الأمرين خلال سنوات حكم البعث. إلا أن الكثير منها وقف إلى جانب النظام وساند مواقفه ضد قوى المعارضة السياسية, بل وشاركت عناصر فلسطينية في قهر الشعب العراقي عندما سخرها النظام لصالحه وضد قوى المعارضة العراقية.
ابتلع الشعب العراق كل تلك المرارات من أجل عيون الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس. وكانت رغبة الشعب العراقي عدم التدخل بأي حال في الشأن الفلسطيني, وهي ما تزال كذلك. ولكنه يرفض في الوقت نفسه أي تدخل من جانب المنظمات والشخصيات الفلسطينية أو أي دولة عربية وغير عربية في شؤون العراق الداخلية. إلا أن بعض قادة حماس الفلسطينية ترفض هذا الموقف العقلاني وبدأت تتدخل في الشأن العراقي علناً, بعد أن كانت قد مارست إرسال الإرهابيين إلى العراق لتنفيذ العمليات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات.
نقلت جريدة اللواء الدمشقية خبراً يشير إلى أن قائد حركة حماس خالد مشعل وقف في جامع الكويتي في دمشق في يوم الجمعة المصادف 12/8/2005 خطيباً يعبئ الناس ويبث فيهم الحماس ويشجعهم ودعاهم إلى
1. ضرورة دعم المقاومتين العراقية والفلسطينية عن طريق الجهاد بالنفس والذي اعتبره اسمى وأرقى انواع الجهاد المشاركة في "المقاومة المسلحة" في العراق باعتبارها أرقى أشكال التضحية بالنفس. وأكد بأن المشاركة في المقاومة المسلحة في العراق هي حتى أهم من المقاومة في فلسطين "لأن نار المقاومة العراقية إن اخمدت سوف تزحف الجيوش الأميركية المحتلة صوب اسوار دمشق"•
2. أو "الجهاد بالمال" حين قال: هناك ايادٍ ومنظمات امينة تستطيع ان توصل ما تقدمونه من مساعدة لأهلكم في الارضين المحتلتين-العراق وفلسطين.
3. ثم هاجم تصميم العراقيين على إقامة دولة ديمقراطية فيدرالية بقوله: "ان مشروع تقسيم العراق قد بدأت خطواته فعلاً عن طريق مبدأ (الفيدرالية) التي يدعو اليها اغلب ساسة العراق اليوم، والذين اقتحموا اسوار بغداد من على دبابات الاميركي المحتل.
إن الخطبة النارية لخالد مشعل وتدخله الفظ في الشؤون الداخلية للعراق تجعلنا نفكر بعدة نقاط ونطرح على أنفسشنا بعض السئلة المهمة:
• لقد انتهى بشار الأسد لتوه من زيارة إيران ليلتقي بنظيره الإيراني الجديد, وكلاهما يشاركان بدعم الإرهاب في العراق باساليب وطرق شتى. فهل لخطبة خالد مشعل دخل بنتائج هذه الزيارة, خاصة وأن الرجل قد خطب في جامع دمشقي كبير ونقلت صحيفة دمشقية مضمون هذا الخطاب بعلم ورضا الحكومة السورية؟ وما هي العلاقة التنسيقية بين كل من إيران وسوريا وحماس؟
• كما اكتشفت القوات الأمريكية المزيد من شحنات الأسلحة الإيرانية المرسلة غلى الإرهابيين أو إلى القوات شبه العسكرية المساندة لها في العراق.
• ما هي العلاقة الفعلية القائمة بين حماس وقائدها وتنظيم القاعدة وجماعة أبو مصعب الزرقاوي في العراق من جهة, وتنفيذ العمليات الإرهابية التي تنظم في العراق ضد الشعب العراقي وإرادته الحرة وقتل المزيد من البشر؟
• ويبدو أن النظام السابق في العراق, نظام صدام حسين, هو النموذج الذي تحن له حركة حماس وقائدها خالد مشعل, وإلا ما معنى الحديث عن سيادة النظام والأمان في ظل النظام السابق, في وقت كان الشعب يعاني الأمرين من عربدة الدكتاتورية.
• إن خطاب خالد مشعل دعوة إلى مزيد من العمليات الإنتحارية والسيارات المفخخة والتفجيرات ضد الشعب العراقي كله وضد قواه السياسية. وأن هذا الأسلوب سيمارس, كما يبدو, ضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني حالما يخرج المحتل الإسرائيلي من غزة وربما من الضفة الغربية, لفرض هيمنة حماس على السلطة والمجتمع وفرض فكرهم افسلامي المتطرف على المجتمع الفلسطيني. إنه بخطابه قد كشف عن نيات هذه الجماعة التي يمثلها ويقودها, أو أن تقوم حماس برفض خطبته السياسية وتمييز نسها عنه في ما يخص الوضع في العراق.
إن جميع أدعاءات الحكومة السورية بأنها لا تشجع الإرهاب ولا تسانده بالرجال والأموال والمعلومات كاذبة تماماً وتعبر عن دجل مفضوح, وأنها تسند العمليات الإرهابية بسبب خشيتها من هدوء الوضع واستتباب الأمن في العراق, لأنه سيسمح للولايات المتحدة بالتحرك صوب تصفية حساباتها مع سوريا. ومن هنا جاء التحذير الذي طرحه خالد مشعل حين اشار إلى أن سيطرة الحكومة العراقية على الوضع يجعل الولايات المتحدة تتقدم تزحف صوب أسوار سوريا.
كما أن جميع ادعاءات إيران بعدم التدخل هي الأخرى كاذبة وتؤكدها الأحداث الجارية في الجنوب العراقي ودعم حزب الفضل وجماعة مقتدى الصدر وقوات بدر من جهة, ودعم نشاطات حماس وتشجيعها على العمليات الانتحارية وتنشيط جماعة حماس في الخارج لدعم الإرهاب في العراق. لقد أشرنا أكثر من مرة إلى وجود علاقات تنسيق بين جميع قوى الإسلام السياسي المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وتدعم من بلدان أخرى إسلامية متطرفة في مناطق أخرى. وعلينا أن ننتبه إلى العلاقة بين هجوم خالد مشعل بشدة على وجهة الشعب العراقي وقواه السياسية في تكريس فيدرلية كردستان كحق طبيعي وشرعي للشعب الكردي في الدستور العراقي من جهة, وخشية الحكومة الإيرانية من تحرك جديد للشعب الكردي في كردستان إيران والإساليب القمعية الشرسة التي مارستها أجهزة الأمن والشرطة والجيش والحرس الثوري ضد الكرد المتظاهرين وقتل المزيد منهم من جهة ثانية, والنهج الجديد الذي فرضته الحياة على الحكومة التركية بشأن الموقف من الشعب الكردي وقضيته العادلة والذي لم يبرز في الممارسة العملية حتى الآن من جهة ثالثة.
إن الخطبة الحماسية التي ألقاها خالد مشعل تعبر عن نهج صبياني إرهابي مغامر في السياسة, وهو النهج الذي يهيمن منذ سنوات على الكثير من الحركات السياسية الإسلامية المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط, وهو الذي يهدد حرية الشعوب والحياة الديمقراطية والسلام في بلدان المنطقة. إن اتهامه بأن من يتهم المقاومة بافرهاب إما أن يكون مراهقاً سياسياً أو أن يكون عميلاً.
تهمة العمالة التي يطلقها هؤلاء الإرهابيون أصبحت تثير الاشمئزاز والتقزز في نفوس العراقيات والعراقيين لأنهم يعرفون جدياً من هو الوطني ومن هو العميل, كم أنهم يعرفون من هو المغامر ومن هو السياسي الناضج الذي يخدم قضية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في العراق. لن تربحوا المعركة الجارية في العراق إيها أيها المغامرون مهما كانت هويتكم الفكرية والدينية والسياسية, وستندحر كل الجماعات الإرهابية التي ما تزال تمارس القتل والتخريب والهدم في العراق, وسيخرج الشعب العراقي منتصراً معافى ويسير قدماً في بناء جمهورية العراق الاتحادية.