سيف مجرب
09-30-2021, 06:12 AM
27 سبتمبر 2021
* جميل ظاهري
حجارة من سجيل تلك الكلمات التي شكلت جمل خطبة عقيلة بني هاشم سيدتنا زينب الكبرى سلام الله عليها في مجلس الطاغية الأموي الدموي المجرم “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الطليق” بالشام سنة 61 للهجرة، عندما دخلت أسيرة مكبلة هي والامام زين العابدين عليه السلام وسائر أطفال ونساء بني هاشم بعد فاجعة كربلاء التي لم يشهد التاريخ نظيرها طيلة القرون الماضية، حيث قامت واقفة شامخة تعيد للحضور إجلال وشموخ وعظمة وفقاهة وبلاغة أبيها الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام وما تعلمته من مدرسة جدها الرسول الأعظم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، عندما رأت “يزيد” الفسق والفجور والاجرام والدموية والجاهلية منكباً بخيزرانه على ثنايا أخيها الامام الحسين عليه السلام أمام الحضور، فصرخت في وجهه وأربكته وأرعدته وهي تقول: “يا يزيد.. كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين”.
طيلة القرون الـ14 الماضية فشلت جميع مساعي تحالف مكاتب الجاهلية والالحاد والشرك والفرقة والنفاق والشقاق والحقد والعداء الدفين للاسلام المحمدي الاصيل وتكاتفها وتوحدها وقوتها وخططها الجهنمية الماكرة والخدع الوضيعة والدنيئة بمؤسساتها الدينية الوهابية – السلفية التكفيرية والالحادية الشيوعية صنيعة اللوبي الصهيوني، وعلى مر العصور والأزمنة في محو ذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين وذكر أهل بيته الميامين الاطهار؛ كما فشلت في صدر الاسلام رغم التحالف اليهودي – الجاهلي بقيادة “الطلقاء”، بعون الله تعالى وهو القائل :” يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ..” الصف – 8.. “مادام للمسلمين قرآن يتلى وكعبة تقصد وحسين يذكر فإنه لا يمكن لاحد ان يسيطر عليهم” – رئيس الوزراء الأسبق الزعيم البريطاني “ونستون تشرشل” .
المتتبع للفترة التاريخية التي حكم فيها معاوية بن أبي سفيان بن هند آكلة الأكباد ذات الراية الحمراء، يجد أنها فترة مسخ للقيم الاسلامية وانقلاب على الموازين السماوية، هيأ الأرضية لأبنه يزيد الفاسق الفاجر شارب الخمر مداعب القردة قاتل النفس المحرمة ليمضي في خلافة أبيه ويجعل الحكم حكراًعلى آل أمية بقيمهم القبلية الجاهلية المسخة التي نشهدها في تاريخنا المعاصر يحكم بها أحفاد أمية الطلقاء بأنظمتهم الموروثية واضعين سيف التكفير والفرقة والنفاق على أعناق المسلمين.. وجاء يزيد العهر وزاد على أبيه معاوية في حقده على آل بيت الرسالة والامامة الذين نصب الله دون غيرهم أئمة هداة للبشرية، وأمعن في محاربته للإسلام وبكل علانية حتى ذهب به المطاف الى هدم الكعبة وقتل الصحابة وهتك أعراض المسلمين ومن قبلهم أمره بقتل ريحانة خاتم المرسلين وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين بن علي ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة المشرفة!!.
لمدرسة الأربعين الحسيني كما ثورة عاشوراء العز والتضحية والإباء، خصوصياتها وأسرارها وتأثيرها الكبير في نفوس الأحرار في العالم ويشكل الدعم المتواصل للاسلام المحمدي الأصيل على طول تاريخه النضالي والجهادي في مواجهة الشجرة الملعونة، فيثير إحيائه الخوف والفزع لدى الحكام الطغاة والمستبدين احفاد الطلقاء وشيعتهم والسائرين بدربهم، كلما رفرفت راية كتب عليها “لبيك يا حسين” لترتعد فرائصهم ويولون هاربين مدبرين على أعقابهم في ظلمات الليل الدامس يجرون من ورائهم ذيول الخيبة والفشل والهزيمة النكراء؛ وهو ما يحدث مع فلول الإرهاب التكفيري في العراق وسوريا واليمن ومن قبلهم مع الصهاينة في جنوب لبنان رغم كثرة عددهم وتسليحهم والدعم العالمي الذين يحضون به من خونة الأمة وتجار الدم والتكفير والنفاق مادياً وتسليحياً ولوجستياً؛ متسائلين أسباب اندحار حتى أمام فئة قليلة من رجال الله لايعرفون للخوف والهزيمة معنا ويرسمون صوراً للبطولات في سوح الوغى، تحقيقاً لوعده تعالى “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” – البقرة: 249 .
هاهي فتاوى كبار وعاظ سلاطين الوهابية والسلفية التكفيرية المنحرفة من أمثال “بن تيمية” و”بن باز” و”آل الشيخ” وغيرهم من عبدة البترودولار السعودية وأخواتها الوضيعة بحلية سفك دم وهتك عرض وناموس الانسان المسلم الشيعي وضرورة تسديد السلاح نحوهم بدلاً من العدو الصهيوني الغادر المحتل، تأتي فتاواهم متطابقة ومتناغمة مع ما أسست له الصهيونية العالمية في القرن الماضي، عبر عنها “جوزيف فيساريونوفيتش ستالين” القائد الثاني للاتحاد السوفييتي ورئيس الوزراء وأبرز رموز الحزب الشيوعي الالحادي بكل صراحة بقوله :”اقتلوا كربلاء لأنه طالما بقيت كربلاء فمشكلتنا باقية لأنها مادامت موجودة فهي تصنع المزيد من الرجال وتخرج المزيد منهم وتنشرهم في الآفاق”.
يتصور البعض إن إحياء الأربعين الحسيني هو إحياء وتذكير انساني فقط بعمق الفاجعة الأليمة وطلباً للثأر بما حل بالامام الحسين وأهل بيته وأصحابه الميامين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين اولئك الذين سقطوا مضرجين بدمائهم الطاهرة ومقطعي الرؤوس والاشلاء وأجسادهم طحنت بحوافر خيول بني أمية السحقاء في ظهيرة يوم عاشوراء عام 61 للهجرة بسيف الغدر والظلم والخيانة والإستعباد والفرعنة على أرض كربلاء، فيما الحقيقة هي إحياءٌ للأمر السماوي في صرخة سيد الشهداء وأبي الأحرار (ع) التي صدحت الى عنان السماء برفض كل أنواع الظلم والجبروت والطغيان والفرعنة والعصيان الألهي والانحراف الفكري الذي بناه بنو أمية الطلقاء تلك الشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن الكريم (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ – الإسراء:60) في مواجهة رسالة السماء الخاتمة التي جاءت لهداية البشرية وأخراجهم من الظلمات الى النور.
الارهاب الأموي التكفيري عاد ومنذ حوالي عقدين من الزمن بسفك الدماء البريئة في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن والبحرين وغيرها من بلاد المسلمين، عبر استهداف العتبات المقدسة والحسينيات والمساجد والتكايا وحتى زوار الأربعين الحسيني في العراق وتفجيرهم كباراً وصغاراً أمتثالاً لأوامر يزيد عصرهم بذبح النساء والاطفال وتقطع الرؤوس وتعلق على الأعمدة، لتعيد للذاكرة أفعال أسلافها الشنيعة في فاجعة الطف عاشوراء الدم والتضحية والفداء وكيف قطعت رؤوس الأزكياء الأطهار من آل الرسول (ص) وصحبهم الميامين وداروا بها البلدان من العراق وحتى لبنان ومن ثم الشام.
أحفاد أبناء الطلقاء وآكلة الأكباد يواصلون السير على نهج أسلافهم متمسكين بالفكر التكفيري الانحرافي القبلي الجاهلي لتمزيق جسد ووحدة الأمة الاسلامية وتفتيتها خدمة لأبناء عمومتهم من “بني قينقاع” و”بني نضير” و”بنو قريضة” محتلو فلسطين والقبلة الأولى للمسلمين ويتحالفون ويتعاونون معهم ضد أبناء جلدتهم ودينهم وبلدانهم خلافاً لقوله تعالى في القرآن الكريم:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا”- المائدة 82، حيث يجهلون كل الجهل من أن هذا الارهاب التكفيري الذي أرسوا صرحه وأسسوا له ويدعموه ويساندوه سيعود الى مضاجعهم في السعودية وأخواتها وسينقلب السحر على الساحر وسيزعزع عروشهم وسلطتهم وسطوتهم دون أن يتمكن من إرهاب أتباع أهل بيت النبوة والتنزيل ومحبيهم مهما كلف ذلك ثمناً غالياً.
يفعلوا ذلك انتقاما لقتلى شركهم وجاهليتهم وعدائهم للاسلام في بدر وخيبر والأحزاب والخندق وصفين والجمل على يد سيف الله المختار وصي النبي (ص) دون فصل الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، القائل:” والله ما معاوية بأدهى منّي، ولكنّه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كلّ غدرة فجرة، وكلّ فجرة كفرة، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة، والله ما أُستغفل بالمكيدة، ولا أُستغمز بالشديدة.” – شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد ج ١٠ ص ٢١١.
العالم برمته يشاهد كل عام كيف يقف أنصار الرسول وأهل بيته عليهم آلاف التحية والسلام وقفة رجل واحد في مقاومة الصهيونية العالمية ونهجها السلفي الوهابي التكفيري الإرهابي مواصلين مسيرة طوفانهم البشري نحو كربلاء العقيدة والعشق والتضحية والمقاومة والفداء في الأربعين الحسيني ليرسموا مشهداً ليس له نظير في العالم حيث الحشود المليونية من الزائرين لمرقد سبط الرسول (ص) من مختلف المحافظات العراقية وبمشاركة مليونية متميزة من جنسيات مختلفة من عشرات الدول رغم التضيق الحكومي وجائحة كورونا لتشكل هذا الزحف الهادر ولترتسم صورة معبرة عن قوة الإرادة والتحدي لإكمال مسيرة النهضة الحسينية الرامية لاصلاح الأمة وعودتها للرسالة السماوية المحمدية الأصيلة، حيث الحسين يجمع الأحرار والإرهاب التكفيري آيل الى مضاجع من أسسه ويدعمه وسيزلزل عروشهم وطغيانهم عما قريب.. أليس الصبح بقريب؟!.
jameelzaheri@gmail.com
https://tasrebat.com/archives/250677
* جميل ظاهري
حجارة من سجيل تلك الكلمات التي شكلت جمل خطبة عقيلة بني هاشم سيدتنا زينب الكبرى سلام الله عليها في مجلس الطاغية الأموي الدموي المجرم “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الطليق” بالشام سنة 61 للهجرة، عندما دخلت أسيرة مكبلة هي والامام زين العابدين عليه السلام وسائر أطفال ونساء بني هاشم بعد فاجعة كربلاء التي لم يشهد التاريخ نظيرها طيلة القرون الماضية، حيث قامت واقفة شامخة تعيد للحضور إجلال وشموخ وعظمة وفقاهة وبلاغة أبيها الامام علي أمير المؤمنين عليه السلام وما تعلمته من مدرسة جدها الرسول الأعظم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، عندما رأت “يزيد” الفسق والفجور والاجرام والدموية والجاهلية منكباً بخيزرانه على ثنايا أخيها الامام الحسين عليه السلام أمام الحضور، فصرخت في وجهه وأربكته وأرعدته وهي تقول: “يا يزيد.. كد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين”.
طيلة القرون الـ14 الماضية فشلت جميع مساعي تحالف مكاتب الجاهلية والالحاد والشرك والفرقة والنفاق والشقاق والحقد والعداء الدفين للاسلام المحمدي الاصيل وتكاتفها وتوحدها وقوتها وخططها الجهنمية الماكرة والخدع الوضيعة والدنيئة بمؤسساتها الدينية الوهابية – السلفية التكفيرية والالحادية الشيوعية صنيعة اللوبي الصهيوني، وعلى مر العصور والأزمنة في محو ذكر الرسول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين وذكر أهل بيته الميامين الاطهار؛ كما فشلت في صدر الاسلام رغم التحالف اليهودي – الجاهلي بقيادة “الطلقاء”، بعون الله تعالى وهو القائل :” يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ..” الصف – 8.. “مادام للمسلمين قرآن يتلى وكعبة تقصد وحسين يذكر فإنه لا يمكن لاحد ان يسيطر عليهم” – رئيس الوزراء الأسبق الزعيم البريطاني “ونستون تشرشل” .
المتتبع للفترة التاريخية التي حكم فيها معاوية بن أبي سفيان بن هند آكلة الأكباد ذات الراية الحمراء، يجد أنها فترة مسخ للقيم الاسلامية وانقلاب على الموازين السماوية، هيأ الأرضية لأبنه يزيد الفاسق الفاجر شارب الخمر مداعب القردة قاتل النفس المحرمة ليمضي في خلافة أبيه ويجعل الحكم حكراًعلى آل أمية بقيمهم القبلية الجاهلية المسخة التي نشهدها في تاريخنا المعاصر يحكم بها أحفاد أمية الطلقاء بأنظمتهم الموروثية واضعين سيف التكفير والفرقة والنفاق على أعناق المسلمين.. وجاء يزيد العهر وزاد على أبيه معاوية في حقده على آل بيت الرسالة والامامة الذين نصب الله دون غيرهم أئمة هداة للبشرية، وأمعن في محاربته للإسلام وبكل علانية حتى ذهب به المطاف الى هدم الكعبة وقتل الصحابة وهتك أعراض المسلمين ومن قبلهم أمره بقتل ريحانة خاتم المرسلين وسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين بن علي ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة المشرفة!!.
لمدرسة الأربعين الحسيني كما ثورة عاشوراء العز والتضحية والإباء، خصوصياتها وأسرارها وتأثيرها الكبير في نفوس الأحرار في العالم ويشكل الدعم المتواصل للاسلام المحمدي الأصيل على طول تاريخه النضالي والجهادي في مواجهة الشجرة الملعونة، فيثير إحيائه الخوف والفزع لدى الحكام الطغاة والمستبدين احفاد الطلقاء وشيعتهم والسائرين بدربهم، كلما رفرفت راية كتب عليها “لبيك يا حسين” لترتعد فرائصهم ويولون هاربين مدبرين على أعقابهم في ظلمات الليل الدامس يجرون من ورائهم ذيول الخيبة والفشل والهزيمة النكراء؛ وهو ما يحدث مع فلول الإرهاب التكفيري في العراق وسوريا واليمن ومن قبلهم مع الصهاينة في جنوب لبنان رغم كثرة عددهم وتسليحهم والدعم العالمي الذين يحضون به من خونة الأمة وتجار الدم والتكفير والنفاق مادياً وتسليحياً ولوجستياً؛ متسائلين أسباب اندحار حتى أمام فئة قليلة من رجال الله لايعرفون للخوف والهزيمة معنا ويرسمون صوراً للبطولات في سوح الوغى، تحقيقاً لوعده تعالى “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” – البقرة: 249 .
هاهي فتاوى كبار وعاظ سلاطين الوهابية والسلفية التكفيرية المنحرفة من أمثال “بن تيمية” و”بن باز” و”آل الشيخ” وغيرهم من عبدة البترودولار السعودية وأخواتها الوضيعة بحلية سفك دم وهتك عرض وناموس الانسان المسلم الشيعي وضرورة تسديد السلاح نحوهم بدلاً من العدو الصهيوني الغادر المحتل، تأتي فتاواهم متطابقة ومتناغمة مع ما أسست له الصهيونية العالمية في القرن الماضي، عبر عنها “جوزيف فيساريونوفيتش ستالين” القائد الثاني للاتحاد السوفييتي ورئيس الوزراء وأبرز رموز الحزب الشيوعي الالحادي بكل صراحة بقوله :”اقتلوا كربلاء لأنه طالما بقيت كربلاء فمشكلتنا باقية لأنها مادامت موجودة فهي تصنع المزيد من الرجال وتخرج المزيد منهم وتنشرهم في الآفاق”.
يتصور البعض إن إحياء الأربعين الحسيني هو إحياء وتذكير انساني فقط بعمق الفاجعة الأليمة وطلباً للثأر بما حل بالامام الحسين وأهل بيته وأصحابه الميامين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين اولئك الذين سقطوا مضرجين بدمائهم الطاهرة ومقطعي الرؤوس والاشلاء وأجسادهم طحنت بحوافر خيول بني أمية السحقاء في ظهيرة يوم عاشوراء عام 61 للهجرة بسيف الغدر والظلم والخيانة والإستعباد والفرعنة على أرض كربلاء، فيما الحقيقة هي إحياءٌ للأمر السماوي في صرخة سيد الشهداء وأبي الأحرار (ع) التي صدحت الى عنان السماء برفض كل أنواع الظلم والجبروت والطغيان والفرعنة والعصيان الألهي والانحراف الفكري الذي بناه بنو أمية الطلقاء تلك الشجرة الخبيثة الملعونة في القرآن الكريم (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ – الإسراء:60) في مواجهة رسالة السماء الخاتمة التي جاءت لهداية البشرية وأخراجهم من الظلمات الى النور.
الارهاب الأموي التكفيري عاد ومنذ حوالي عقدين من الزمن بسفك الدماء البريئة في العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان واليمن والبحرين وغيرها من بلاد المسلمين، عبر استهداف العتبات المقدسة والحسينيات والمساجد والتكايا وحتى زوار الأربعين الحسيني في العراق وتفجيرهم كباراً وصغاراً أمتثالاً لأوامر يزيد عصرهم بذبح النساء والاطفال وتقطع الرؤوس وتعلق على الأعمدة، لتعيد للذاكرة أفعال أسلافها الشنيعة في فاجعة الطف عاشوراء الدم والتضحية والفداء وكيف قطعت رؤوس الأزكياء الأطهار من آل الرسول (ص) وصحبهم الميامين وداروا بها البلدان من العراق وحتى لبنان ومن ثم الشام.
أحفاد أبناء الطلقاء وآكلة الأكباد يواصلون السير على نهج أسلافهم متمسكين بالفكر التكفيري الانحرافي القبلي الجاهلي لتمزيق جسد ووحدة الأمة الاسلامية وتفتيتها خدمة لأبناء عمومتهم من “بني قينقاع” و”بني نضير” و”بنو قريضة” محتلو فلسطين والقبلة الأولى للمسلمين ويتحالفون ويتعاونون معهم ضد أبناء جلدتهم ودينهم وبلدانهم خلافاً لقوله تعالى في القرآن الكريم:” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا”- المائدة 82، حيث يجهلون كل الجهل من أن هذا الارهاب التكفيري الذي أرسوا صرحه وأسسوا له ويدعموه ويساندوه سيعود الى مضاجعهم في السعودية وأخواتها وسينقلب السحر على الساحر وسيزعزع عروشهم وسلطتهم وسطوتهم دون أن يتمكن من إرهاب أتباع أهل بيت النبوة والتنزيل ومحبيهم مهما كلف ذلك ثمناً غالياً.
يفعلوا ذلك انتقاما لقتلى شركهم وجاهليتهم وعدائهم للاسلام في بدر وخيبر والأحزاب والخندق وصفين والجمل على يد سيف الله المختار وصي النبي (ص) دون فصل الامام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام، القائل:” والله ما معاوية بأدهى منّي، ولكنّه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كلّ غدرة فجرة، وكلّ فجرة كفرة، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة، والله ما أُستغفل بالمكيدة، ولا أُستغمز بالشديدة.” – شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد ج ١٠ ص ٢١١.
العالم برمته يشاهد كل عام كيف يقف أنصار الرسول وأهل بيته عليهم آلاف التحية والسلام وقفة رجل واحد في مقاومة الصهيونية العالمية ونهجها السلفي الوهابي التكفيري الإرهابي مواصلين مسيرة طوفانهم البشري نحو كربلاء العقيدة والعشق والتضحية والمقاومة والفداء في الأربعين الحسيني ليرسموا مشهداً ليس له نظير في العالم حيث الحشود المليونية من الزائرين لمرقد سبط الرسول (ص) من مختلف المحافظات العراقية وبمشاركة مليونية متميزة من جنسيات مختلفة من عشرات الدول رغم التضيق الحكومي وجائحة كورونا لتشكل هذا الزحف الهادر ولترتسم صورة معبرة عن قوة الإرادة والتحدي لإكمال مسيرة النهضة الحسينية الرامية لاصلاح الأمة وعودتها للرسالة السماوية المحمدية الأصيلة، حيث الحسين يجمع الأحرار والإرهاب التكفيري آيل الى مضاجع من أسسه ويدعمه وسيزلزل عروشهم وطغيانهم عما قريب.. أليس الصبح بقريب؟!.
jameelzaheri@gmail.com
https://tasrebat.com/archives/250677