كاكاو
08-27-2021, 03:04 PM
من هو آل كابوني الهند؟
2021-05-12
سيث فيرانتي
ترجمة: بهاء سلمان
https://alsabaah.iq/uploads/posts/image/alsabaah-75607.jpg
خلال فترة ثلاث ساعات يوم 23 آذار 1993، ضربت الانفجارات مدينة مومباي، فقد انفجرت ثلاث عشرة قنبلة لتقتل 260 شخصا وتجرح 700 آخرين. كان معظم الضحايا من الهندوس، تم استهدافهم ثأرا لمقتل ما يقارب 1100 مسلم سقطوا بوحشية خلال صراع وأعمال شغب اجتاحت المدينة بين الطرفين قبل ذلك بأشهر قليلة.
بحلول منتصف 1994، كانت حالة التعافي تبدو تتخذ طريقها بشكل جيد، مع تقارير صحفية تشير لعودة المصالح التجارية كالمعتاد. لكن ما لم يدركه الكثيرون هو أن التفجيرات خلقت انشقاقا في العالم السفلي للهند، فاصلة عصابات المافيا لمومباي وفقا للاصطفافات الدينية.
عراب مومباي المتسيّد، أو ما يطلق عليه اسم الدون «داود إبراهيم»، يشتبه بتوظيفه لشركته الخاصة، المسماة D – Company، وهي مجموعة من القتلة المنظمين، غالبيتهم من المسلمين، لتنسيق التفجيرات الانتقامية. وفي ضربة واحدة، تحوّل إبراهيم من ملك المافيا إلى إرهابي عالمي، رابطا نفسه إلى الأبد بتنظيمات مشابهة للقاعدة بدلا من شخصية جون غوتي، زعيم إحدى المافيات الشهيرة في نيويورك.
وعندما أشارت التقارير إلى هروب إبراهيم من مومباي إلى دبي قبل إنطلاق التفجيرات بساعات قليلة، كان من المرجح له أنه لن يرى الهند مجددا. بيد أن تأثيره لم يتبدد بمغادرته، فقد إستمر في التحكّم بالسوق السوداء للمدينة، متغلبا على تنافس مرير، ومفاقما خصومته الشديدة مع نظرائه الهندوس.
«لا يزال إبراهيم وعصابته يحظون بالتفوّق وسط العالم السفلي لمومباي،» كما يقول فيفيك اغراوال، مؤلف كتاب يتحدث فيه عن خفايا ذلك العالم للمدينة، ويضيف: «تنشط عصابته بين أكثر من خمسين دولة حول العالم، ولديه مصالح تجارية في جميع أنواع الأنشطة القانونية وغير القانونية.» وتشمل هذه الصفقات التجارية العملة المزيفة والمخدرات وصفقات صغيرة للأسلحة والألماس المهرّب، علاوة على مصالح قانونية، مثل الشحن البحري والبناء، وبشكل أساسي، أينما يوجد متسع للربح.
ارتقاء إجرامي
إبراهيم، وهو ابن شرطي، بدأ حياته الإجرامية كلص ذكي في الشوارع، وسرعان ما تطوّر ليقوم بتسليب الناس مع شقيقه الأكبر شبير. وقادته مغامراته الإجرامية نحو أعمال التهريب، وبشكل رئيس الملابس المستخدمة والبضائع المنزلية، وبيعها في منطقته، حي دونغري. أدت زيادة عدم قناعة إبراهيم بهذه المحصلة القليلة إلى سرقة شحنة ذهب مهرّبة من قبل زعيم إحدى العصابات المعروفة، حاج ميرزا ماستان، كما يقول اغراوال.
في المقابل، وظف ماستان إبراهيم كرجل أمن لشحنات الذهب التالية، وهي حيلة شائعة يقصد بها جلب مثيري المشكلات إلى حضيرة العصابة لقطع دابر المشكلات. وعندما قتل شبير من قبل عصابة منافسة، ثأر شقيقه له؛ ليصير إبراهيم على مدى أكثر من عشر سنوات الملك غير المتوّج لعالم مومباي السفلي الإجرامي، بينما ارتقى ماستان إلى عالم السياسة، بحسب حسين زيدي بكتابه المعنون «دونغري إلى دبي: ستة عقود من مافيا مومباي».
وبسبب نفوذه على عالم السينما والكريكيت، الأمرين الأكثر تسلية شعبية في الهند، ورغم منفاه الذي اختاره لنفسه، أبقى إبراهيم على حضور قوي داخل الهند خلال التسعينيات. وبمشاهدته المباريات، ومساهمته بحلقات الرهان لإمارة الشارقة الإماراتية بأوقات فراغه، استعصى إبراهيم بشكل متكرر على الوكالات الأمنية. يقول اغراوال: «لا يزال أفراد عصابته يموّلون الأفلام في الهند، وليس لديهم فقط دور في مراهنات الكريكيت، بل يسيطرون تقريبا عليها حاليا. وتعمل هذه الصفقات على زيادة هيبة الشخص الهارب».
شهرة واسعة
«إبراهيم يعد عراب الجريمة المنظمة بالمعنى التقليدي،» بحسب رون تشيبسيوك، مؤلف كتاب «صعود وسقوط كارتيل كالي»، ويضيف: «ما خلا قلة من العرابين، لم يرتبط أحد مثل إبراهيم عن قرب بالإرهاب، كما لا يوجد رجل عصابات لديه موطئ قدم في صناعة الترفيه داخل بلاده مثله، فبوليوود تعد أكبر من هوليوود، ويمارس فيها أعمال القتل والفساد والترهيب.. لقد أرعب بوليوود بكل الوسائل».
وشأنه شأن آل كابوني، ربما يزعم إبراهيم أنه ببساطة مجرّد رجل أعمال، مواطن شاب فعل خيرا، بشبكة أموال تقدر بسبعة مليارات دولار. لكن البلطجة سيئة السمعة لإبراهيم جعلته من ضمن «قائمة المجرمين العشرة الاكثر فتكا» بحسب مجلة فوربس، إذ يقود حلقة مافيا عالمية تتعامل مع المخدرات والذهب والألماس والتصفيات الجسدية المتعلّقة بالمقاولات وتزييف العملة والمراهنات والابتزاز.
لكن دوره المزعوم في تفجيرات مومباي سنة 1993، التي تعد أكثر من صفقاته المتعلقة بالعالم السفلي، هي من نقلت إبراهيم لمستوى عالمي كأكثر المجرمين المطلوبين للعدالة. حاليا، ومع تحكّمه بامبراطوريته الإجرامية مكرها من المنفى، من المعتقد أن الهارب، والمتمركز بأعلى لائحة المطلوبين للهند، يختفي بين كل من دبي والباكستان. يقول كريستيان كيبوليني، المؤلف المتخصص بعصابات المافيا:
«لا يتلاءم الدون، كما تطلق عليه وسائل الإعلام، مع الصورة النمطية المستمدة من الثقافة الشعبية، عندما يتعلّق الأمر برجال العصابات».
يضيف كيبوليني قائلا: «بالتأكيد، يمثل إبراهيم تجسيدا بديلا للمهيمن على الجريمة.» ورغم المكافأة الضخمة، لم يتمكّن أي شخص من جلب إبراهيم للعدالة حتى الآن. لكن السلطات تعمل على زيادة جهودها للقبض عليه، ويشير اغراوال إلى اختباء زعيم المافيا في الباكستان قطعا، وهو إدعاء أيّده شقيقه الأصغر بعد اعتقاله.
يقول كيبوليني: «لم يعد منزله في كراتشي، قصر موين بمنطقة كليفتون، سرا بعد الآن»، الأمر الذي يثير السؤال التالي: هل سيتم جلب دون مومباي أخيرا الى العدالة؟
https://www.sotaliraq.com/2021/05/12/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84-%d9%83%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af%d8%9f/
2021-05-12
سيث فيرانتي
ترجمة: بهاء سلمان
https://alsabaah.iq/uploads/posts/image/alsabaah-75607.jpg
خلال فترة ثلاث ساعات يوم 23 آذار 1993، ضربت الانفجارات مدينة مومباي، فقد انفجرت ثلاث عشرة قنبلة لتقتل 260 شخصا وتجرح 700 آخرين. كان معظم الضحايا من الهندوس، تم استهدافهم ثأرا لمقتل ما يقارب 1100 مسلم سقطوا بوحشية خلال صراع وأعمال شغب اجتاحت المدينة بين الطرفين قبل ذلك بأشهر قليلة.
بحلول منتصف 1994، كانت حالة التعافي تبدو تتخذ طريقها بشكل جيد، مع تقارير صحفية تشير لعودة المصالح التجارية كالمعتاد. لكن ما لم يدركه الكثيرون هو أن التفجيرات خلقت انشقاقا في العالم السفلي للهند، فاصلة عصابات المافيا لمومباي وفقا للاصطفافات الدينية.
عراب مومباي المتسيّد، أو ما يطلق عليه اسم الدون «داود إبراهيم»، يشتبه بتوظيفه لشركته الخاصة، المسماة D – Company، وهي مجموعة من القتلة المنظمين، غالبيتهم من المسلمين، لتنسيق التفجيرات الانتقامية. وفي ضربة واحدة، تحوّل إبراهيم من ملك المافيا إلى إرهابي عالمي، رابطا نفسه إلى الأبد بتنظيمات مشابهة للقاعدة بدلا من شخصية جون غوتي، زعيم إحدى المافيات الشهيرة في نيويورك.
وعندما أشارت التقارير إلى هروب إبراهيم من مومباي إلى دبي قبل إنطلاق التفجيرات بساعات قليلة، كان من المرجح له أنه لن يرى الهند مجددا. بيد أن تأثيره لم يتبدد بمغادرته، فقد إستمر في التحكّم بالسوق السوداء للمدينة، متغلبا على تنافس مرير، ومفاقما خصومته الشديدة مع نظرائه الهندوس.
«لا يزال إبراهيم وعصابته يحظون بالتفوّق وسط العالم السفلي لمومباي،» كما يقول فيفيك اغراوال، مؤلف كتاب يتحدث فيه عن خفايا ذلك العالم للمدينة، ويضيف: «تنشط عصابته بين أكثر من خمسين دولة حول العالم، ولديه مصالح تجارية في جميع أنواع الأنشطة القانونية وغير القانونية.» وتشمل هذه الصفقات التجارية العملة المزيفة والمخدرات وصفقات صغيرة للأسلحة والألماس المهرّب، علاوة على مصالح قانونية، مثل الشحن البحري والبناء، وبشكل أساسي، أينما يوجد متسع للربح.
ارتقاء إجرامي
إبراهيم، وهو ابن شرطي، بدأ حياته الإجرامية كلص ذكي في الشوارع، وسرعان ما تطوّر ليقوم بتسليب الناس مع شقيقه الأكبر شبير. وقادته مغامراته الإجرامية نحو أعمال التهريب، وبشكل رئيس الملابس المستخدمة والبضائع المنزلية، وبيعها في منطقته، حي دونغري. أدت زيادة عدم قناعة إبراهيم بهذه المحصلة القليلة إلى سرقة شحنة ذهب مهرّبة من قبل زعيم إحدى العصابات المعروفة، حاج ميرزا ماستان، كما يقول اغراوال.
في المقابل، وظف ماستان إبراهيم كرجل أمن لشحنات الذهب التالية، وهي حيلة شائعة يقصد بها جلب مثيري المشكلات إلى حضيرة العصابة لقطع دابر المشكلات. وعندما قتل شبير من قبل عصابة منافسة، ثأر شقيقه له؛ ليصير إبراهيم على مدى أكثر من عشر سنوات الملك غير المتوّج لعالم مومباي السفلي الإجرامي، بينما ارتقى ماستان إلى عالم السياسة، بحسب حسين زيدي بكتابه المعنون «دونغري إلى دبي: ستة عقود من مافيا مومباي».
وبسبب نفوذه على عالم السينما والكريكيت، الأمرين الأكثر تسلية شعبية في الهند، ورغم منفاه الذي اختاره لنفسه، أبقى إبراهيم على حضور قوي داخل الهند خلال التسعينيات. وبمشاهدته المباريات، ومساهمته بحلقات الرهان لإمارة الشارقة الإماراتية بأوقات فراغه، استعصى إبراهيم بشكل متكرر على الوكالات الأمنية. يقول اغراوال: «لا يزال أفراد عصابته يموّلون الأفلام في الهند، وليس لديهم فقط دور في مراهنات الكريكيت، بل يسيطرون تقريبا عليها حاليا. وتعمل هذه الصفقات على زيادة هيبة الشخص الهارب».
شهرة واسعة
«إبراهيم يعد عراب الجريمة المنظمة بالمعنى التقليدي،» بحسب رون تشيبسيوك، مؤلف كتاب «صعود وسقوط كارتيل كالي»، ويضيف: «ما خلا قلة من العرابين، لم يرتبط أحد مثل إبراهيم عن قرب بالإرهاب، كما لا يوجد رجل عصابات لديه موطئ قدم في صناعة الترفيه داخل بلاده مثله، فبوليوود تعد أكبر من هوليوود، ويمارس فيها أعمال القتل والفساد والترهيب.. لقد أرعب بوليوود بكل الوسائل».
وشأنه شأن آل كابوني، ربما يزعم إبراهيم أنه ببساطة مجرّد رجل أعمال، مواطن شاب فعل خيرا، بشبكة أموال تقدر بسبعة مليارات دولار. لكن البلطجة سيئة السمعة لإبراهيم جعلته من ضمن «قائمة المجرمين العشرة الاكثر فتكا» بحسب مجلة فوربس، إذ يقود حلقة مافيا عالمية تتعامل مع المخدرات والذهب والألماس والتصفيات الجسدية المتعلّقة بالمقاولات وتزييف العملة والمراهنات والابتزاز.
لكن دوره المزعوم في تفجيرات مومباي سنة 1993، التي تعد أكثر من صفقاته المتعلقة بالعالم السفلي، هي من نقلت إبراهيم لمستوى عالمي كأكثر المجرمين المطلوبين للعدالة. حاليا، ومع تحكّمه بامبراطوريته الإجرامية مكرها من المنفى، من المعتقد أن الهارب، والمتمركز بأعلى لائحة المطلوبين للهند، يختفي بين كل من دبي والباكستان. يقول كريستيان كيبوليني، المؤلف المتخصص بعصابات المافيا:
«لا يتلاءم الدون، كما تطلق عليه وسائل الإعلام، مع الصورة النمطية المستمدة من الثقافة الشعبية، عندما يتعلّق الأمر برجال العصابات».
يضيف كيبوليني قائلا: «بالتأكيد، يمثل إبراهيم تجسيدا بديلا للمهيمن على الجريمة.» ورغم المكافأة الضخمة، لم يتمكّن أي شخص من جلب إبراهيم للعدالة حتى الآن. لكن السلطات تعمل على زيادة جهودها للقبض عليه، ويشير اغراوال إلى اختباء زعيم المافيا في الباكستان قطعا، وهو إدعاء أيّده شقيقه الأصغر بعد اعتقاله.
يقول كيبوليني: «لم يعد منزله في كراتشي، قصر موين بمنطقة كليفتون، سرا بعد الآن»، الأمر الذي يثير السؤال التالي: هل سيتم جلب دون مومباي أخيرا الى العدالة؟
https://www.sotaliraq.com/2021/05/12/%d9%85%d9%86-%d9%87%d9%88-%d8%a2%d9%84-%d9%83%d8%a7%d8%a8%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%87%d9%86%d8%af%d8%9f/