المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا تمزق العراق فخنجر الذبح بأعناقكم يا قيادات السنة



فاطمي
08-20-2005, 12:39 AM
كامل السعدون


حتى اليوم الأخير للطاغية صدام ، كان العراقيون أهلا وأخوته وأحبه .
حتى اليوم الأخير لسقوط الصنم ، ما كان هناك من يكفر أحدا أو يردد إنتمائه الطائفي أو القومي أو يتحدث بشغف عن دويلات في الجنوب والوسط والشمال .

لكنها جريمتكم التاريخية يا قيادات السنة الذين فتحتم أبواب العراق على مصراعيها لكل من هب ودب ليقتل أشقائكم الشيعة والكرد والمسيحيين والتركمان على الهوية .
جريمتكم تلك التي جعلتكم تمولوا الإرهاب وتدعموه وتؤيدونه وتنكرون على العراقيين حقهم في الحياة الآمنة في ظل حكم ديموقراطي عادل يحقق لكل الهويات حضورها البهي ومشاركتها الوطنية العادلة في السلطة .

تحت وهم الجهاد لطرد الأمريكان خرستم قرابة الثلاثة أعوام عن ذبح الشيعة بالجملة .
سفهتم كل الناس وشككتم بعراقية كل العراقيين وأدعيتم أنكم وحدكم أهل العراق والحريصون على العراق ووحدة العراق .
أصررتم على إستفزاز العراقيين برفضكم الأعتذار عن جرائم صدام وجرائمكم في ظل صدام ، ورفضتم مد اليد لأهلكم من بقية أعراق العراق ، أنكرتم على الكرد حقهم في الفيدرالية وأنكرتم على الشيعة حقهم في المشاركة ووقفتم ضد الإنتخابات وهرولتم إلى الأمم المتحدة وسوريا ولبنان ومصر وتواصلتم مع إسرائيل ، ولم تسعوا للتواصل مع أهلكم في الداخل وهم أقرب لكم من إسرائيل أو سوريا أو جامعة عمر موسى أو الفرنسيين أو الروس .

واليوم تواجهون إستحقاق الفيدرالية الجنوبية التي يسعى لها بعض ضحاياكم الأزليون ، فماذا أنتم فاعلون ؟
ماذا تفعل ملايين الأبرياء من السنة في الموصل والرمادي وبغداد وديالى وتكريت وغيرها إذا ما منع عنكم وارد بترول الجنوب والشمال ؟ كيف ستعيشون يا ترى إذا ما تحكم الشيعة والكرد بحصتكم وتمنعوا في دفعها في الوقت المناسب ؟

وحتى لو أشتركتم بالإنتخابات وهو ما تتحمسون له اليوم بعد أن وقع الفأس في الرأس ، فما نفع وصولكم إلى الإنتخابات بنسبة العشرون بالمائة التي تمتلكونها إذا لم تغيروا نهجكم بشكل جدي يقوم على التخلص من هذا التعنت والعودة إلى الجذر العراقي الوطني الأرحب والأجمل والأنبل من جذركم الطائفي ؟

أظن أن الوطنية التي لم توجد يوما وللأسف ، أو التي وجدت بأقل مستوياتها في عشرينيات وثلاثينيات القرن الفائت ، لا يمكن لها أن تنهض وتتعزز من جديد إن لم يبادر السنة بالذات أو قياداتهم على وجه الخصوص إلى نقد الذات بقوة والإعتذار ولو سرا لأخوتهم الشيعة والكرد عن كل ما فعلوه أو تواطئوا فيه أو سكتوا عنه ، وأن يغيروا خطابهم أو يجعلوه أكثر رقة ولطفا وأن يعيدوا النظر إلى الناس ومصالح الناس ومخاوفهم وهمومهم بروح إنسانية ولا نقول إسلامية ، لأننا لو قلنا إسلامية لعدنا إلى عثمان وعلي وتكفير هذا والتشكيك بذاك ، وجميع هذا ليس بصالح أحد .

كونوا واقعيين أيها الناس وكفوا عن التشبث بالعزة الآثمة التي لا يمكن أن تؤمن مصلحة واقعية أو تبني دولة أو تعيد بنائها .
العراق في خطر أكبر من كل ما مرّ على مر العصور ، إنه خطر التشقق والتمزق الذي يهدد به أكثر من طرف ، وأنتم أول المدانين إذا ما حصل هذا لا سمح الله .

الناس لها حق إذا ما بلغ بها اليأس منكم حد الرغبة في تمزيق البلد وأخذ ما تحت قدميها من أرض لتحمي نفسها من شرور رعاعكم وسفهائكم والأغلبية الصامتة المتواطئة من قياداتكم .
لن تستطيعوا أن تلزموا الناس على أن تبقى ضمن عراق واحد بينما أنتم تذبحونهم كل يوم بالجملة تحت وهم طرد الأمريكان .

أمامكم فرصة لن تتكرر .
وقد لا تتكرر خلال مائة عام قادمة إذا ما سار الكرد والشيعة في مسيرة الإنفصال وهما متفقان عليها ولهما الحق كله .
أمامكم فرصة وحيدة قصيرة الأمد ، للحفاظ على عراقية العراق ووحدة العراق ومستقبل البيت والعشيرة والأرض والحقل والثروة العراقية .

إنقدوا أنفسكم وغيروا خطابكم وترفعوا عن وهم العروبة الأنقى والإسلام الأصح والمقاومة المشروعة و.... الخ .
عودوا إلى ضمائركم وفكروا بمصالح أجيالكم ومصلحة العراق الحقيقية الأكبر والأسمى والأنبل من تلك التي تقاتلون من أجلها .

لا يكفي أن تقولوا أنكم ضد الطائفية ،( فما هذا النهوض الطائفي إلا بعض ثمار طائفيتكم الخفية المتوحشة ) بل قولوا أنكم آسفون على كل ما أصاب الشيعة والكرد وغيرهم ، إعتذروا وطيبوا خواطر الناس وأفتوا بحرمة الدم العراقي وألعنوا البعثيين وتخلوا عنهم وإن كانوا أبنائكم أو بعض أبنائكم .
فكروا بمستقبل أجيالكم القادمة ... !

بم تعيش ؟ بأي ثروة وأي إقتصاد وأي مستقبل في ظل حصار خانق من إقليمين أو دولتين معاديتين ناقمتين عليهم ... ؟

أتمنى لو إن لهذا الخطاب من يسمعه ... أتمنى ذلك ... !