المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نبيه البرجي يكتب عندما زار ترامب قاعدة عين الأسد ...جهنم بخمسة نجوم



المصباح
05-21-2021, 10:23 AM
https://worldnews-sy.com/wp-content/uploads/2015/09/%D9%86%D8%A8%D9%8A%D9%87.jpg


الجمعة, 28/12/2018


نبيه البرجي

لا نعتقد أن أحداً في السماء يمكن أن يعترض على وصفنا المنطقة من المحيط الى الخليج بجهنم . جهنم التي بخمسة نجوم !

... وعلى كوننا , كجثث ناطقة , ضيوف شرف على هذه الجهنم .

نبدأ بأحوالنا . هل من لبناني يعلم , في ذروة الهلهلة السياسية , والهلهلة الاقتصادية , والهلهلة الأخلاقية , من هي الجهة التي تعطل تشكيل الحكومة , ولماذا ؟

وهل من لبناني يعلم كيف نبشوا جواد عدرة , ومن وضع اسمه في المظروف الذي حمله النائب قاسم هاشم الى رفاقه في اللقاء التشاوري (لا تنسوا أنهم أعمدة جوبيتير) , ثم تعثر العثور على المكان الذي يفترض أن يضع قدميه فيه ؟ هنا أم هناك أم هنالك ؟

هذه هي المسألة (يا سيدتي المركيزة) . الدولة تتصدع . البطالة في كل بيت . رقم الدين العام يزعزع الجبال . انتهاك المال العام في وضح النهار أو تحت جنح الظلام . التلاعب بملف النفط والغاز في الدهاليز . طبقة سياسية لا نظير لها في التاريخ ولا ما قبل التاريخ .

الزلزال يتجول في أرجاء المنطقة . لا أحد يعلم الى أين تذهب الخرائط والى اين تذهب الدول . الصواريخ الاسرائيلية كادت تودي بكل ما تبقى من البلد . ثم نختلف حول المكان الذي يقف فيه , أو يجلس فيه , جواد عدرة .

السؤال المنطقي : اين الدولة لكي تكون هناك حكومة ؟ وعدونا , كأغبياء من الطراز الرفيع , بالمحاسبة والمساءلة . حكومة تضم ممثلين عن كل القبائل , وعن كل الطوائف , وعن كل الأزقة . في هذه الحال , من يحاسب من ؟ من يسائل من ؟

ما ينطبق علينا (اذا كنتم تذكرون مصطلح اللبننة) ينطبق على العراق ما دمتم تتذكرون مصطلح العرقنة) . أين الدولة في بلاد الرافدين لكي تكون هناك حكومة ؟ البلد الذي عرف النظام البرلماني قبل ثلاثة قرون من الميلاد , تتشكل فيه الحكومة بالتقسيط , وتجري فيه الانتخابات بالأسنان لا بأوراق الاقتراع .

ثم ان اللبننة والعرقنة شقيقتان في انتاج ذلك النوع من الفساد . الفساد المقدس ما دام الفاسدون يرفعون شعارات الدفاع عن الطوائف , وعن أئمة الطوائف , وعن طقوس الطوائف .

العراق فاقنا في الهلهلة . نحن الذين تختال القاذفات الاسرائيلية في أجوائنا , وتضرب من أجوائنا , ثم نختلف حول من يتسلم حقيبة البيئة , ليس عشقاً للبيئة , وقد أكلنا الجبال , وحوّلنا الأنهار الى مقابر , وانما لأن مؤتمر "سيدر" لحظ لها الملايين . ذاك العلم اللبناني الذي يرفرف على مغارة علي بابا .

مثلما تعاملنا الطبقة السياسية في لبنان على أننا الفتات البشري , تعامل الطبقة السياسية في العراق رعاياها على أنهم الفتات البشري .

حين عقدت المعاهدة بين بغداد وواشنطن ضحكوا على الناس . واخفوا قصة القاعدة الأميركية . هكذا يحط دونالد ترامب على أرض أميركية في بلاد حمورابي وهارون الرشيد . لم يكترث برئيس الجمهورية , ولا برئيس الحكومة, ولا برئيس المجلس النيابي .

لاحظوا مدى كاريكاتورية الترويكا . رفضوا اللقاء مع المحتل في قاعدة "عين الأسد" كما لو أن المشكلة هنا لا في وجود هولاكو على أرضهم .

الأكثر انتهاكاً لأرض العراق , لسيادة العراق , أن يقول الرئيس الأميركي بانطلاق الطائرات الأميركية من القاعدة لتنفيذ عمليات عسكرية في سوريا . لا تعليق من أي رئيس عراقي .

الفضيحة الأكبر أن "فصائل المقاومة" اكتشفت الآن أن ثمة احتلالاً أميركياً للعراق . قرعت الطبول . الرجاء العودة الى ليل الأراكيل , على أنغام ناظم الغزالي . هناك المعارك الكبرى مع المال الحرام .

نسأل المراجع , ونسأل المسيرات الكربلائية (بالملايين سيراً على الأقدام) , اين انتم من الوجود الأميركي في العراق ؟

اين أنتم حين كانت جحافل أبي بكر البغدادي , وتحت أنظار الأباتشي الأميركية , تجتاح المناطق المسيحية والايزدية , وحيث الذي جرى أبعد بكثير من أن يكون فضيحة القرن ؟

قبل يوم واحد من زيارة ترامب , كان استاذ لبناني في احدى الجامعات الأميركية يقول لي "كيف لم يقم ذلك المعتوه بزيارة القوات الأميركية في أفغانستان عشية الميلاد ؟" .

لا بأس , زار القوات الأميركية في العراق ليطمئن الاسرائيليين, وغيرهم وغيرهم" بـ "أننا ما زلنا هنا على مقربة من الأرض السورية" .

لا ندري لماذا وصفنا الله بـ"خير أمة" , وكل الدلائل تشيرالى أننا "شر أمة" . لامكان لنا في الزمان , ولا مكان لنا في المكان . الأزمنة تذهب هباء . الثروات تذهب هباء . أميركا على أرضنا , وفي فراشنا , الى اليوم الذي لا تبقى هناك سوى الهياكل العظمية التي تمشي عارية القدمين في الصحراء .

لا دول هناك سوى تركيا , وايران , واسرائيل . ما تبقى مستودعات للدمى .

لم نترك أثراً في الزمن . الزمن لم يترك فينا أثراً ...

http://www.sns.sy/ar/node/92501