فاطمي
08-20-2005, 12:10 AM
جاد الحاج
«تهلكا» في اللغة الهندوسية تعني استثارة الاثارة، وباسم كهذا اقتحم تارن تيبال مجال الصحافة الشعبية في الهند كاسراً عدداً لا بأس به من الحواجز، ومحدثاً ضجة لا سابق لها في الحياة الثقافية والاعلامية في بلده. أسلوبه الجريء، خصوصاً لجهة الاستقصاء الصحافي والنظافة المهنية، أسقط وزيراً وساهم في استصلاح قواعد لعبة الكريكيت، اضافة الى وضع حياته في خطر، وأخيراً كتابة رواية بعنوان «كيمياء الرغبة» أرعشت خريطة الهند من اقصاها الى اقصاها.
الواقع ان تيبال بدأ حياته مع الكتابة قاصّاً، الا ان مستلزمات العيش والزواج المبكر وانشاء أسرة، عوامل أردفته الى الصحافة وهو بعد في العشرين من عمره. قارئ نهم، تعرّف الى الغرب بقدر ما غاص في الشرق، وتميّز منذ بداياته بجسارة وعزم كبيرين ما دفعه الى الكفر بالصحافة المتهاونة، المهادنة، والمرتبطة بالسياسيين والنافذين، غير آبهة للحقيقة العارية وثقة القراء. هكذا ولدت «تهلكا». وما ان مرّ عام على اطلاقها حتى استطاعت تسليط الأضواء على الفساد الحكومي بصورة لا تقبل الجدل بعدما انتحل مراسلوها شخصيات لممثلي شركات وهمية وتمكنوا من تصوير موظفين حكوميين يرتشون.
تلك الفضيحة هزت الحكومة التي خاضت الانتخابات تحت شعار «لا للفساد» وكان لا بدّ لجورج فرننديز، وزير الدفاع آنذاك، من تقديم استقالته. غير ان أنفاس الصعداء التي نشقها الرأي العام نتيجة الفضيحة ما لبثت أن عادت وطأة على الصدور من جديد، فسرعان ما استعاد فرننديز مركزه، بعدما فشل التحقيق في استجوابه والموظفين المتورطين معه، عوضاً عن ذلك قبض على مموّل «تهلكا» وانقلب ظهر المجن نسبة الى تيبال فأرهقوه بالضرائب والرسوم وطاردوه حتى تمكنوا من اقفال الجريدة تفليساً وبالتالي تهجيره الى جبال هملايا.
وهناك، خلال 16 شهراً في عزلة كاملة انكبّ تيبال على كتابة روايته المختزنة منذ شبابه والمستمدة من تجربته الحميمة مع زوجته، حبه الكبير. صحيح ان الجذب السهل الذي حقق رواج «كيمياء الرغبة» مصدره صراحتها العاطفية الصارخة، الا ان تيبال واجه تحدياً أدربياً قلّ نظيره، فكتب روايته بالانكليزية، لغة التورية والتحفظ والنأي عن اللبس والدقة التعبيرية الباردة، بينما الحياة في الهند مزدحمة وصاخبة وفوضوية ومشوشة ويكتنفها الكثير من الضباب جسداً وروحاً على السواء. لذا كان على تيبال أن يبتكر، أو أن ينحت، من لغة شكسبير حياة هندية لروايته. وكان نجاحه، على الصعيد الابداعي، أكثر أهمية في نظر النقاد، من موضوع روايته.
أما زوجته، جيتان، التي أنجبت له ولدين وكانت له السند والعون وقوة العاطفة طوال عشرين سنة، فتقول عن نجاح الرواية: «لست أكيدة ان السعادة هي سبب الابداع. بالعكس، اعتقد ان الشقاء الذي واجهناه بعد اقفال الجريدة، والشعور بالتهديد الجسدي والمعنوي، شحذ في تيبال قوته الابداعية».
تبدأ رواية «كيمياء الرغبة» بهذه العبارة: «ليس الحب هو الجامع المطلق بين شخصين بل الجنس». وفي بلد محافظ ومتحفظ حيال كل ما يتعلق بالجنس، حتى ان نجوم بوليوود ما زالوا لا يتبادلون القبل على الشاشة، كان لا بدّ للكتاب أن يحدث ضجة وبالتالي ان يجمع ثروة لتيبال ساعدته على ايفاء ديونه والعودة الى بومباي لاصدار «تهلكا» من جديد. ويقول تيبال: «صحيح ان الكتابة انقذتني من الجنون وربما الانتحار لكنني ما زلت مؤمناً بضرورة الكفاح من خلال الصحافة، الناس تريد الحقيقة. من واجبنا الاّ نهمل ذلك، لمجرد اننا قادرون على انقاذ انفسنا بواسطة القلم، بل ربما أجدر بنا ان نستعمل حدّي السيف ما دام السيف في أيدينا».
«تهلكا» في اللغة الهندوسية تعني استثارة الاثارة، وباسم كهذا اقتحم تارن تيبال مجال الصحافة الشعبية في الهند كاسراً عدداً لا بأس به من الحواجز، ومحدثاً ضجة لا سابق لها في الحياة الثقافية والاعلامية في بلده. أسلوبه الجريء، خصوصاً لجهة الاستقصاء الصحافي والنظافة المهنية، أسقط وزيراً وساهم في استصلاح قواعد لعبة الكريكيت، اضافة الى وضع حياته في خطر، وأخيراً كتابة رواية بعنوان «كيمياء الرغبة» أرعشت خريطة الهند من اقصاها الى اقصاها.
الواقع ان تيبال بدأ حياته مع الكتابة قاصّاً، الا ان مستلزمات العيش والزواج المبكر وانشاء أسرة، عوامل أردفته الى الصحافة وهو بعد في العشرين من عمره. قارئ نهم، تعرّف الى الغرب بقدر ما غاص في الشرق، وتميّز منذ بداياته بجسارة وعزم كبيرين ما دفعه الى الكفر بالصحافة المتهاونة، المهادنة، والمرتبطة بالسياسيين والنافذين، غير آبهة للحقيقة العارية وثقة القراء. هكذا ولدت «تهلكا». وما ان مرّ عام على اطلاقها حتى استطاعت تسليط الأضواء على الفساد الحكومي بصورة لا تقبل الجدل بعدما انتحل مراسلوها شخصيات لممثلي شركات وهمية وتمكنوا من تصوير موظفين حكوميين يرتشون.
تلك الفضيحة هزت الحكومة التي خاضت الانتخابات تحت شعار «لا للفساد» وكان لا بدّ لجورج فرننديز، وزير الدفاع آنذاك، من تقديم استقالته. غير ان أنفاس الصعداء التي نشقها الرأي العام نتيجة الفضيحة ما لبثت أن عادت وطأة على الصدور من جديد، فسرعان ما استعاد فرننديز مركزه، بعدما فشل التحقيق في استجوابه والموظفين المتورطين معه، عوضاً عن ذلك قبض على مموّل «تهلكا» وانقلب ظهر المجن نسبة الى تيبال فأرهقوه بالضرائب والرسوم وطاردوه حتى تمكنوا من اقفال الجريدة تفليساً وبالتالي تهجيره الى جبال هملايا.
وهناك، خلال 16 شهراً في عزلة كاملة انكبّ تيبال على كتابة روايته المختزنة منذ شبابه والمستمدة من تجربته الحميمة مع زوجته، حبه الكبير. صحيح ان الجذب السهل الذي حقق رواج «كيمياء الرغبة» مصدره صراحتها العاطفية الصارخة، الا ان تيبال واجه تحدياً أدربياً قلّ نظيره، فكتب روايته بالانكليزية، لغة التورية والتحفظ والنأي عن اللبس والدقة التعبيرية الباردة، بينما الحياة في الهند مزدحمة وصاخبة وفوضوية ومشوشة ويكتنفها الكثير من الضباب جسداً وروحاً على السواء. لذا كان على تيبال أن يبتكر، أو أن ينحت، من لغة شكسبير حياة هندية لروايته. وكان نجاحه، على الصعيد الابداعي، أكثر أهمية في نظر النقاد، من موضوع روايته.
أما زوجته، جيتان، التي أنجبت له ولدين وكانت له السند والعون وقوة العاطفة طوال عشرين سنة، فتقول عن نجاح الرواية: «لست أكيدة ان السعادة هي سبب الابداع. بالعكس، اعتقد ان الشقاء الذي واجهناه بعد اقفال الجريدة، والشعور بالتهديد الجسدي والمعنوي، شحذ في تيبال قوته الابداعية».
تبدأ رواية «كيمياء الرغبة» بهذه العبارة: «ليس الحب هو الجامع المطلق بين شخصين بل الجنس». وفي بلد محافظ ومتحفظ حيال كل ما يتعلق بالجنس، حتى ان نجوم بوليوود ما زالوا لا يتبادلون القبل على الشاشة، كان لا بدّ للكتاب أن يحدث ضجة وبالتالي ان يجمع ثروة لتيبال ساعدته على ايفاء ديونه والعودة الى بومباي لاصدار «تهلكا» من جديد. ويقول تيبال: «صحيح ان الكتابة انقذتني من الجنون وربما الانتحار لكنني ما زلت مؤمناً بضرورة الكفاح من خلال الصحافة، الناس تريد الحقيقة. من واجبنا الاّ نهمل ذلك، لمجرد اننا قادرون على انقاذ انفسنا بواسطة القلم، بل ربما أجدر بنا ان نستعمل حدّي السيف ما دام السيف في أيدينا».