المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة الشاعر والباحث الجزائري جمال الدين بن شيخ



موالى
08-10-2005, 12:17 AM
اعلنت مصادر مقربة من الشاعر والباحث الجزائري المقيم في فرنسا منذ سنوات جمال الدين بن شيخ نقلا عن زوجته انه توفي عن 75 عاما امس الاثنين في باريس بعد اشتداد مرض السرطان عليه.
وكان بن شيخ الجزائري المولود في الدار البيضاء عام 1930 انتقل للعيش في فرنسا بعيد استقلال الجزائر، حيث عمل استاذا في جامعة السوربون لمادتي "الادب العربي في القرون الوسطى" و"الادب المقارن"، كما عمل استاذا في "الكوليج دو فرانس".

وضع بن شيخ عددا كبيرا من المؤلفات في الشعر والبحث وكلها باللغة الفرنسية فيما صدرت له رواية واحدة يتيمة.
ومن دواوينه التي صدرت في باريس "الرجل القصيدة"( 1983) عن دار آكت سيد، وديوان "احوال الفجر" ( 1986) و "ذكريات الدم" ( 1988) و "الصحارى حيث كنت" (1994) ونشيد لبلاد الجزر" (1997).
ووضع جمال الدين بن شيخ العديد من الابحاث حول الادب والتراث العربي. ومن مؤلفاته البحثية المهمة كتاب "الف ليلة وليلة أو الكلمة الأسيرة" الصادر عن دار غاليمار (1988) ونقله إلى العربية الكاتب محمد برادة.

ومن الموروث الاسلامي ترجم قصة الاسراء والمعراج محققة ومستقاة من عدد مهم من المصادر، وصدرت بطبعة فخمة ومزينة عن المكتبة الوطنية في باريس.
أما عمله الاهم في الترجمة فهو كتاب "الف ليلة وليلة" الذي اصدره بالتعاون مع المستشرق اندريه ميكيل واستغرق انجاز هذا العمل الضخم سنوات طويلة وواكبته عدة دراسات حول الحكايات ذاتها.

المهدى
08-11-2005, 01:02 AM
رحل بعد ان نقل ألف ليلةوليلة

هدى إبراهيم


http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphLiterature/2005/8/thumbnails/T_3053a8b3-2472-48ef-a43b-aabd7e7a3138.JPG


رحل جمال الدين بن الشيخ الباحث والاستاذ الجامعي والكاتب الجزائري بعد ان عمل طوال حياته على نقل الموروث الثقافي العربي الى الغرب وبعد ان حقق حلم حياته الكبير: ترجمة جديدة لكتاب "الف ليلة وليلة" وتعريف الغرب بقمم الابداع العربي. عاش بن الشيخ في فرنسا منذ مطلع السبعينات وفيها اشتد عليه وغلبه السرطان الاثنين في سنيه الخمس والسبعين. وكان بن شيخ تقاعد قبل نحو خمس سنوات من التدريس الجامعي وانتقل من باريس للعيش مع عائلته في مدينة تور بجنوب فرنسا وحيث تمكن من تحقيق حلم حياته الكبير بمعية المستشرق اندريه ميكيل وهو اصدار ترجمة جديدة من كتاب "الف ليلة وليلة" وقد صدرت بداية العام الجاري. وظل العمل على كتاب "الف ليلة وليلة" محطة اساسية في مسيرة بن الشيخ وقد صدرت الطبعة الاولى من الترجمة عن دار غاليمار ضمن سلسلة "البليياد" الشهيرة مطلع العام 2005 ووقعت في 1250 صفحة. وعمدت دار غاليمار قبل ذلك الى اصدار اجزاء اساسية من كتاب "الف ليلة وليلة" في سلسلتها من "كتاب الجيب" قبل اصدار العمل في سلسلة "البليياد" التي تجمع خيرة الاعمال الادبية.

غير أن ما صدر من الكتاب لا يتعدى الجزء الأول من "الف ليلة وليلة" وقالت غاليمار انها ستنشر بقية الكتاب في جزأين في السنوات القادمة. وراى النقاد في هذه الترجمة الجديدة واحدة من ابرز الترجمات التي عرفتها اللغة الفرنسية للكتاب بل والاكثر اكتمالا وذلك مقارنة ما صدر منذ الترجمة الاولى التي انجزها الفرنسي انطوان غالان في القرن الثامن عشر. واعتبرت الترجمة رائدة وهامة لكون واضعيها باحثين متخصصين في الثقافة العربية والاسلامية. وقدم بن الشيخ الادب العربي للفرنسيين منذ السبعينات قبل ان يصدر كتابه "الشعرية العربية" (1989) الذي كان موضوع اطروحته وصدر عن غاليمار. عمل بن الشيخ المولود في الدار البيضاء عام 1930 في جامعة السوربون مدرسا لمادتي "الادب العربي في القرون الوسطى" و"الادب المقارن"، كما درس في "كوليج دو فرانس" حيث أنشأ تجمعا للبحث في حكايات الف ليلة وليلة. ووضع العديد من الابحاث حول الادب والتراث العربيين ومن مؤلفاته البحثية الهامة كتاب "الف ليلة وليلة أو الكلمة الأسيرة" الصادر عن دار غاليمار (1988) ونقله إلى العربية الكاتب محمد برادة. وله ايضا كتاب "الف حكاية وحكاية لليل" (1981) وهو كتاب وضعه بالتعاون مع اندريه ميكيل. وكان لمشروع الترجمة عند جمال الدين بن شيخ مكانة هامة اذ كان يعتبر الترجمة فاعلا اساسيا للحوار بين الشرق والغرب وهو ترجم ضمن هذا المشروع مقاطع اساسية من مقدمة ابن خلدون كما ترجم خمريات ابي نواس واشعار المتنبي.

ومن الموروث الاسلامي ترجم قصة الاسراء والمعراج محققة ومستقاة من عدد هام من المصادر، وهي صدرت بطبعة فخمة ومزينة عن المكتبة الوطنية في باريس. أما عمله الاهم في الترجمة فهو كتاب "الف ليلة وليلة" الذي اصدره بالتعاون مع المستشرق اندريه ميكيل واستغرق انجاز هذا العمل الضخم سنوات طويلة وواكبته عدة دراسات حول الحكايات ذاتها.

وركز بن الشيخ في الفترة الاخيرة من حياته على مثال "الف ليلة وليلة" ليقول بان العالم العربي لا ينتج فقط ارهابا وانما ثقافة انسانية. ولعب بن الشيخ كاكاديمي دورا كبيرا حيث عرف بالادب العربي والاسلامي لطلاب وباحثين ليس فقط من العرب القادمين للدراسة في هذه الجامعة العريقة وانما ايضا للفرنسيين الذين غدا بعضهم من المستشرقين المعروفين اليوم. ولم يكن بن الشيخ يعتبر نفسه شاعرا وانما صديقا للشعراء وقد صدرت له مع ذلك بالفرنسية عدة مجموعات شعرية منها: "الرجل القصيدة"( 1983) عن دار آكت سيد، وديوان "احوال الفجر" ( 1986) و "ذكريات الدم" ( 1988) و "الصحارى حيث كنت" (1994) ونشيد لبلاد الجزر" (1997). اما في مجال الرواية فقد صدرت له رواية واحدة ظلت يتيمة.

ولم يكن بن الشيخ مثقفا وكاتبا واكاديميا وحسب وانما كان صاحب موقف سياسي حازم من قضايا الصراع العربي الاسرائيلي ومن الوضع في الجزائر وهي مواقف ظل يقولها بجرأة وصدق، كما ان انتقاله للعيش في فرنسا بعيد الاستقلال كان احتجاجا على الاوضاع في الجزائر وافتقار مناخ الحرية. وقد عبر بن الشيخ عن آرائه في المجال السياسي في دوريات ووسائل اعلام فرنسية وجمع من ثم هذه الآراء في كتاب حمل عنوان "كتابات سياسية" وصدر عام 2001.

وتطرق بن الشيخ في الكتاب بين مواضيع عدة الى موضوع العلاقة بين الاسلام والغرب وكان يؤلمه ان تقوم "حفنة من المسلمين بالتكلم باسم الاسلام والله على هذا النحو ما يؤدي الى مزيد من سوء الفهم بين الاسلام والغرب" كما كتب. وكان قبيل وفاته يستعد لتأسيس ندوة متوسطية تكون بمثابة كيان دائم للحوار بين الشرق والغرب .. سيرا على نهج المستشرق الراحل جاك بيرك الذي كان اطلق الفكرة.