قمبيز
04-21-2021, 05:48 PM
نشرت في: 16/04/2021
https://s.france24.com/media/display/9e840006-9e8c-11eb-b366-005056a964fe/w:1280/p:16x9/RAMADAN-LEBANON%20.webp
مارة بشارع تجاري في جنوب لبنان في 10 أبريل/نيسان 2021، قبل أيام من شهر رمضان.
زينة أنطونيوس
في مواجهة الأزمة التي تعصف بلبنان، لجأ حزب الله إلى فتح سلسلة متاجر تتوفر فيها سلع سورية وعراقية وإيرانية بأسعار مخفضة. وللتسوق في هذه المتاجر، يجب الحصول على بطاقة خاصة يمنحها الحزب الشيعي، الذي يسعى إلى تخفيف الضغط عن قاعدته الشعبية.
فتح حزب الله اللبناني عدة متاجر في مناطق نفوذه بالعاصمة بيروت والبقاع وجنوب البلاد، فيما يمر لبنان بأزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة أدت إلى ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية وفقدان بعضها. ويسعى الحزب الشيعي من خلال هذه المبادرة إلى احتواء غضب واستياء أنصاره الذين يواجهون مثل غيرهم من اللبنانيين صعوبات متعددة جراء التضخم والأزمة.
وأُطلق على هذه المتاجر اسم "السجاد"، نسبة إلى الشخصية الشيعية البارزة الإمام علي السجاد المعروف عنه سخاءه وكرمه، وتُعرض للبيع سلع سورية وعراقية وإيرانية بأسعار مخفضة، حسبما أكد مسؤول في الحزب رفض الكشف عن هويته.
وقال المسؤول إن الأشخاص المؤهلين للتبضع في هذه المتاجر بحاجة إلى بطاقة "السجاد" التي يوفرها حزب الله لمن تقل مداخلهم عن مليون و500 ليرة لبنانية (نحو 105 يورو بالسوق السوداء)، علما أن نصف سكان لبنان على الأقل يعيشون تحت خط الفقر وأن الليرة فقدت أكثر من 80 في المئة من قيمتها.
متاجر حزب الله في لبنان
وحسب المسؤول ذاته، فإن متاجر "السجاد" مفتوحة أمام كل المحتاجين سواء كانوا من أنصار الحزب أو غيرهم، لكن يُشار إلى أن غالبية الزبائن هم من الطائفة الشيعية، ما يثير العديد من التساؤلات. فهناك شبهات بقيام حزب الله بتهريب بعض المواد الغذائية مثل السكر والطحين إلى سوريا، ما يتسبب في حرمان اللبنانيين من هذه المواد الأولية التي يعرضها أصلا في متاجره.
https://pbs.twimg.com/media/EySTbllXEAMqghj?format=jpg&name=360x360
https://pbs.twimg.com/media/EySTb01WQAAfW46?format=jpg&name=360x360
متاجر تشبه مستودعات
ولم يوفر الحزب أي معلومات عن الأشخاص الذين حصلوا على بطاقة "السجاد"، لكن عددهم قد يزيد عن ثمانية آلاف شخص حسب مقربين منه.
تسكن لينا* (40 عاما) في قرية صغيرة بمنطقة البقاع، وتقول إن عناصر في حزب الله عرضوا عليها البطاقة من دون أن تتقدم بأي طلب رغم وضعها الاقتصادي المتردي.
وقالت لينا إنها اشترت بعض المواد (أرز، سكر، زيت...) بأسعار مخفضة من هذه المتاجر التي تصفها بأنه تشبه المستودعات، مؤكدة أنها لا تنتمي إلى حزب الله. وتوضح أن بطاقة "السجاد" توفر لصاحبها كمية محدودة من السلع شهريا، ومنها 5 كلغ أرز و5 كلغ سكر و5 كلغ زيت، إضافة إلى 4 كلغ مسحوق غسيل وثلاث علب معكرونة و4 علب تونة وقرعتين من سائل غسيل.
من جانبه، أكد حسان* والد لطفلين يسكن في النبطية (جنوب لبنان) أن عناصر في الحزب الشيعي تقربوا منه ليعرضوا عليه الحصول على بطاقة "السجاد". وقال "طلبوا مني نسخة من بطاقة التعريف، إذ إنهم يعرفونني جيدا ويثقون بي". وتابع هذا الرجل البالغ من العمر 39 عاما "نستفيد من تخفيض قدره 35 في المئة كلما اشترينا موادا بأكثر من مليون ليرة"، مضيفا "ستتيح لنا هذه البطاقة الاستفادة من تلقي العلاج بأسعار مخفضة".
https://pbs.twimg.com/media/Ey1IaM1XAAEBtiE?format=jpg&name=small
بطاقة السجاد التي يمنحها حزب الله اللبناني الشيعي
"... يقبلون مساعدات من أي جهة كانت"
وتقول مايا* (38 عاما)، صحافية تشتغل بإحدى وسائل الإعلام المقربة من حزب الله، إن عملية بيع الحزب "مواد غذائية لا تخلو من دوافع انتخابية"، مشيرة إلى أن "الفقراء بحاجة ملحة" لهذه السلع. وتضيف إن "الدولة غائبة في عدة مناطق فقيرة من لبنان، وبالتالي فإن سكانها يقبلون مساعدات من أي جهة كانت"، مؤكدة أنها لم تحصل على بطاقة "السجاد" إذ إنها ليست ضمن قائمة "المحتاجين".
للمزيد- الوضع صعب ويمكن أن يتفاقم إن لم يتم تشكيل حكومة سريعا
قد يبدو الأمر غريبا لكن أنصار حزب الله لا يرحبون كلهم بفكرة "السجاد"، ومن المعارضين لها الصحافي منير ربيع الذي يحذر من "مخاطر" هذا المشروع في بلد يزداد فيه غياب الدولة يوما بعد يوم. فهو يوضح أن "قول حزب الله لأنصاره بأنه لا داعي لانتظار أي دعم من الدولة أو الجمعيات، أمر خطير". فهذا يعني على حد قوله "أنه لا وجود للدولة أساسا" وأن "الحزب يقوض مفهوم الدولة في عقول الناس".
ويضيف منير ربيع أن هذه المبادرة دليل على "رغبة حزب الله لضمان نوع من الاستقرار لدى المجموعة الشيعية ومنع أي حركة احتجاج أو ثورة". ويتابع "حزب الله دائما يسعى لتفادي أي غضب يكون سببه الجوع"، مؤكدا أن الحزب الشيعي "يعمل على المدى الطويل إذ إنه يعلم بأن تجاوز الأزمة الحالية لن يكون قريبا".
"لبنان اليوم مجرد مقاطعة ضمن دولة حزب الله"
ويرى منير ربيع بأن "حزب الله يعمل على ضمان برنامج شامل للمساعدات الاجتماعية في المستقبل، مركزا على تطوير الرعاية الصحية". وحسب الصحافي فإن حزب الله يعتبر نفسه "ضحية مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة لأجل التخلص منه"، وبالتالي "رده هو أن أتباعه لن يتعرضوا للجوع إذ لديه دوائر تزويد خاصة تمر عبر إيران وسوريا والعراق".
ولا يختلف آدم* عن منير ربيع، فهذا المصور الفوتوغرافي البالغ 40 عاما والقاطن بقرية سنية في جنوب لبنان يعتبر أن "حزب الله يسعى للسيطرة على قاعدته الشعبية بشتى الوسائل". ويضيف "بطاقة السجاد تعكس الجانب المؤسساتي للحزب، فرسالته أنه قادر على استخلاف الدولة وهو حقيقة أخذ مكانها. فلبنان اليوم مجرد مقاطعة ضمن دولة حزب الله".
ويختم آدم بالقول إن "حزب الله يسعى لفرض نفسه لدى الشارع الشيعي ملجأ وحيدا أمام الأزمة، وذلك من خلال سلسة متاجره وأسعارها المخفضة".
زينة أنطونيوس، أعده إلى العربية علاوة مزياني
https://www.france24.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7/20210416-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%AD-%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B6%D9%85-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B5%D9%81-%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
https://s.france24.com/media/display/9e840006-9e8c-11eb-b366-005056a964fe/w:1280/p:16x9/RAMADAN-LEBANON%20.webp
مارة بشارع تجاري في جنوب لبنان في 10 أبريل/نيسان 2021، قبل أيام من شهر رمضان.
زينة أنطونيوس
في مواجهة الأزمة التي تعصف بلبنان، لجأ حزب الله إلى فتح سلسلة متاجر تتوفر فيها سلع سورية وعراقية وإيرانية بأسعار مخفضة. وللتسوق في هذه المتاجر، يجب الحصول على بطاقة خاصة يمنحها الحزب الشيعي، الذي يسعى إلى تخفيف الضغط عن قاعدته الشعبية.
فتح حزب الله اللبناني عدة متاجر في مناطق نفوذه بالعاصمة بيروت والبقاع وجنوب البلاد، فيما يمر لبنان بأزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية حادة أدت إلى ارتفاع كبير بأسعار المواد الغذائية وفقدان بعضها. ويسعى الحزب الشيعي من خلال هذه المبادرة إلى احتواء غضب واستياء أنصاره الذين يواجهون مثل غيرهم من اللبنانيين صعوبات متعددة جراء التضخم والأزمة.
وأُطلق على هذه المتاجر اسم "السجاد"، نسبة إلى الشخصية الشيعية البارزة الإمام علي السجاد المعروف عنه سخاءه وكرمه، وتُعرض للبيع سلع سورية وعراقية وإيرانية بأسعار مخفضة، حسبما أكد مسؤول في الحزب رفض الكشف عن هويته.
وقال المسؤول إن الأشخاص المؤهلين للتبضع في هذه المتاجر بحاجة إلى بطاقة "السجاد" التي يوفرها حزب الله لمن تقل مداخلهم عن مليون و500 ليرة لبنانية (نحو 105 يورو بالسوق السوداء)، علما أن نصف سكان لبنان على الأقل يعيشون تحت خط الفقر وأن الليرة فقدت أكثر من 80 في المئة من قيمتها.
متاجر حزب الله في لبنان
وحسب المسؤول ذاته، فإن متاجر "السجاد" مفتوحة أمام كل المحتاجين سواء كانوا من أنصار الحزب أو غيرهم، لكن يُشار إلى أن غالبية الزبائن هم من الطائفة الشيعية، ما يثير العديد من التساؤلات. فهناك شبهات بقيام حزب الله بتهريب بعض المواد الغذائية مثل السكر والطحين إلى سوريا، ما يتسبب في حرمان اللبنانيين من هذه المواد الأولية التي يعرضها أصلا في متاجره.
https://pbs.twimg.com/media/EySTbllXEAMqghj?format=jpg&name=360x360
https://pbs.twimg.com/media/EySTb01WQAAfW46?format=jpg&name=360x360
متاجر تشبه مستودعات
ولم يوفر الحزب أي معلومات عن الأشخاص الذين حصلوا على بطاقة "السجاد"، لكن عددهم قد يزيد عن ثمانية آلاف شخص حسب مقربين منه.
تسكن لينا* (40 عاما) في قرية صغيرة بمنطقة البقاع، وتقول إن عناصر في حزب الله عرضوا عليها البطاقة من دون أن تتقدم بأي طلب رغم وضعها الاقتصادي المتردي.
وقالت لينا إنها اشترت بعض المواد (أرز، سكر، زيت...) بأسعار مخفضة من هذه المتاجر التي تصفها بأنه تشبه المستودعات، مؤكدة أنها لا تنتمي إلى حزب الله. وتوضح أن بطاقة "السجاد" توفر لصاحبها كمية محدودة من السلع شهريا، ومنها 5 كلغ أرز و5 كلغ سكر و5 كلغ زيت، إضافة إلى 4 كلغ مسحوق غسيل وثلاث علب معكرونة و4 علب تونة وقرعتين من سائل غسيل.
من جانبه، أكد حسان* والد لطفلين يسكن في النبطية (جنوب لبنان) أن عناصر في الحزب الشيعي تقربوا منه ليعرضوا عليه الحصول على بطاقة "السجاد". وقال "طلبوا مني نسخة من بطاقة التعريف، إذ إنهم يعرفونني جيدا ويثقون بي". وتابع هذا الرجل البالغ من العمر 39 عاما "نستفيد من تخفيض قدره 35 في المئة كلما اشترينا موادا بأكثر من مليون ليرة"، مضيفا "ستتيح لنا هذه البطاقة الاستفادة من تلقي العلاج بأسعار مخفضة".
https://pbs.twimg.com/media/Ey1IaM1XAAEBtiE?format=jpg&name=small
بطاقة السجاد التي يمنحها حزب الله اللبناني الشيعي
"... يقبلون مساعدات من أي جهة كانت"
وتقول مايا* (38 عاما)، صحافية تشتغل بإحدى وسائل الإعلام المقربة من حزب الله، إن عملية بيع الحزب "مواد غذائية لا تخلو من دوافع انتخابية"، مشيرة إلى أن "الفقراء بحاجة ملحة" لهذه السلع. وتضيف إن "الدولة غائبة في عدة مناطق فقيرة من لبنان، وبالتالي فإن سكانها يقبلون مساعدات من أي جهة كانت"، مؤكدة أنها لم تحصل على بطاقة "السجاد" إذ إنها ليست ضمن قائمة "المحتاجين".
للمزيد- الوضع صعب ويمكن أن يتفاقم إن لم يتم تشكيل حكومة سريعا
قد يبدو الأمر غريبا لكن أنصار حزب الله لا يرحبون كلهم بفكرة "السجاد"، ومن المعارضين لها الصحافي منير ربيع الذي يحذر من "مخاطر" هذا المشروع في بلد يزداد فيه غياب الدولة يوما بعد يوم. فهو يوضح أن "قول حزب الله لأنصاره بأنه لا داعي لانتظار أي دعم من الدولة أو الجمعيات، أمر خطير". فهذا يعني على حد قوله "أنه لا وجود للدولة أساسا" وأن "الحزب يقوض مفهوم الدولة في عقول الناس".
ويضيف منير ربيع أن هذه المبادرة دليل على "رغبة حزب الله لضمان نوع من الاستقرار لدى المجموعة الشيعية ومنع أي حركة احتجاج أو ثورة". ويتابع "حزب الله دائما يسعى لتفادي أي غضب يكون سببه الجوع"، مؤكدا أن الحزب الشيعي "يعمل على المدى الطويل إذ إنه يعلم بأن تجاوز الأزمة الحالية لن يكون قريبا".
"لبنان اليوم مجرد مقاطعة ضمن دولة حزب الله"
ويرى منير ربيع بأن "حزب الله يعمل على ضمان برنامج شامل للمساعدات الاجتماعية في المستقبل، مركزا على تطوير الرعاية الصحية". وحسب الصحافي فإن حزب الله يعتبر نفسه "ضحية مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة لأجل التخلص منه"، وبالتالي "رده هو أن أتباعه لن يتعرضوا للجوع إذ لديه دوائر تزويد خاصة تمر عبر إيران وسوريا والعراق".
ولا يختلف آدم* عن منير ربيع، فهذا المصور الفوتوغرافي البالغ 40 عاما والقاطن بقرية سنية في جنوب لبنان يعتبر أن "حزب الله يسعى للسيطرة على قاعدته الشعبية بشتى الوسائل". ويضيف "بطاقة السجاد تعكس الجانب المؤسساتي للحزب، فرسالته أنه قادر على استخلاف الدولة وهو حقيقة أخذ مكانها. فلبنان اليوم مجرد مقاطعة ضمن دولة حزب الله".
ويختم آدم بالقول إن "حزب الله يسعى لفرض نفسه لدى الشارع الشيعي ملجأ وحيدا أمام الأزمة، وذلك من خلال سلسة متاجره وأسعارها المخفضة".
زينة أنطونيوس، أعده إلى العربية علاوة مزياني
https://www.france24.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7/20210416-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%8A%D9%81%D8%AA%D8%AA%D8%AD-%D8%B3%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D8%B1-%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%AE%D8%B6%D9%85-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D8%B5%D9%81-%D8%A8%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86