جابر صالح
10-10-2021, 08:34 PM
رأي: رواية مروّعة يصفها مسؤول سعودي تكشف عن مدى وحشية النظام
By David Ignatius
July 28, 2021
سالم المزيني، الذي كان ذات يوم مسؤولًا في النظام السعودي، تعرّض للضرب بشكل متكرر على أخمص قدميه وظهره وأعضائه التناسلية، وفقًا لرواية مروّعة تضمّنتها دعوى قضائية كندية تصف تعذيبه وأسره خلال فترة احتجازه من قبل عملاء سعوديين. يقول إنه تعرض للجلد والتجويع والضرب بقضبان حديدية والصعق بالكهرباء؛ كما قال أيضًا إنه أُمِر بالزحف على أطرافه الأربعة والنباح مثل الكلب. رافقت تقريره صور مؤلمة لندوب واسعة النطاق على جسد المزيني نجمت عن إصابات قال إنه أصيب بها على يد عملاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما يتبين من أوراق المحكمة، فقد قُبِض على المزيني للمرة الأولى في دبي يوم 26 سبتمبر/أيلول 2017 من قبل مسؤولين أمنيين في الإمارات العربية المتحدة وأُرسِل إلى المملكة؛ ثم اختفى يوم 24 أغسطس/آب 2020 بعد زيارته لمسؤول أمني سعودي رفيع المستوى، ولم يره أحد منذ ذلك الحين. إنّ وصفه للمعاملة التي تلقاها في السنوات الفاصلة – في سجنين سعوديَّين، وفي فندق ريتز كارلتون بالرياض حيث حُبِس مشتبهون في كونهم معارضين للنظام عام 2017 – يقدّم رؤيةً مرعبةً للمدى الذي وصل إليه النظام تحت حكم ولي العهد من أجل معاقبة أعدائه المتصورين.
روايته المترجمة من اللغة العربية – التي رُفِعَت أمام محكمة في مقاطعة أونتاريو شهر يونيو/حزيران الماضي – كانت قد أُرسِلَت عبر رسالة نصية إلى الهاتف الخليوي الخاص بزوجته حصة في سبتمبر/آب 2019، وفقًا لعائلتها، مع تعليمات بنشرها في حال اختفائه مرةً أخرى. يقدّم الوصف المخيف، الذي يذكرنا بمذكرات معاناة السجناء السياسيين في إيران وتشيلي وجنوب إفريقيا والاتحاد السوفيتي، أكبر رواية شخصية حتى الآن عن السلوك الوحشي المزعوم للنظام السعودي.
كتب المزيني ذات مرة: "مرت الأيام، وظللت أخشى سماع صوت المفاتيح وفتح الباب. لم أكن أعرف ما كان مُخَبّئًا لي، سواء كان تعذيبًا أم تصفية." يصف كيف أمره أحد المحققين بتقبيل حذائه ثم ضرب رأسه. كتب المزيني عن المباحث السعودية: "المفارقة المحزنة هي أنه لم يكن هناك جهاز آخر ساعدتُه أكثر من المباحث والشؤون الخاصة، وها أنا الآن رهن اعتقالهم والتعرض للتعذيب من قبلهم."
إنّ درجة التعذيب النفسي ومحاولة التجريد من الإنسانية التي يصفها المزيني مروعة مثل الإساءة الجسدية التي يصفها أيضًا. ذات مرة، قال له الشخص الذي يحقق معه أن يمد يده إلى صندوق ما ويختار سوطًا من أجل عملية ضربه التالية؛ وعندما تردد، اختار المحقق أحدها وجلد المزيني أثناء تبوله. طُلِب من المزيني عدم ذكر اسمه، وبدلًا من ذلك أشار إلى نفسه على أنه “الرقم تسعة”. وفي وقت آخر، أُمِر بتناول عشائه من الأرض مثل الكلب.
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/ZYTJ2643WRBDDMQD7AVJXGROEM.jpg&w=916
Salem Almuzaini with his children before his disappearance. (Aljabri family)
يروي المزيني: "كنت أشعر بالقلق من جميع الجهات. كنت قَلِقًا على والدتي وزوجتي وأطفالي وأخواتي وعمي وشركاتي والموظفين ومستقبلي والألم في جسدي والإذلال والخوف. في الواقع، لا يمكن للمشاعر أن تصف الأمر. كل ما سأقوله هو أن ظلم وقمع البشرية كانا شديدَين. شعرت بالضعف والعجز."
السفارة السعودية في واشنطن رفضت التعليق على مزاعم التعذيب التي يصفها المزيني وزوجته بعد إطلاعِها عليها، وكذلك فعلت السفارة الإماراتية.
انضم المزيني، وهو خريج أكاديمية الشرطة السعودي، إلى وزارة الداخلية وأشرف على مشاريع الطيران للأمير محمد بن نايف، الذي كان حينها مسؤولًا عن مشاريع مكافحة الإرهاب في الوزارة قبل أن يصبح وزيرًا الداخلية ووليًا للعهد. وفقًا لرواية المزيني، عندما قرر ابن نايف إنشاء شركة طيران خاصة تدعى “ألفا ستار لخدمات الطيران”، طلب من المزيني إدارتها. في وقت لاحق، عندما أنشأ ابن نايف شركته الخاصة للطيران التجاري باسم “سكاي برايم للطيران”، طلب من المزيني الإشراف عليها في دبي.
جادل محامو مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري في وثائق قانونية أنّ هذه العمليات الجوية أُنشِئَت في البداية للتغطية على عمليات استخبارية سرية سعودية وأميركية ضد الجماعات الإرهابية.
جريمة المزيني المزعومة، بناءً على الأسئلة التي قال إنّ معذّبيه سألوه إياها، هي أنه ساهم في مؤامرة لسحب الأموال من شركتَيّ الطيران – وهو أمر يقول إنه نفاه طيلة جلسات التعذيب. وبالمثل نفى الجبري أي تورط في إساءة استخدام الأموال. رفعت شركات تسيطر عليها الحكومة السعودية دعوى قضائية ضد الجبري في كندا، حيث يعيش الآن، لاستعادة الأموال التي تزعم أنه سرقها.
لكن جريمة المزيني الحقيقية، كما يتضح في وثائق المحكمة، ربما كانت زواجه من ابنة الجبري، حصة. كان ابن سلمان، وهو منافس ابن نايف، يلاحق الجبري منذ عام 2017 عندما عزل ابن نايف من منصب ولي العهد وفرّ الجبري من المملكة. يحاول ابن سلمان إجباره على العودة إلى المملكة منذ ذلك الحين.
وصفت زوجة المزيني لحظةً مروعةً كان قد أفضاها زوجها. كتبت: "قال إنه ذات مرة، قبل أن يُضرَب مائة مرة دون توقف، قيل له: «هذا نيابةً عن سعد الجبري»، و«هذا جزاء زواجك من ابنته». في بعض الأحيان، قال المحققون لسالم وهم يضربونه: «نحن نضيف جلدات وعمليات ضرب إضافية لأن والد زوجتك ليس هنا، لذا يمكنك أن تأخذ نصيبه»."
قُدِّمَت إفادة المزيني الخطية من أجل دعم ادعاء الجبري، كما جادل محاموه في دعوى قضائية مؤخرًا، أنّ ابن سلمان قد سعى “إلى تعزيز سلطته من خلال اضطهاد منافسيه المتصورين تحت ستار حملة ‘مكافحة الفساد’”، وأنّ المبالغ المدفوعة إلى الجبري “مرخصة بالكامل ومعتمدة” من قبل ابن نايف والسلطات السعودية الأخرى.
إنّ إساءة المعاملة المزعومة التي تعرّض لها المزيني هي مجرد مثال واحد على هوس ابن سلمان الظاهري بعائلة الجبري. منع ولي العهد اثنين من أبناء الجبري المراهقين آنذاك، عمر وسارة، من مغادرة البلاد عام 2017، عندما بدأ انقلابه الداخلي من أجل توطيد سلطته، واستخدمهما كرهائن على ما يبدو لمحاولة إجبار والدهما على العودة إلى المملكة. عمر وسارة سجينان الآن. وصفتُ محنتهم في صحيفة البوست في يونيو/حزيران 2020، وقد وردت في تقرير حديث لـ"هيومَن رايتس ووتش". كما اعتُقِل أصدقاء الجبري وأقاربه وشركاؤه التجاريين.
بعد مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بناءً على ما تصفه وكالة الاستخبارات المركزية بأوامر من ابن سلمان، تبادر إلى المزيني أمر مألوف. قال لزوجته إنّ الأشخاص الذين كانوا يستجوبونه هم ماهر مطرب، الذي كُشِف علنًا عن كونه قائد فريق الاغتيال في إسطنبول، وسبعة من أعضاء الفريق الآخرين، وفقًا لإفادة خطية من زوجته. تزعم الإفادة الخطية أن من بين الحاضرين أثناء تعذيبه مساعد محمد بن سلمان المقرب سعود القحطاني.
في مفارقة غريبة، استُخدِمَت طائرتان مملوكتان لشركة “سكاي برايم”، شركة الطيران التي ساهم المزيني في إدارتها من أجل ابن نايف، لنقل فريق الاغتيال الذي قتل خاشقجي إلى إسطنبول بعد استيلاء ابن سلمان على الشركة، وفقًا لوثائق المحكمة التي قدمها محامو الجبري.
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/FCHIGFN2URCTXMTIVHGXBBRQEQ.jpg&w=916
Salem Almuzaini, left, with Sulaiman Al-Hamdan, Saudi Transportation Minister in 2016.
Salem Almuzaini, left, with Sulaiman Al-Hamdan, Saudi Transportation Minister in 2016. (Aljabri family)
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/INU4D3C64NALZHGJXTFONG4L3Y.jpg&w=916
Salem Almuzaini, right, with Mohammed bin Rashid, ruler of Dubai, in 2015.
Almuzaini, right, with Mohammed bin Rashid, ruler of Dubai, in 2015. (Aljabri family)
عندما احتُجِز المزيني في فندق ريتز كارلتون لمدة ستة أسابيع تقريبًا بدءًا من أواخر عام 2017، فقد توقف التعذيب وفقًا لإفادة زوجته. كانت عملية الابتزاز حينها تتعلق بالحصول على المال – كما كان الحال مع حوالي 400 سعودي بارز آخر، بما في ذلك الأمراء والممولون العالميون الذين احتُجِزوا في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر 2017 وأجبرهم عملاء ابن سلمان على تسليم الأصول.
كتب المزيني أنه قيل له في فندق ريتز كارلتون: "سنأخذ كل أموالك. نحن لا نعترف بالعقود أو أي من ترهاتك. سنعيد الأموال إلى الدولة." وافق أخيرًا على تسليم أكثر من 400 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 106 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية.
كتب المزيني لزوجته: "لم يكن يكفيهم تعذيبي وسجني، لكن كان عليهم أخذ أموالي أيضًا. لماذا حدث كل هذا؟ لماذا كل هذا الظلم؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا ولم أرتكب أي ذنب… لقد عرضتُ خدماتي وأنجزتُ أشياء كثيرة للأمة. لقد ساهمتُ في الحفاظ على سلامتها."
وفي ختام روايته اللاذعة، يقول المزيني عن آسريه: “بكل صراحة، الكلمات الوحيدة التي يجب أن أصفهم بها أنهم المنافقون الذين أفسدوا في الأرض.”
https://www.washingtonpost.com/ar/opinions/2021/07/28/salem-almuzaini-torture-saudi-arabia-mbs-arabic/
By David Ignatius
July 28, 2021
سالم المزيني، الذي كان ذات يوم مسؤولًا في النظام السعودي، تعرّض للضرب بشكل متكرر على أخمص قدميه وظهره وأعضائه التناسلية، وفقًا لرواية مروّعة تضمّنتها دعوى قضائية كندية تصف تعذيبه وأسره خلال فترة احتجازه من قبل عملاء سعوديين. يقول إنه تعرض للجلد والتجويع والضرب بقضبان حديدية والصعق بالكهرباء؛ كما قال أيضًا إنه أُمِر بالزحف على أطرافه الأربعة والنباح مثل الكلب. رافقت تقريره صور مؤلمة لندوب واسعة النطاق على جسد المزيني نجمت عن إصابات قال إنه أصيب بها على يد عملاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما يتبين من أوراق المحكمة، فقد قُبِض على المزيني للمرة الأولى في دبي يوم 26 سبتمبر/أيلول 2017 من قبل مسؤولين أمنيين في الإمارات العربية المتحدة وأُرسِل إلى المملكة؛ ثم اختفى يوم 24 أغسطس/آب 2020 بعد زيارته لمسؤول أمني سعودي رفيع المستوى، ولم يره أحد منذ ذلك الحين. إنّ وصفه للمعاملة التي تلقاها في السنوات الفاصلة – في سجنين سعوديَّين، وفي فندق ريتز كارلتون بالرياض حيث حُبِس مشتبهون في كونهم معارضين للنظام عام 2017 – يقدّم رؤيةً مرعبةً للمدى الذي وصل إليه النظام تحت حكم ولي العهد من أجل معاقبة أعدائه المتصورين.
روايته المترجمة من اللغة العربية – التي رُفِعَت أمام محكمة في مقاطعة أونتاريو شهر يونيو/حزيران الماضي – كانت قد أُرسِلَت عبر رسالة نصية إلى الهاتف الخليوي الخاص بزوجته حصة في سبتمبر/آب 2019، وفقًا لعائلتها، مع تعليمات بنشرها في حال اختفائه مرةً أخرى. يقدّم الوصف المخيف، الذي يذكرنا بمذكرات معاناة السجناء السياسيين في إيران وتشيلي وجنوب إفريقيا والاتحاد السوفيتي، أكبر رواية شخصية حتى الآن عن السلوك الوحشي المزعوم للنظام السعودي.
كتب المزيني ذات مرة: "مرت الأيام، وظللت أخشى سماع صوت المفاتيح وفتح الباب. لم أكن أعرف ما كان مُخَبّئًا لي، سواء كان تعذيبًا أم تصفية." يصف كيف أمره أحد المحققين بتقبيل حذائه ثم ضرب رأسه. كتب المزيني عن المباحث السعودية: "المفارقة المحزنة هي أنه لم يكن هناك جهاز آخر ساعدتُه أكثر من المباحث والشؤون الخاصة، وها أنا الآن رهن اعتقالهم والتعرض للتعذيب من قبلهم."
إنّ درجة التعذيب النفسي ومحاولة التجريد من الإنسانية التي يصفها المزيني مروعة مثل الإساءة الجسدية التي يصفها أيضًا. ذات مرة، قال له الشخص الذي يحقق معه أن يمد يده إلى صندوق ما ويختار سوطًا من أجل عملية ضربه التالية؛ وعندما تردد، اختار المحقق أحدها وجلد المزيني أثناء تبوله. طُلِب من المزيني عدم ذكر اسمه، وبدلًا من ذلك أشار إلى نفسه على أنه “الرقم تسعة”. وفي وقت آخر، أُمِر بتناول عشائه من الأرض مثل الكلب.
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/ZYTJ2643WRBDDMQD7AVJXGROEM.jpg&w=916
Salem Almuzaini with his children before his disappearance. (Aljabri family)
يروي المزيني: "كنت أشعر بالقلق من جميع الجهات. كنت قَلِقًا على والدتي وزوجتي وأطفالي وأخواتي وعمي وشركاتي والموظفين ومستقبلي والألم في جسدي والإذلال والخوف. في الواقع، لا يمكن للمشاعر أن تصف الأمر. كل ما سأقوله هو أن ظلم وقمع البشرية كانا شديدَين. شعرت بالضعف والعجز."
السفارة السعودية في واشنطن رفضت التعليق على مزاعم التعذيب التي يصفها المزيني وزوجته بعد إطلاعِها عليها، وكذلك فعلت السفارة الإماراتية.
انضم المزيني، وهو خريج أكاديمية الشرطة السعودي، إلى وزارة الداخلية وأشرف على مشاريع الطيران للأمير محمد بن نايف، الذي كان حينها مسؤولًا عن مشاريع مكافحة الإرهاب في الوزارة قبل أن يصبح وزيرًا الداخلية ووليًا للعهد. وفقًا لرواية المزيني، عندما قرر ابن نايف إنشاء شركة طيران خاصة تدعى “ألفا ستار لخدمات الطيران”، طلب من المزيني إدارتها. في وقت لاحق، عندما أنشأ ابن نايف شركته الخاصة للطيران التجاري باسم “سكاي برايم للطيران”، طلب من المزيني الإشراف عليها في دبي.
جادل محامو مسؤول الاستخبارات السعودية السابق سعد الجبري في وثائق قانونية أنّ هذه العمليات الجوية أُنشِئَت في البداية للتغطية على عمليات استخبارية سرية سعودية وأميركية ضد الجماعات الإرهابية.
جريمة المزيني المزعومة، بناءً على الأسئلة التي قال إنّ معذّبيه سألوه إياها، هي أنه ساهم في مؤامرة لسحب الأموال من شركتَيّ الطيران – وهو أمر يقول إنه نفاه طيلة جلسات التعذيب. وبالمثل نفى الجبري أي تورط في إساءة استخدام الأموال. رفعت شركات تسيطر عليها الحكومة السعودية دعوى قضائية ضد الجبري في كندا، حيث يعيش الآن، لاستعادة الأموال التي تزعم أنه سرقها.
لكن جريمة المزيني الحقيقية، كما يتضح في وثائق المحكمة، ربما كانت زواجه من ابنة الجبري، حصة. كان ابن سلمان، وهو منافس ابن نايف، يلاحق الجبري منذ عام 2017 عندما عزل ابن نايف من منصب ولي العهد وفرّ الجبري من المملكة. يحاول ابن سلمان إجباره على العودة إلى المملكة منذ ذلك الحين.
وصفت زوجة المزيني لحظةً مروعةً كان قد أفضاها زوجها. كتبت: "قال إنه ذات مرة، قبل أن يُضرَب مائة مرة دون توقف، قيل له: «هذا نيابةً عن سعد الجبري»، و«هذا جزاء زواجك من ابنته». في بعض الأحيان، قال المحققون لسالم وهم يضربونه: «نحن نضيف جلدات وعمليات ضرب إضافية لأن والد زوجتك ليس هنا، لذا يمكنك أن تأخذ نصيبه»."
قُدِّمَت إفادة المزيني الخطية من أجل دعم ادعاء الجبري، كما جادل محاموه في دعوى قضائية مؤخرًا، أنّ ابن سلمان قد سعى “إلى تعزيز سلطته من خلال اضطهاد منافسيه المتصورين تحت ستار حملة ‘مكافحة الفساد’”، وأنّ المبالغ المدفوعة إلى الجبري “مرخصة بالكامل ومعتمدة” من قبل ابن نايف والسلطات السعودية الأخرى.
إنّ إساءة المعاملة المزعومة التي تعرّض لها المزيني هي مجرد مثال واحد على هوس ابن سلمان الظاهري بعائلة الجبري. منع ولي العهد اثنين من أبناء الجبري المراهقين آنذاك، عمر وسارة، من مغادرة البلاد عام 2017، عندما بدأ انقلابه الداخلي من أجل توطيد سلطته، واستخدمهما كرهائن على ما يبدو لمحاولة إجبار والدهما على العودة إلى المملكة. عمر وسارة سجينان الآن. وصفتُ محنتهم في صحيفة البوست في يونيو/حزيران 2020، وقد وردت في تقرير حديث لـ"هيومَن رايتس ووتش". كما اعتُقِل أصدقاء الجبري وأقاربه وشركاؤه التجاريين.
بعد مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018 بناءً على ما تصفه وكالة الاستخبارات المركزية بأوامر من ابن سلمان، تبادر إلى المزيني أمر مألوف. قال لزوجته إنّ الأشخاص الذين كانوا يستجوبونه هم ماهر مطرب، الذي كُشِف علنًا عن كونه قائد فريق الاغتيال في إسطنبول، وسبعة من أعضاء الفريق الآخرين، وفقًا لإفادة خطية من زوجته. تزعم الإفادة الخطية أن من بين الحاضرين أثناء تعذيبه مساعد محمد بن سلمان المقرب سعود القحطاني.
في مفارقة غريبة، استُخدِمَت طائرتان مملوكتان لشركة “سكاي برايم”، شركة الطيران التي ساهم المزيني في إدارتها من أجل ابن نايف، لنقل فريق الاغتيال الذي قتل خاشقجي إلى إسطنبول بعد استيلاء ابن سلمان على الشركة، وفقًا لوثائق المحكمة التي قدمها محامو الجبري.
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/FCHIGFN2URCTXMTIVHGXBBRQEQ.jpg&w=916
Salem Almuzaini, left, with Sulaiman Al-Hamdan, Saudi Transportation Minister in 2016.
Salem Almuzaini, left, with Sulaiman Al-Hamdan, Saudi Transportation Minister in 2016. (Aljabri family)
https://www.washingtonpost.com/wp-apps/imrs.php?src=https://arc-anglerfish-washpost-prod-washpost.s3.amazonaws.com/public/INU4D3C64NALZHGJXTFONG4L3Y.jpg&w=916
Salem Almuzaini, right, with Mohammed bin Rashid, ruler of Dubai, in 2015.
Almuzaini, right, with Mohammed bin Rashid, ruler of Dubai, in 2015. (Aljabri family)
عندما احتُجِز المزيني في فندق ريتز كارلتون لمدة ستة أسابيع تقريبًا بدءًا من أواخر عام 2017، فقد توقف التعذيب وفقًا لإفادة زوجته. كانت عملية الابتزاز حينها تتعلق بالحصول على المال – كما كان الحال مع حوالي 400 سعودي بارز آخر، بما في ذلك الأمراء والممولون العالميون الذين احتُجِزوا في فندق ريتز كارلتون في نوفمبر 2017 وأجبرهم عملاء ابن سلمان على تسليم الأصول.
كتب المزيني أنه قيل له في فندق ريتز كارلتون: "سنأخذ كل أموالك. نحن لا نعترف بالعقود أو أي من ترهاتك. سنعيد الأموال إلى الدولة." وافق أخيرًا على تسليم أكثر من 400 مليون ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 106 مليون دولار بأسعار الصرف الحالية.
كتب المزيني لزوجته: "لم يكن يكفيهم تعذيبي وسجني، لكن كان عليهم أخذ أموالي أيضًا. لماذا حدث كل هذا؟ لماذا كل هذا الظلم؟ لم أفعل شيئًا خاطئًا ولم أرتكب أي ذنب… لقد عرضتُ خدماتي وأنجزتُ أشياء كثيرة للأمة. لقد ساهمتُ في الحفاظ على سلامتها."
وفي ختام روايته اللاذعة، يقول المزيني عن آسريه: “بكل صراحة، الكلمات الوحيدة التي يجب أن أصفهم بها أنهم المنافقون الذين أفسدوا في الأرض.”
https://www.washingtonpost.com/ar/opinions/2021/07/28/salem-almuzaini-torture-saudi-arabia-mbs-arabic/