سلسبيل
08-15-2005, 08:35 AM
برر مشروع والده بأنه يهدف إلى التنعم بـ«المزايا» التي حصل عليها الأكراد في إقليمهم
لندن: معد فياض ـ «الشرق الأوسط»
دافع عمار الحكيم الشخصية الشيعية الصاعدة في العراق، عن مشروع والده عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بإقامة اقليم فيدرالي في وسط العراق وجنوبه يضم المحافظات الشيعية التسع، واعتبر مخاوف البعض من ان تتدخل ايران في ادارة هذا الاقليم «مجرد اتهامات تشكك بوطنية المجلس وحرصه على الوحدة الوطنية».
وأشار الحكيم الى ان تأييد المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني لقائمة واحدة; الائتلاف العراقي الموحد (شيعية) هو «ليس قصورا في أبوة السيستاني لكل العراقيين وإنما قصور في فهم بنوة البعض لهذه الابوة.
وقال عمار الحكيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» جرى في مكتب المجلس الاعلى في لندن أمس «ان مشروع فيدرالية الوسط والجنوب ليس مشروع عبد العزيز الحكيم، بل هو مشروع العراقيين، فنحن ننطلق من دراسة الواقع وطبيعة الظروف في المشهد العراقي، ونناقش الاقتراحات وعلى ضوئها تقدم المشاريع»، مشيرا الى ان «الشعب العراقي هو الذي سيقول كلمته وليس عبد العزيز الحكيم او المجلس الاعلى».
وأضاف عمار الحكيم ان «موضوع الفيدرالية ليس جديدا بل هو نظام معمول به، وما يخص تحديد المنطقة الجغرافية او مساحة الاقليم جاء مرتبطا برؤية نمتلكها حول ما يجمع سكان هذه المحافظات التسع من ظروف مشتركة تتعلق بهمومهم وتاريخهم ومشاريعهم والمظلومية التي وقعت عليهم، اضافة الى التركيبة السكانية لهذه المنطقة التي تؤهلها لان تكون اقليما واحدا. وبالتالي فلا معنى ان تكون اقاليم متعددة»، نافيا ان تكون هذه المنطقة هي فيدرالية شيعية «فليس في العراق مواقع سكانية للشيعة وأخرى للسنة، كلاهما موجود في كل مناطق العراق الجغرافية، وبالتالي فهي ليست فيدرالية طائفية ونحن ضد أي تقسيم او تسميات طائفية».
وردا على ردود الفعل التي اطلقها عرب سنة وشيعة وأكراد حول هذه الفيدرالية، قال الحكيم «المجلس الاعلى لم يطرح شيئا لنفسه وإنما للعراق ولضرورات التوازن السياسي ومصالح الشعب العراقي، ورؤيتنا حول التوازن السياسي، وهذا لا يرتبط بجهة سياسية معينة، بل للعراق والعراقيين، ويعطي الفرصة لسكان هذه المنطقة لأن ينالوا الامتيازات مثلما يتمتع بها اخواننا الاكراد في كردستان»، موضحا ان «هذا المشروع ليس جديدا او مفاجئا، وانما هو مطروح من قبل علماء الحوزة والجامعيين في مؤتمر ببغداد ومطالبة النساء، وعبر عشرات المؤتمرات التي حضرها عبد العزيز الحكيم في مناطق مختلفة من وسط العراق وجنوبه، والتي طالبت بتكوين هذه الفيدرالية. ونوقش الموضوع عبر الفضائيات والصحافة، ولا يشكل أي صدمة. ولماذا الصدمة اذا طالب احد بحق مشروع له؟ لماذا نفترض ان هناك عراقيين مشككا بوطنيتهم ومتهمين بوطنيتهم؟ ومن يشكك بوطنية الآخرين؟ وكيف يثبت هو وطنيته حتى يشكك بوطنية الآخرين؟».
واضاف قائلا «نحن سقينا العراق بدماء أهلنا والنظام السابق قتل 62 من اعمامي وابناء اعمامي، يضاف اليهم الشهيد محمد باقر الحكيم الذي قتله بقايا النظام الصدامي والتكفيريون». وأوضح الحكيم قائلا «ان الحديث عن اقليم يتكون من 3 محافظات جاء حسب طبيعة قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية، اما القانون الجديد او حسب فقرات الدستور الذي نحن على ابواب الاستفتاء عليه فيعطي فرصة لتشكيل اقاليم للعراقيين حسب رغباتهم».
وردا على مخاوف البعض من ان تتدخل ايران لإدارة مثل هذا الاقليم واتهامها دون غيرها من دول جوار جنوب العراق بالتدخل بالشأن الداخلي، قال الحكيم «هذا يرتبط بتاريخ طويل اريد به ربط الشيعة في العالم بإيران، ظلما وعدوانا، وتحجيم الطائفة الشيعية وحجبها عن الواقع الاسلامي حتى في زمن الشاه، وليس في زمن الثورة الاسلامية. اينما قيل شيعة قيل ايران وتأخذ هذه التهمة منحى سياسيا وليس دينيا اوفكريا، وهذه الاتهامات تأتي من جماعات متطرفة ضد الشيعة وضد انتمائهم الديني والعراقي والعربي».
وأضاف عمار الحكيم قائلا «هناك من يطرح هذه المخاوف; من كان يعيش في اميركا او بريطانيا او في أي دولة اقليمية. فلماذا لا نقول ان هذه الدول تتدخل في الشأن العراقي.
بالنسبة لإيران باعتبار ان الاكثرية فيها من المذهب الشيعي فقد ربط هذا المذهب بواقع سياسي عاشته الدولة الايرانية ولا يمكن ان يحجم الشيعة بواقع سياسي عاشته هذه الدولة او تلك. وعندما يحيط الحرمان والاضطهاد والقتل والتشريد مجموعة من الناس وتغلق بوجوههم الابواب وتفتح ايران وحدها أبوابها وترحب بهم لان يواصلوا النضال لتحرير بلدهم وشعبهم ثم يتهمون بالعمالة لتلك الدولة، بينما سدت دول عربية شقيقة الابواب في وجوههم. يجب ان تشمل هذه القاعدة جميع من عاش في اميركا; فهو امتداد لأميركا وهكذا».
وقال «نحن نرفض ان نتهم في هذه الظروف بوطنيتنا، نحن من ضحى من اجل العراق ووحدة العراق، ومشروعنا مشروع العراق ووحدة العراق، لا يمكن ان نرتضي مواطنا من الدرجة الاولى وآخر من الدرجة الثانية. في الماضي كان التمييز على اساس طائفي واليوم على اساس قومي. نحن نرفض ذلك ولن نرضخ لهذا المبدأ ليكون العراق الجديد جديدا في مضمونه ونرفض ان نتهم في وطنيتنا وإخلاصنا للوحدة العراقية، لا يمكن ان نكون موضع اتهام من هذا وذاك، ولن نكترث لهذه الاتهامات وسنمضي في مشروعنا الوطني، ويجب ان يكون العراقيون متكافئين في حقوق المواطنة على اساس الاخلاص للوطن».
وحول اقتران ذكر ايران باسم المجلس الاعلى كلما ورد، أوضح الحكيم قائلا «جزء من هذا يرتبط بحجم المشروع وحجم العمل الذي أنجزه وينجزه المجلس الاعلى. مع احترامي للاسماء والقوى السياسية التي طرحت في الساحة العراقية والكثير من العراقيين لم يسمعوا بهذه الاسماء. المجلس الاعلى اسم لامع وكبير، وكان يتخذ من إيران موقعا له ولانطلاقته في تحرير العراق، وكان حلما لكثير من العراقيين منذ عقدين، حلموا بإنجازاته وعرفوا بها، معروفية المجلس وكونه كان يعيش في ايران قد يكون جزءا من هذا الاقتران، والجزء الاكبر ربما يرتبط بتلك النوايا والسياسات التي تريد ان تجعل من المنطلق الجغرافي للعمل وفي الاقامة أساسا في العمالة والارتباط بإيران. الاسماء الاخرى لم يكن لها عمل كبير معروف للعراقيين، وهم معذورون، فقد كانوا يقومون بجهدهم ضمن ظروفهم، ونحن نعرف جيدا ان الدول الاخرى التي احتضنتهم لم تكن تسمح لهم بعمل معارض حقيقي ضد نظام صدام، وان قسما كبيرا من هذه الدول كان الى صف صدام وقاتل من أجله، بل وما يزال البعض يقاتل من اجل صدام».
وعن رعاية المرجع الشيعي آية الله السيستاني لقائمة واحدة قال الحكيم «في رأيي ان المشكلة لم تكن في أبوة السيد السيستاني وانما في بنوة وفهم بعضنا واعترافنا لهذه الابوة، السيستاني مد يد الابوة والحنان للجميع من شخصيات بارزة ومن مختلف الاتجاهات السياسية والمذاهب ودعاهم لأن يكونوا في قائمة وطنية واحدة في ظروف صعبة، وهي كتابة الدستور. البعض استجاب والتحق وعبر عن بنوته لهذه الابوة والبعض الآخر لا اقول انه تنكر لهذه الابوة، فهذا ليس من شأني لأتحدث عن خلفيات ونوايا، لكني اقول انه وجد مصلحته في ان يمارس مشروعه بمفرده بعيدا عن هذه الابوة، وهو حر وله الحق. القصور في الابوة سيكون في حالة تخلف الاب عن رعاية الابن، ولكن اذا قدمت هذه العروض ووجد الابن ان من مصلحته ان يعمل لوحده، فهذا لا يعني تخلي الأب عن ابنه».
وفيما اذا سيدعم السيستاني قائمة اخرى في الانتخابات القادمة، قال الحكيم «ما سمعته شخصيا من سماحته (السيستاني) بانه لن يدعم قائمة دون اخرى، وهو يعتقد ان الدستور اذا كتب بصورة عادلة يفترض ان تأخذ القوى السياسية دورها في التنافس الشريف وتقنع أبناء الشعب بأنها جديرة بالثقة حينئذ سيبارك السيستاني هذه القائمة او تلك».
عمار الحكيم
* يتمتع عمار الحكيم، بشخصية قيادية هادئة ومتواضعة.
ويتعامل مع الأسئلة المحرجة بكثير من التمعن، والاجابة عنها بوضوح، بعيدا عن التشنج أو ردود الأفعال السلبية، باذلا جهده لاقناع المقابل.
* أمضى الحكيم أكثر من 16 سنة في الدراسة الحوزوية في قم، وعلى أيدي أساتذة عراقيين، ممن نزحوا من حوزة النجف، هربا من النظام السابق، وقد اجتاز 8 سنوات من دراسة البحث الخارج، مما يؤهله في الفقه الشيعي لأن يكون مجتهدا.
وحسب المقربين منه، فهو يمضي جل وقته بالبحث والقراءة والمقارنة الفقهية، بين المذاهب الإسلامية.
* يتحمل الكثير من المشاغل في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، متعاونا مع والده والفريق القيادي لتحقيق أهداف هذا الحزب.
* ولد عمار الحكيم في النجف عام 1971، ومتزوج وله أولاد.
وهو حفيد واحد من أكبر وأهم المراجع الشيعية، المعروفين على نطاق عالمي، وهو آية الله محسن الحكيم.
لندن: معد فياض ـ «الشرق الأوسط»
دافع عمار الحكيم الشخصية الشيعية الصاعدة في العراق، عن مشروع والده عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بإقامة اقليم فيدرالي في وسط العراق وجنوبه يضم المحافظات الشيعية التسع، واعتبر مخاوف البعض من ان تتدخل ايران في ادارة هذا الاقليم «مجرد اتهامات تشكك بوطنية المجلس وحرصه على الوحدة الوطنية».
وأشار الحكيم الى ان تأييد المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني لقائمة واحدة; الائتلاف العراقي الموحد (شيعية) هو «ليس قصورا في أبوة السيستاني لكل العراقيين وإنما قصور في فهم بنوة البعض لهذه الابوة.
وقال عمار الحكيم في حديث لـ«الشرق الأوسط» جرى في مكتب المجلس الاعلى في لندن أمس «ان مشروع فيدرالية الوسط والجنوب ليس مشروع عبد العزيز الحكيم، بل هو مشروع العراقيين، فنحن ننطلق من دراسة الواقع وطبيعة الظروف في المشهد العراقي، ونناقش الاقتراحات وعلى ضوئها تقدم المشاريع»، مشيرا الى ان «الشعب العراقي هو الذي سيقول كلمته وليس عبد العزيز الحكيم او المجلس الاعلى».
وأضاف عمار الحكيم ان «موضوع الفيدرالية ليس جديدا بل هو نظام معمول به، وما يخص تحديد المنطقة الجغرافية او مساحة الاقليم جاء مرتبطا برؤية نمتلكها حول ما يجمع سكان هذه المحافظات التسع من ظروف مشتركة تتعلق بهمومهم وتاريخهم ومشاريعهم والمظلومية التي وقعت عليهم، اضافة الى التركيبة السكانية لهذه المنطقة التي تؤهلها لان تكون اقليما واحدا. وبالتالي فلا معنى ان تكون اقاليم متعددة»، نافيا ان تكون هذه المنطقة هي فيدرالية شيعية «فليس في العراق مواقع سكانية للشيعة وأخرى للسنة، كلاهما موجود في كل مناطق العراق الجغرافية، وبالتالي فهي ليست فيدرالية طائفية ونحن ضد أي تقسيم او تسميات طائفية».
وردا على ردود الفعل التي اطلقها عرب سنة وشيعة وأكراد حول هذه الفيدرالية، قال الحكيم «المجلس الاعلى لم يطرح شيئا لنفسه وإنما للعراق ولضرورات التوازن السياسي ومصالح الشعب العراقي، ورؤيتنا حول التوازن السياسي، وهذا لا يرتبط بجهة سياسية معينة، بل للعراق والعراقيين، ويعطي الفرصة لسكان هذه المنطقة لأن ينالوا الامتيازات مثلما يتمتع بها اخواننا الاكراد في كردستان»، موضحا ان «هذا المشروع ليس جديدا او مفاجئا، وانما هو مطروح من قبل علماء الحوزة والجامعيين في مؤتمر ببغداد ومطالبة النساء، وعبر عشرات المؤتمرات التي حضرها عبد العزيز الحكيم في مناطق مختلفة من وسط العراق وجنوبه، والتي طالبت بتكوين هذه الفيدرالية. ونوقش الموضوع عبر الفضائيات والصحافة، ولا يشكل أي صدمة. ولماذا الصدمة اذا طالب احد بحق مشروع له؟ لماذا نفترض ان هناك عراقيين مشككا بوطنيتهم ومتهمين بوطنيتهم؟ ومن يشكك بوطنية الآخرين؟ وكيف يثبت هو وطنيته حتى يشكك بوطنية الآخرين؟».
واضاف قائلا «نحن سقينا العراق بدماء أهلنا والنظام السابق قتل 62 من اعمامي وابناء اعمامي، يضاف اليهم الشهيد محمد باقر الحكيم الذي قتله بقايا النظام الصدامي والتكفيريون». وأوضح الحكيم قائلا «ان الحديث عن اقليم يتكون من 3 محافظات جاء حسب طبيعة قانون ادارة الدولة للفترة الانتقالية، اما القانون الجديد او حسب فقرات الدستور الذي نحن على ابواب الاستفتاء عليه فيعطي فرصة لتشكيل اقاليم للعراقيين حسب رغباتهم».
وردا على مخاوف البعض من ان تتدخل ايران لإدارة مثل هذا الاقليم واتهامها دون غيرها من دول جوار جنوب العراق بالتدخل بالشأن الداخلي، قال الحكيم «هذا يرتبط بتاريخ طويل اريد به ربط الشيعة في العالم بإيران، ظلما وعدوانا، وتحجيم الطائفة الشيعية وحجبها عن الواقع الاسلامي حتى في زمن الشاه، وليس في زمن الثورة الاسلامية. اينما قيل شيعة قيل ايران وتأخذ هذه التهمة منحى سياسيا وليس دينيا اوفكريا، وهذه الاتهامات تأتي من جماعات متطرفة ضد الشيعة وضد انتمائهم الديني والعراقي والعربي».
وأضاف عمار الحكيم قائلا «هناك من يطرح هذه المخاوف; من كان يعيش في اميركا او بريطانيا او في أي دولة اقليمية. فلماذا لا نقول ان هذه الدول تتدخل في الشأن العراقي.
بالنسبة لإيران باعتبار ان الاكثرية فيها من المذهب الشيعي فقد ربط هذا المذهب بواقع سياسي عاشته الدولة الايرانية ولا يمكن ان يحجم الشيعة بواقع سياسي عاشته هذه الدولة او تلك. وعندما يحيط الحرمان والاضطهاد والقتل والتشريد مجموعة من الناس وتغلق بوجوههم الابواب وتفتح ايران وحدها أبوابها وترحب بهم لان يواصلوا النضال لتحرير بلدهم وشعبهم ثم يتهمون بالعمالة لتلك الدولة، بينما سدت دول عربية شقيقة الابواب في وجوههم. يجب ان تشمل هذه القاعدة جميع من عاش في اميركا; فهو امتداد لأميركا وهكذا».
وقال «نحن نرفض ان نتهم في هذه الظروف بوطنيتنا، نحن من ضحى من اجل العراق ووحدة العراق، ومشروعنا مشروع العراق ووحدة العراق، لا يمكن ان نرتضي مواطنا من الدرجة الاولى وآخر من الدرجة الثانية. في الماضي كان التمييز على اساس طائفي واليوم على اساس قومي. نحن نرفض ذلك ولن نرضخ لهذا المبدأ ليكون العراق الجديد جديدا في مضمونه ونرفض ان نتهم في وطنيتنا وإخلاصنا للوحدة العراقية، لا يمكن ان نكون موضع اتهام من هذا وذاك، ولن نكترث لهذه الاتهامات وسنمضي في مشروعنا الوطني، ويجب ان يكون العراقيون متكافئين في حقوق المواطنة على اساس الاخلاص للوطن».
وحول اقتران ذكر ايران باسم المجلس الاعلى كلما ورد، أوضح الحكيم قائلا «جزء من هذا يرتبط بحجم المشروع وحجم العمل الذي أنجزه وينجزه المجلس الاعلى. مع احترامي للاسماء والقوى السياسية التي طرحت في الساحة العراقية والكثير من العراقيين لم يسمعوا بهذه الاسماء. المجلس الاعلى اسم لامع وكبير، وكان يتخذ من إيران موقعا له ولانطلاقته في تحرير العراق، وكان حلما لكثير من العراقيين منذ عقدين، حلموا بإنجازاته وعرفوا بها، معروفية المجلس وكونه كان يعيش في ايران قد يكون جزءا من هذا الاقتران، والجزء الاكبر ربما يرتبط بتلك النوايا والسياسات التي تريد ان تجعل من المنطلق الجغرافي للعمل وفي الاقامة أساسا في العمالة والارتباط بإيران. الاسماء الاخرى لم يكن لها عمل كبير معروف للعراقيين، وهم معذورون، فقد كانوا يقومون بجهدهم ضمن ظروفهم، ونحن نعرف جيدا ان الدول الاخرى التي احتضنتهم لم تكن تسمح لهم بعمل معارض حقيقي ضد نظام صدام، وان قسما كبيرا من هذه الدول كان الى صف صدام وقاتل من أجله، بل وما يزال البعض يقاتل من اجل صدام».
وعن رعاية المرجع الشيعي آية الله السيستاني لقائمة واحدة قال الحكيم «في رأيي ان المشكلة لم تكن في أبوة السيد السيستاني وانما في بنوة وفهم بعضنا واعترافنا لهذه الابوة، السيستاني مد يد الابوة والحنان للجميع من شخصيات بارزة ومن مختلف الاتجاهات السياسية والمذاهب ودعاهم لأن يكونوا في قائمة وطنية واحدة في ظروف صعبة، وهي كتابة الدستور. البعض استجاب والتحق وعبر عن بنوته لهذه الابوة والبعض الآخر لا اقول انه تنكر لهذه الابوة، فهذا ليس من شأني لأتحدث عن خلفيات ونوايا، لكني اقول انه وجد مصلحته في ان يمارس مشروعه بمفرده بعيدا عن هذه الابوة، وهو حر وله الحق. القصور في الابوة سيكون في حالة تخلف الاب عن رعاية الابن، ولكن اذا قدمت هذه العروض ووجد الابن ان من مصلحته ان يعمل لوحده، فهذا لا يعني تخلي الأب عن ابنه».
وفيما اذا سيدعم السيستاني قائمة اخرى في الانتخابات القادمة، قال الحكيم «ما سمعته شخصيا من سماحته (السيستاني) بانه لن يدعم قائمة دون اخرى، وهو يعتقد ان الدستور اذا كتب بصورة عادلة يفترض ان تأخذ القوى السياسية دورها في التنافس الشريف وتقنع أبناء الشعب بأنها جديرة بالثقة حينئذ سيبارك السيستاني هذه القائمة او تلك».
عمار الحكيم
* يتمتع عمار الحكيم، بشخصية قيادية هادئة ومتواضعة.
ويتعامل مع الأسئلة المحرجة بكثير من التمعن، والاجابة عنها بوضوح، بعيدا عن التشنج أو ردود الأفعال السلبية، باذلا جهده لاقناع المقابل.
* أمضى الحكيم أكثر من 16 سنة في الدراسة الحوزوية في قم، وعلى أيدي أساتذة عراقيين، ممن نزحوا من حوزة النجف، هربا من النظام السابق، وقد اجتاز 8 سنوات من دراسة البحث الخارج، مما يؤهله في الفقه الشيعي لأن يكون مجتهدا.
وحسب المقربين منه، فهو يمضي جل وقته بالبحث والقراءة والمقارنة الفقهية، بين المذاهب الإسلامية.
* يتحمل الكثير من المشاغل في المجلس الأعلى للثورة الاسلامية، متعاونا مع والده والفريق القيادي لتحقيق أهداف هذا الحزب.
* ولد عمار الحكيم في النجف عام 1971، ومتزوج وله أولاد.
وهو حفيد واحد من أكبر وأهم المراجع الشيعية، المعروفين على نطاق عالمي، وهو آية الله محسن الحكيم.