كوثر
10-09-2021, 11:35 PM
https://pbs.twimg.com/media/FBLyDwyXIB4OUP2?format=jpg&name=900x900
فايننشال تايمز
٠٨ أكتوبر ٢٠٢١
هل لنا أن نتخيل شخصاً يملك شركة تدير 10 تريليونات دولار من الأموال.. رقم مذهل، تتساءل «فايننشيل تايمز» إن كان ينبغي السماح لشركة واحدة أن يكون لها هذا القدر الكبير من القوة؟
هذا الشخص يعيش على الأرض إنه، الأميركي لاري فينك، صاحب شركة «بلاك روك» وقد نجح في إدارتها لتصبح أكبر شركة لإدارة الأموال فوق هذا الكوكب على الإطلاق.
تعد شركة بلاك روك واحدة من أكبر المساهمين في كل شركة في الولايات المتحدة تقريباً، وبحلول نهاية العام، من المحتمل أن تزيد الأصول التي تديرها الشركة عن 10 تريليونات دولار، وهذا يساوي تقريبًا صناديق التحوط العالمية، وصناعات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري مجتمعة.
وحين تمتلك أي شركة هذا القدر من السلطة، فإنها تخضع للمزيد من التدقيق، وأصبحت شركة بلاك روك هدفا لانتقادات السياسيين من اليسار واليمين على حد سواء.
إذن كيف أصبح لاري فينك أقوى شخص في التمويل العالمي ويتوّج ملكا على وول ستريت؟
وبالنسبة لأي منكم يشعر بخيبة أمل إزاء مقابلة أفسدت فرصة عمل، قد تكون مهتمًا بمعرفة أن فينك عندما تخرج لأول مرة، فشل في مقابلة مع مجموعة غولدمان ساكس، فرب ضارة نافعة.
بداية اللعبة
في 16 أبريل 2009، ذهب روب كابيتو، إلى ملعب يانكي الذي تم بناؤه حديثًا، حيث كان فريق فخر نيويورك يخوض التحدي ضد كليفلاند انديانز، كان الاقتصاد في حالة من التردي، بعد أن هزت أزمة الرهن العقاري الولايات المتحدة والنظام المالي العالمي، وكان الكثير من متعاملي سكان وول ستريت في أمس الحاجة إلى الهروب من الواقع الصعب، لكن تاجر السندات السابق لم يأت الى هنا لمشاهدة مباراة بيسبول.
كان كابيتو في مهمة سرية لن تغير ثروات مجموعة الاستثمار «بلاك روك» التي يعمل فيها فحسب، بل ستغير وجه الصناعة المالية، كان بوب دياموند، الرئيس التنفيذي لباركليز كابيتال، يشاهد المباراة من مقصورة شركته في الملعب، وكان كابيتو بحاجة إلى محادثة عاجلة وسرية مع صديقه القديم، فقطع تذكرة وشق طريقه إلى حي برونكس.
كان بنك باركليز قد غامر بالاستحواذ على الأجزاء الأميركية من بنك ليمان براذرز بعدما انهار البنك الاستثماري في عام 2008، ولكن سرعان ما أصبحت الصفقة عبئًا ثقيلًا أدى إلى تراجع البنك البريطاني، وبحلول أوائل عام 2009، كان باركليز يكافح لجمع الأموال وتجنب خطة إنقاذ من الحكومة البريطانية، وهذا يعني أنه كان منفتحا على بيع الفضة الخاصة بالعائلة، بما في ذلك ذراعها الرائد لإدارة الأصول، باركليز غلوبال انفستورز.
في أوائل أبريل، قبل باركليز عرضًا بقيمة 4.2 مليار دولار من CVC، وهي شركة أسهم خاصة مقرها لندن، لوحدة صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETF) التابعة لـ BGI ، للتداول الالكتروني، تضمنت الاتفاقية شرط السماح لبنك باركليز بالتفاوض لمدة 45 يومًا، مع جهات قد تكون مهتمة. وقد أعطى ذلك لشركة بلاك روك فرصة - ولكن كان عليها أن تنتهزها بسرعة.
الداما أم الشطرنج؟
خسر فريق يانكيز أمام كليفلاند في تلك الليلة، لكن كابيتو غاب عن المباراة بأكملها، فقد هرع إلى كابينة شركة باركليز، وطرق الباب وطلب من دايموند أن يخرج للحديث معه. وافق دياموند، وذهب الاثنان في نزهة على الأقدام. سأل كابيتو، دايموند «هل تريد أن تلعب لعبة الداما أم الشطرنج؟».
يقول كابيتو أنه بدلاً من أن يبيع باركليز، iShares إلى CVC، كان عليه أن يبيع كل BGI إلى بلاك روك، مقابل مبلغ كبير من المال والأسهم في الشركة المندمجة. وبهذه الطريقة، يحصل باركليز على رأس المال الذي يحتاجه لتجنب خطة الإنقاذ والتمتع بإدارة الأموال من خلال كتلة كبيرة من الملكية في شركة بلاك روك، والتي ستتحول إلى عملاق في عالم الاستثمار.
أجاب دايموند: «هذه فكرة مثيرة للاهتمام للغاية»، في الواقع، لقد حصل بالفعل على موافقة مجلس الإدارة لاستكشاف بيع الشركة بأكملها، واعتقد أن بلاك روك كانت مشترِ طبيعي، وافق على إحضار رئيسه جون فارلي لزيارة كابيتو والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك في اليوم التالي. بعد شهرين، تم إبرام الصفقة -التي بلغت قيمتها 13.5 مليار دولار في ذلك الوقت.
على الرغم من بعض الصراعات المبكرة، فقد ثبت نجاح الصفقة بشكل هائل. أصبحت بلاك روك أكبر مدير للأصول على هذا الكوكب، حيث تستثمر الأموال للجميع من المتقاعدين إلى الأثرياء وصناديق الثروة السيادية. اليوم، تعد واحدة من أكبر المساهمين في كل شركة كبرى تقريبًا في أميركا -وعدد قليل جدًا من المستثمرين على المستوى الدولي أيضًا. كما أنها واحدة من أكبر المقرضين للشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم، وتوفر منصتها التكنولوجية «علاء الدين» التحويلات الأساسية لقطاعات من صناعة الاستثمار العالمية.
امبراطورية مالية
بحلول نهاية شهر يونيو من هذا العام، كانت شركة بلاك روك تدير أصولًا ضخمة تبلغ 9.5 تريليونات دولار، وهو رقم بالكاد يمكن فهمه لغالبية الـ 35 مليون أميركي الذين كانت الشركة تدير صناديق تقاعدهم في عام 2020، بافتراض وتيرة نموها الأخيرة، قد تكشف بلاك روك في نتائجها للربع الثالث من العام في 13 أكتوبر الحالي، أن الرقم قد تجاوز الـ 10 تريليونات دولار. وبحلول نهاية العام، من المحتمل أن تتجاوز هذا المستوى.
وهذا مبلغ يتجاوز ممتلكات صناديق التحوط العالمية بأكملها، وصناعات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري مجتمعة، وقفز فينك، البالغ من العمر الآن 68 عامًا، من كونه زعيمًا في صناعة التمويل يحظى بتقدير كبير إلى واحد من فئة المديرين التنفيذيين النادرين للشركات الذين يشار إليهم بالبنان.
اليوم «لاري» هو ملك وول ستريت بلا منازع. بعد أن أسس شركة صغيرة للاستثمار في الأسهم والسندات قبل ثلاثة عقود فقط، تمكن من تحويله إلى إمبراطورية مالية شاسعة، لم يسبق لها مثيل، وأصبحت شركة بلاك روك هدفاً لانتقادات السياسيين من اليسار واليمين على حد سواء.
حتى أن بعض أباطرة وول ستريت يعبرون بهدوء عن قلقهم بشأن حجمها الهائل. أثارت شركة بلاك روك مؤخرًا جدلًا في الصين، حيث اتهم جورج سوروس الشركة بارتكاب «خطأ مأساوي» من خلال ضخ أموال المستثمرين في الصين حتى مع سيطرة الحزب الشيوعي بزعامة شي جين بينغ على الاقتصاد.
https://alqabas.com/article/5865372 :إقرأ المزيد
فايننشال تايمز
٠٨ أكتوبر ٢٠٢١
هل لنا أن نتخيل شخصاً يملك شركة تدير 10 تريليونات دولار من الأموال.. رقم مذهل، تتساءل «فايننشيل تايمز» إن كان ينبغي السماح لشركة واحدة أن يكون لها هذا القدر الكبير من القوة؟
هذا الشخص يعيش على الأرض إنه، الأميركي لاري فينك، صاحب شركة «بلاك روك» وقد نجح في إدارتها لتصبح أكبر شركة لإدارة الأموال فوق هذا الكوكب على الإطلاق.
تعد شركة بلاك روك واحدة من أكبر المساهمين في كل شركة في الولايات المتحدة تقريباً، وبحلول نهاية العام، من المحتمل أن تزيد الأصول التي تديرها الشركة عن 10 تريليونات دولار، وهذا يساوي تقريبًا صناديق التحوط العالمية، وصناعات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري مجتمعة.
وحين تمتلك أي شركة هذا القدر من السلطة، فإنها تخضع للمزيد من التدقيق، وأصبحت شركة بلاك روك هدفا لانتقادات السياسيين من اليسار واليمين على حد سواء.
إذن كيف أصبح لاري فينك أقوى شخص في التمويل العالمي ويتوّج ملكا على وول ستريت؟
وبالنسبة لأي منكم يشعر بخيبة أمل إزاء مقابلة أفسدت فرصة عمل، قد تكون مهتمًا بمعرفة أن فينك عندما تخرج لأول مرة، فشل في مقابلة مع مجموعة غولدمان ساكس، فرب ضارة نافعة.
بداية اللعبة
في 16 أبريل 2009، ذهب روب كابيتو، إلى ملعب يانكي الذي تم بناؤه حديثًا، حيث كان فريق فخر نيويورك يخوض التحدي ضد كليفلاند انديانز، كان الاقتصاد في حالة من التردي، بعد أن هزت أزمة الرهن العقاري الولايات المتحدة والنظام المالي العالمي، وكان الكثير من متعاملي سكان وول ستريت في أمس الحاجة إلى الهروب من الواقع الصعب، لكن تاجر السندات السابق لم يأت الى هنا لمشاهدة مباراة بيسبول.
كان كابيتو في مهمة سرية لن تغير ثروات مجموعة الاستثمار «بلاك روك» التي يعمل فيها فحسب، بل ستغير وجه الصناعة المالية، كان بوب دياموند، الرئيس التنفيذي لباركليز كابيتال، يشاهد المباراة من مقصورة شركته في الملعب، وكان كابيتو بحاجة إلى محادثة عاجلة وسرية مع صديقه القديم، فقطع تذكرة وشق طريقه إلى حي برونكس.
كان بنك باركليز قد غامر بالاستحواذ على الأجزاء الأميركية من بنك ليمان براذرز بعدما انهار البنك الاستثماري في عام 2008، ولكن سرعان ما أصبحت الصفقة عبئًا ثقيلًا أدى إلى تراجع البنك البريطاني، وبحلول أوائل عام 2009، كان باركليز يكافح لجمع الأموال وتجنب خطة إنقاذ من الحكومة البريطانية، وهذا يعني أنه كان منفتحا على بيع الفضة الخاصة بالعائلة، بما في ذلك ذراعها الرائد لإدارة الأصول، باركليز غلوبال انفستورز.
في أوائل أبريل، قبل باركليز عرضًا بقيمة 4.2 مليار دولار من CVC، وهي شركة أسهم خاصة مقرها لندن، لوحدة صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة (ETF) التابعة لـ BGI ، للتداول الالكتروني، تضمنت الاتفاقية شرط السماح لبنك باركليز بالتفاوض لمدة 45 يومًا، مع جهات قد تكون مهتمة. وقد أعطى ذلك لشركة بلاك روك فرصة - ولكن كان عليها أن تنتهزها بسرعة.
الداما أم الشطرنج؟
خسر فريق يانكيز أمام كليفلاند في تلك الليلة، لكن كابيتو غاب عن المباراة بأكملها، فقد هرع إلى كابينة شركة باركليز، وطرق الباب وطلب من دايموند أن يخرج للحديث معه. وافق دياموند، وذهب الاثنان في نزهة على الأقدام. سأل كابيتو، دايموند «هل تريد أن تلعب لعبة الداما أم الشطرنج؟».
يقول كابيتو أنه بدلاً من أن يبيع باركليز، iShares إلى CVC، كان عليه أن يبيع كل BGI إلى بلاك روك، مقابل مبلغ كبير من المال والأسهم في الشركة المندمجة. وبهذه الطريقة، يحصل باركليز على رأس المال الذي يحتاجه لتجنب خطة الإنقاذ والتمتع بإدارة الأموال من خلال كتلة كبيرة من الملكية في شركة بلاك روك، والتي ستتحول إلى عملاق في عالم الاستثمار.
أجاب دايموند: «هذه فكرة مثيرة للاهتمام للغاية»، في الواقع، لقد حصل بالفعل على موافقة مجلس الإدارة لاستكشاف بيع الشركة بأكملها، واعتقد أن بلاك روك كانت مشترِ طبيعي، وافق على إحضار رئيسه جون فارلي لزيارة كابيتو والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، لاري فينك في اليوم التالي. بعد شهرين، تم إبرام الصفقة -التي بلغت قيمتها 13.5 مليار دولار في ذلك الوقت.
على الرغم من بعض الصراعات المبكرة، فقد ثبت نجاح الصفقة بشكل هائل. أصبحت بلاك روك أكبر مدير للأصول على هذا الكوكب، حيث تستثمر الأموال للجميع من المتقاعدين إلى الأثرياء وصناديق الثروة السيادية. اليوم، تعد واحدة من أكبر المساهمين في كل شركة كبرى تقريبًا في أميركا -وعدد قليل جدًا من المستثمرين على المستوى الدولي أيضًا. كما أنها واحدة من أكبر المقرضين للشركات والحكومات في جميع أنحاء العالم، وتوفر منصتها التكنولوجية «علاء الدين» التحويلات الأساسية لقطاعات من صناعة الاستثمار العالمية.
امبراطورية مالية
بحلول نهاية شهر يونيو من هذا العام، كانت شركة بلاك روك تدير أصولًا ضخمة تبلغ 9.5 تريليونات دولار، وهو رقم بالكاد يمكن فهمه لغالبية الـ 35 مليون أميركي الذين كانت الشركة تدير صناديق تقاعدهم في عام 2020، بافتراض وتيرة نموها الأخيرة، قد تكشف بلاك روك في نتائجها للربع الثالث من العام في 13 أكتوبر الحالي، أن الرقم قد تجاوز الـ 10 تريليونات دولار. وبحلول نهاية العام، من المحتمل أن تتجاوز هذا المستوى.
وهذا مبلغ يتجاوز ممتلكات صناديق التحوط العالمية بأكملها، وصناعات الأسهم الخاصة ورأس المال الاستثماري مجتمعة، وقفز فينك، البالغ من العمر الآن 68 عامًا، من كونه زعيمًا في صناعة التمويل يحظى بتقدير كبير إلى واحد من فئة المديرين التنفيذيين النادرين للشركات الذين يشار إليهم بالبنان.
اليوم «لاري» هو ملك وول ستريت بلا منازع. بعد أن أسس شركة صغيرة للاستثمار في الأسهم والسندات قبل ثلاثة عقود فقط، تمكن من تحويله إلى إمبراطورية مالية شاسعة، لم يسبق لها مثيل، وأصبحت شركة بلاك روك هدفاً لانتقادات السياسيين من اليسار واليمين على حد سواء.
حتى أن بعض أباطرة وول ستريت يعبرون بهدوء عن قلقهم بشأن حجمها الهائل. أثارت شركة بلاك روك مؤخرًا جدلًا في الصين، حيث اتهم جورج سوروس الشركة بارتكاب «خطأ مأساوي» من خلال ضخ أموال المستثمرين في الصين حتى مع سيطرة الحزب الشيوعي بزعامة شي جين بينغ على الاقتصاد.
https://alqabas.com/article/5865372 :إقرأ المزيد