سلسبيل
08-09-2005, 04:27 PM
فرح الهاجري
حينما ضرب لبنان زلزال في العام 1956 ضرب اميل البستاني على صدره وقال «أنا لها» وانشأ مصلحة حكومية لاعادة تعمير القرى المدمرة بالزلزال، ولانه رجل «غير شكل» حاول ان يجعل من مصلحته «غير شكل» فلم يكن يثق بالحكومة، ولا بأبنائها لذلك جعل اكثر مساعديه وموظفي مصلحته ممن لم يسبق لهم ان تمرسوا بأي عمل حكومي، فتقدم الكاتب سلام الراسي للعمل عنده وعينه البستاني «رئيس ورشة الأمانة»، لبناء بيوت مستوفية الشروط للسكن، ولان اميل البستاني كان يتوخى التوفير والسرعة، دخل يوما على الراسي وبيده علبة فيها دهان للجدران الخلفية، يؤلف طبقة زجاجية على حد قول البستاني لمنع النش، وبذلك يوفر الوقت والمال اللازمين في توريق الجدران وقد احضر البرميل معه على سبيل التجربة ويقول الراسي في احد كتبه «طلبنا من الاباضاي ابو فيهم ان يبدأ بدهن احد الجدران على مرأى من البستاني، لكن الدهان لم يكن يثبت على الجدران، اي «يزرزب»، فطلب البستاني من ابو فهيم ان يقلل الدهان بالفرشاة، وبقي الدهان يتساقط، ولا يعلق على الجدران وطلب من ابو فيهم ان يدهن وجها اخر، بالدهان لكن دون جدوى ولما تعب ابو فهيم رمى الفرشاة من يده وقال للبستاني غاضبا «له,,, له,,, (لا) حدا بيقلي بيض (,,, ,,,) يا خواجة اميل؟».
قالت «الموند» الفرنسية الاكثر احتراما، وان كانت «الغيفارو» الاكثر مبيعا هم فتية تم احتواؤهم من جوانب الاندية الرياضية وموائد الاحتفالات الشعبية، وركام الفراغ والشارع»، وان نفت «الديلي تلغراف» (أكبر الصحف البريطانية) ذلك وان اكدتا (الموند والديلي تلغراف) كلامهما انهم (الفتية) تلقفهم ائمة الغضب، وبين ثقافة التلقين وثقافة التحريض وانتهاء بثقافة الوصاية لم تستطع ان تستردهم الدولة.
ربما اطلقت العولمة الهويات الصغرى واستحضرتها فكرست التهميش واقصاء الاخر بحضور قاتل؟, وقد يكون النظام الذي احتضن المؤسسة الدينية التقليدية لتتوسط بينه وبين جمهور يتناسى ان ائمته يحتفظون بين مصاحفهم بنظرية «حاكمية الاسلام» لسيد قطب، وكأنها ريشة الطاووس وضعت لتنمو وتكبر كما قيل لنا في الاعدادية.
هل اخطأ عبدالناصر بشنق سيد قطب، وهل منح «الاسلام الاخواني والحربي» بطله الشهيد الذي ما لبث ان قدم هو و«الاخوان المعتدلون» جملة حركات دينية اشد عنفا وتطرفا، (ولهذا تفسيرات لا تبريرات), فلقد تم قمع المعتقلين من الاخوان المسلمين في معتقل «ليمان طره» على يد النظام الناصري في العام 1957 والذي ساهم كثيرا في صياغة النظرية الثورية التكفيرية لدى قطب، ومهد لتأليف كتابه «معالم في الطريق»، والذي استخلص زبدة التكفير وتناول فيها فكرة جاهلية المجتمعات والدول الاسلامية كلها، ووجوب استعادة حاكمية الاسلام عن طريق تكوين طليعة مؤمنة تباشر الحشد والتعبئة وتنقية المفاهيم؟، فقد علقت الحاجة زينب الغزالي الاخوانية «ان سيد جسد مستقبل الدعوة الإسلامية، ولكن حسن الهضيبي انتقده في كتابه «دعاة لا قضاة» حينما عجزت قيادة الاخوان في مصر عن ضبط كوادرها الشباب الذين تحمسوا لتطبيق افكار سيد قطب ومحاربة الجاهلية الكافرة من خلال الدولة».
«سايكو» اشهر افلام الفرد هيتشكوك يحكي قصة قاتل مجنون وضع جثة امه في قبو واخذ يقتل النساء لكي يستبدل باطرافهن اطرافها المتحللة ظنا منه انها ستعود الى الحياة، وكان يفاجئ ضحيته بعبارة «عفوا,,, عفوا,,, معك ولعة»، اليوم لا يسأل القاتل «معك ولعة؟» لا وقت فلا بد ان يقضي اولا 57 اسيويا وافريقيا وبريطانيا، من ركاب الحافلات، نحبهم في «كنغز كروس» لان توني بلير اخطأ في الذهاب الى العراق، وبعدها بدأ يتبادل انصاف الباكستانيين - البريطانيين النيل من سمعة «سكوتلانديارد» والتي صنعتها روايات كونان دويل! قالت «الصنداي تايمز»:
«دعك الجنسية هم حملة هوية فكر اسلامي روافده من حركات اصلاحية للقرون الثلاثة الاخيرة، ومن اسلام الحصار الهندي - الباكستاني الذي استلهم الاسلام الحربي من القرون الوسطى وختمها بالاسلام الاخواني الذي راوح بين الاعتدال المعلن دونما انفتاح لينتهي بالاسلام المنغلق! هل يعقل ان غزو العراق اثار حفيظة الباكستاني جيرمين ليندسي الذي لم يزر العراق ولو لمرة واحدة ليودع زوجته الحامل وطفله ويذهب ليفجر نفسه في مدينة يمنع فيها الشرطي من حمل مسدس ويفرض عليه ان يعلق «مايكروفون» في عنقه لكي تراقب كل كلمة يقولها للناس وحتى لا يطالبهم بكشف هوياتهم كي لا يكون في ذلك تمييز!!
ألم تثر انتباه البريطاني مطبوعات «موسكو رود» والتي قلبت الحقائق رأسا على عقب؟ الم ينصت جماعة «داوننغ ستريت» و«الفورين اوفيس»، إلى ابو حمزة المصري، وهو يصف بريطانيا بالمرحاض الموقت؟».
هل كان على بريطانيا ان تدقق في مسألة اللجوء (يكفي ان يقيم اي طالب للجوء دعوى على وزارة الداخلية البريطانية كي يربحها)!! هل كان التقصير في القانون البريطاني ام في السياسة الخارجية؟ ام في هوية مهاجريها؟ ام في الموروث التاريخي؟ (اعلان حرب بن لادن الاصلي نشر أول ما نشر في صحيفة مقرها لندن)، الذي وجد في الاسلامي الراديكالي (المتطرف) ان «الغرب هم شلة كفرة»، كما يردد تلامذة الاعدادية في مدارس الوطن العربي دونما استثناء.
الملا محمد عمر قائد حركة طالبان له كتاب وحيد اقرب لمنشور من 25 صفحة مكرس لتصنيف الكفرة وباقي جهوده عملية (خاربحار)!
لقد اخترعت مارغريت تاتشر تعبير «ميرونكراسي» اي ان تأخذ ما تستحق وان تحصد ما تزرع، فهل اخذت بريطانيا ما استحقت او على الاقل ما زرعت؟!.
العراق اليوم بؤرة الارهاب ومنطلق لاصوليات جهادية انتحارية والبيت الابيض مسؤول، منذ كارتر والى بوش الابن، عن تقوية الاصوليات المسيسة حتى هددت قلب اوروبا!! اليوم يعسكر 170 الف جندي على الحدود العراقية - السورية، وادارة بوش تحاصر سورية باقفاص اتهام, بدءا من لبنان ومرورا بالعراق وفلسطين وانتهاء بعلاقتها بطهران؟ اميركا تقول ان منخل الحدود السورية يهرب ابناء القاعدة الى العراق، ولابد من ضبطه، وعليه نقلت اميركا معركة حصارها مع سورية من مجلس الشيوخ الى مجلس الامن وتقاطعت معها فرنسا والتي حاربت اميركا في العراق اعلاميا (نقلت وزير خارجيتها دوفيليان الى وزارة الداخلية كقربان) ودخلت معها في شراكة لا سابقة لها اطلاقا منذ الحرب العالمية الثانية فجاء القرار 1559 (الخاص بلبنان) ولا نعرف تحديدا لماذا نعته انذاك فاروق الشرع بانه قرار تافه (روسيا والصين والجزائر وباكستان صوتت لصالح القرار)، لقد حمل القرار المعركة المفتوحة مع سورية وبداية الصراع الدولي معها، بعد اصرار فاروق الشرع ان حكومته باقية في لبنان اعلن بنفسه ان سورية سوف تنسحب تنفيذا لـ «القرار التافه» وعندما ذهب تيري رود لارسن الى بيروت كانت سورية قد استكملت سحب جيشها!! وحينها ذهب الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو، اكتشف ان الامور لم تعد كما هي وان رجال الكرملين اليوم ليسوا هم رجال الكرملين آمس فعقد ودا جديدا مع تركيا متجاهلا وحول الماضي وسدود الفرات المغلقة، والحزب الديموقراطي الكردي، ولكنه ادرك ان الطرفين في حقيقة الامر غير مستعدين لعلاقة حميمة إذاً لابد ان تدرك سورية ان الحل في التغيير؟! التغيير وليس الاصلاح، لقد تغير العالم من حولنا لكننا لم ننصلح واكتفينا بحق الحياة كبراعم البطاطة التي تنمو في صناديق مظلمة!! هل صحيح ان خشبة الخلاص للمأزق السوري هي في تغيير المفاهيم الاقتصادية وان كان، هل يمكن ان تستند هذه الخشبة على قانون الطوارئ.
ولماذا لم يلغ هذا القانون؟ هل مازال شبح الاخوان المسلمين يجثم على انفاس هذا القانون؟ مصطفى السباعي المرشد الاول لحركة الاخوان عاد من مصر الى سورية حاملا معه شتلة الاخوان ليغرسها في الشام عام 1964، ومنذ ذاك نشطوا حتى اقدموا على غرس مفاهيم جديدة لا تتطابق مع افكار البعثيين وجماعة صلاح البيطار، فتصادم الطرفان حتى قام الاخوان بذبح البعثيين ومواليهم مع اسرهم في مدينة حماة السورية، ثم اعتصموا بالمدينة مراهنين على العصيان المدني في جميع ارجاء سورية، وهذا لم يحدث ولم يتجاوز حماة، وعلى دبابات صدام التي لم تأت عبر الصحراء كما وعدهم فجاءت مذبحة حماة كمحصلة طبيعية لتاريخ من الحقد الاجتماعي المتبادل بين مدنية اقطاعية محافظة وريفها الفلاحي الذي اصبح حاكما متحكما كما يقول عنه الكاتب السوري غسان الامام لم يعرف الأسد الراحل كيف يربط أمام السوريين بين معركة حماة ومعركة سورية مع شارون وبيغن وجعجع وصدام في لبنان، لهذا بقيت كارثة حماة في مقدمة الأسباب التي تعرقل مسيرة الديموقراطية في سورية وتحول دون الانفتاح خشية من الثأر والمحاسبة على ماض غارق في الدماء»، أما لماذا التذكير بما لا يجب أن نتذكره؟ هل لأن اللبنانيين وبعد «احتراق» سورية في لبنان بدأوا يتذكرون فقط لان حرب الاستنزاف الاهلية لها علاقة بحاضر لبنان! وهل كان من اللائق ان تتدخل وزيرة الخارجية الأميركية غمزا لتذكر السوريين بعبارة «ان الجيران الطيبين لا يغلقون الحدود مع جيرانهم»، هل كان من الضروري ان تقف البندورة والكوسا على الحدود اللبنانية- السورية؟
وهل كان لزاما ان تشهر دمشق ببعض الملفات المتعلقة بحقوق العمال السوريين الذين عملوا في لبنان مطالبة بالحصول على تعويضات؟ أم ان الوقت لم يخدم حزب الله ولا دمشق حينما صرح رئىس الوزراء محمد ناجي العطري بأن «تجريد حزب الله من سلاحه سيعرض الأمن القومي السوري للخطر باعتبار انها تصبح مكشوفة تجاه اسرائيل؟!» سورية الحاضر الغائب في كل تفاصيل الحياة اللبنانية تتعثر اليوم بصناديق الكوسا والخيار الاستراتيجي، ألم تكن سورية في بقاع لبنان حينما اجتاحت اسرائىل عام 1982 بيروت وهي تريد أن تحل محل سورية في لبنان اعتمادا على حلفائها المسيحيين ونجح شارون في احتلال بيروت وتسفير عرفات إلى تونس بحماية أميركية وفرض بشير الجميل رئىسا للجمهورية؟ وكيف اصطدمت القوات الاسرائيلية غرب البقاع بدبابات «تي 72» السورية والتي أعطبت كتيبة دبابات «ميركافا» التي كان يقودها آنذاك ايهود باراك الذي مني بالهزيمة!!
هل بنى السوريون نظاما أمنيا وليس نظاما سياسيا داخل لبنان؟ أم ان النظام السوري «لبيس» حتى يتقبل جميع التهم بكل الوانها واشكالها؟ أم ان المنطق اللبناني يتأرجح كالبندول بين الدولة والطائفة، فإن غلبت مصالح الطائفة تدهورت الدولة وان غلبت مصالح الدولة استنفرت الطائفة «باسم الدولة (كما يقول الكاتب محمد الرميحي),,, (يروى أن ادونيس ذهب مع يوسف الخال لزيارة الشاعر اللبناني ميخائىل نعيمة في منزله الجبلي المحاط بحدائق الكرز فاقدما على قطف بعض حبات الكرز ودخلا عليه ومعهما الباقي منها، فقال له ادونيس ضاحكا «لقد غافلنا الناطور وأخذنا هذه الكرزات» ومن عادة اللبناني ان يجيب في الحال «ولو شوبنا الكرم كرمك» لكن ميخائىل نعيمة نادى على الناطور فورا وانبه على اهماله فغص الخال بحبات الكرز غصنا»!!
في لبنان لا يمكن المراهنة او المساكنة او حتى فصل الامور (جريمة اغتيال الصحافي نسيب المتني ادت إلى الاحداث الدامية التي عصفت بلبنان 1958 وكان من ابرز تداعياتها نزول القوات الأميركية على الشواطئ اللبنانية اثر انقلاب العراق كما ان جريمة خطف واغتيال فؤاد حداد أدت هي الاخرى إلى ما يسمى بـ (الثورة المضادة) في لبنان أيضا لا يمكن ان تفتح الباب او تغلقه تماما كما في قصيدة «دوموسيه» الشهيرة (المدعي العام السابق عدنان عضوم كان يلوح بالملف المالي للعماد ميشال عون كلما قال الجنرال انه سيعود إلى بيروت وبدلا من ان يفتح كان يطوي إلى أن اقيل المدعي العام) وعند تشكيل الحكومة الاخيرة تمسك عون بوزارة العدل، ففي لبنان وحده تتحول التهم إلى عمل وطني، ويبقى التساؤل هل كان الخطأ في حجم التوقع ام في حجم الممارسة؟!!
بلغ الشاعر اللبناني سعيد عقل الرابعة والتسعين لكنه لم يكتب سطرا واحدا ويلقي محاضرة دون بدل نقدي فذهبت اليه ماجدة الرومي تريد ان تغني احدى قصائده التي كتبها في الأربعينات فأصر على حقوق التأليف وعندما قالت له ان القصيدة ذاتها تغنى في المدارس انتفض وأجاب (لَهَ لَهَ جانيت اتصلي على المحامي,,, شو الدولة بتسرقنا؟).
اكثر الحكومات اللبنانية كانت تشكل في دمشق ومن مكتب عبدالحليم خدام، اليوم شكلت حكومة السنيورة بعيدا عن عنجر (30 عاما من الوجود السوري في لبنان) وصيغ البيان الوزاري على طريقة هنري كيسنجر (الغموض البناء) (في حرب 1967 طلبت اسرائىل من لبنان ان يوضح موقفه من اتفاقية الهدنة فأرسل الرئىس اللبناني آنذاك شارل حلو برقية يقول فيها نحن متقيدون بالهدنة مع اسرائىل ومازلنا اوفياء لاتفاقية الدفاع العربي المشترك).
صحيح ان بيان حكومة السنيورة ركز على ثلاث نقاط، إعادة بناء المؤسسة الامنية واستقلال القضاء، واعتبار المقاومة اللبنانية شأنا لبنانيا (لم يشارك حزب الله في التصويت على قانون العفو عن جعجع ولا في الاحتفال ولكنه لم يعرقل مثلما ان الاطراف المسيحية لم تعرقل توزير قيادي من حزب الله) ولكن هناك الكثير من الالغام في وجه السنيورة، واولها ملف العلاقات اللبنانية- السورية، وموضوع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعفو عن بعض الفلسطينيين المطلوبين للعدالة اسوة بموقوفي الضنية ومجدل عنجر.
هذا اذا فرضنا ان اللبنانيين اليوم في طريق تعزيز المصالحة الوطنية، وعليه يجب ان يتعامل السنيورة مع الرئىس لحود على انه باق في قصر بعبدا حتى نهاية ولايته في خريف العام 2007، أما معضلة السنيورة والتساؤل، هل يمكن ان يثبت السنيورة الديموقراطية بـ 35 مليون دولار (أقرها الكونغرس الأميركي للبنان؟) وهل الطلب من لبنان لتنفيذ القرار 1559، وهو مزروع بالأشواك يستحق مثل هذه الجزرة الضامرة؟ أم على السنيورة ان يفعل (باريس- 3) ويفتح جناحي البيكار إلى حدود المئة مليون دولار على اقل تقدير وربما لاطفاء قسم مقبول من ديون لبنان البالغة 40 مليار دولار واعفاء الباقي، الديون الخارجية كما حصل مع الأردن ويحصل الآن مع السودان.
وقعت سنة 1941 معركة ضارية بين جيوش الحلفاء والجيش الفرنسي كانت ساحتها قريتي ابل السقي والخيام ويقول سلام الراسي ذهب ضحيتها ثلاثة عشر قتيلا من ابناء ابل السقي فتشتت سكانها، وكان من بينهم «أباضاي» يدعى ابوفهيم فأراد الكاتب اللبناني الشيخ سعيد تقي الدين أن يلاطفه فقال له «دخلك ما شفناك من مدة لا انت ولا حمارك شو هربت ساعة المعركة؟ فانتفض «الأباضي» وقال «لَهَ,,, لَهَ,,, لَهَ,,, سعيد بيك هاي موحلوة منك بنوب (أبداً) أنا ما هربت بس انحرفت (اتجهت) صوب (ناحية) حاصبيا» (حاصبيا بلدة لا تبعد كثيراً عن ابل السقي قرية سلام الراسي).
حينما ضرب لبنان زلزال في العام 1956 ضرب اميل البستاني على صدره وقال «أنا لها» وانشأ مصلحة حكومية لاعادة تعمير القرى المدمرة بالزلزال، ولانه رجل «غير شكل» حاول ان يجعل من مصلحته «غير شكل» فلم يكن يثق بالحكومة، ولا بأبنائها لذلك جعل اكثر مساعديه وموظفي مصلحته ممن لم يسبق لهم ان تمرسوا بأي عمل حكومي، فتقدم الكاتب سلام الراسي للعمل عنده وعينه البستاني «رئيس ورشة الأمانة»، لبناء بيوت مستوفية الشروط للسكن، ولان اميل البستاني كان يتوخى التوفير والسرعة، دخل يوما على الراسي وبيده علبة فيها دهان للجدران الخلفية، يؤلف طبقة زجاجية على حد قول البستاني لمنع النش، وبذلك يوفر الوقت والمال اللازمين في توريق الجدران وقد احضر البرميل معه على سبيل التجربة ويقول الراسي في احد كتبه «طلبنا من الاباضاي ابو فيهم ان يبدأ بدهن احد الجدران على مرأى من البستاني، لكن الدهان لم يكن يثبت على الجدران، اي «يزرزب»، فطلب البستاني من ابو فهيم ان يقلل الدهان بالفرشاة، وبقي الدهان يتساقط، ولا يعلق على الجدران وطلب من ابو فيهم ان يدهن وجها اخر، بالدهان لكن دون جدوى ولما تعب ابو فهيم رمى الفرشاة من يده وقال للبستاني غاضبا «له,,, له,,, (لا) حدا بيقلي بيض (,,, ,,,) يا خواجة اميل؟».
قالت «الموند» الفرنسية الاكثر احتراما، وان كانت «الغيفارو» الاكثر مبيعا هم فتية تم احتواؤهم من جوانب الاندية الرياضية وموائد الاحتفالات الشعبية، وركام الفراغ والشارع»، وان نفت «الديلي تلغراف» (أكبر الصحف البريطانية) ذلك وان اكدتا (الموند والديلي تلغراف) كلامهما انهم (الفتية) تلقفهم ائمة الغضب، وبين ثقافة التلقين وثقافة التحريض وانتهاء بثقافة الوصاية لم تستطع ان تستردهم الدولة.
ربما اطلقت العولمة الهويات الصغرى واستحضرتها فكرست التهميش واقصاء الاخر بحضور قاتل؟, وقد يكون النظام الذي احتضن المؤسسة الدينية التقليدية لتتوسط بينه وبين جمهور يتناسى ان ائمته يحتفظون بين مصاحفهم بنظرية «حاكمية الاسلام» لسيد قطب، وكأنها ريشة الطاووس وضعت لتنمو وتكبر كما قيل لنا في الاعدادية.
هل اخطأ عبدالناصر بشنق سيد قطب، وهل منح «الاسلام الاخواني والحربي» بطله الشهيد الذي ما لبث ان قدم هو و«الاخوان المعتدلون» جملة حركات دينية اشد عنفا وتطرفا، (ولهذا تفسيرات لا تبريرات), فلقد تم قمع المعتقلين من الاخوان المسلمين في معتقل «ليمان طره» على يد النظام الناصري في العام 1957 والذي ساهم كثيرا في صياغة النظرية الثورية التكفيرية لدى قطب، ومهد لتأليف كتابه «معالم في الطريق»، والذي استخلص زبدة التكفير وتناول فيها فكرة جاهلية المجتمعات والدول الاسلامية كلها، ووجوب استعادة حاكمية الاسلام عن طريق تكوين طليعة مؤمنة تباشر الحشد والتعبئة وتنقية المفاهيم؟، فقد علقت الحاجة زينب الغزالي الاخوانية «ان سيد جسد مستقبل الدعوة الإسلامية، ولكن حسن الهضيبي انتقده في كتابه «دعاة لا قضاة» حينما عجزت قيادة الاخوان في مصر عن ضبط كوادرها الشباب الذين تحمسوا لتطبيق افكار سيد قطب ومحاربة الجاهلية الكافرة من خلال الدولة».
«سايكو» اشهر افلام الفرد هيتشكوك يحكي قصة قاتل مجنون وضع جثة امه في قبو واخذ يقتل النساء لكي يستبدل باطرافهن اطرافها المتحللة ظنا منه انها ستعود الى الحياة، وكان يفاجئ ضحيته بعبارة «عفوا,,, عفوا,,, معك ولعة»، اليوم لا يسأل القاتل «معك ولعة؟» لا وقت فلا بد ان يقضي اولا 57 اسيويا وافريقيا وبريطانيا، من ركاب الحافلات، نحبهم في «كنغز كروس» لان توني بلير اخطأ في الذهاب الى العراق، وبعدها بدأ يتبادل انصاف الباكستانيين - البريطانيين النيل من سمعة «سكوتلانديارد» والتي صنعتها روايات كونان دويل! قالت «الصنداي تايمز»:
«دعك الجنسية هم حملة هوية فكر اسلامي روافده من حركات اصلاحية للقرون الثلاثة الاخيرة، ومن اسلام الحصار الهندي - الباكستاني الذي استلهم الاسلام الحربي من القرون الوسطى وختمها بالاسلام الاخواني الذي راوح بين الاعتدال المعلن دونما انفتاح لينتهي بالاسلام المنغلق! هل يعقل ان غزو العراق اثار حفيظة الباكستاني جيرمين ليندسي الذي لم يزر العراق ولو لمرة واحدة ليودع زوجته الحامل وطفله ويذهب ليفجر نفسه في مدينة يمنع فيها الشرطي من حمل مسدس ويفرض عليه ان يعلق «مايكروفون» في عنقه لكي تراقب كل كلمة يقولها للناس وحتى لا يطالبهم بكشف هوياتهم كي لا يكون في ذلك تمييز!!
ألم تثر انتباه البريطاني مطبوعات «موسكو رود» والتي قلبت الحقائق رأسا على عقب؟ الم ينصت جماعة «داوننغ ستريت» و«الفورين اوفيس»، إلى ابو حمزة المصري، وهو يصف بريطانيا بالمرحاض الموقت؟».
هل كان على بريطانيا ان تدقق في مسألة اللجوء (يكفي ان يقيم اي طالب للجوء دعوى على وزارة الداخلية البريطانية كي يربحها)!! هل كان التقصير في القانون البريطاني ام في السياسة الخارجية؟ ام في هوية مهاجريها؟ ام في الموروث التاريخي؟ (اعلان حرب بن لادن الاصلي نشر أول ما نشر في صحيفة مقرها لندن)، الذي وجد في الاسلامي الراديكالي (المتطرف) ان «الغرب هم شلة كفرة»، كما يردد تلامذة الاعدادية في مدارس الوطن العربي دونما استثناء.
الملا محمد عمر قائد حركة طالبان له كتاب وحيد اقرب لمنشور من 25 صفحة مكرس لتصنيف الكفرة وباقي جهوده عملية (خاربحار)!
لقد اخترعت مارغريت تاتشر تعبير «ميرونكراسي» اي ان تأخذ ما تستحق وان تحصد ما تزرع، فهل اخذت بريطانيا ما استحقت او على الاقل ما زرعت؟!.
العراق اليوم بؤرة الارهاب ومنطلق لاصوليات جهادية انتحارية والبيت الابيض مسؤول، منذ كارتر والى بوش الابن، عن تقوية الاصوليات المسيسة حتى هددت قلب اوروبا!! اليوم يعسكر 170 الف جندي على الحدود العراقية - السورية، وادارة بوش تحاصر سورية باقفاص اتهام, بدءا من لبنان ومرورا بالعراق وفلسطين وانتهاء بعلاقتها بطهران؟ اميركا تقول ان منخل الحدود السورية يهرب ابناء القاعدة الى العراق، ولابد من ضبطه، وعليه نقلت اميركا معركة حصارها مع سورية من مجلس الشيوخ الى مجلس الامن وتقاطعت معها فرنسا والتي حاربت اميركا في العراق اعلاميا (نقلت وزير خارجيتها دوفيليان الى وزارة الداخلية كقربان) ودخلت معها في شراكة لا سابقة لها اطلاقا منذ الحرب العالمية الثانية فجاء القرار 1559 (الخاص بلبنان) ولا نعرف تحديدا لماذا نعته انذاك فاروق الشرع بانه قرار تافه (روسيا والصين والجزائر وباكستان صوتت لصالح القرار)، لقد حمل القرار المعركة المفتوحة مع سورية وبداية الصراع الدولي معها، بعد اصرار فاروق الشرع ان حكومته باقية في لبنان اعلن بنفسه ان سورية سوف تنسحب تنفيذا لـ «القرار التافه» وعندما ذهب تيري رود لارسن الى بيروت كانت سورية قد استكملت سحب جيشها!! وحينها ذهب الرئيس السوري بشار الاسد الى موسكو، اكتشف ان الامور لم تعد كما هي وان رجال الكرملين اليوم ليسوا هم رجال الكرملين آمس فعقد ودا جديدا مع تركيا متجاهلا وحول الماضي وسدود الفرات المغلقة، والحزب الديموقراطي الكردي، ولكنه ادرك ان الطرفين في حقيقة الامر غير مستعدين لعلاقة حميمة إذاً لابد ان تدرك سورية ان الحل في التغيير؟! التغيير وليس الاصلاح، لقد تغير العالم من حولنا لكننا لم ننصلح واكتفينا بحق الحياة كبراعم البطاطة التي تنمو في صناديق مظلمة!! هل صحيح ان خشبة الخلاص للمأزق السوري هي في تغيير المفاهيم الاقتصادية وان كان، هل يمكن ان تستند هذه الخشبة على قانون الطوارئ.
ولماذا لم يلغ هذا القانون؟ هل مازال شبح الاخوان المسلمين يجثم على انفاس هذا القانون؟ مصطفى السباعي المرشد الاول لحركة الاخوان عاد من مصر الى سورية حاملا معه شتلة الاخوان ليغرسها في الشام عام 1964، ومنذ ذاك نشطوا حتى اقدموا على غرس مفاهيم جديدة لا تتطابق مع افكار البعثيين وجماعة صلاح البيطار، فتصادم الطرفان حتى قام الاخوان بذبح البعثيين ومواليهم مع اسرهم في مدينة حماة السورية، ثم اعتصموا بالمدينة مراهنين على العصيان المدني في جميع ارجاء سورية، وهذا لم يحدث ولم يتجاوز حماة، وعلى دبابات صدام التي لم تأت عبر الصحراء كما وعدهم فجاءت مذبحة حماة كمحصلة طبيعية لتاريخ من الحقد الاجتماعي المتبادل بين مدنية اقطاعية محافظة وريفها الفلاحي الذي اصبح حاكما متحكما كما يقول عنه الكاتب السوري غسان الامام لم يعرف الأسد الراحل كيف يربط أمام السوريين بين معركة حماة ومعركة سورية مع شارون وبيغن وجعجع وصدام في لبنان، لهذا بقيت كارثة حماة في مقدمة الأسباب التي تعرقل مسيرة الديموقراطية في سورية وتحول دون الانفتاح خشية من الثأر والمحاسبة على ماض غارق في الدماء»، أما لماذا التذكير بما لا يجب أن نتذكره؟ هل لأن اللبنانيين وبعد «احتراق» سورية في لبنان بدأوا يتذكرون فقط لان حرب الاستنزاف الاهلية لها علاقة بحاضر لبنان! وهل كان من اللائق ان تتدخل وزيرة الخارجية الأميركية غمزا لتذكر السوريين بعبارة «ان الجيران الطيبين لا يغلقون الحدود مع جيرانهم»، هل كان من الضروري ان تقف البندورة والكوسا على الحدود اللبنانية- السورية؟
وهل كان لزاما ان تشهر دمشق ببعض الملفات المتعلقة بحقوق العمال السوريين الذين عملوا في لبنان مطالبة بالحصول على تعويضات؟ أم ان الوقت لم يخدم حزب الله ولا دمشق حينما صرح رئىس الوزراء محمد ناجي العطري بأن «تجريد حزب الله من سلاحه سيعرض الأمن القومي السوري للخطر باعتبار انها تصبح مكشوفة تجاه اسرائيل؟!» سورية الحاضر الغائب في كل تفاصيل الحياة اللبنانية تتعثر اليوم بصناديق الكوسا والخيار الاستراتيجي، ألم تكن سورية في بقاع لبنان حينما اجتاحت اسرائىل عام 1982 بيروت وهي تريد أن تحل محل سورية في لبنان اعتمادا على حلفائها المسيحيين ونجح شارون في احتلال بيروت وتسفير عرفات إلى تونس بحماية أميركية وفرض بشير الجميل رئىسا للجمهورية؟ وكيف اصطدمت القوات الاسرائيلية غرب البقاع بدبابات «تي 72» السورية والتي أعطبت كتيبة دبابات «ميركافا» التي كان يقودها آنذاك ايهود باراك الذي مني بالهزيمة!!
هل بنى السوريون نظاما أمنيا وليس نظاما سياسيا داخل لبنان؟ أم ان النظام السوري «لبيس» حتى يتقبل جميع التهم بكل الوانها واشكالها؟ أم ان المنطق اللبناني يتأرجح كالبندول بين الدولة والطائفة، فإن غلبت مصالح الطائفة تدهورت الدولة وان غلبت مصالح الدولة استنفرت الطائفة «باسم الدولة (كما يقول الكاتب محمد الرميحي),,, (يروى أن ادونيس ذهب مع يوسف الخال لزيارة الشاعر اللبناني ميخائىل نعيمة في منزله الجبلي المحاط بحدائق الكرز فاقدما على قطف بعض حبات الكرز ودخلا عليه ومعهما الباقي منها، فقال له ادونيس ضاحكا «لقد غافلنا الناطور وأخذنا هذه الكرزات» ومن عادة اللبناني ان يجيب في الحال «ولو شوبنا الكرم كرمك» لكن ميخائىل نعيمة نادى على الناطور فورا وانبه على اهماله فغص الخال بحبات الكرز غصنا»!!
في لبنان لا يمكن المراهنة او المساكنة او حتى فصل الامور (جريمة اغتيال الصحافي نسيب المتني ادت إلى الاحداث الدامية التي عصفت بلبنان 1958 وكان من ابرز تداعياتها نزول القوات الأميركية على الشواطئ اللبنانية اثر انقلاب العراق كما ان جريمة خطف واغتيال فؤاد حداد أدت هي الاخرى إلى ما يسمى بـ (الثورة المضادة) في لبنان أيضا لا يمكن ان تفتح الباب او تغلقه تماما كما في قصيدة «دوموسيه» الشهيرة (المدعي العام السابق عدنان عضوم كان يلوح بالملف المالي للعماد ميشال عون كلما قال الجنرال انه سيعود إلى بيروت وبدلا من ان يفتح كان يطوي إلى أن اقيل المدعي العام) وعند تشكيل الحكومة الاخيرة تمسك عون بوزارة العدل، ففي لبنان وحده تتحول التهم إلى عمل وطني، ويبقى التساؤل هل كان الخطأ في حجم التوقع ام في حجم الممارسة؟!!
بلغ الشاعر اللبناني سعيد عقل الرابعة والتسعين لكنه لم يكتب سطرا واحدا ويلقي محاضرة دون بدل نقدي فذهبت اليه ماجدة الرومي تريد ان تغني احدى قصائده التي كتبها في الأربعينات فأصر على حقوق التأليف وعندما قالت له ان القصيدة ذاتها تغنى في المدارس انتفض وأجاب (لَهَ لَهَ جانيت اتصلي على المحامي,,, شو الدولة بتسرقنا؟).
اكثر الحكومات اللبنانية كانت تشكل في دمشق ومن مكتب عبدالحليم خدام، اليوم شكلت حكومة السنيورة بعيدا عن عنجر (30 عاما من الوجود السوري في لبنان) وصيغ البيان الوزاري على طريقة هنري كيسنجر (الغموض البناء) (في حرب 1967 طلبت اسرائىل من لبنان ان يوضح موقفه من اتفاقية الهدنة فأرسل الرئىس اللبناني آنذاك شارل حلو برقية يقول فيها نحن متقيدون بالهدنة مع اسرائىل ومازلنا اوفياء لاتفاقية الدفاع العربي المشترك).
صحيح ان بيان حكومة السنيورة ركز على ثلاث نقاط، إعادة بناء المؤسسة الامنية واستقلال القضاء، واعتبار المقاومة اللبنانية شأنا لبنانيا (لم يشارك حزب الله في التصويت على قانون العفو عن جعجع ولا في الاحتفال ولكنه لم يعرقل مثلما ان الاطراف المسيحية لم تعرقل توزير قيادي من حزب الله) ولكن هناك الكثير من الالغام في وجه السنيورة، واولها ملف العلاقات اللبنانية- السورية، وموضوع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعفو عن بعض الفلسطينيين المطلوبين للعدالة اسوة بموقوفي الضنية ومجدل عنجر.
هذا اذا فرضنا ان اللبنانيين اليوم في طريق تعزيز المصالحة الوطنية، وعليه يجب ان يتعامل السنيورة مع الرئىس لحود على انه باق في قصر بعبدا حتى نهاية ولايته في خريف العام 2007، أما معضلة السنيورة والتساؤل، هل يمكن ان يثبت السنيورة الديموقراطية بـ 35 مليون دولار (أقرها الكونغرس الأميركي للبنان؟) وهل الطلب من لبنان لتنفيذ القرار 1559، وهو مزروع بالأشواك يستحق مثل هذه الجزرة الضامرة؟ أم على السنيورة ان يفعل (باريس- 3) ويفتح جناحي البيكار إلى حدود المئة مليون دولار على اقل تقدير وربما لاطفاء قسم مقبول من ديون لبنان البالغة 40 مليار دولار واعفاء الباقي، الديون الخارجية كما حصل مع الأردن ويحصل الآن مع السودان.
وقعت سنة 1941 معركة ضارية بين جيوش الحلفاء والجيش الفرنسي كانت ساحتها قريتي ابل السقي والخيام ويقول سلام الراسي ذهب ضحيتها ثلاثة عشر قتيلا من ابناء ابل السقي فتشتت سكانها، وكان من بينهم «أباضاي» يدعى ابوفهيم فأراد الكاتب اللبناني الشيخ سعيد تقي الدين أن يلاطفه فقال له «دخلك ما شفناك من مدة لا انت ولا حمارك شو هربت ساعة المعركة؟ فانتفض «الأباضي» وقال «لَهَ,,, لَهَ,,, لَهَ,,, سعيد بيك هاي موحلوة منك بنوب (أبداً) أنا ما هربت بس انحرفت (اتجهت) صوب (ناحية) حاصبيا» (حاصبيا بلدة لا تبعد كثيراً عن ابل السقي قرية سلام الراسي).