مشاهدة النسخة كاملة : مشتبه «القاعدة» المعتقل في تركيا لا يصلي ويشرب الخمور
نقلت صحيفة عن رجل اعتقلته الشرطة التركية الاسبوع الماضي ويشتبه في انتمائه لتنظيم القاعدة قوله ان ابو مصعب الزرقاوي احد اهم من تطلب الولايات المتحدة القبض عليهم يختبئ في شمال العراق.
وذكرت صحيفة ريفرانس التركية ان لؤي سكرا الذي وجهت اليه محكمة في اسطنبول يوم الخميس الماضي تهمة التآمر لتفجير سفن اسرائيلية للركاب في جنوب تركيا قال انه التقى بالزرقاوي في العراق.
كما نقلت الصحيفة عن سكرا خبير تصنيع القنابل السوري المولد قوله انه تلقى تدريبات على استخدام المتفجرات في معسكر تابع لتنظيم القاعدة في شمال العراق. وكانت مصادر أمنية تركية قد قالت ان سكرا هو أكبر أعضاء تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في تركيا، ويعتقد أيضا انه لعب دورا رئيسيا في تفجيرات وقعت في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003 وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصا.
ونقلت ريفرانس عن سكرا قوله انه لا يعرف المكان الموجود فيه اسامة بن لادن لكنه لن يكون ليبوح به حتى لو علمه.
ونفى محامي سكرا ان موكله له اية صلة بتنظيم القاعدة واكد انه كان يعمل بمفرده في التخطيط لشن هجمات على سفن الركاب الاسرائيلية.
وحولت اسرائيل اتجاه عدد من سفن الركاب التي كانت في طريقها الى تركيا خلال الاسبوع الماضي وحثت مواطنيها على تجنب التوجه الى الشواطئ الجنوبية في تركيا، مشيرة الى «تهديدات ارهابية واقعية وقاتلة» ضدهم.
كما ذكرت وسائل اعلام تركية في مطلع الاسبوع الجاري ان الشرطة عثرت على مخبأ كبير للاسلحة في منزل اشتراه سكرا وشريك له في الاونة الاخيرة في منتجع انطاليا التركي المطل على البحر الأبيض المتوسط وان الرجلين تردد انهما كانا يقيمان في المنزل مع ثلاث نساء. ونقلت صحيفة حريت التركية واسعة الانتشار عن سكرا قوله انه لا يصلي ويحب تناول المشروبات الكحولية.
وذكرت مصادر أمنية ان سكرا اعتقل يوم الاحد الماضي بمدينة ديار بكر في جنوب شرق تركيا اثناء محاولته ركوب طائرة تحت اسم مستعار متوجها الى اسطنبول، واضافت انه خضع لعملية تجميل وانه كان عائدا الى اسطنبول للخضوع لجراحة أخرى. وحملت السلطات التركية خلية محلية تابعة لتنظيم القاعدة المسؤولية عن التفجيرات التي تعرض لها معبدان يهوديان والقنصلية البريطانية وفرع بنك بريطاني في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003.
yasmeen
08-16-2005, 07:35 AM
لكم تفسيركم ولي تفسيري.. !
مشاري الذايدي
هل من الضروري أن تصبح ذا لحية طويلة وشارب محفوف وجلباب ابيض وطاقية بيضاء او غترة بيضاء مسدلة وتطلق المفردات الاصولية الحادة، كما في كاركتر الارهابي في فيلم «الارهابي» لعادل امام...
هل من الضروري أن تفعل هذا حتى تصبح متطرفا اسلاميا؟!
خطر لي هذا السؤال وأنا اقرأ خبر الشاب «لؤي سكرا» الذي قبض عليه الاسبوع الماضي في تركيا وهو يخطط للقيام بعمليات تفجير وإرهاب على الاراضي التركية. هذا الشاب الذي ذكرت صحيفة «ريفرانس» التركية عنه أنه قد التقى بالزرقاوي في العراق. كما نقلت قوله أنه تلقى تدريبات على استخدام المتفجرات في معسكر تابع لتنظيم القاعدة في شمال العراق. و«كانت مصادر أمنية تركية قد قالت ان سكرا هو أكبر أعضاء تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن في تركيا، ويعتقد أيضا انه لعب دورا رئيسيا في تفجيرات وقعت في اسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2003، وأسفرت عن مقتل أكثر من 60 شخصا».
وذكرت الانباء عنه قال للمحققين إنه لا يعرف مكان اسامة بن لادن، وانه حتى لو عرف لن يبوح به ابدا مهما كان الضغط.
إلى هنا ما تقوله بعض الاخبار عن هذا الشاب السوري المولد، وإلى هنا تبدو القصة مكررة ومستمرة الحدوث منذ أكثر من عقد تقريبا، ناشطون اصوليون تدربوا في القاعدة هنا وهناك... لكن ما يبدو جديدا فيها هو أن هذا الشاب قد تلتقيه، أيها القارىء، في الشارع بل ربما تشاهده يشجع فريق كرة قدم، وربما بحماس، على المدرجات، ولربما رأيته في شوارع اسطنبول او باريس او حتى بيروت يتأبط ذراع صديقته، كأي عاشق لاتيني...
لماذا نقول ذلك؟! لأن لؤي سكرا عاشق نساء ولا يصلي ويحتسي الكحول!
خسارة! هو ليس خارجا من كاركتر السينما المصرية الحديثة عن الارهابي...
وقبل أن تندهشوا اقرأوا ما ذكرته وسائل إعلام تركية عن هذا الشاب، وهو أن الشرطة عثرت على مخبأ كبير للاسلحة في منزل اشتراه لؤي وشريك له مؤخرا في منتجع انطاليا التركي المطل على البحر الأبيض المتوسط، كانا يقيمان في المنزل مع ثلاث نساء. ونقلت صحيفة «حريت» التركية عن سكرا قوله انه لا يصلي ويحب تناول المشروبات الكحولية.
مرة أخرى أعيد السؤال، بشكل مختلف: هل هذا الشاب المتطرف موجود بيننا من دون أن نشعر به؟ وهل هو حالة خاصة؟ وهل أصبحنا نتحدث عن اصولية متخفية او كامنة في تلافيف العقول ينطوي عليها الشعور، ويتكوم المرء في حضنها عند تفجر الازمات، في أول وهلة، من دون تفكير؟.
وقبل أن يتحدث أحد عن السبب السياسي أو «الظلم» الذي يشعر به المسلمون جراء سياسات الغرب او الشرق، وأن هذا، وهذا فقط، هو ما يدفع شابا يصادق الفتيات ويشرب الكحول، الى أن ينضم لمعسكرات القاعدة ويلتقي الزرقاوي ويرفض الإخبار عن ابن لادن...
أقول إن هذا هو التفسير «السطحي» للظاهرة، وهو تفسير يطرحه البعض عن «جهل» بمكونات الوجدان الثقافي الذي يتحكم ببعضنا، هذا في حالة إحسان الظن، وفي حالة الكلام الصريح والمباشر، فهو «استغلال» سياسي فج يقوم به بعض الصحافيين العرب ممن لديهم مشكلة خاصة مع الغرب او مع الانظمة «اللاثورية»، خصوصا هنا في لندن، ممن يريدون تجيير الارهاب الاصولي الى حساباتهم الفكرية والايدولوجية، ليظهر ابن لادن استجابة طبيعية لوضع غير مقبول سياسيا من منظورهم. وتجد أحدهم يخرج بمقال طويل عريض ينوح فيه على الحريات المهدرة في بريطانيا وانتهاك مبادئ الليبرالية في أقدم ديمقراطيات العالم، والحديث هنا عن خطة بلير لمكافحة الاصولية في بريطانيا وتضييق الخناق على شيوخ الدم والتعصب من بكري الى ابي قتادة، مطالبا بحماية حق هؤلاء المفتين الفرحين بفعلات القاعدة في كل مكان، في إبداء رأيهم عملا بحرية الرأي!.
طبعا هو كلام خفيف وفاقد للاقناع، غرضه الرئيس إبقاء هؤلاء الرصيد الداعم بنفس زخمهم، حتى يستمر صاحبنا في تدبيج المقالات، حينما يقع عمل ارهابي هنا او هناك، على يد شاب غر لا يملك المناعة النقدية ضد فيروس الفكر الاصولي الذي يحضنه ويطلقه أناس مثل شيوخ لندن...
حينما يقع هذ العمل الارهابي، يخرج مثل هذا الصحافي «المستغل» ليقول: هاه! ألم نقل لكم؟ هؤلاء الارهابيون لن يتوقفوا حتى تخرجوا من العراق وتعيدوه لصدام او تدعوه للزرقاوي! او يخرج كاتب «أو كاتبة» أخرى، بفتح الفتوح ناقما، او ناقمة، على من أسماهم «تيار هجاء الارهاب» نازعا عنهم الصدق سالبا إياهم الموضوعية، لأن من يربط الارهاب بالفكر بصفة رئيسية، هو من منظور مثل هؤلاء الكتبة «التبريريين» ليس الا مجرد «هجّاء» تماما مثل الحطيئة، مجرد ردح وسب أعمى، يضعف بصره عن رؤية الظاهرة في سياقها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي... فهناك احتلال العراق وفلسطين وافغانستان، وهناك انعدام الديمقراطية في العالم العربي والفساد... الخ.
ويرى مثل «مفكرنا اللامع» هذا، ان السبب هنا، وليس في الفكر والتكوين العقلي والمفاهيم المتأزمة، والتورط في تنفس العصر كما هو وبكل شروطه!
يصيح مفكرنا: لا، هذا هراء، إنها السياسة فقط، هي السبب، والفكر ليس الا التجلي النظري للأزمة السياسية العملية.
وأنه من العبث، او من الجهل (في حالة تغليب حسن الظن!)، أو التعامي المقصود (في الحالة الاخرى!)، القول بخلاف ذلك، والاكتفاء بـ(هجاء الارهاب).
مشكلتنا مع هذه الانماط التي تتفشى في الاعلام العربي هو أنها تتحدث في موضوع تجهله تماما، ونحن هنا نصف ولا( نهجو)!.
يجهلون تاريخ الحركات الاسلامية في العصر الحديث (اي منذ 1928 لحظة انشاء جماعة «الاخوان المسلمون» في مصر) وهي الحركة التي حسبما يرى المفكر «الاسلامي» طارق البشري لم تكن ناشئة من العدم، بل هي تمثل حالة «استمرارية» لتيار هوية، قام لتتويج حالة فكرية دائمة تقوم على الحفاظ على الهوية ومكافحة التغريب ومكافحة «الوافد عموما»، وذلك من خلال استحضار الهوية الدينية، كما يشرح في كتابه «الحركة السياسية في مصر من 1945 الى 1952».
هناك أزمة قديمة، تتجاوز حتى لحظة إنشاء البنا للجماعة، ويبدو أن كل ما يجري، وما جرى سابقا، من ثوران أصولي من حين لآخر، مستعصي التفسير بالسياسة والاقتصاد كمسببات خالقة وموجدة، إنها انتفاضات جريح بجرح «نرجسي» نازف، يشعر بالقهر والغضب لأن الحق والهدى لم يتحققا على الارض بعد، ومن هنا نفهم، مع تسجيلنا للفروق بين الحالات، حالات مثل: نشوء حركة الاخوان المسلمين، وقيام حركة المودودي، وثورة جهيمان، وتمرد الاخوان المسلمين في سوريا، بل وحتى نشأة الاخوان المسلمين في فلسطين العائدة الى ما قبل لحظة النكبة 1948، والمسلسل الطويل من الانفجارات السياسية الاسلامية المتعاقبة، مستعرضين شريط صور حافلا بمشاهد مثل مشهد مصرع السادات ومحاولة قتل نجيب محفوظ وقتل فرج فودة وملاحقة نصر ابو زيد وتهديد سيد القمني والجلباب الافغاني والحجاب والنقاب الموحد الشكل والمظهر من الاطلس الغربي الى حوض العراق «الزرقاوي»، ملغيا كل تقاليد وتراث الزي المحلي... ونفهم الكاسيت الاسلامي.
ومن هنا أيضا، نفهم حالة الوله والانخطاف التي نرى فيها حشود الفتيات والشبان يصغون في خدر نقدي تام الى «واعظ مودرن» يدغدغ فيهم حلم المجتمع الاسلامي «الفاضل»... والمفقود!.
من هنا نفهم، وليس من بوابة السياسة القصيرة المنخفضة، كما يريدنا ان نفعل كتاب لندن، أو مطلقو النصائح لـ«تيار هجاء الارهاب».
فلو استجبنا لنصيحتهم المنهجية القاصرة، لانحشرنا في قمقم اللحظة السياسية الحالية، هذه اللحظة العابرة، والتي لنا، بالمناسبة، الكثير من النقد عليها، ولا نلغي تأثيرها في كسب الإرهابي، لكنها لحظة بكل الحال ستنتهي وتتبخر في أجواء المستقبل القريب، وتقلبات الليل والنهار، لكن مشهد الاصولية لن يتبخر، وسيجد شيئا آخر يتغذى به، سبب سياسي آخر، سينشغل به أمثال هؤلاء الكتاب الى حين...
نقول، وبكل وضوح، نحن عاجزون عن الدخول الصحيح على أزمتنا الفكرية التي تصوغ امثال لؤي سكرا او زياد الجراح او محمد عطا، والتي تجعلهم ضعيفي المقاومة امام غواية الخطاب الاصولي الثوري.
نحن إلى الآن نعيش في أزمة الهوية، لم نستطع ازدراد الحداثة وتمثلها غذائيا، والمحزن أن عظم هذا الداء وشراسة هذا الاستعصاء على الحداثة يصبح لدى بعض نخبنا المجروحة هي بدروها، مصدرا للفخر، وذخيرة حضارية لمقاومة الاجتياح الغربي لهويتنا...
ما العمل..؟ هناك تخريب ذاتي منهجي، ومقاربات تطوف بالحمى ولا تدخل فيه.. هذا هو المشهد الى هذه اللحظة.. والخوف ان يصبح هكذا الى أجل غير مسمى..
mshari@asharqalawsat.com
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir