المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاستخبارات البريطانية هربت الشيخ بكري بعد انكشاف عمالته وتسليمه عشرات المتطرفين!



زوربا
08-11-2005, 01:36 AM
خروج "الفيل الإرهابي" من "خرم الإبرة" الانكليزي يثير التساؤلات


لندن - كتب حميد غريافي

لم تكشف بعد كل الملابسات التي احاطت بانزلاق زعيم جماعة »المهاجرون« الاسلامية المتطرفة عمر بكري من بين اصابع السلطات البريطانية المستنفرة حتى اذنيها »الطويلتين« الى خارج المملكة المتحدة, على الرغم من ان وجهه وشكل تكوينه الجسدي هما اشهر من نار على علم في المطارات والمرافئ وانفاق القطارات, كما هما معروفان, لا من اكثر من ستة اˆلاف رجل شرطة وعدد مماثل من رجال الاستخبارات والامن السريين وشعب مكافحة الارهاب فحسب, بل من 90 في المئة من سكان هذه الجزيرة »المقطوعة« عن العالم والتي يفصلها عن القارة الاوروبية نفق مائي هو الاوحد تمكن مراقبته بوسائل بدائية اذا »صفت النوايا« وصدقت »الاهداف«.

إلا ان مسألة »فرار« هذا الرجل الملتحي الضخم الذي يظهر اكثر من مرات عدة شهريا على شاشات التلفزة البريطانية ب¯ »قضها وقضيضها«, الى المانيا ومنها الى لبنان السبت الماضي بعدما وضع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير شخصيا سيف »اتهامه بالخيانة« فوق عنقه مع اثنين اˆخرين من »بني جلدته«, بطريقة مازالت تشكل لغزا محيرا للناس ووسائل الاعلام, وحتى لاعضاء مجلس العموم (البرلمان), قد لا تكون بالفعل »مسألة فرار«, بل »مساعدة« على الخروج كالشعرة من العجين الارهابي الذي ضرب لندن مرتين الشهر الماضي, على ايدي اجهزة امنية بريطانية في مقدمتها الاستخبارات الداخلية (ام اي - 5), ترددت معلومات وشائعات وروايات طوال السنوات الست الماضية في الشارع الانكليزي, انها كانت تستخدمه ك¯ »عميل لها مدسوس في رأس هرم التطرف الاسلامي في بريطانيا«, ساهم في اعتقال العشرات من المشتبه بارهابيتهم وعلاقاتهم بتنظيمات ارهابية في الشرق الاوسط وباكستان واندونيسيا وافغانستان والشيشان والبوسنة وبعض الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة مثل طاجيكستان وتركمانستان وغيرها, او في ابعادهم عن اراضي المملكة المتحدة.
وذكرت تلك المعلومات والشائعات هذا الاسبوع ان زعيم »المهاجرون« »فر عزيزا مكرما الى بيروت, لا للمكوث فيها بشكل دائم بسبب طول يد الاستخبارات السورية المستمرة في العبث بالشؤون اللبنانية الداخلية, التي قد تصل اليه في اي وقت, وهو »المطلوب للذبح« من قبلها, بل للانتقال خلال الاسابيع القليلة المقبلة الى عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة, ابوظبي ثم الى الشارقة حيث يقال ان السلطات البريطانية امنت له فيها ملجأ مريحا بالاتفاق مع سلطاتها, بضمانات منها بأنه »لن يحرك ساكنا ارهابيا هناك«.

الا ان المشكلة »الاكثر عواصة« انتقلت معه الى بيروت, اذ انكب فيها الكبير والصغير على محاولة كشف كيفية حصول هذا »المعلم الارهابي الضخم« على الجنسية اللبنانية التي باتت اسهل منالا كما يبدو من »ورق لف السجائر« كما وصفها برلماني مخضرم: فمنهم من يقول انه تجنس عام 1994 مع ال¯ 350 الف سوري وفلسطيني وعربي وطاجيكي وبلوسستاني وقرغيزي على يد النائب ميشال المر »عديل« رئيس الجمهورية اميل لحود, ومنهم من »يؤكد« انه حصل على تذكرة هويته وجواز سفره اللبنانيين في اواخر الثمانينات بمرسوم تجنيس خاص تدخلت قيادة حزب الله وشخصيات لبنانية اخرى في توقيعه.. الا ان اˆخرين يعتقدون ان للسلطات البريطانية نفسها ضلعا في تأمين الجنسية اللبنانية له »كعرفان بالجميل« لخدماته الجلى التي قدمها للاستخبارات البريطانية منذ لحظة وصوله الى المملكة المتحدة وحصوله على اللجوء السياسي وعلى مئات اˆلاف الاسترلينيات لتغطية مصاريفه هو وزوجاته واولاده السبعة طوال السنوات العشر الماضية.

وفيما ذكرت اذاعة »بي.بي.سي« البريطانية الرسمية امس الاربعاء ان عمر بكري »موضوع على لائحة الانتظار لاجراء عملية جراحية في القلب في احد مستشفيات لندن, وانه قد يعود اليها متى جرى تحديد موعدها الذي قد لا يتجاوز الشهر او الشهرين لاجراء تلك العملية«.. واذا صحت »توقعات« هذه الاذاعة العريقة الشهيرة, فان الانكليز قد لا يضحكون لهذه »النكتة السمجة« كعادتهم, بل سيبكون حتما على الحالة التي وصلت اليها حكومتهم المهتزة بقيادة حزب العمال الحاكم الذي يحملونه اصلا مسؤولية تحويل بلدهم الى »ملفى طياح« الارهابيين من كل صوب وحدب.

ومهما كانت ظروف وملابسات خروج هذا الفيل من »خرم الابرة« البريطانية, الا ان السؤال اكثر جدية وخطورة ظهر خلال اليومين الماضيين على لسان بعض المقربين من الاجهزة الامنية البريطانية وهو: هل هرب خوفا على حياته من عناصر وخلايا اسلامية نائمة او صاحية في هذا البلد »بعدما لعب دورا مهما في كشف مفجري وانتحاريي انفاق مترو لندن في السابع والحادي والعشرين من يوليو الماضي? وتسليمهم وهم نيام مطمئنون في شققهم ومنازلهم عبر البلاد?«..

مقاتل
08-12-2005, 12:52 AM
الأمن اللبناني يعتقل الأصولي عمر بكري

كان متوجهاًإلى تلفزيون “المستقبل” لإجراء مقابلة
الأمن اللبناني يعتقل الأصولي عمر بكري


نبيل شرف الدين من القاهرة

على نحو مفاجئ، وبعد أيام من وصوله إلى بيروت آتياً من لندن التي كان يقيم فيها منذ سنوات طويلة ، اعتقلت اليوم الخميس قوات الأمن اللبنانية الناشط الأصولي المثير للجدل عمر بكري، الذي يحمل جواز سفر لبنانيا، ونقلت وكالات الأنباء عن مصدر أمني لبناني قوله إن "قوات الأمن اعتقلت بكري وهو في طريقه إلى محطة تلفزيون "المستقبل" الذي تملكه أسرة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، لإجراء مقابلة"، غير أن المصدر لم يقدم تفسيراً لاعتقال بكري، أو يوضح ما تعتزم السلطات اللبنانية اتخاذه ضده من إجراءات قضائية أو إدارية.

واعتقل البكري في منطقة الروشة (غرب بيروت) المحاذية للشاطئ فيما كان يدخل مبنى تلفزيون المستقبل حيث كانت ستجرى معه مقابلة خلال نشرة الاخبار التي تبث في الساعة 15 بالتوقيت المحلي (12 ت غ)، كما اوضح المصدر نفسه.


وحسب معلومات أمنية إن بكري من أصول سورية، وكان ترتيبه السادس والعشرين بين إخوته، وقد أسس في بريطانيا ما يسمى "كلية لندن للشريعة الإسلامية" عام 1994، وكان قد وصل إلى لندن عام 1985 بعد انشقاقه عن "حزب التحرير الإسلامي"، أما سبب الخلاف ، كما روى البكري لاحقاً فهو أن الحزب يقصر أنشطته على الشرق الأوسط، وتحديداً على سورية والعراق ومصر وتركيا ولبنان والأردن وبعض دول الخليج، وهو ما اعتبره الناشط الإسلامي تطلعاً إقليميا محدوداً، فأسس جماعته "المهاجرون" في 1982، ليمتد نشاطها إلى المغرب العربي والبوسنة وكشمير والشيشان وجزر القمر وتنزانيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وماليزيا وأندونيسيا وغيرها .

سيرة ذاتية
استقلت حركة "المهاجرون" كلياً تحت رئاسة عمر بكري في 16 يناير (كانون الثاني) عام 1996 في بريطانيا، ودعا بكري في أول بيانات أصدرها إلى ما سماه "ضرورة تدمير الامبريالية الغربية في العالم الاسلامي"، حسب أدبيات الحزب المثير للجدل على ساحة الحركات الإسلامية عموماً .


واستقدم رموز التيارات الأصولية المختلفة لإلقاء المحاضرات في كليته مقابل مكافأت مالية سخية، ومن المعروف ـ وفقاً لمصادر أمنية عربية ـ أن بكري تلميذ لخليل الميس، وهو أحد أبرز قادة الإخوان السوريين، إلى جانب علي بلحاج القيادي الجزائري المعروف، وراشد الغنوشي التونسي، وأخيراً حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية في السودان .


وتؤكد مصادر أمنية عربية أن انشقاق بكري عن "حزب التحرير الإسلامي" ليس أكثر من تحرك تكتيكي وتمثيلية يعرف كل طرف منها دوره جيداً، ويؤديه باقتناع من شأنه إخراج عمل متكامل متعدد الرؤى والاتجاهات، وتضيف أن بكري استطاع السيطرة على معظم الجماعات الصغيرة في لندن وأصبح منافساً قوياً لحركة "الإخوان المسلمين"التي كانت تتمتع بنفوذ ووجود كثيف في أوساط المسلمين الهنود والباكستانيين . في حين تمكن بكري من استقطاب عشرات الشخصيات وقادة الجماعات الصغيرة المتناثرة على الساحة البريطانية، ووفر لها الدعم المادي والغطاء القانوني، وخاصة بين أوساط أبناء المغرب العربي، وكذلك رعايا الجمهوريات المستقلة حديثاً عن الاتحاد السوفيتي خاصة من أوزبكستان .

جدير بالذكر أن "حزب التحرير الاسلامي" أحد أقدم التنظيمات الأصولية المتطرفة، وكان قد تأسس في الأردن عام 1952، بمبادرة من تقي الدين النبهاني، وظل تأثير هذا الحزب محدوداً ، وقرر مؤسسوه نقل نشاطهم الي مصر. وفي نهاية الستينات بدأ صالح سرية، وهو أردني، تأسيس أول خلية للحزب في مصر .