المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العالم يستعد للتعايش مع سيناريو 100 دولار لبرميل النفط



جمال
08-18-2005, 07:21 AM
واشنطن: عماد مكي لندن


رغم فترة التنفس التي عاشتها أسعار النفط في اليومين الماضيين بعد ان اقترب الخام الاميركي من حاجز الـ 67 دولارا للبرميل، الا ان الكثير من المحللين يتوقعون ان تختبر اسعار النفط حاجز الـ 70 دولارا لاول مرة في تاريخها خلال الاسابيع القليلة المقبلة. وتذهب سيناريوهات اخرى الى ان برميل النفط سيصل الى 100 دولار للبرميل في العام المقبل 2006، وهو ما يتعين على العالم أن يتعايش معه.
وقد عاشت أوروبا والولايات المتحدة أصداء من فترة السبعينات في الاسبوع الماضي حينما ارتفعت أسعار النفط بشكل صاروخي مؤدية إلى انفلات معدلات التضخم. ومع التوتر السائد في الشرق الأوسط أصبح صدى لما جرى قبل ثلاثة عقود حاضرا في الأذهان، وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية امس، ان الرسالة من كل ذلك هي أن المستهلكين يمكنهم أن يتوقعوا نفس الشيء خلال الأشهر القادمة.

وكان دومينيك دو فيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي، قال أول من أمس، إن أسعار النفط العالية ستبقى. ودعا شركات النفط لاستخدام أرباحها المتزايدة من أجل تطوير مصافي تكرير. وقال ضمن هذا السياق: «هذه الأزمة ستستمر على الأكثر، فكل العوامل تشير إلى أن النفط مرتفع الثمن سيبقى لعقود قادمة وقدرتنا على التكرير قد وصلت إلى ذروتها وما عدنا نستطيع أن نغطي الطلب الفرنسي».

وقد شكّل ارتفاع أسعار الطاقة خلال الثمانية عشر شهرا صدمة لكل المعلقين. فحينما بلغ سعر النفط الخام 40 دولارا ساد افتراض أن ذلك سيهبط بعد فترة قصيرة إلى النصف، وحينما وصل إلى خمسين دولارا صارت هناك قناعة ترى بأن ذلك مجرد فقاعة ستنتهي بسرعة. واليوم وصل سعر النفط الخام ما فوق 65 دولارا في الأسواق، وهذا ما دفع الحديث كي يكون أكثر حذرا.

وكان غياب الطاقة الكافية على تكرير النفط، واحدا من العوامل وراء ارتفاع أسعار النفط الخام خلال السنتين الأخيرتين. وكان الخبراء يتوقعون أن الحرب ضد صدام حسين ستجعل امدادات النفط أكثر سهولة وستساعد على الحفاظ على سعر النفط منخفضا. لكن السوق ذهبت في اتجاه آخر بالنسبة الى الطلب، وخصوصا في الصين والولايات المتحدة اللتين زاد استهلاكهما.

ومع النقص في قدرات التكرير في المصافي، واحتمالات عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتهديدات الارهاب، واحتمالات المواجهة مع إيران بخصوص برنامجها النووي، اكتشفت السوق انها تعمل في ظل مخاطر عالية.

وهناك في السوق حاليا نظريتان متناقضتان، الاولى ترى ان الاسعار ستنخفض بعد نهاية موسم العطلات في الولايات المتحدة وحدوث انخفاض بسيط في معدل النمو الاقتصادي وضخ استثمارات جديدة في مصافي النفط، بما يعني ان المستويات الحالية التي تدور حول 65 و66 دولارا للبرميل هي الذروة وستتراجع بعد ذلك بشكل كبير.

لكن بنك انجلترا قال في تقريره ربع السنوي عن التضخم في الاسبوع الماضي: «ان اسعار النفط ستبقى على مستواها الحالي في السنوات القليلة القادمة». ومضى البنك قائلا إن امكانية اتباع اسعار النفط الخام لنفس الطريق الذي يشير اليه المنحنى المستقبلي هو احتمال محدود. ولكن الرهان من جانب هؤلاء الذين يتكهنون بأسعار النفط يروون قصة مختلفة. فالمعلومات. طبقا للبنك، تشير الى ان «الاسواق المالية تؤمن بأن هناك فرصا لارتفاع اسعار النفط، اكثر من احتمالات انخفاضها». ويشير المشاركون في الاسواق الآن الى وجود فرصة، واحد الى عشرين، بوصول اسعار النفط الى 100 دولار للبرميل او اكثر في اغسطس (اب) عام 2006.

ومع ذلك، فإن فرصة نسبتها خمسة في المائة بوصول أسعار النفط الى 100 دولار للبرميل ما زالت رهانا ضعيفا من جانب قوى السوق الواحد تمثل نسبة ضئيلة، ولكن غولدمان ساكس، أكبر متاجر في مشتقات النفط، تعتقد بإمكانية تحقيق ذلك. وقد أعدت دراسة هذا العام تتكهن فيها بزيادة كبيرة في اسعار النفط تصل الى 105 دولارات للبرميل الواحد. وقالت الدراسة: «نعتقد ان اسواق النفط ربما دخلت المراحل الاولى لما يمكن الاشارة اليه بمرحلة الزيادة الهائلة، وهو مؤشر يستمر لأسعار نفط مرتفعة بدرجة كافية تؤدي الى خفض حقيقي لاستهلاك الطاقة وإعادة خلق فائض». ويعتقد مصرف غولدمان ساكس انه بعد مرور تلك الفترة يمكن انخفاض اسعار الطاقة.

وفي الوقت الذي يشكو فيه المستهلكون في الولايات المتحدة وفي اوروبا من السعر الذي اصبح يتعين عليهم دفعه لملء خزانات سياراتهم، حصلت «الشرق الأوسط» على تقرير من داخل الكونغرس الأميركي يقر ولأول مرة بشكل رسمي ان ارتفاع اسعار الوقود على الأميركيين تقف وراءه شركات النفط العملاقة عن طريق التلاعب في برامج المصافي النفطية وليست اسعار النفط الخام الذي يظن بسيطرة الدول المصدرة للنفط عليه.

وقال التقرير الذي كتبته «خدمة أبحاث الكونغرس»، وهي خدمة بحثية تابعة للكونغرس لا تقدم اوراقها الا بعد طلب من اعضاء الكونغرس: «ان شركات النفط حصلت على ارباح قياسية في الفترة الاخيرة لتلاعبها في قطاع التكرير والتسويق والتخزين».

ويقول التقرير: «استجابة للسعر المرتفع للزيت الخام منذ الانخفاض عام 2004 فقد ارتفعت فعليا أرباح كل الشركات في كل قطاعات صناعة البترول».

ويجد التقرير ان الارتفاع الأكبر في الارباح كان في قطاعات ما بعد التنفيذ، وهي قطاعات التكرير والتسويق. ويقول التقرير: «وهذه الزيادات في الأرباح واضحة سواء أُخذ في الاعتبار شركات البترول الكبرى، او الشركات المستقلة، او شركات التكرير، أم لا، مما يعطي بعض الثقة لوجهة النظر القائلة بأن أرباح صناعة البترول هي نتيجة لعدة عوامل هي أبعد من مجرد السعر المرتفع للنفط الخام». وقال التقرير: «وتشير المستويات المرتفعة نسبيا من الأرباح التي يتم تحقيقها في التكرير والتسويق إلى أن الظروف في أسواق منتجات البترول، بما فيها قطاعات الغاز والديزل ووقود المحركات النفاثة، قد أسهمت في تحقيق أرباح أبعد من تأثير الأسعار الأعلى للبترول الخام. ومن بين العوامل الرئيسية في هذه الأسواق السعة المنخفضة للتكرير، ومستويات التخزين المنخفضة».

يذكر ان القفزة الأخيرة لأسعار البيع لم تكن بسبب نقص في الزيت الخام، ولكن بسبب قلة معامل التكرير التي تقوم بتحويل هذا الزيت الخام إلى جازولين. ففي كاليفورنيا ـ حيث توجد خمسة معامل تكرير تتحكم في 99 بالمائة من إمدادات الولاية من الجازولين ـ فإنه يصعب فهم العجز المفتعل بشكل خاص، والذي ينشأ بسبب تقليل شركات البترول لسعة التكرير.

ويوجد الآن 12 معملا للتكرير في كاليفورنيا تنتج الجازولين التقليدي، وهذا العدد ينخفض عما كان موجودا منذ عقدين، حيث كان عدد معامل التكرير يزيد عن الثلاثين.

ويجد البحث ان الأسعار المرتفعة للزيت الخام في عام 2004 و2005، قد ادت إلى تخفيض عمليات شراء المستهلكين للطاقة، كما رفعت تكلفة المشروعات، لكنها في الوقت ذاته قدمت بلايين الدولارات لشركات صناعة البترول والدول المصدرة للبترول. وقد أدت العوائد المرتفعة لصناعة البترول إلى مستويات قياسية للأرباح.

ويقول التقرير ايضا: «وبينما يقوم الكونغرس رقم 109 بالإشراف أخيرا على تشريع موسع متعلق بالطاقة، والذي يهدف إلى زيادة الإمداد المحلي من الزيت الخام من أجل تخفيف حدة الارتفاع في أسعار البترول على المدى الطويل، فإن هناك عاملا رئيسيا في تحديد زيادة الإمداد، وهو كيف تقرر شركات البترول توزيع أرباحها بين عوائد المساهمين والاستثمار في إنتاج البترول».

ويقدم هذا التقرير معلومات تعطي خلفية حول مستوى أرباح صناعة البترول، ومصادر هذه الأرباح، ومناقشة للاستخدامات المحتملة للأرباح.

ويقول التقرير: «وتاريخيا فإن الارتباط الحالي بين ارتفاع أسعار البترول وارتفاع الأرباح قد شوهد من قبل، ويبدو أن فترات الأسعار والأرباح المنخفضة قادمة».

ووفق التقرير، فإنه من المرجح أن تقوم شركات صناعة البترول باستخدام الأرباح التي حققتها أخيرا بعدة طرق; فهي تمتلك أرصدة نقدية ضخمة، كما تعيد شراء اسهمها في اسواق المال، وبهذا تزيد من أرباحها.

ووفق التقرير، يبدو أن نشاط دمج الشركات وتملكها في صناعة البترول في طريقه للزيادة. وبالإضافة إلى ذلك، تقوم شركات البترول الرئيسية بالاستثمار في عدد من المشروعات المتعلقة بالطاقة، رغم أنها ليست بالضرورة في البترول، ومن بينها تكنولوجيات الغاز الطبيعي المسال، وإسالة الغاز. وتميل هذه المشروعات إلى أن تكون ذات مدى دولي.

ومن المرجح على المدى الطويل، أن تكون هناك حاجة للاستثمارات في مجال الاستكشاف، والإنتاج وسعة التكرير، وهذا من أجل تخفيف حدة ارتفاع الأسعار في 2004 ـ 2005.

زوربا
08-19-2005, 07:12 AM
اسعار الوقود تصل إلى ارقام قياسية

أجرى الحوار:. عبدالله المغلوث

احتجاجات وأنباء سيئة تخيم على اميركا

تشاهد الوجوه الأميركية حاليا كأنك تقرأ أنباء سيئة، الحزن يخيم على الملامح، ارتفاع أسعار الوقود إلى نحو 3 دولار للغالون الواحد خطف السعادة المتبقية . ويعتقد مراقبون ان اسعار النفط الخام سيواصل قفزاته القياسية في ظل الأوضاع المتردية في العراق وموسم الأعاصير الذي يهدد آداء آبار خليج المكسيك والقرارات الايرانية المتعلقة بإستئناف نشاطها النووي ، تقول استاذة الاقتصاد في جامعة أريزونا كاتي فيليب لـ "إيلاف" أن العديد من الشركات والمؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة تضررت من الارتفاع الذي يعد الأعلى منذ 1980 كـ (وال مارت) وشركات السيارات الأميركية التي انخفضت مبيعاتها إلى معدلات قياسية في تموز(يوليو) الماضي. وبلغ سعر غالون الغازولين الواحد 1.9480 دولار في حين تراجع سعرزيت التدفئة سنتا واحداً ليتداول على مستوى 1.8904 دولار، بحسب وكالة الأسوشيتد برس. وفي بورصة لندن تداول المستثمرون مزيج برنت بسعر 65.69 دولار للبرميل، وذلك بارتفاع 31 سنتا.

يقول مدير فندق هوليدي ان في ميامي جاش كيبر لـ"إيلاف" أن الموسم الصيفي الجاري يعد الأسوأ للفندق منذ اعصار أندرو عام 1992 بسبب احجام العديد من المصطافين عن القدوم بسبب الاشاعات المتعلقة بإعصار إيرين واسعار الوقود التي دفعت الكثير إلى تغيير خططهم، يقول: "أخشى أن ترتفع أسعار النفط أكثر ونتضرر أكثر".


بينما يعتقد الصحافي في جريدة "جاكسون فيل" بيل ليتشفورد أن حفل (ام تي في) للأغنية المصورة الذي سيقام في 28 من أغسطس الجاري في ميامي ربما يعوض الخسائر التي تعرضت لها الأماكن السياحية لكنه متوجس من مابعد اغسطس في ظل الأنباء الواردة من ادارة معلومات الطاقة والتي لاتشي بأنباء سعيدة قريباً...


على ذات الصعيد تظاهر مئات الأميركيين في واشنطن وشيكاغو احتجاجا على سياسة بوش التي كانت خلف ارتفاع أسعار الوقود بسبب اسلوب ادارته للحرب في العراق وعدم تدخله في الضغط على (أوبك) لإيجاد حلول عاجلة.
ووصف الخبير الاقتصادي سام لوبيز الاحتجاجات بـ "العاطفية ولاتخضع لقراءة دقيقة"، وأميركا تعد الأكبر استهلاكا للنفط في العالم بمعدل 20.4 مليون برميل في اليوم.


وقال هادي نجاد حسينيان نائب وزير النفط الإيراني الأربعاء الماضي خلال زيارة للهند إن أسعار النفط قد ترتفع إلى 70 دولارا للبرميل بنهاية هذا العام مع تجاوز الطلب للعرض.
وردا على سؤال للصحفيين عن المدى الذي يمكن أن يصل إليه سعر النفط، قال "الخبراء يقولون إنه قد يصل إلى 70 دولارا. ونعتقد أن هذا قد يحدث بنهاية هذا العام."


وتوقع تقرير اقتصادي سعودي حديث ارتفاع إيرادات السعودية خلال العام الحالي إلى نحو 420 مليار ريال (112 مليار دولار) بسبب الارتفاع القياسي لأسعار النفط.
وقدر التقرير، الذي أعده البنك السعودي - البريطاني، أن تحقق الميزانية العامة السعودية فائضا يصل إلى نحو 110 مليار ريال (30 مليار دولار) مقارنة بالميزانية المعلنة للدولة والتي قدرت الإيرادات والنفقات في مطلع العام بمبلغ 280 مليار ريال (75 مليار دولار) في الميزانية بدون عجز.
يُذكر أن السعودية تعد أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، حيث تقدر حصتها في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بأكثر من تسعة ملايين برميل يوميا، إضافة إلى إنتاج نحو مليوني برميل للاستهلاك المحلي، وتمتلك السعودية أكبر احتياطي نفطي مؤكد يقدر بنحو 261 مليار برميل.

و تنبغي الاشارة الى ان الاتجاه المتصاعد لأسعار النفط منذ عام 2001 ضاعف الإيرادات النفطية لدول مجلس التعاون الخليجي و سينعكس ايجابا مستقبلا . كما ان الاقتصاد العالمي مازال ينمو ، بل وأثبت قدرته على تحمل ارتفاع أسعار النفط على مستويات أعلى من 40 دولارا للبرميل الواحد، وهذا واضح حيث إن معدل تداول سعر برميل سلة أوبك خلال عام 2005 بلغ 46.71 دولارا للبرميل، ومما يعزز ذلك قيام المصرف المركزي الأمريكي (بنك الاحتياط الفيدرالي) برفع الفوائد 10 مرات هذه السنة ليحد من شدة نمو الاقتصاد تخوفا من التضخم العالي.


كما أن النشاط الاقتصادي الذي تمر به دول مجلس التعاون نتيجة لارتفاع أسعار النفط وانخفاض الفوائد وتوجيه السيولة إلى الاستثمار الداخلي خلال السنوات الماضية أثر إيجابيا على الأداء المالي للشركات الخليجية ومن المتوقع أن يستمر التأثير الإيجابي على الأداء المالي لهذه الشركات خلال السنوات القادمة.

و يلاحظ قيام معظم البنوك الخليجية برفع رؤوس أموالها سواء عن طريق طرح أسهم منحة أو عن طريق طرح أسهم جديدة استعدادا للارتفاع المتوقع في حجم الطلب على القروض لتمويل مشاريع تجارية كبيرة تشمل جميع القطاعات المختلفة كقطاع الاتصالات والعقار والأسمنت والطاقة وغيرها من العديد من القطاعات في ظل التشجيعات الحكومية الخليجية للتوسع نحو هذه القطاعات الانتاجية .