مقاتل
08-14-2005, 10:51 PM
الحكومة اليمنية نفت أي اضطهاد للشيعة
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/08/14/1831531.jpg
الشيخ بدر الدين الحوثي
دبي - فراج اسماعيل
استبعد المراقبون في اليمن أن يسلم الشيخ بدر الدين الحوثي، وعبد الله عيضه الرزامي نفسيهما للسلطات الحكومية رغم العفو الرئاسي الذي اصدره الرئيس علي عبد الله صالح، فيما رفض نجله "عبد الملك بدر الدين الحوثي" الكشف عن مكانه لاعتبارات أمنية، مؤكدا رفض التسليم إلا في إطار عفو عام وغير مشروط، وضمان الحرية الدينية والفكرية، وضمان عدم ملاحقة والده والرزامي قضائيا.
إلا أن مصادر قبلية في اليمن قالت لـ"العربية.نت" إن الشيخ بدر الدين الحوثي "الأب" طريح الفراش منذ حوالي شهرين، وأن نجله عبد الملك أبلغ السلطات المعنية بصعوبة وصوله إلى صنعاء، وهو ما دفعها إلى التهدئة التامة للموقف خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت الحكومة اليمنية قد كثفت جهودها خلال الفترة الأخيرة للتصدي لاتجاه بدر الدين الحوثي الحصول على دعم الحوزات الدينية في النجف وقم ومحاولته الترويج بأن هناك اضطهادا مذهبيا للشيعة في اليمن. وأكدت الحكومة بالتكاتف مع علماء اليمن نفي أي تعصب مذهبي، وتمت اتصالات مع الساسة الايرانيين ومع الحوزات الدينية لتكذيب اتهامات بدر الدين الحوثي.
بدر الدين الحوثي هو والد حسين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي قتل في المواجهات في القوات الحكومية في سبتمبر/ ايلول من العام الماضي، ليصبح بعده عبد الله عيضة الرزامي الرجل الأول في التنظيم.
فيما أكدت مصادر صحفية لـ"العربية.نت" أن توجيهات رئاسية تقضي بصرف كافة الرواتب الموقوفة لحسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم "الشباب المؤمن" الذي لقي مصرعه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وكذلك رواتب شقيقه يحيى بدر الدين الحوثي عضو مجلس النواب عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام ، إضافة إلى مضاعفة كمية المواد التموينية المعتمدة من قبل الدولة لأسرة الشيخ بدر الدين الحوثي الأب التي توازي مؤونة (200) شخص بشكل يومي.
ويمثل 26 شخصا من أتباع حسين بدر الدين الحوثي أو ما يعرف بخلية صنعاء، الاثنين 15/8/2005 أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة في اليمن ، فيما يحاكم غيابيا 10 آخرون ما زالوا هاربين .
وينتمي هؤلاء المتهمون إلى تنظيم "الشباب المؤمن".. الذي أسسه محمد بدر الدين الحوثي عام 1991 ووجه لهم الاتهام بتكوين خلية صنعاء الإرهابية في أعقاب التمرد الأخير الذي قاده بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي في مارس/ اذار الماضي، وتنفيذ تفجيرات وعمليات هجومية ضد قواعد عسكرية وأمنية ومراكز وسيارات للجيش والأمن اليمني في مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى مثل عمران وصعده ومأرب.
وكانت السلطات الأمنية قد أعلنت في وقت سابق أن تلك التفجيرات والهجمات نفذها أنصار الحوثي. وقال مصدر أمني مطلع إن السلطات المختصة لم تقدم للمحاكمة إلا الأشخاص الذين ثبتت إدانتهم بأعمال إجرامية لزعزعة أمن البلاد واستقراره. والمعروف أنه يوجد عدد كبير رهن الاعتقال من أنصار الحوثي.
تنظيم الشباب المؤمن في بدايته وجد دعما حكوميا
وتأسس تنظيم الشباب المؤمن في العام 1991على يد محمد بدر الدين الحوثي شقيق حسين الحوثي، حيث تنامت قوة التنظيم واتسع نفوذه بشكل كبير بدعم من السلطات اليمنية لإضعاف حزب الحق ومواجهة التيارات السلفية والإصلاحية.
ثم تولى حسين الحوثي قيادة التنظيم في الوقت الذي كان فيه عضوا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، وحصل على عضوية البرلمان اليمني خلال الفترة من 1993 حتى 1997.
وأثارت أنشطة هذا التنظيم مخاوف السلطة منذ وقت مبكر، وتحديدا في العام 2002 إلا أنها لم تتخذ أي إجراء للحد من نشاطه، خاصة وقد بدأ بجمع الأسلحة كما بدأ حسين الحوثي بطرح الكثير من الآراء الجريئة التي نال في بعضها من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وقد أطلق التنظيم شعار" الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" لأول مرة في 17 يناير 2002 ثم توسعت مساحة ترديد الشعار في المساجد عقب كل صلاة، ليمتد إلى مساجد في محافظات صعدة وحجة وعمران والعاصمة صنعاء وبخاصة الجامع الكبير فيها.
وحتى تفجر المواجهات المسلحة بين الحوثيين والقوات الحكومية، كانت أجهزة الأمن قد أعتقلت ما يقرب من 1000 شخص من أتباع الحوثي الذين يرددون الشعار في المساجد.
بدأت المواجهات المسلحة في جبال مران التي تحصن فيها الحوثي وأتباعه في 20 يونيو 2004 وانتهت بمقتل حسين الحوثي في 10 سبتمبر من ذات العام.
حينها توقف عبد الله عيضه الرزامي الذي أصبح الرجل الأول في قيادة التنظيم بعد مقتل الحوثي عن مواصلة القتال مقابل عدم ملاحقته من قبل السلطات اليمنية.
في آواخر شهر مارس 2005 تجددت المواجهات المسلحة بين أتباع الحوثي والقوات اليمنية، وهذه المرة بقيادة رجل الدين الشيعي بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي ومعه عبدالله عيضة الرزامي اللذين خاضا مواجهاتهما مع القوات الحكومية بشكل مختلف
الحوثي والرزامي انتهجا أسلوب حرب العصابات
وتؤكد معطيات وحقائق المواجهات الأخيرة التي دارت في محافظة صعده أن تنظيم "الشباب المؤمن" الذي يديره بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي ينتهج أسلوب حرب العصابات، إلى جانب المواجهات في بعض المناطق وبخاصة في الرزامات ووادي نشور.
هذا الأسلوب مكن أتباع الحوثي من تنفيذ سلسلة واسعة من الهجمات الموجهة ضد المعسكرات ومراكز الشرطة في محافظات صعده ومأرب وعمران، إلى جانب العاصمة اليمنية صنعاء، التي نفذوا فيها سلسلة من الهجمات الموجهة ضد قيادات عسكرية وأمنية ومراكز وسيارات للشرطة والجيش.
في 13 أبريل 2005 اعلنت السلطات اليمنية انتهاء المواجهات مع أتباع الحوثي الأب والرزامي، لكنها لم تتمكن من الوصول لأي منهما. وكانت صحيفة "الوسط" الأسبوعية اليمنية قد نشرت في 4/8/2005 تصريحا لعبدالملك بدر الدين الحوثي أكد فيه قطع المفاوضات مع السلطة حتى تتوقف عن تعذيب سجناء صعدة.
وقال: "إننا نعلن قطع كل المفاوضات مع السلطة حتى تتوقف عن ماتقوم به من تعذيب للسجناء المعتقلين على ذمة القضية وتحسن اوضاعهم". كما وجه انذاراً لمن وصفهم "بالجلادين الظالمين الذين يمارسون التعذيب بأنه سيأتي يوم القصاص العادل، وطالبهم بأن يكفوا ايديهم عن تعذيب السجناء".
وأضاف: "نحن نعرف من يمارسون ذلك".. وشن هجوماً شديداً على منظمات المجتمع المدني واتهمها بأنها مرتهنة بيد الأجنبي، حيث قال: "ان ما يحدث من ظلم واضطهاد لهؤلاء السجناء دون ان تقوم المنظمات التي تسمي نفسها انسانية، وتهتم بحقوق الانسان بأي موقف تجاه مايحدث، فإن ذلك يدل على زيف هذه المنظمات وارتهانها بيد الاجنبي وانها تداهن السلطة". وجدد الحوثي رفضه القاطع لما اسماها" لغة التسليم بسبب عدم وجود قضاء عادل ومستقل".
عائلة الحوثي ترفض التسليم خوفا من التعذيب
وتساءل: "كيف نسلم انفسنا لمن اراد ان يقتلنا في بيوتنا.. ان الذين يسلمون انفسهم يلاقون داخل السجن في صعدة اسوأ انواع التعذيب والاضطهاد، ومن ضمنها منع الطعام والدواء عنهم وكسر عظامهمن وتعرضهم للضرب المبرح إلى حد الاغماء ولم يستثن من التعذيب بالكهرباء الذين سلموا انفسهم أو تم اسرهم اثناء الحرب"..
واتهم الرئيس صالح بأنه "المسؤول الأول عما يجري من ظلم، تقوم به ما وصفها بأجهزته القمعية وجلاديه في السجون". مستغرباً مما تم نشره من توجيه للرئيس بصرف رواتب حسين ويحيى الحوثي وتخصيص تعيين لبدر الدين، قائلاً: "الرئيس منع العوائل التي في صنعاء من ان تساعد العوائل التي في صعدة، ونحن لانطلب من السلطة أي مبالغ ولكن نطلب منها ترك ممتلكاتنا لانها نهبتها في مران وفي نشور وفي الجمعة".
وأضاف: "السلطة تنهب حتى ابسط الأشياء من أثاث البيوت ولازالت تحتل منزل حسين وبيت الوالد في مران.. طالباً ان تترك السلطة لهم دينهم ومبادئهم، وان تعاملهم على اساس الحقوق المشروعة كمواطنين.
ولم يستثن الحوثي العلماء الذين اتهمهم بالسلبية والحياد قائلاً: "ان مايحدث من مظالم ومفاسد في هذا البلد داخل السجون وخارجها يكشف زيف كثير ممن يسمون انفسهم علماء ووجهاء، والذين لم يصدر منهم أي موقف ضد هذا الظلم والطغيان براءة للذمة أمام الله والتاريخ". واعتبر أن "ما يعلن عنه من محاكمات لبعض السجناء هي محاكمات غير شرعية لان الذي يحاكم فيها هو الجلاد" على حد قوله.
كما نفى مانشرته بعض الصحف من ان الرزامي التقى بالرئيس صالح أو سلم نفسه، وأنكر أيضا حدوث أية انشقاقات أو اختلافات داخل صفوفهم، معتبراً انهم "يقدمون اعظم نموذج للتوحد والمتوحدين لانهم يعتمدون على القرآن ونهج الله".
نجل بدر الدين الحوثي يرفض أي معلومات عن والده
ورفض الادلاء بأية معلومات عن والده قائلاً: "لانستطيع ان نقدم أي معلومات عن الوالد ان كان حياً أو ميتاً، في الداخل أو في الخارج". وحذر السلطة مما اعتبره الاستمرار باللعب بالورقة المذهبية متهما إياها بأنها "سلطة عنصرية ومذهبية 100% وإلاَّ ماكانت ترغم الناس على اعتناق الفكر الوهابي".. واستطرد: «اقسم ان اشخاصاً من أهالي مران ارغمهم قائد المعسكر على صلاة الجمعة يوم السبت، بعد أن رفض هؤلاء الصلاة خلف الإمام في اليوم السابق» ووصف هذا الأمر بأنه تصرف جنوني.
واشار عبدالملك الى أنه تم رصد تحركات لآليات عسكرية ودبابات متجهة الى منطقة بني معاذ متهماً السلطة بأنها تريد شن حرب جديدة أو انها تسعى لاستفزازهم من أجل اشعال الحرب. وحذر في ختام تصريحه "السلطة من محاولة اشعال الفتيل وطالبها ان تتقي الله". وزاد «انهم مهما استخدموا القوة والعنف ومهما بطشوا لن يزيدونا إلاَّ قوة وصلابة، ونحن الآن أكثر قوة وتماسكاً من ذي قبل».
وكان الاسبوع الأول من اغسطس/اب قد شهد تحركات عسكرية وتعزيزات للقوات الحكومية المتمركزة في عدد من مناطق ومديريات محافظة صعدة . وقال مواطنون إن قوات شوهدت تعبر مدينة ضحيان القريبة من صعدة بالتزامن مع وصول قوات جديدة إلى منطقة كتاف، وقوات إضافية تمركزت قرب منطقة نقعة، تتكون من دبابات ذات نوعية جديدة، وجنود وأسلحة متوسطة وثقيلة.
ويأتي هذا في ظل استمرار الأوضاع في صعدة على حالها من عدم الحسم منذ توقف العمليات العسكرية قبل أكثر من شهرين، وبدء وساطة جديدة بين الحكومة وأنصار الحوثي لم تصل جهودها إلى نتيجة ملموسة حتى الآن.
هدوء واستقرار أمني في صعدة
ويقول مراقبون في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية إنها شهدت حالة من الهدوء والاستقرار الأمني بعد اعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في منتصف مايو الماضي العفو الرئاسي عن بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضه الرزامي وأتباعهما من المنتمين لتنظيم "الشباب المؤمن".
ولا تمثل حالة الهدوء المؤقتة والتي تأتي في أعقاب التوجيهات الرسمية بإيقاف الحملة العسكرية ضد الحوثي وأتباعه، في نظر الكثير من المراقبين مؤشرا على انتهاء المواجهات المسلحة الدامية التي شهدتها محافظة صعده بين رجل الدين الشيعي بدر الدين الحوثي وأتباعه من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى بقدر ما تعد بمثابة هدنة تتيح المجال لجهود الوساطة التي يقوم بها الشيخ شاجع بن شاجع، والتي ما يزال أمر نجاحها من عدمه مرهون بموافقة السلطة على شروط الحوثي.
وبالرغم من إعلان العفو الذي أطلقه الرئيس صالح في اجتماع موسع ضم جمعية علماء اليمن وهيئتي الرئاسة لمجلسي النواب والشورى، في أعقاب تلقي الرئيس صالح لرسالة الحوثي والرزامي التي حملها الشيخ بن شاجع وأبديا فيها رغبتهما في إنهاء الحرب والالتزام بالدستور والقانون والولاء للدولة وعدم رفض النظام الجمهوري، إلا أن الحوثي والرزامي يطالبان بمزيد من الضمانات التي تكفل عدم ملاحقتهما أمنيا.
أتباع الحوثي يطالبون بعفو عام غير مشروط
وقال عبد الملك نجل بدر الدين الحوثي في تصريحات صحفية علق فيها على إعلان العفو أن مطالبهم تتمثل في صدور عفو عام وغير مشروط، وضمان الحرية الدينية والفكرية، والإفراج عن جميع المعتقلين، ومن ثم اعمار ما دمرته الحرب وتعويض الأهالي، إلى جانب تأكيد أتباع الحوثي وأبنائه في غير مرة تمسكهم بترديد شعار الشباب المؤمن " الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، وعدم استعدادهم للتخلي عنه مهما كلفهم ذلك باعتبار أن ترديدهم للشعار يدخل ضمن الحريات والحقوق الدينية والفكرية، وكذا السماح له بإعادة فتح مدارسه الدينية.
ويستبعد سياسيون يمنيون تسليم الحوثي والرزامي نفسيهما للسلطات اليمنية أو قبولها بشروطهما، ويعتقدون في أحاديث لـ(العربية.نت) أن إيقاف المواجهات، ربما يهدف إلى التحضير لمرحلة جديدة من المواجهة خاصة بعد تمكن السلطات الأمنية من ضبط العديد من أتباع الحوثي كانوا يخططون لتنفيذ عمليات نوعية بواسطة القنابل اليدوية تستهدف قيادات عسكرية وأمنية.
ويبني السياسيون اليمنيون اعتقادهم السابق على جملة من المؤشرات، أولها أن القبول بالعفو من قبل الحوثي وأتباعه وتسليم الحوثي والرزامي نفسيهما للسلطات اليمنية ما يزال محل خلاف، حيث يرى البعض أن يتم ذلك بشروط توافق عليها الدولة، في حين يعتبره البعض الآخر خيانة لدماء الذين قتلوا منهم، وفي ذات الوقت تخليا عن قناعات آمنوا بها وقاتلوا من أجلها.
المؤسسة العسكرية تعارض العفو الرئاسي
أما المؤشر الآخر فيكمن في وجود معارضة داخل السلطة وبخاصة داخل المؤسسة العسكرية لقرار العفو الصادر عن الرئيس اليمني، حيث يعتقد الكثيرون من العسكريين أن هذه المواجهات لا يجب أن تتوقف إلا بمقتل "رأس الفتنة" وقادتها وهم الحوثي والرزامي أو تسليم نفسيهما للعدالة، باعتبار أن العفو يبقي الباب مفتوحا لمواجهات قادمة، هذا أولا، وثانيا لأن المواجهات التي خلفت الآلاف من الضحايا من أجل القضاء على "الفتنة" لن تصل إلى غايتها وبالتالي ما كان يجب أن تبدأ إذا كانت ستقف عند هذه المرحلة.
والجانب الأهم من هذا كله حسب هؤلاء السياسيين أن هذه الحرب قد أخذت طابع الثأر بين الجانبين، فأتباع الحوثي يسعون من خلال عملياتهم للثأر لقتلاهم، من المنتمين للمؤسستين العسكرية والأمنية سواء ممن شاركوا في الحرب أو من غيرهم، وهي كذلك بالنسبة للعسكريين الذين يسعون للانتقام لمن قتل أو جرح من زملائهم، وبالتالي يصعب على الطرفين الوقوف عند هذا الحد.
مواجهات صعدة مفتوحة على كل الاحتمالات
الكثير من المعطيات الراهنة تؤكد أن مواجهات صعدة بين الحوثي الأب والقوات الحكومية ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، وليس هناك أي مؤشرات تؤكد أو تدل على قرب النهاية، خاصة وكل التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أن "الفتنة قد أخمدت" بعد مقتل حسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن على يد القوات الحكومية في 10/8/2004 قد باءت بالفشل عندما تجددت المواجهات بين السلطات من جهة وبين والده بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي وأتباعهما بعد ما يقرب من ستة أشهر من انتهاء المواجهات الأولى.
وبالرغم من إعلان السلطات اليمنية رسميا في 13 أبريل/ نيسان الماضي عن انتهاء العمليات العسكرية ضد الحوثي وعناصر تنظيم الشباب المؤمن إلا أن المواجهات لم تتوقف، وإن كانت قد أخذت شكلا آخر تمثل أكثر خطورة من الحرب السابقة التي اشتعلت في جبال "مران" في العشرين من يونيو/حزيران وانتهت في العاشر من سبتمبر من العام الماضي بمقتل حسين الحوثي.
فقد انتهج تنظيم الشباب المؤمن الذي يديره بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي أسلوب حرب العصابات بدرجة رئيسية من خلال تنفيذ سلسلة من العمليات والتفجيرات التي استهدفت قادة عسكريين ودوريات شرطة ورجال أمن في العديد من المحافظات اليمنية وبخاصة العاصمة صنعاء، وخلفت العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين في عمليات وصفت بالغادرة وأدت إلى حالة من القلق والترقب في صفوف العسكريين تفوق آثار العمليات الميدانية التي يخوض فيها الجيش والأمن مواجهات مع أتباع الحوثي.
وحسب مصدر خاص تحدث لـ(العربية.نت) فإن تنظيم الشباب المؤمن تخلى عن المواجهات المباشرة مع القوات الحكومية في الحرب الثانية ليستخدم أسلوب العمليات الهجومية المباغتة ضد أهداف محددة سلفا، وقال المصدر " إن التنظيم قام بتجهيز فرق لتنفيذ العمليات والتفجيرات، وأنه تم أيضا تحديد الأهداف التي كان أغلبها من القوات العسكرية وأجهزة الأمن".
الحوثي واتباعه طلبوا تدخل حوزات نجف وقم
ويرى الكثير من المراقبين أن هناك اتجاها حثيث من قبل الحوثي وأتباعه لتدويل هذه القضية من خلال البحث عن دعم خارجي، حيث سبق ووجه بدر الدين الحوثي رسالة إلى الحوزات العلمية في (النجف وقم) طالب من خلالها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة التدخل وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق وتقصي الحقائق حول أحداث صعدة، وهي الرسالة التي لاقت تجاوبا من قبل الحوزات العلمية والمراجع الدينية من خلال التصريحات الصحفية التي أطلقتها هذه الحوزات وقالت فيها إن الطائفة الشيعية في اليمن تتعرض للاضطهاد، وأن القوات اليمنية تشن حرب إبادة للطائفة الشيعية، وهو ما نفته اليمن في حينه وتبنى العلماء اليمنيون الرد عليه.
كما كشف النائب البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي المتواجد حاليا في استوكهولم بالسويد أنه قدم ملفات إلى المحاكم الدولية وأنه يراسل الإدارة الأمريكية والمنظمات الدولية وعدد من الحكومات والشخصيات ويطلب تدخلها لدى السلطة اليمنية لرفع ما أسماه بـ"الظلم الواقع على والده وأتباعه".
وقال في حديث بثته قناة "العربية" في وقت سابق إن والده تعرض لمحاولتي اغتيال قبل أحداث 11 سبتمبر متهماً السلطة بالوقوف وراء هاتين المحاولتين، إضافة إلى قيامها بهدم بعض المنازل وإقفال عدد من متاجر أنصاره قبل الأحداث الأخيرة بسنوات.
وأشار إلى أنه بالرغم من كونه غير مطلوب أمنياً إلا أنه لا يأمن على نفسه ويخاف إن عاد أن يتعرض لما أسماه "مسائل أخرى غير منظورة"، معتبرا كل ما يقال عن الحوثييين وجماعة الشباب المؤمن إشاعات تصدر عن أجهزة الدولة وأنهم لم يخططوا للانقلاب على النظام ولم يرفضوا الدستور "بل نحن أول من أيد الدستور عقب الوحدة وبذلنا جهوداً كبيرة لإقناع العلماء بإصدار بيان تأييد لدستور دولة الوحدة".
وأتهم النائب الحوثي السلطة بعدم الوفاء بالتزاماتها التي تقطعها على نفسها، وأن والده لم يأت من صعده إلى صنعاء عقب الحرب الأولى بين شقيقه والدولة، إلا بموجب التزامات قدمها الرئيس اليمني لعدد من الوسطاء بينهم الشيخ شاجع محمد بن شاجع و "طبع وجهه"، وقال إن "الرئيس لم يف بما قطع من التزامات".
حزبا الحق واتحاد القوى الشعبية يدعمان المساندة الخارجية
ويعتقد مصدر حكومي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ(العربية.نت) أن حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية اللذين اتهمهما الرئيس اليمني علنا بتشكيل مليشيات مسلحة لخوض الحرب مع الحوثي ضد القوات الحكومية ومحاولة الانقلاب على النظام الجمهوري، يدفعان الحوثي وأتباعه للبحث عن مساندة خارجية.
وقال المصدر الحكومي نحن نعلم أن "إبراهيم بن علي الوزير رئيس حزب اتحاد القوى الشعبية يدفع يحيى بدر الدين الحوثي المتواجد حاليا في السويد إلى هذا الاتجاه، ويسهل تواصله بالأمريكيين والمنظمات الدولية، وهي محاولات يائسة لن تجدي نفعا لأن اليمن حكومة وشعبا لن يقبل أي تدخل في شؤونه الداخلية".
واستدل المصدر الحكومي اليمني بما كتبه الدكتور محمد عبد الملك المتوكل الأمين العام المساعد لإتحاد القوى الشعبية في صحيفة "الشورى" الناطقة بلسان الإتحاد والذي ناقش فيه مسألة الاستعانة بالخارج في مواجهة الحكومات والضغط عليها لتنفيذ الإصلاحات والمطالب الشعبية، ويرى أن اللوم يقع على من دفع للاستعانة بالخارج وليس على من طلب العون في إشارة إلى الحكومة.
ويرى الكثير من المراقبين والسياسيين أن ورقة الاستقواء بالخارج ومحاولات تدويل أحداث صعده التي أعلن عنها نجل بدر الدين الحوثي ويلوح بها الكثير من السياسيين المعارضين أمر يمكن استخدامه، غير أنهم يعتقدون أن أي تدخل دولي في هذا الجانب مرهون بالمصالح التي تتواخاها الدول الخارجية من مثل هكذا تدخل، وهو ما لا يرونه متوفرا في قضية الحوثي، خاصة أنه وأتباعه يجهرون بالعداء لأمريكا، "إلا إذا كان هناك مصالح غير مرئية في الوقت الراهن".
المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي الابن ثم الأب التي شهدتها محافظة صعده خلفت حسب وزير الداخلية اليمني الدكتور رشاد العليمي خسائر في الأرواح "بلغت 525 قتيلا و 2708 جرحى من القوات المسلحة والأمن وكتائب المتطوعين والمواطنين الأبرياء"، في حين يعتقد الكثير من المتابعين أن الخسائر في صفوف أتباع الحوثي تفوق هذا الرقم بكثير.
وفي الجانب الاقتصادي أوضح نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي احمد محمد صوفان أن الخسائر المادية المباشرة بلغت حوالي 52 مليار ريال، مشيرا إلى أن الخسائر غير المباشرة قد توسعت إلى الحد الذي لا يمكن حصره الآن ، ناهيك عما سببته الفتنة من تشويه لسمعة اليمن أمام المستثمرين الإقليميين والدوليين وفي نظر المنظمات الدولية لمستوى الاستقرار في اليمن.
ولم تقتصر التأثيرات السلبية لفتنة الحوثي على هذه الجوانب بل امتدت لتلقي بظلالها القاتمة أيضا على الحياة السياسية في اليمن، حيث تتهم السلطات اليمنية أحزاب المعارضة وبخاصة حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية، بتشكيل جناح عسكري يسعى للانقلاب على النظام الجمهوري.
وهو ما نفته هذه الأحزاب، مؤكدة أن النظام الجمهوري ليس محل خلاف، متهمة السلطة اليمنية بالبحث عن شماعة لأخطائها والانقلاب على التعددية السياسية والتجربة الديمقراطية، محملة السلطة مسئولية ما يتعرض له اليمن والشعب من مشاكل.
كما لوحت السلطات اليمنية بأنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد تلك الأحزاب، الأمر الذي أثار المخاوف خلق أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، خاصة بعد ارتفاع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
تداعيات قضية الحوثي ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، غير أن اليمن تمكن من السيطرة عليها داخليا ولم تنجح الجهود نحو التدويل على غرار قضية دار فور على الأقل في المرحلة الراهنة.
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2005/08/14/1831531.jpg
الشيخ بدر الدين الحوثي
دبي - فراج اسماعيل
استبعد المراقبون في اليمن أن يسلم الشيخ بدر الدين الحوثي، وعبد الله عيضه الرزامي نفسيهما للسلطات الحكومية رغم العفو الرئاسي الذي اصدره الرئيس علي عبد الله صالح، فيما رفض نجله "عبد الملك بدر الدين الحوثي" الكشف عن مكانه لاعتبارات أمنية، مؤكدا رفض التسليم إلا في إطار عفو عام وغير مشروط، وضمان الحرية الدينية والفكرية، وضمان عدم ملاحقة والده والرزامي قضائيا.
إلا أن مصادر قبلية في اليمن قالت لـ"العربية.نت" إن الشيخ بدر الدين الحوثي "الأب" طريح الفراش منذ حوالي شهرين، وأن نجله عبد الملك أبلغ السلطات المعنية بصعوبة وصوله إلى صنعاء، وهو ما دفعها إلى التهدئة التامة للموقف خلال الأسابيع الأخيرة.
وكانت الحكومة اليمنية قد كثفت جهودها خلال الفترة الأخيرة للتصدي لاتجاه بدر الدين الحوثي الحصول على دعم الحوزات الدينية في النجف وقم ومحاولته الترويج بأن هناك اضطهادا مذهبيا للشيعة في اليمن. وأكدت الحكومة بالتكاتف مع علماء اليمن نفي أي تعصب مذهبي، وتمت اتصالات مع الساسة الايرانيين ومع الحوزات الدينية لتكذيب اتهامات بدر الدين الحوثي.
بدر الدين الحوثي هو والد حسين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي قتل في المواجهات في القوات الحكومية في سبتمبر/ ايلول من العام الماضي، ليصبح بعده عبد الله عيضة الرزامي الرجل الأول في التنظيم.
فيما أكدت مصادر صحفية لـ"العربية.نت" أن توجيهات رئاسية تقضي بصرف كافة الرواتب الموقوفة لحسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم "الشباب المؤمن" الذي لقي مصرعه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وكذلك رواتب شقيقه يحيى بدر الدين الحوثي عضو مجلس النواب عضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر الشعبي العام ، إضافة إلى مضاعفة كمية المواد التموينية المعتمدة من قبل الدولة لأسرة الشيخ بدر الدين الحوثي الأب التي توازي مؤونة (200) شخص بشكل يومي.
ويمثل 26 شخصا من أتباع حسين بدر الدين الحوثي أو ما يعرف بخلية صنعاء، الاثنين 15/8/2005 أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة في اليمن ، فيما يحاكم غيابيا 10 آخرون ما زالوا هاربين .
وينتمي هؤلاء المتهمون إلى تنظيم "الشباب المؤمن".. الذي أسسه محمد بدر الدين الحوثي عام 1991 ووجه لهم الاتهام بتكوين خلية صنعاء الإرهابية في أعقاب التمرد الأخير الذي قاده بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي في مارس/ اذار الماضي، وتنفيذ تفجيرات وعمليات هجومية ضد قواعد عسكرية وأمنية ومراكز وسيارات للجيش والأمن اليمني في مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء ومدن أخرى مثل عمران وصعده ومأرب.
وكانت السلطات الأمنية قد أعلنت في وقت سابق أن تلك التفجيرات والهجمات نفذها أنصار الحوثي. وقال مصدر أمني مطلع إن السلطات المختصة لم تقدم للمحاكمة إلا الأشخاص الذين ثبتت إدانتهم بأعمال إجرامية لزعزعة أمن البلاد واستقراره. والمعروف أنه يوجد عدد كبير رهن الاعتقال من أنصار الحوثي.
تنظيم الشباب المؤمن في بدايته وجد دعما حكوميا
وتأسس تنظيم الشباب المؤمن في العام 1991على يد محمد بدر الدين الحوثي شقيق حسين الحوثي، حيث تنامت قوة التنظيم واتسع نفوذه بشكل كبير بدعم من السلطات اليمنية لإضعاف حزب الحق ومواجهة التيارات السلفية والإصلاحية.
ثم تولى حسين الحوثي قيادة التنظيم في الوقت الذي كان فيه عضوا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، وحصل على عضوية البرلمان اليمني خلال الفترة من 1993 حتى 1997.
وأثارت أنشطة هذا التنظيم مخاوف السلطة منذ وقت مبكر، وتحديدا في العام 2002 إلا أنها لم تتخذ أي إجراء للحد من نشاطه، خاصة وقد بدأ بجمع الأسلحة كما بدأ حسين الحوثي بطرح الكثير من الآراء الجريئة التي نال في بعضها من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.
وقد أطلق التنظيم شعار" الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" لأول مرة في 17 يناير 2002 ثم توسعت مساحة ترديد الشعار في المساجد عقب كل صلاة، ليمتد إلى مساجد في محافظات صعدة وحجة وعمران والعاصمة صنعاء وبخاصة الجامع الكبير فيها.
وحتى تفجر المواجهات المسلحة بين الحوثيين والقوات الحكومية، كانت أجهزة الأمن قد أعتقلت ما يقرب من 1000 شخص من أتباع الحوثي الذين يرددون الشعار في المساجد.
بدأت المواجهات المسلحة في جبال مران التي تحصن فيها الحوثي وأتباعه في 20 يونيو 2004 وانتهت بمقتل حسين الحوثي في 10 سبتمبر من ذات العام.
حينها توقف عبد الله عيضه الرزامي الذي أصبح الرجل الأول في قيادة التنظيم بعد مقتل الحوثي عن مواصلة القتال مقابل عدم ملاحقته من قبل السلطات اليمنية.
في آواخر شهر مارس 2005 تجددت المواجهات المسلحة بين أتباع الحوثي والقوات اليمنية، وهذه المرة بقيادة رجل الدين الشيعي بدر الدين الحوثي والد حسين الحوثي ومعه عبدالله عيضة الرزامي اللذين خاضا مواجهاتهما مع القوات الحكومية بشكل مختلف
الحوثي والرزامي انتهجا أسلوب حرب العصابات
وتؤكد معطيات وحقائق المواجهات الأخيرة التي دارت في محافظة صعده أن تنظيم "الشباب المؤمن" الذي يديره بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي ينتهج أسلوب حرب العصابات، إلى جانب المواجهات في بعض المناطق وبخاصة في الرزامات ووادي نشور.
هذا الأسلوب مكن أتباع الحوثي من تنفيذ سلسلة واسعة من الهجمات الموجهة ضد المعسكرات ومراكز الشرطة في محافظات صعده ومأرب وعمران، إلى جانب العاصمة اليمنية صنعاء، التي نفذوا فيها سلسلة من الهجمات الموجهة ضد قيادات عسكرية وأمنية ومراكز وسيارات للشرطة والجيش.
في 13 أبريل 2005 اعلنت السلطات اليمنية انتهاء المواجهات مع أتباع الحوثي الأب والرزامي، لكنها لم تتمكن من الوصول لأي منهما. وكانت صحيفة "الوسط" الأسبوعية اليمنية قد نشرت في 4/8/2005 تصريحا لعبدالملك بدر الدين الحوثي أكد فيه قطع المفاوضات مع السلطة حتى تتوقف عن تعذيب سجناء صعدة.
وقال: "إننا نعلن قطع كل المفاوضات مع السلطة حتى تتوقف عن ماتقوم به من تعذيب للسجناء المعتقلين على ذمة القضية وتحسن اوضاعهم". كما وجه انذاراً لمن وصفهم "بالجلادين الظالمين الذين يمارسون التعذيب بأنه سيأتي يوم القصاص العادل، وطالبهم بأن يكفوا ايديهم عن تعذيب السجناء".
وأضاف: "نحن نعرف من يمارسون ذلك".. وشن هجوماً شديداً على منظمات المجتمع المدني واتهمها بأنها مرتهنة بيد الأجنبي، حيث قال: "ان ما يحدث من ظلم واضطهاد لهؤلاء السجناء دون ان تقوم المنظمات التي تسمي نفسها انسانية، وتهتم بحقوق الانسان بأي موقف تجاه مايحدث، فإن ذلك يدل على زيف هذه المنظمات وارتهانها بيد الاجنبي وانها تداهن السلطة". وجدد الحوثي رفضه القاطع لما اسماها" لغة التسليم بسبب عدم وجود قضاء عادل ومستقل".
عائلة الحوثي ترفض التسليم خوفا من التعذيب
وتساءل: "كيف نسلم انفسنا لمن اراد ان يقتلنا في بيوتنا.. ان الذين يسلمون انفسهم يلاقون داخل السجن في صعدة اسوأ انواع التعذيب والاضطهاد، ومن ضمنها منع الطعام والدواء عنهم وكسر عظامهمن وتعرضهم للضرب المبرح إلى حد الاغماء ولم يستثن من التعذيب بالكهرباء الذين سلموا انفسهم أو تم اسرهم اثناء الحرب"..
واتهم الرئيس صالح بأنه "المسؤول الأول عما يجري من ظلم، تقوم به ما وصفها بأجهزته القمعية وجلاديه في السجون". مستغرباً مما تم نشره من توجيه للرئيس بصرف رواتب حسين ويحيى الحوثي وتخصيص تعيين لبدر الدين، قائلاً: "الرئيس منع العوائل التي في صنعاء من ان تساعد العوائل التي في صعدة، ونحن لانطلب من السلطة أي مبالغ ولكن نطلب منها ترك ممتلكاتنا لانها نهبتها في مران وفي نشور وفي الجمعة".
وأضاف: "السلطة تنهب حتى ابسط الأشياء من أثاث البيوت ولازالت تحتل منزل حسين وبيت الوالد في مران.. طالباً ان تترك السلطة لهم دينهم ومبادئهم، وان تعاملهم على اساس الحقوق المشروعة كمواطنين.
ولم يستثن الحوثي العلماء الذين اتهمهم بالسلبية والحياد قائلاً: "ان مايحدث من مظالم ومفاسد في هذا البلد داخل السجون وخارجها يكشف زيف كثير ممن يسمون انفسهم علماء ووجهاء، والذين لم يصدر منهم أي موقف ضد هذا الظلم والطغيان براءة للذمة أمام الله والتاريخ". واعتبر أن "ما يعلن عنه من محاكمات لبعض السجناء هي محاكمات غير شرعية لان الذي يحاكم فيها هو الجلاد" على حد قوله.
كما نفى مانشرته بعض الصحف من ان الرزامي التقى بالرئيس صالح أو سلم نفسه، وأنكر أيضا حدوث أية انشقاقات أو اختلافات داخل صفوفهم، معتبراً انهم "يقدمون اعظم نموذج للتوحد والمتوحدين لانهم يعتمدون على القرآن ونهج الله".
نجل بدر الدين الحوثي يرفض أي معلومات عن والده
ورفض الادلاء بأية معلومات عن والده قائلاً: "لانستطيع ان نقدم أي معلومات عن الوالد ان كان حياً أو ميتاً، في الداخل أو في الخارج". وحذر السلطة مما اعتبره الاستمرار باللعب بالورقة المذهبية متهما إياها بأنها "سلطة عنصرية ومذهبية 100% وإلاَّ ماكانت ترغم الناس على اعتناق الفكر الوهابي".. واستطرد: «اقسم ان اشخاصاً من أهالي مران ارغمهم قائد المعسكر على صلاة الجمعة يوم السبت، بعد أن رفض هؤلاء الصلاة خلف الإمام في اليوم السابق» ووصف هذا الأمر بأنه تصرف جنوني.
واشار عبدالملك الى أنه تم رصد تحركات لآليات عسكرية ودبابات متجهة الى منطقة بني معاذ متهماً السلطة بأنها تريد شن حرب جديدة أو انها تسعى لاستفزازهم من أجل اشعال الحرب. وحذر في ختام تصريحه "السلطة من محاولة اشعال الفتيل وطالبها ان تتقي الله". وزاد «انهم مهما استخدموا القوة والعنف ومهما بطشوا لن يزيدونا إلاَّ قوة وصلابة، ونحن الآن أكثر قوة وتماسكاً من ذي قبل».
وكان الاسبوع الأول من اغسطس/اب قد شهد تحركات عسكرية وتعزيزات للقوات الحكومية المتمركزة في عدد من مناطق ومديريات محافظة صعدة . وقال مواطنون إن قوات شوهدت تعبر مدينة ضحيان القريبة من صعدة بالتزامن مع وصول قوات جديدة إلى منطقة كتاف، وقوات إضافية تمركزت قرب منطقة نقعة، تتكون من دبابات ذات نوعية جديدة، وجنود وأسلحة متوسطة وثقيلة.
ويأتي هذا في ظل استمرار الأوضاع في صعدة على حالها من عدم الحسم منذ توقف العمليات العسكرية قبل أكثر من شهرين، وبدء وساطة جديدة بين الحكومة وأنصار الحوثي لم تصل جهودها إلى نتيجة ملموسة حتى الآن.
هدوء واستقرار أمني في صعدة
ويقول مراقبون في محافظة صعدة الحدودية مع السعودية إنها شهدت حالة من الهدوء والاستقرار الأمني بعد اعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في منتصف مايو الماضي العفو الرئاسي عن بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضه الرزامي وأتباعهما من المنتمين لتنظيم "الشباب المؤمن".
ولا تمثل حالة الهدوء المؤقتة والتي تأتي في أعقاب التوجيهات الرسمية بإيقاف الحملة العسكرية ضد الحوثي وأتباعه، في نظر الكثير من المراقبين مؤشرا على انتهاء المواجهات المسلحة الدامية التي شهدتها محافظة صعده بين رجل الدين الشيعي بدر الدين الحوثي وأتباعه من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى بقدر ما تعد بمثابة هدنة تتيح المجال لجهود الوساطة التي يقوم بها الشيخ شاجع بن شاجع، والتي ما يزال أمر نجاحها من عدمه مرهون بموافقة السلطة على شروط الحوثي.
وبالرغم من إعلان العفو الذي أطلقه الرئيس صالح في اجتماع موسع ضم جمعية علماء اليمن وهيئتي الرئاسة لمجلسي النواب والشورى، في أعقاب تلقي الرئيس صالح لرسالة الحوثي والرزامي التي حملها الشيخ بن شاجع وأبديا فيها رغبتهما في إنهاء الحرب والالتزام بالدستور والقانون والولاء للدولة وعدم رفض النظام الجمهوري، إلا أن الحوثي والرزامي يطالبان بمزيد من الضمانات التي تكفل عدم ملاحقتهما أمنيا.
أتباع الحوثي يطالبون بعفو عام غير مشروط
وقال عبد الملك نجل بدر الدين الحوثي في تصريحات صحفية علق فيها على إعلان العفو أن مطالبهم تتمثل في صدور عفو عام وغير مشروط، وضمان الحرية الدينية والفكرية، والإفراج عن جميع المعتقلين، ومن ثم اعمار ما دمرته الحرب وتعويض الأهالي، إلى جانب تأكيد أتباع الحوثي وأبنائه في غير مرة تمسكهم بترديد شعار الشباب المؤمن " الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام"، وعدم استعدادهم للتخلي عنه مهما كلفهم ذلك باعتبار أن ترديدهم للشعار يدخل ضمن الحريات والحقوق الدينية والفكرية، وكذا السماح له بإعادة فتح مدارسه الدينية.
ويستبعد سياسيون يمنيون تسليم الحوثي والرزامي نفسيهما للسلطات اليمنية أو قبولها بشروطهما، ويعتقدون في أحاديث لـ(العربية.نت) أن إيقاف المواجهات، ربما يهدف إلى التحضير لمرحلة جديدة من المواجهة خاصة بعد تمكن السلطات الأمنية من ضبط العديد من أتباع الحوثي كانوا يخططون لتنفيذ عمليات نوعية بواسطة القنابل اليدوية تستهدف قيادات عسكرية وأمنية.
ويبني السياسيون اليمنيون اعتقادهم السابق على جملة من المؤشرات، أولها أن القبول بالعفو من قبل الحوثي وأتباعه وتسليم الحوثي والرزامي نفسيهما للسلطات اليمنية ما يزال محل خلاف، حيث يرى البعض أن يتم ذلك بشروط توافق عليها الدولة، في حين يعتبره البعض الآخر خيانة لدماء الذين قتلوا منهم، وفي ذات الوقت تخليا عن قناعات آمنوا بها وقاتلوا من أجلها.
المؤسسة العسكرية تعارض العفو الرئاسي
أما المؤشر الآخر فيكمن في وجود معارضة داخل السلطة وبخاصة داخل المؤسسة العسكرية لقرار العفو الصادر عن الرئيس اليمني، حيث يعتقد الكثيرون من العسكريين أن هذه المواجهات لا يجب أن تتوقف إلا بمقتل "رأس الفتنة" وقادتها وهم الحوثي والرزامي أو تسليم نفسيهما للعدالة، باعتبار أن العفو يبقي الباب مفتوحا لمواجهات قادمة، هذا أولا، وثانيا لأن المواجهات التي خلفت الآلاف من الضحايا من أجل القضاء على "الفتنة" لن تصل إلى غايتها وبالتالي ما كان يجب أن تبدأ إذا كانت ستقف عند هذه المرحلة.
والجانب الأهم من هذا كله حسب هؤلاء السياسيين أن هذه الحرب قد أخذت طابع الثأر بين الجانبين، فأتباع الحوثي يسعون من خلال عملياتهم للثأر لقتلاهم، من المنتمين للمؤسستين العسكرية والأمنية سواء ممن شاركوا في الحرب أو من غيرهم، وهي كذلك بالنسبة للعسكريين الذين يسعون للانتقام لمن قتل أو جرح من زملائهم، وبالتالي يصعب على الطرفين الوقوف عند هذا الحد.
مواجهات صعدة مفتوحة على كل الاحتمالات
الكثير من المعطيات الراهنة تؤكد أن مواجهات صعدة بين الحوثي الأب والقوات الحكومية ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، وليس هناك أي مؤشرات تؤكد أو تدل على قرب النهاية، خاصة وكل التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أن "الفتنة قد أخمدت" بعد مقتل حسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن على يد القوات الحكومية في 10/8/2004 قد باءت بالفشل عندما تجددت المواجهات بين السلطات من جهة وبين والده بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي وأتباعهما بعد ما يقرب من ستة أشهر من انتهاء المواجهات الأولى.
وبالرغم من إعلان السلطات اليمنية رسميا في 13 أبريل/ نيسان الماضي عن انتهاء العمليات العسكرية ضد الحوثي وعناصر تنظيم الشباب المؤمن إلا أن المواجهات لم تتوقف، وإن كانت قد أخذت شكلا آخر تمثل أكثر خطورة من الحرب السابقة التي اشتعلت في جبال "مران" في العشرين من يونيو/حزيران وانتهت في العاشر من سبتمبر من العام الماضي بمقتل حسين الحوثي.
فقد انتهج تنظيم الشباب المؤمن الذي يديره بدر الدين الحوثي وعبد الله عيضة الرزامي أسلوب حرب العصابات بدرجة رئيسية من خلال تنفيذ سلسلة من العمليات والتفجيرات التي استهدفت قادة عسكريين ودوريات شرطة ورجال أمن في العديد من المحافظات اليمنية وبخاصة العاصمة صنعاء، وخلفت العشرات من القتلى والجرحى من الجانبين في عمليات وصفت بالغادرة وأدت إلى حالة من القلق والترقب في صفوف العسكريين تفوق آثار العمليات الميدانية التي يخوض فيها الجيش والأمن مواجهات مع أتباع الحوثي.
وحسب مصدر خاص تحدث لـ(العربية.نت) فإن تنظيم الشباب المؤمن تخلى عن المواجهات المباشرة مع القوات الحكومية في الحرب الثانية ليستخدم أسلوب العمليات الهجومية المباغتة ضد أهداف محددة سلفا، وقال المصدر " إن التنظيم قام بتجهيز فرق لتنفيذ العمليات والتفجيرات، وأنه تم أيضا تحديد الأهداف التي كان أغلبها من القوات العسكرية وأجهزة الأمن".
الحوثي واتباعه طلبوا تدخل حوزات نجف وقم
ويرى الكثير من المراقبين أن هناك اتجاها حثيث من قبل الحوثي وأتباعه لتدويل هذه القضية من خلال البحث عن دعم خارجي، حيث سبق ووجه بدر الدين الحوثي رسالة إلى الحوزات العلمية في (النجف وقم) طالب من خلالها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة التدخل وتشكيل لجنة محايدة للتحقيق وتقصي الحقائق حول أحداث صعدة، وهي الرسالة التي لاقت تجاوبا من قبل الحوزات العلمية والمراجع الدينية من خلال التصريحات الصحفية التي أطلقتها هذه الحوزات وقالت فيها إن الطائفة الشيعية في اليمن تتعرض للاضطهاد، وأن القوات اليمنية تشن حرب إبادة للطائفة الشيعية، وهو ما نفته اليمن في حينه وتبنى العلماء اليمنيون الرد عليه.
كما كشف النائب البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي المتواجد حاليا في استوكهولم بالسويد أنه قدم ملفات إلى المحاكم الدولية وأنه يراسل الإدارة الأمريكية والمنظمات الدولية وعدد من الحكومات والشخصيات ويطلب تدخلها لدى السلطة اليمنية لرفع ما أسماه بـ"الظلم الواقع على والده وأتباعه".
وقال في حديث بثته قناة "العربية" في وقت سابق إن والده تعرض لمحاولتي اغتيال قبل أحداث 11 سبتمبر متهماً السلطة بالوقوف وراء هاتين المحاولتين، إضافة إلى قيامها بهدم بعض المنازل وإقفال عدد من متاجر أنصاره قبل الأحداث الأخيرة بسنوات.
وأشار إلى أنه بالرغم من كونه غير مطلوب أمنياً إلا أنه لا يأمن على نفسه ويخاف إن عاد أن يتعرض لما أسماه "مسائل أخرى غير منظورة"، معتبرا كل ما يقال عن الحوثييين وجماعة الشباب المؤمن إشاعات تصدر عن أجهزة الدولة وأنهم لم يخططوا للانقلاب على النظام ولم يرفضوا الدستور "بل نحن أول من أيد الدستور عقب الوحدة وبذلنا جهوداً كبيرة لإقناع العلماء بإصدار بيان تأييد لدستور دولة الوحدة".
وأتهم النائب الحوثي السلطة بعدم الوفاء بالتزاماتها التي تقطعها على نفسها، وأن والده لم يأت من صعده إلى صنعاء عقب الحرب الأولى بين شقيقه والدولة، إلا بموجب التزامات قدمها الرئيس اليمني لعدد من الوسطاء بينهم الشيخ شاجع محمد بن شاجع و "طبع وجهه"، وقال إن "الرئيس لم يف بما قطع من التزامات".
حزبا الحق واتحاد القوى الشعبية يدعمان المساندة الخارجية
ويعتقد مصدر حكومي طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لـ(العربية.نت) أن حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية اللذين اتهمهما الرئيس اليمني علنا بتشكيل مليشيات مسلحة لخوض الحرب مع الحوثي ضد القوات الحكومية ومحاولة الانقلاب على النظام الجمهوري، يدفعان الحوثي وأتباعه للبحث عن مساندة خارجية.
وقال المصدر الحكومي نحن نعلم أن "إبراهيم بن علي الوزير رئيس حزب اتحاد القوى الشعبية يدفع يحيى بدر الدين الحوثي المتواجد حاليا في السويد إلى هذا الاتجاه، ويسهل تواصله بالأمريكيين والمنظمات الدولية، وهي محاولات يائسة لن تجدي نفعا لأن اليمن حكومة وشعبا لن يقبل أي تدخل في شؤونه الداخلية".
واستدل المصدر الحكومي اليمني بما كتبه الدكتور محمد عبد الملك المتوكل الأمين العام المساعد لإتحاد القوى الشعبية في صحيفة "الشورى" الناطقة بلسان الإتحاد والذي ناقش فيه مسألة الاستعانة بالخارج في مواجهة الحكومات والضغط عليها لتنفيذ الإصلاحات والمطالب الشعبية، ويرى أن اللوم يقع على من دفع للاستعانة بالخارج وليس على من طلب العون في إشارة إلى الحكومة.
ويرى الكثير من المراقبين والسياسيين أن ورقة الاستقواء بالخارج ومحاولات تدويل أحداث صعده التي أعلن عنها نجل بدر الدين الحوثي ويلوح بها الكثير من السياسيين المعارضين أمر يمكن استخدامه، غير أنهم يعتقدون أن أي تدخل دولي في هذا الجانب مرهون بالمصالح التي تتواخاها الدول الخارجية من مثل هكذا تدخل، وهو ما لا يرونه متوفرا في قضية الحوثي، خاصة أنه وأتباعه يجهرون بالعداء لأمريكا، "إلا إذا كان هناك مصالح غير مرئية في الوقت الراهن".
المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي الابن ثم الأب التي شهدتها محافظة صعده خلفت حسب وزير الداخلية اليمني الدكتور رشاد العليمي خسائر في الأرواح "بلغت 525 قتيلا و 2708 جرحى من القوات المسلحة والأمن وكتائب المتطوعين والمواطنين الأبرياء"، في حين يعتقد الكثير من المتابعين أن الخسائر في صفوف أتباع الحوثي تفوق هذا الرقم بكثير.
وفي الجانب الاقتصادي أوضح نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي احمد محمد صوفان أن الخسائر المادية المباشرة بلغت حوالي 52 مليار ريال، مشيرا إلى أن الخسائر غير المباشرة قد توسعت إلى الحد الذي لا يمكن حصره الآن ، ناهيك عما سببته الفتنة من تشويه لسمعة اليمن أمام المستثمرين الإقليميين والدوليين وفي نظر المنظمات الدولية لمستوى الاستقرار في اليمن.
ولم تقتصر التأثيرات السلبية لفتنة الحوثي على هذه الجوانب بل امتدت لتلقي بظلالها القاتمة أيضا على الحياة السياسية في اليمن، حيث تتهم السلطات اليمنية أحزاب المعارضة وبخاصة حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية، بتشكيل جناح عسكري يسعى للانقلاب على النظام الجمهوري.
وهو ما نفته هذه الأحزاب، مؤكدة أن النظام الجمهوري ليس محل خلاف، متهمة السلطة اليمنية بالبحث عن شماعة لأخطائها والانقلاب على التعددية السياسية والتجربة الديمقراطية، محملة السلطة مسئولية ما يتعرض له اليمن والشعب من مشاكل.
كما لوحت السلطات اليمنية بأنها ستتخذ إجراءات قانونية ضد تلك الأحزاب، الأمر الذي أثار المخاوف خلق أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، خاصة بعد ارتفاع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
تداعيات قضية الحوثي ما تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، غير أن اليمن تمكن من السيطرة عليها داخليا ولم تنجح الجهود نحو التدويل على غرار قضية دار فور على الأقل في المرحلة الراهنة.