المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يمكن أن يؤدي التوتر إلى تفاقم مشكلة الغدة الدرقية؟



كشمش افندي
09-15-2021, 09:54 PM
https://static.dw.com/image/17518662_303.jpg


سبتمبر 14, 2021

تعتبر الغدة الدرقية ضرورية لتنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم بشكل صحيح، لكن الإجهاد النفسي والعاطفي يمكن أن يؤثر على وظيفتها بشكل سلبي وبصفة تدريجية.

ووفق مجلة “أزاد سالود” الإسبانية فإن اضطرابات الغدة الدرقية، يمكن أن تؤثر على عملية التمثيل الغذائي في الجسم، وقد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدموية، وهشاشة العظام، والعقم، وتساقط الشعر، والسمنة أيضا.

وعلى الرغم من أن الحالة النفسية، تؤثر على وظيفة الغدة الدرقية، إلا أنه في معظم الأوقات تعد أمراض الغدة الدرقية، ظروف حياة طويلة الأمد، يمكن التعامل معها بسهولة من خلال الالتزام بالنصائح الطبية، وبنظَام غذائي صحي ومتوازن ونمط حياة جيد. وفق ترجمة “وطن”.


كيف يمكن أن يلعب التوتر دورًا في وظيفة الغدة الدرقية، وما هي الآثار الصحية المترتبة على ذلك؟

ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة، تقع في مقدمة العنق أسفل تفاحة آدم مباشرة وفوق القصبة الهوائية.

وباعتبارها غدة صماء، ترتبط بشكل رئيسي بإفراز الهرمونات، بحيث تعمل بالتنسيق مع العديد من الهرمونات الأخرى الموزعة في جميع أنحاء الجسم (مثل الغدد الكظرية أو الغدة الصنوبرية) ومع الجهاز العصبي، حتى يتكيف الشخص مع الظروف المختلفة في غضون ثوانٍ.

بمعنى آخر، بينما تؤثر الغدة الدرقية على العديد من أعضاء الجسم، فإنها تتأثر أيضًا بالعديد من الأعضاء الأخرى، ومن خلال مسارات مختلفة. هذا أمر طبيعي، لأن نظام الغدد الصماء، الذي يعتمد على انبعاث واستقبال الهرمونات في الدم وفي مختلف الأعضاء في جميع أنحاء الجسم، يهدف إلى الوصول إلى حالات “التوازن” التي يتكيف فيها الجسم مع متطلبات البيئة أو مرحلة تطور الشخص ونضجه (التي تتغير مع تقدم العمر).


على وجه التحديد ، ترتبط الوظائف الرئيسية للغدة الدرقية بما يلي:

تنظيم معدل ضربات القلب

إيقاع التمثيل الغذائي

مدى الانتباه والتركيز على المهام

استجابة الجسم الجنسية

تطور ونضج الجسم بشكل عام والدماغ بشكل خاص

وبالتالي، فإن الغدة الدرقية تشارك في العمليات، التي لها نتائج قصيرة المدى وأخرى لها نتيجة طويلة المدى مثل (نمو)، ولكن هناك شيء مشترك بينهم، فهي تستند إلى شبكة من التفاعلات المعقدة للغاية بين الهرمونات والأعصاب والخلايا.

وعلى الرغم من أن الهرمونات ترسل “رسائلها” بشكل أبطأ من الخلايا العصبية (بالاعتماد على الدورة الدموية للوصول إلى وجهتها)، فإن آثارها محسوسة في جميع أنحاء الجسم. ولا يوجد عمليًا أي خلية حية لا تتأثر بهذه الجزيئات. وحتى يعمل جسم الإنسان بصورة صحيحة يحتاج إلى تناغم دقيق للغاية بين عمل الجهاز العصبي، وعمل الغدد الصماء التي تنتج الهرمونات، والتي تتأثر بدورها بالاختلالات الكيميائية أو النفسية المحتملة التي يعاني منها الشخص.

كيف يؤثر الإجهاد على مشاكل الغدة الدرقية؟

من الممكن أن ندرك أن هناك علاقة بين الحالة النفسية ووظيفة الغدة الدرقية. وعندما نتحدث عن ظواهر نفسية وفسيولوجية مثل الإجهاد، فإن هذا الارتباط يكون أوضح.

بسبب الإجهاد الشديد، يبدأ جسمنا في إنتاج كمية كبيرة من هرمون يسمى الكورتيزول، والذي عادة ما يعيق الأداء السليم للغدة الدرقية، وعلى وجه الخصوص، يعدل أنماط إنتاج هرمون الغدة الدرقية.

في سياق متصل، إذا كان الإنسان يعاني من مستويات عالية من التوتر لفترة طويلة، فقد يؤثر ذلك على الغدة الدرقية، التي تصبح غير قادرة على أداء وظيفتها بالشكل المناسب. وفي المقابل، فإن عواقب ذلك على صحتنا الجسدية (زيادة الوزن، والالتهاب …) والعقلية (مشاكل التركيز، فرط الحساسية …) يجعلنا نستمر في الشعور بالقلق أو التوتر بشكل أكبر، مما يؤدي إلى اضطراب أو قصور الغدة الدرقية.

علاوة على ذلك، يرتبط الإجهاد بتغير عمل الغدد الكظرية التي تفرز الكورتيزول. في بعض الحالات، يؤدي هذا التغيير إلى تغيير نوعي في أداء الجهاز المناعي، مما يتسبب في مهاجمة دفاعات الجسم لبعض الأنسجة الخلوية الموجودة في الغدة الدرقية.

بالطبع، يجب ألا يغيب عن البال أنه في معظم الحالات، التي تحدث فيها هذه الظواهر، إما أن يكون هناك استعداد بيولوجي للإصابة بمشاكل في جهاز المناعة، أو هناك مستويات عالية من الإجهاد، لتصبح الحالة مزمنة أكثر. من غير المحتمل أن تسبب الضغوطات البسيطة في حدوث مشاكل في الغدة الدرقية. كما أن الآليات الفسيولوجية والنفسية وراء الإجهاد طبيعية تمامًا، والشعور بالتوتر من وقت لآخر، أمر يخرج عن سيطرة الشخص أحيانا، صروف الحياة تسبب لنا بعض التوتر، لكن من المهم حسن إدارة التوتر والتحكم في درجاته قدر الإمكان، الأمر الذي يمنع الإصابة بقصور الغدة الدرقية.

ورغم أنه من المُمكِن أن يُصاب أيُّ شخصٍ بقصور الغُدَّة الدَّرقية، يزداد خطر إصابتك إذا كُنتَ من الفئات التالية:

من السيِّدات

العمر أكبر من 60 عامًا

من لدَيهم تاريخ مَرَضيٌّ من الإصابة بأمراض الغُدَّة الدَّرقية

المُصابون بأمراض المَناعة الذاتية، مثل داء السُّكَّري من النوع 1 أو الدَّاء البطني

من تمَّت مُعالجتُهم باليود المُشعِّ أو الأدوية المُضادَّة للدَّرقية

من تَلقَّوا عِلاجًا بالإشعاع على الرَّقبة أو الصَّدر العُلوي

من خَضعوا لجراحة الغُدَّة الدرقية (استئصال جُزئي للغُدَّة الدَّرَقية)

الحمْل أو الولادة في آخِر ستَّة أشهر

ومن الواضح أن أولئك الذين يعانون بالفعل من مشاكل الغدة الدرقية، فشلوا في إدارة مشاكل التوتر لديهم بشكل صحيح. لذلك، في مثل هذه الحالات، من المستحسن الحصول على مساعدة نفسية.

ماذا تفعل لتجنب المرور بهذه المشاكل النفسية؟

لحسن الحظ، توجد اليوم علاجات طبية فعالة للسيطرة على مشاكل الغدة الدرقية، أو على الأقل على أعراضها على المدى القصير.

ومع ذلك، لا يمكن قول الشيء نفسه عن الإجهاد، والذي يتطلب نهجًا أوسع يجمع بين الطب وعلم النفس.

لهذا السبب من أجل إدارة المشاعر بشكل جيد بشكل عام والتوتر بشكل خاص، يُنصح إما بالذهاب إلى الطبيب النفسي مباشرة (الخيار الأكثر فعالية)، أو محاولة تبني عادات جديدة تعزز التنظيم الصحيح للتحكم بالقلق بصفة تدريجية.

هذه عدة نصائح يمكن أن تساعدك في تحقيق ذلك:

تأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم، وحاول أن يكون لديك جدول نوم محدد.

لا تستهلك المواد المسببة للإدمان، على غرار الكحول والتبغ والمخدرات..

مارس تمارين رياضية معتدلة، على الأقل مرتين في الأسبوع.

اعتمد روتين عمل معين لأداء أفضل

تناول طعامًا غنيا بالألياف، مع اتباع نظام غذائي متوازن يوفر لك جميع العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها.

مارس تمارين اليقظة الذهنية بشكل منتظم.

اكتشف سلوكيات التوتر اللاشعورية التي لا تستطيع التحكم فيها على غرار (نتف شعرك، وتناول الطعام دون جوع …) وحاول السيطرة عليها.