فاطمي
08-20-2005, 12:25 AM
السنّة يريدون دولة تحكم من الوسط...
تظاهرات لأنصار الصدر تندد بالفيديرالية وإعدام 3 من «الحزب الإسلامي» بعد خطفهم
قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة الجديدة لانجاز مسودة الدستور العراقي، عقد اجتماع لكل الكتل البرلمانية وسط مؤشرات تفاؤل الى «حسم وشيك». لكن السنّة العرب الذين أصروا على رفضهم الفيديرالية، كسبوا دعماً أمس، عبر تظاهرات في بغداد نظمها أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ونددت بالفيديرالية التي طاولتها أيضاً حملة عنيفة، في خطب صلاة الجمعة في المساجد السنّية والشيعية في العاصمة. وتردد أن المرجع الديني علي السيستاني أصدر «فتوى» تشدد على أن كركوك «لكل العراقيين»، في مواجهة مطالبة الأكراد بضمها الى كردستان، فيما تحدث مصدر في «الاتحاد الوطني الكردستاني» (بزعامة جلال طالباني) عن نقطتين فقط عالقتين في مسودة الدستور: «توزيع الثروات، وتعامل القوانين مع الثوابت الإسلامية».
واعتبر ممثل للصدر أن الفيديرالية «نذير شؤم لحروب طائفية». تزامن ذلك مع نداء اطلقه «الحزب الإسلامي» يحض على المشاركة في الاستفتاء على الدستور، في وقت خطف ثلاثة من أعضاء الحزب واعدموا بالرصاص في الموصل على ايدي مسلحين. (راجع ص2 و3)
ومعروف أن تنظيم أبي مصعب الزرقاوي كان هدد بتصفية من يشارك في صوغ الدستور أو الاستفتاء، كما توعد أئمة المساجد.
ومع اقتراب المهلة الثانية لانجاز مسودة الدستور من موعدها الذي حدد 22 الشهر الجاري، أعربت أطراف عراقية عن تفاؤلها بإمكانات بت اتفاق نهائي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عضو لجنة الدستور القيادي الكردي محمود عثمان قوله إن الاجتماع الذي عقد أمس وضم كل الكتل البرلمانية، كُرس لـ «تسوية الخلافات في شكل نهائي». واعترف بـ «بطء» في تقدم المفاوضات، لكنه أكد أنها «تتقدم، وهناك إمكانية لانتهاء كل شيء غداً» (اليوم). وشدد على أن «الجميع مصمم على الانتهاء في الوقت المحدد».
في المقابل، أوضح النائب حاج فارس روش كه ري (من «الاتحاد الوطني الكردستاني»)، أن القادة العراقيين «أوشكوا على التوصل الى اتفاق نهائي»، مشيراً الى «نقطتين عالقتين، الأولى تتعلق بتوزيع الثروات في الاقليم، وهناك حديث عن توزيع نسب منها على الاقليم والمحافظات الفقيرة وضحايا النظام السابق». وأوضح أن النقطة الثانية تتعلق بـ «كيفية التعامل مع الثوابت الإسلامية» في قوانين الدولة. وذكر منذر الفضل، عضو لجنة الدستور، أن «القادة السياسيين يأملون بانجاز مسودة الدستور السبت أو الأحد»، معرباً عن تفاؤله بإمكان عرضها على البرلمان بعد غد الاثنين. لكن صالح المطلك، الناطق باسم «مجلس الحوار الوطني» أكد أن السنّة العرب ما زالوا «ضد مبدأ الفيديرالية» لأنهم يريدون «دولة يتم التحكم بها من الوسط».
وفيما دعا مقتدى الصدر أنصاره الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور، نظموا في بغداد تظاهرات ضد الفيديرالية، شاركت فيها «هيئة علماء المسلمين». ورفعت لافتات كُتب عليها «كلا للتقسيم... نعم للوحدة»، في حين شن أئمة المساجد السنّية والشيعية في العاصمة، حملة عنيفة على الفيديرالية. ورفض إمام مسجد أم القرى الشيخ علي العيساوي «فصل الدين عن الدولة»، وكذلك «أي فقرة أو قانون في الدستور يمزق وحدة الأمة ويضيع ثرواتها». وشدد في خطبة صلاة الجمعة على أن العراق «يجب أن يكون عربياً إسلامياً، ويجب ألا نقبل بأي خلل لثوابت الشريعة».
ويتقاطع ذلك مع تأكيد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء أهمية «الهوية الإسلامية للعراق». وزاد: «ليس المهم انجاز الدستور في وقته، بل أن يُنجز ويحقق وحدة البلد ولا يؤدي الى تمزيقه... وإذا لم يأتِ بهذه الأمور فلا مرحباً به».
وتلا ممثل الصدر في بغداد الشيخ عبد الزهرة السويعدي بياناً أمام المتظاهرين، ينبه الى أن الفيديرالية «تمزق العراق وتقسمه»، معتبراً اياها «نذير شؤم لحروب طائفية وفتن عرقية».
الى ذلك، اعتبر نوح فلدمان، المهندس الرئيسي لقانون ادارة الدولة ان من حق النواب العراقيين تمديد المهلة النهائية لانجاز مسودة الدستور «بعدد المرات التي يرغبون فيها». وعزا ذلك الى ثغرة في القانون ذاته، مستبعداً حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، بسبب وجود غالبية شيعية - كردية في المجلس. ووصف القانون بأنه «مجرد اتفاق غير ملزم».
اعدامات في الموصل
أمنياً، قتل سبعة عراقيين، بينهم عضو في مجلس محلي و3 اعضاء في «الحزب الاسلامي» ومقاول، في هجمات. وكان لافتاً تنفيذ متطرفين في الموصل تهديداتهم ضد الذين ينخرطون في الانتخابات والاستفتاء على الدستور، اذ قتل مسلحون ثلاثة اعضاء في «الحزب الاسلامي» في المدينة (370 كلم شمال بغداد) بعد خطفهم صباحاً من حي اليرموك، فيما كانوا يثبتون لافتات تحض على المشاركة في الاستفتاء والانتخابات. وأوضح المسؤول الاعلامي للحزب في الموصل نور الدين الحيالي ان «8 مسلحين عرضوا المخطوفين على الناس في حي النور (شرق) وقتلوهم رمياً بالرصاص وهم يصرخون هؤلاء خوارج». ويأتي هذا الاغتيال بعد أقل من 24 ساعة على اطلاق نار على مجموعة من علماء الدين السنة، اثناء اجتماعهم مع محافظ الرمادي في مسجد المدينة، للبحث في المشاركة في الانتخابات والاستفتاء. كما يتزامن مع «نداء» اطلقه الحزب الاسلامي، يحض على التصويت، علماً انه ينتقد الفيديرالية.
تظاهرات لأنصار الصدر تندد بالفيديرالية وإعدام 3 من «الحزب الإسلامي» بعد خطفهم
قبل ثلاثة أيام من انتهاء المهلة الجديدة لانجاز مسودة الدستور العراقي، عقد اجتماع لكل الكتل البرلمانية وسط مؤشرات تفاؤل الى «حسم وشيك». لكن السنّة العرب الذين أصروا على رفضهم الفيديرالية، كسبوا دعماً أمس، عبر تظاهرات في بغداد نظمها أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، ونددت بالفيديرالية التي طاولتها أيضاً حملة عنيفة، في خطب صلاة الجمعة في المساجد السنّية والشيعية في العاصمة. وتردد أن المرجع الديني علي السيستاني أصدر «فتوى» تشدد على أن كركوك «لكل العراقيين»، في مواجهة مطالبة الأكراد بضمها الى كردستان، فيما تحدث مصدر في «الاتحاد الوطني الكردستاني» (بزعامة جلال طالباني) عن نقطتين فقط عالقتين في مسودة الدستور: «توزيع الثروات، وتعامل القوانين مع الثوابت الإسلامية».
واعتبر ممثل للصدر أن الفيديرالية «نذير شؤم لحروب طائفية». تزامن ذلك مع نداء اطلقه «الحزب الإسلامي» يحض على المشاركة في الاستفتاء على الدستور، في وقت خطف ثلاثة من أعضاء الحزب واعدموا بالرصاص في الموصل على ايدي مسلحين. (راجع ص2 و3)
ومعروف أن تنظيم أبي مصعب الزرقاوي كان هدد بتصفية من يشارك في صوغ الدستور أو الاستفتاء، كما توعد أئمة المساجد.
ومع اقتراب المهلة الثانية لانجاز مسودة الدستور من موعدها الذي حدد 22 الشهر الجاري، أعربت أطراف عراقية عن تفاؤلها بإمكانات بت اتفاق نهائي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عضو لجنة الدستور القيادي الكردي محمود عثمان قوله إن الاجتماع الذي عقد أمس وضم كل الكتل البرلمانية، كُرس لـ «تسوية الخلافات في شكل نهائي». واعترف بـ «بطء» في تقدم المفاوضات، لكنه أكد أنها «تتقدم، وهناك إمكانية لانتهاء كل شيء غداً» (اليوم). وشدد على أن «الجميع مصمم على الانتهاء في الوقت المحدد».
في المقابل، أوضح النائب حاج فارس روش كه ري (من «الاتحاد الوطني الكردستاني»)، أن القادة العراقيين «أوشكوا على التوصل الى اتفاق نهائي»، مشيراً الى «نقطتين عالقتين، الأولى تتعلق بتوزيع الثروات في الاقليم، وهناك حديث عن توزيع نسب منها على الاقليم والمحافظات الفقيرة وضحايا النظام السابق». وأوضح أن النقطة الثانية تتعلق بـ «كيفية التعامل مع الثوابت الإسلامية» في قوانين الدولة. وذكر منذر الفضل، عضو لجنة الدستور، أن «القادة السياسيين يأملون بانجاز مسودة الدستور السبت أو الأحد»، معرباً عن تفاؤله بإمكان عرضها على البرلمان بعد غد الاثنين. لكن صالح المطلك، الناطق باسم «مجلس الحوار الوطني» أكد أن السنّة العرب ما زالوا «ضد مبدأ الفيديرالية» لأنهم يريدون «دولة يتم التحكم بها من الوسط».
وفيما دعا مقتدى الصدر أنصاره الى المشاركة في الاستفتاء على الدستور، نظموا في بغداد تظاهرات ضد الفيديرالية، شاركت فيها «هيئة علماء المسلمين». ورفعت لافتات كُتب عليها «كلا للتقسيم... نعم للوحدة»، في حين شن أئمة المساجد السنّية والشيعية في العاصمة، حملة عنيفة على الفيديرالية. ورفض إمام مسجد أم القرى الشيخ علي العيساوي «فصل الدين عن الدولة»، وكذلك «أي فقرة أو قانون في الدستور يمزق وحدة الأمة ويضيع ثرواتها». وشدد في خطبة صلاة الجمعة على أن العراق «يجب أن يكون عربياً إسلامياً، ويجب ألا نقبل بأي خلل لثوابت الشريعة».
ويتقاطع ذلك مع تأكيد الشيخ عبدالمهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء أهمية «الهوية الإسلامية للعراق». وزاد: «ليس المهم انجاز الدستور في وقته، بل أن يُنجز ويحقق وحدة البلد ولا يؤدي الى تمزيقه... وإذا لم يأتِ بهذه الأمور فلا مرحباً به».
وتلا ممثل الصدر في بغداد الشيخ عبد الزهرة السويعدي بياناً أمام المتظاهرين، ينبه الى أن الفيديرالية «تمزق العراق وتقسمه»، معتبراً اياها «نذير شؤم لحروب طائفية وفتن عرقية».
الى ذلك، اعتبر نوح فلدمان، المهندس الرئيسي لقانون ادارة الدولة ان من حق النواب العراقيين تمديد المهلة النهائية لانجاز مسودة الدستور «بعدد المرات التي يرغبون فيها». وعزا ذلك الى ثغرة في القانون ذاته، مستبعداً حل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، بسبب وجود غالبية شيعية - كردية في المجلس. ووصف القانون بأنه «مجرد اتفاق غير ملزم».
اعدامات في الموصل
أمنياً، قتل سبعة عراقيين، بينهم عضو في مجلس محلي و3 اعضاء في «الحزب الاسلامي» ومقاول، في هجمات. وكان لافتاً تنفيذ متطرفين في الموصل تهديداتهم ضد الذين ينخرطون في الانتخابات والاستفتاء على الدستور، اذ قتل مسلحون ثلاثة اعضاء في «الحزب الاسلامي» في المدينة (370 كلم شمال بغداد) بعد خطفهم صباحاً من حي اليرموك، فيما كانوا يثبتون لافتات تحض على المشاركة في الاستفتاء والانتخابات. وأوضح المسؤول الاعلامي للحزب في الموصل نور الدين الحيالي ان «8 مسلحين عرضوا المخطوفين على الناس في حي النور (شرق) وقتلوهم رمياً بالرصاص وهم يصرخون هؤلاء خوارج». ويأتي هذا الاغتيال بعد أقل من 24 ساعة على اطلاق نار على مجموعة من علماء الدين السنة، اثناء اجتماعهم مع محافظ الرمادي في مسجد المدينة، للبحث في المشاركة في الانتخابات والاستفتاء. كما يتزامن مع «نداء» اطلقه الحزب الاسلامي، يحض على التصويت، علماً انه ينتقد الفيديرالية.