المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج الكبار... ونس وحب وحياة جديدة ومتجددة



زهير
08-16-2005, 11:32 AM
القاهرة ــ من شيرين نجيب

يدرك بعض الناس خطأ أن من تعدى الستين ليس له حق في الحياة وأنه يعتبر عبئا على المجتمع ولابد ألا تكون له أي احتياجات، ومن المؤسف أن هؤلاء المسنين ليسوا كذلك بل انهم قطاع من البشر له فكر وعقل وعاطفة، ومن حقهم أن يعيشوا حياة طبيعية، وأهم حقوقهم في تلك الحياة الطبيعية «الزواج» وبدء حياة جديدة لأن أصحابها لا يريدون من الحياة سوى «رباط الونس» فلماذا نحاول حرمانهم من الحياة والاهتمام والعشرة والأمان؟

«الرأي العام» فتحت ملف زواج المسنين,,, ووجدت فيه مفاجآت عديدة.

توفيق زين (67 عاماً) قال: الوحدة صعبة جدا ولا أستطيع تحملها وأنا أرمل منذ 20 عاما لم أرد الزواج من قبل حتى أتم رسالتي نحو أبنائي والحمد لله تمكنت وحدي من اتمام تلك الرسالة، والآن وبعد أن تزوجوا جميعا لم يعد أحد يؤنس وحدتي لذلك أفكر جديا في الزواج ليس من أجل الحب فقط، وانما أيضا من أجل أن أجد من أتحدث اليه فأنا ما زلت على قيد الحياة.

رجائي يوسف (85 عاما) وهو أرمل منذ 7 سنوات قال: أشكو من الوحدة المؤلمة فأنا في سني هذه وقد عاشت معي زوجتي طويلا، وبعد أن توفاها الله وتزوج جميع أبنائي أشعر بالكآبة وأسعى الى الزواج من امرأة مناسبة.

أما حسن ,د (70 عاما) فقال: تزوجت بالفعل قبل عامين من سيدة تصغرني بـ «15» عاما بعد أن تزوج أبنائي ولم يعد هناك من يؤنس وحدتي, واضاف: قابلت تلك السيدة التي تتشابه ظروفها مع ظروفي وقد واجهنا في البداية معارضة من أبنائي وأبنائها ولكنهم استسلموا في النهاية لواقع أننا نحتاج الى الونس.

سيد دياب (66 عاما) قال: أعيش بمفردي بعد أن تزوج أبنائي الخمسة جميعا وأصبحت لكل منهم أعباؤه الخاصة التي شغلتهم عن زيارتي لذلك قمت بالبحث عن عروس وبالفعل وجدت سيدة (40 عاما) لم يسبق لها الزواج وتزوجتها وأشعر أني أصغر من عمري الأصلي، فلم أعد أشعر بكآبة الوحدة التي كنت أشكو منها دائما.

نبيلة السيد (57 عاما) قالت: أنا أرملة منذ 10 سنوات ولدي 3 أبناء في الثانوية والجامعات ولم أحتمل أن أربي أبنائى بمفردي، فتزوجت من رجل يكبرني بـ 15 عاما، ووجدت فيه نعم الزوج الذي عوضني عن فقدان زوجي الأول ورأيت فيه أبا صالحا لأبنائي الثلاثة.
ويقول محمد أحمد (60 عاما) وهو أرمل منذ 15 عاما ولديه 3 بنات: رأيت حالات عديدة من الرجال الذين يعيشون حياة الوحدة بعد أن يتزوج الأبناء، فلم أرد أن أعيش حياة الوحدة دون وجود ونيس لذلك فكرت في الزواج مرة ثانية، وبالفعل قابلت بنت الحلال التي تصغرني بـ 15 عاما وكانت متزوجة من قبل وتم الطلاق بينها وبين زوجها الأول لأن القدر لم يشأ أن تنجب وبعد أن تم الزواج بيننا أصبحت أختا وأما في نفس الوقت لبناتي وزوجتي وصديقة لي.

جمعية رباط الونس

وتأكيدا لأهمية الزواج في السن المتقدمة انطلقت فكرة الجمعية التي تختص بزواج المسنين وهي جمعية «الرباط المقدس» التي تهتم بفكرة زواج المسنين في مصر بدلا من معاناة الوحدة والكآبة التي أصبحت مرضا مدمنا يشكو منه كبار السن,,, لذلك التقينا مع المشرفة على المشروع هنية عقل، قالت: ليست تجربة أولى بل انها تجربة منتشرة في جميع دول أوروبا وتلاقي نجاحا باهرا.

وأضافت: لقد حرصنا على وجود ناد للمسنين ملحق بالجمعية يتاح من خلاله الفرصة للتعارف بين المسنين والانتقاء, وذكرت أن زواج المسنين لا يمنعه الشرع ولا يحرمه الدين ولكن العادات والتقاليد البالية هي التي زرعت تحريم هذا الزواج، كما أن المسن يدرك أن الوحدة صعبة وأن لابد من أن يبحث عن من يؤنس وحدته.

وكشفت هنية عقل عن أن نسبة الاقبال عالية في الرجال عنها في النساء فما زالت النساء يرهبن فكرة الاربتاط بعد الزواج الأول وخاصة مع التقدم في السن.

وعن كيفية التوفيق بين المسنين لاتمام الزواج قالت: يطلب المسن الشروط التي يرغب في توافرها في الطرف الآخر ثم يجلس مع الاخصائية الاجتماعية للتعرف على شخصيته وتعقد صلة بين شخصيته وشخصية أخرى ترى أنها تتناسب معها فاذا حدث التوافق يحدث الزواج وان لم يحدث يبدأ من جديد.