المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء 400 من الانتحاريين في العراق تكشف أن معظمهم من الطبقة الوسطى ولديهم أطفال



زهير
08-10-2005, 09:22 AM
حرب الأصوليين الإلكترونية: مفاوضات علنية على الإنترنت مع بن لادن .. والمتطرفون ينصبون الزرقاوي شيخا للذباحين


واشنطن : سوزان غلاسر وستيف كول
الواشنطن بوست


http://www.asharqalawsat.com/2005/08/10/images/news.316888.jpg

تزخر صفحات المتطرفين هذه الأيام بأخبار جديدة. ووعد المتحدث باسم «القاعدة في بلاد النهرين» ببث فيديو جديد حول الأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعة هناك.
في 29 يونيو(حزيران) تم بث هذا الفيديو الذي يمتد إلى ست وأربعين دقيقة ويحمل عنوان «كل الدين لله» ويتضمن عمليات وقعت في العراق. وهو فيلم بنوعية حرفية ويبدو كأنه تقرير يغطي أحداث سنة بأكملها. وفي مشهد يظهر لنا وجوه مجموعة من المقاتلين الشباب والسبب لإظهارهم بدون أقنعة هو أنهم فصيلة مهاجمين انتحاريين.

يستطيع المشاهدون أن يسجلوا أي جزء منه حسب قدرات كومبيوتراتهم وهم يستطيعون استخدام برنامج «ويندوز ميديا» أو «ريل بلاير» لتخزين ما يحبونه. بل بإمكانهم أن يخزنوا على هواتفهم الجوالة عنوان الفيلم فقط «سيكون كل الدين لله».

لم تتمكن أي منظمة إرهابية في السابق أن تمزج ما بين حربها الحقيقية على الأرض مع حربها الإلكترونية، وهذا ما يجعل أتباع الزرقاوي نموذجا لحرب المتمردين مستقبلا حسبما يقول الخبراء، حيث كل عمل يتم تصويره وكل الفظائع تُرتكب كي يتم تصويرها وعرضها وتوزيعها مباشرة عبر الإنترنت.

ويقوم الزرقاوي بتغطية تفاصيل العمليات عبر الإنترنت عبر أفلام فيديو. وهو يبقي المهاجمين الانتحاريين معروضين عبر الإنترنت من خلال لقطات فيديو لما يلحقونه من دمار ومن سيرهم. وهو يسخر من الجيش الاميركي عبر أفلامه الدعائية من خلال عرض تفاصيل تكتيكية عن عمليات عسكرية عدة مرات في اليوم. وهو ينشر مجلة شهرية عبر الإنترنت واسمها «ذروة السنام» وهي تقدم تبريرات للقتال ونصائح عسكرية عن كيفية خوضها.

وتتم مفاوضاته مع أسامة بن لادن لتوحيد القوى بينهما علنا على الإنترنت. وحينما كاد أن يلقى القبض عليه في الفترة الأخيرة لم يترك وراءه بندقية كلاشنيكوف وهي السلاح التقليدي لزعيم حرب عصابات بل كومبيوترا محمولا. وهناك شبكة من المساعدين للزرقاوي في مجال العمل على الإنترنت وهم يعملون كعنصر دعم لمجموعته في العراق وتقدم نصائح حول أفضل الطرق داخل البلد وتبادل المعلومات حول أسماء المساجد في سورية التي يمكن أن توفر مأوى لمن يرغب في القتال لاحقا.

وجاء في إعلان صدر عن «جبهة الإعلام الإسلامية العالمية» والتي تقوم بنشر رسائل الزرقاوي على الإنترنت «تكنولوجيا الإنترنت تسهل كل شيء». ومواقع الويب اليوم هي «الطريق لكل شخص في العالم للاستماع إلى المجاهدين». لم تكن هذه الامبراطورية الإنترنتية موجودة قبل عام تقريبا. ولم يكن الزرقاوي معروفا على الإنترنت وهو شخصية أردنية شبه مجهولة، وكان واحدا من عدد كبير من زعماء التمرد في العراق. وظلت رسالة تصدر عنه كل عدة أيام عبر الإنترنت. واليوم أصبح الزرقاوي وجها عالميا ذا «أهمية رمزية كبيرة» مثلما يقول الليفتنانت جنرال ديفيد بيرترايوس في مقابلة أجريت معه أخيرا، وهذا ناجم عن الكفاءة التي تتمتع بها جماعته في نشر أخبارها عبر الإنترنت.

وحتى هذا الصيف تمكن متعقبو الإنترنت العاملون في معهد «سايت» من تسجيل ما معدله تسعة بيانات على الإنترنت من «القاعدة» ـ فرع العراق كل يوم، وكان هناك 180 بيانا خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من يوليو(تموز). والزرقاوي انتقل من «صفر إلى 60» في استخدامه للإنترنت حسبما قال مايكل شوير الرئيس السابق لوحدة تابعة لـ «سي آي إيه» كانت قد تعقبت بن لادن. وأضاف «الفرق بين الأداء الإعلامي لمجموعة الزرقاوي حاليا مقارنة مع ما كان عليه في البدء خارق للمألوف».

وقال بن فينزك، العامل في مكتب «إنتل سنتر» المتخصص في مراقبة مواقع الانترنت الاصولية المتطرفة لصالح الحكومة الأميركية إن الزرقاوي بدأ نشاطه في العراق «في الوقت المناسب من حيث تطورت التكنولوجيا»، فهناك السرعة العالية للوصول إلى الإنترنت مع انخفاض تكاليف الأجهزة التي تقدم نوعية عالية لأفلام الفيديو مع توفرها بسهولة. وأضاف «مع توفر خدمات النطاق الواسع بشكل أفضل وإمكانية ضغط أفلام الفيديو بشكل أحسن، مع توفر أدوات للقيام بتحرير أفضل لأفلام الفيديو، كل ذلك يساعدك في تحقيق نتيجة أفضل حينما تكون لديك الوسيلة والأدوات معا».

كانت «القاعدة» الأصلية تطمح دائما لاستخدام التكنولوجيا في حربها ضد الغرب. لكن بن لادن تزامن مع أجهزة الفاكس والمحطات التلفزيونية الفضائية. بينما يمثل «الزرقاوي جيلا جديدا» حسبما قال إيفان كولمان، المستشار الذي يراقب عن كثب مواقع الإنترنت. وقال كولمان: «الأفراد المحيطون به في العشرينات من أعمارهم وهم ينظرون إلى الإعلام بطريقة مختلفة. فـ«القاعدة» الأصلية تختفي في الجبال، وهي أماكن غير جيدة لاستخدام تكنولوجيا متطورة. بينما العراق هو منطقة حرب مدن. والتكنولوجيا تشكل جزءا كبيرا من ذلك. أنا لا أستطيع أن أميز بين الإنترنت الآن من أي حملة عسكرية بشكل عام في العراق».

بعد أن سحب أبو مصعب الزرقاوي سيفه وقطع رأس نيكولاس بيرغ، قام برفع الرأس المدمى لضحيته ليصرخ عاليا«باسم الله». وظلت الكاميرا تتابع عيني رأس القتيل الغريبتين.

ليس معلوما تاريخ ارتكاب تلك الفظاعة، لكن تاريخ معرفة العالم عنها أصبح معلوما للجميع. فيوم 11 مايو(أيار) 2004 ظهر إعلان مرتبط بفيلم فيديو ظهر على منبر «أنصار ويب» AnsarWeb». وبعد فترة قصيرة تم تخزينه ملايين المرات من اندونيسيا إلى الولايات المتحدة. بعد ذلك راحت تتكرر أعمال قطع الرقاب على أيدي جماعات أخرى وأصبح الزرقاوي منذ ذلك الوقت مشهورا في كل مكان.

وقال كولمان إن «وضع هجمات 11 سبتمبر على الإنترنت هي لحظة مهمة بالنسبة لهم ولنا في آن واحد. فلسنوات كان الناس يتكلمون عن كيفية استخدام الإرهابيين للإنترنت ثم فجأة يتم قطع رأس شخص عبر فيلم كاميرا. إننا لم نفكر قط أن الإنترنت سيتم استخدامه بهذه الطريقة».

وهو بذلك ذلك يثير صورة لرهينته الأميركية باعتبارها مجرد حيوان.

تقول ربيكا غيفنر فوربس، التي تتعقب مواقع الاصوليين الإنترنتية لصالح مركز البحوث الخاصة بالإرهاب «إنهم يشاهدون ما يشاهده أي شخص في محل قصابة للحم الحلال حيث يتم قطع جانب من الرقبة ويراقبون نزف الدم مثلما هو الحال مع ذبح خروف. في الأصل هم يستخدمون كلمة «تضحية» والتي تشير إلى أن القتل له معنى معا ثم هم يستخدمون كلمة لذبح الحيوانات».

صوّر خطاب القائد الأردني المولد للمقاتلين الأجانب في جمهورية الشيشان هجمات وقعت ضد القوات الروسية خلال التسعينات من القرن الماضي ثم وضعها في أفلام فيديو سماها «الجحيم الروسي» وقام ببيعها في المساجد الموجودة في الغرب وأسواق الشرق الأوسط والآن هي معروضة على الإنترنت.

كان العمل الذي سبق ذبح بيرغ وعرضه عبر الفيديو تنفيذ قتل الصحافي دانيال بيرل في باكستان عام 2002 والذي تم تسجيله على الفيديو وتم توزيعه إلكترونيا عبر الإنترنت حينما رفضت المحطات الإخبارية الشهير بثه. لكن حتى المشهد المريع لقطع حنجرة بيرل فشل في كسب جمهور تمكن الزرقاوي أن يكسبه بعد عامين وجاء هذا قبل توفر إنترنت النطاق الواسع الذي مكن من مشاهدة أفلام الفيديو بسهولة.

لم يكن الزرقاوي، الذي هرب من مدينة هيرات الأفغانية خلال حرب أفغانستان عام 2003 إلى شمال العراق، معروفا باعتباره مبتكرا لاستخدام الإنترنت وأول تصريح له من العراق عرف انتشارا واسعا لا بسبب الإنترنت بل بسبب أنه تم الاستيلاء عليه ثم نشره من قبل سلطات الاحتلال الاميركية في العراق. وتضمن ذلك التصريح رسالة وجهها إلى «القاعدة» في يناير 2004 يحثها فيها على تشكيل «جيوش من المجاهدين».

وفي 9 أبريل ( نيسان) 2004 تم ظهور «فيديو كليب» على الإنترنت وهو الأول الذي عزي إلى مجموعة الزرقاوي حسبما قال كولمان. ويدعى «أبطال الفلوجة» وفيه يظهر عدد من الرجال بأقنعة سوداء يضعون قنبلة على حافة الطريق في حفرة ثم ينتظرون انفجار حاملة جنود مدرعة اميركية.

وفي أواخر ذلك الشهر أصدر الزرقاوي يوم 25 أبريل أول رسائله على الإنترنت يؤكد فيها مسؤولية جماعته عن هجوم وقع في مدينة البصرة. وقال «نحن اتخذنا القرار ورفعنا راية الجهاد. نحن أخذنا رماحا في زورقنا المتجه صوب المجد». يبدأ شريط «رياح النصر» بمشاهد للقوات الأميركية وهي تقصف بغداد. كان الوقت ليلا والشاشة مظلمة إلا من تفجيرات عنيفة برتقالية اللون، وكتب باللغة العربية اسفل الشاشة تعليق على هذه المشاهد كلمتا «الديمقراطية» و«الحرية». هذه الفيلم يعد أول فيديو دعاية كامل تنتجه جماعة الزرقاوي وتظهر فيه مشاهد لأطفال عراقيين مشوهين بالإضافة الى مشاهد الانتهاكات التي حدثت في سجن ابو غريب. نشر هذه الفيديو على الإنترنت في يونيو (حزيران) 2004، أي بعد حوالي شهر من مقتل بيرغ. وظهرت لأول مرة في هذا الفيديو صور وأسماء الانتحاريين الأجانب الذي توجهوا الى العراق للانخراط في جماعة الزرقاوي، كما قرئت في الشريط وصايا انتحاريين شباب من الكويت والسعودية وليبيا ودول اخرى. وتليت وصايا الانتحاريين المسجلة مشاهد الانفجارات التي نفذوها والتي عادة ما يجري تصويرها من عدة زوايا. إلا ان هذه الفيلم، ومدته ساعة كاملة، لا يمكن من الناحية الفنية عرضه كاملا على شبكة الإنترنت بسبب مدته الزمنية الطويلة، ولذا جاء عرضه في عدة أجزاء خلال فترة اسبوع. ويعتقد كولمان ان الفيلم بهذه الصورة لا يعتبر مناسبا من الناحية الدعائية. خلال ذلك الصيف، عندما كان قاطعو الرؤوس يبثون اشرطة هجماتهم في العراق والسعودية، استغل الزرقاوي شبكة التوزيع على نحو فاعل. ففي مطلع يوليو (تموز) الماضي بث الزرقاوي اول تسجيل صوتي له مباشرة على شبكة الإنترنت، على العكس من تسجيلات قائدي تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن وأيمن الظواهري التي ترسل مباشرة الى قناة فضائية عربية. ويقول الزرقاوي ان قطعه لرأس بيرغ مبرر تماما، وهاجم المسلمين الذين يعارضون باعتبارهم عبيد.

وفي وقت لاحق من نفس الشهر حثت مجموعة الزرقاوي، تحت تأثير «الدهشة» ازاء التقارير المغلوطة حول نشاطاتها، أتباعها على «عدم تصديق هذه المعلومات الخاطئة». وقال الزرقاوي حينها ان كل التصريحات التي تخص جماعته «سيعلن عنها بواسطة الأخ ابو ميسرة العراقي» وجعله بذلك المتحدث الرسمي باسم المجموعة على شبكة الإنترنت. وفي نفس الوقت كان الزرقاوي بصدد التفاوض عبر سلسلة من الرسائل على شبكة الإنترنت حول الولاء لأسامة بن لادن. وكانت العقبة التي كانت مثار نقاش لعدة شهور هو إصرار الزرقاوي على استهداف ممثلي الأغلبية الشيعية العراقية اضافة الى الجيش الاميركي، الذي يعتبر العدو الأول لأسامة بن لادن. لكن الزرقاوي حقق شهرة واسعة من خلال مشاهد قطع الرؤوس التي كانت تبث على شبكة الإنترنت. واتخذت قيادة تنظيم «القاعدة»، التي كانت تنظر الى الزرقاوي بشيء من الحذر، موقفا جديدا تجاهه وأثنت مجلة «القاعدة» الإلكترونية التي كانت تصدر من السعودية على شبكة الإنترنت على نشاطات مجموعة الزرقاوي في العراق باعتباره «شيخ الذباحين».

في 17 أكتوبر( تشرين الأول) 2004 جرى التوصل الى اتفاق وأعلن على شبكة الإنترنت في الوقت الذي كانت تشن فيه القوات الأميركية هجوما على مدينة الفلوجة بغرض إخراج عناصر الزرقاوي من معقلهم. أعلن الزرقاوي في ذلك الوقت ولاءه لأسامة بن لادن وتحدث في رسائله التي نشرت على الإنترنت حول «ثمانية أشهر من المفاوضات»، ويعتقد خبراء ان الاتصال بين ابو مصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن كان يجري فقط على شبكة الإنترنت. وبعد يومين أصدر الزرقاوي أول بيان بنفس الاسم الجديد لجماعته، التي كانت تسمى «التوحيد والجهاد» وبات يطلق عليها «لجنة قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين». الحزام الناسف للانتحاريين < يعرض شريط الفيديو التوضيحي لمدة 26 دقيقة وبتفاصيل غاية في الدقة كيفية تركيب الحزام الناسف للانتحاريين، والذي بات رمزا للتمرد في العراق. ويوضح الشريط كيفية تقدير التأثير الذي سيحدثه الانفجار وكيفية ترتيب الشظايا بأفضل طريقة ممكنة، فضلا عن كيفية ربط الحزام حول جسد الانتحاري، بل حتى كيفية تجنب الصداع النصفي الذي من المحتمل ان يصيب الشخص بسبب التعرض للكيماويات المستخدمة في تركيب الحزام الناسف. ظهر هذا الشريط باللغة العربية على «منتدى الأنصار»، الذي عثر عليه معهد سايت في ديسمبر( كانون الأول) العام الماضي. ويعتبر موقع منتدى الأنصار، وهو اول موقع إنترنت ينشر مشاهد ذبح بيرغ، واحدا من مواقع الزرقاوي المفضلة الى جانب العشرات من مثل هذه المواقع التي ظهرت على شبكة الإنترنت خلال السنوات القليلة السابقة. واستضاف هذا الموقع وغيره من المنتديات باللغة العربية مناقشات حول آخر الأخبار من العراق وكانت بمثابة منبر لتبادل الأفكار والمعلومات حول الأساليب والطرق المستخدمة في العمليات السرية، كما كانت هذه المواقع تروج لما تعتبره مبررات دينية لأعمال العنف بالإضافة الى عملها كوسيط بين المقاتلين الذين من المحتمل ان ينضمون مستقبلا والأشخاص المسؤولين عن تجنيدهم. غالبية هذه المواقع تحظر تماما المداخلات والتعليقات المرسلة من غير الأعضاء، إلا ان بوسع الشخص الإطلاع على المواضيع والأخبار المنشورة على صفحاتها. معظم المكاتبات المنشورة على هذا الموقع ليست بيانات رسمية صادرة عن تنظيم «القاعدة» وإنما تعتبر في الأساس نصائح وإرشادات من مؤيدين مثل مادة نشرت في الآونة الأخيرة تحت عنوان «الطريق الى بلاد الرافدين» يوضح كاتبها، وهو مقاتل قديم، على نحو مفصل تقريرا استطلاعيا وإرشادات حول كيفية رشوة الشرطة السورية والسفر الى مناطق الحدود بين سورية والعراق والتحايل على السلطات بشأن طبيعة الرحلة. تنشر المواقع الإخبارية وعلى نحو سريع الأخبار الواردة من العراق، حيث اكتسب المقاتلون خبرة قتالية ضد القوات الأميركية. وفي هذه السياق قال جون آركيلا، الأستاذ بمدرسة البحرية الأميركية للدراسات العليا بكاليفورنيا، ان الذين يعتزمون الانخراط في صفوف المتمردين كانوا يسألون على المعلومات الخاصة بصناعة المتفجرات ويتلقونها بالفعل. وتحتوي مواقع النشرات على الشبكة على قوائم الانتحاريين وقوائم طويلة لـ«الشهداء» من عدة مصادر. ولدى الباحث الإسرائيلي روفين باز قائمة جمعها من عدة مراسلات الى هذه المواقع تتضمن ما يزيد على 400 من مجندي الزرقاوي الذين قتلوا في العراق، والسمة المشتركة بين كثيرين هي استخدامهم للإنترنت والانتماء للطبقة الوسطى ولديهم أطفال وزوجات ووظائف جيدة، لكنهم جميعا «يتبعون القائد الافتراضي، وكأنما يحدث ذلك بالسحر». فمنذ أوائل العام الماضي ظل عضو منتدى الأنصار «زمان هوان» نشطا في هذه الموقع وبعث خلال تلك الفترة بما لا يقل عن 178 رسالة، إلا ان عضوا بالمنبر قال ان «زمان هوان حمل روحه على كفه وتوجه الى الجهاد في سبيل الله». قتل هذه الشخص في هجوم انتحاري نفذه بمدينة بعقوبة، واحتوت الرسالة التي تضمنت هذا الخبر قائمة بأسماء أرقام هواتف في السودان لأعضاء في المنبر للاتصال بوالد «زمان هوان» وشقيقه وتهنئتهم بـ«استشهاده». بنهاية ابريل ( نيسان) أصبح منتدى «الانصار» معروفا بأنه موقع تابع للزرقاوي، إلا ان المنبر أغلق بدون أي إشعار. وظهرت على وجه السرعة مواقع بديلة عليها اسماء نفس مستخدمي المنبر المغلق وبنفس كلمات المرور. هذه المواقع اختفت في وقت لاحق ليحمل الراية موقع «المأسدة» لفترة وجيزة، إلا ان المشاركين فيه حذروا من انه بات مخترقا بواسطة الاستخبارات الغربية، وسرعان ما انفض اعضاؤه. وأصبح النظام لامركزيا بعدها في ارسال الرسائل في ما يشبه لعبة القط والفأر.

معركة المعلومات < أصدر تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» قبل بضعة أسابيع العدد الثالث من مجلته على شبكة الإنترنت «ذروة السنام». وتضمن العدد الأخير إرشادات حول عملية المداهمة الناجحة، وهي عبارة عن عرض لست خطوات بطريقة علمية للتخطيط والتنفيذ بخمس مجموعات من المقاتلين تقوم بمهام مثل «الحماية» و«إحداث الثغرات« و«التقدم». وتعكس المجلة نموذجا لحملة الإنترنت التي روجت لبروز الزرقاوي وساعدت على توفير المجندين له، فضلا كونها ذراعا دعائية لمجموعته.