سياسى
08-09-2005, 07:02 AM
انتشال رادار زرع منذ الثمانينات للتنصت على الأميركيين
موسكو: سامي عمارة
كشفت مصادر روسية مطلعة تفاصيل عن مهمة الغواصة الروسية التي انتشلت الأحد بمساعدة بريطانية أميركية من قاع المحيط الهادئ بعد ثلاثة ايام من المحاولات الفاشلة. ونقلت المصادر عن احد بحارة السفينة جيورجي كوزمين التي أُنزلت منها الغواصة الى اعماق المحيط في خليج بيروزوفا، ان المهمة كانت تتعلق بانتشال رادار بحري جرى زرعه هناك منذ منتصف الثمانينات للتنصت على تحركات السفن الاجنبية، خصوصاً الغواصات الاميركية في المنطقة. وكانت أجزاء كبيرة من رادار مماثل انتزعتها التيارات والعواصف البحرية في اغسطس (آب) عام 2000 لتضيع في اعماق المحيط ولتكون سببا في الكثير من المشاكل التي يكتنف الغموض الكثير من جوانبها حتى اليوم، لدرجة ان البعض تصورها شيئا من خوارق الطبيعة، فيما اعتبرتها السلطات اليابانية غواصة روسية قبل التأكد من حقيقة الامر. ويبلغ طول هذا الرادار البحري مائة متر، وارتفاعه 16 مترا، و15 مترا من اعماق المحيط. وقد صممه معهد أبحاث المعدات البحرية في سان بطرسبورج ويحمل الرمز «أجام» منذ ستينات القرن الماضي.
وتقول المصادر الروسية ان المثيل الاميركي للرادار البحري الروسي هو منظومة «سوسس» وتغطي على خلاف مثيلها الروسي كل مناطق المحيط. وكانت القيادة البحرية قررت رفع الرادار البحري من الخدمة بعد أن سجلت السنوات الثلاث الاخيرة عدم دقة عمله والحاجة الى احكام السيطرة بشكل اكثر دقة على ما يجري في المنطقة. وأشارت المصادر الى ان مهمة غواصة الانقاذ الروسية الصغيرة تمثلت في رفع أنبوبين مطاطيين طول كل منهما 600 متر من اجل استخدامهما في دفع الهواء اللازم من اجل اعداد ما يشبه الوسادة الهوائية اللازمة لطفو الرادار الى سطح الماء. اما الكارثة فنجمت عن التفاف الانابيب المطاطية حول جسم الغواصة وتعلقها بقواعد الرادار في اعماق المحيط الى جانب بقايا الكابلات وشباك الصيد المعدنية التي قيدت حركة الغواصة.
وفيما انتقدت الصحف الروسية تعثر محاولات الانقاذ من جانب وحدات الاسطول الروسي، وأشادت بقدرة الغواصة البريطانية على الاضطلاع بالمهمة خلال ساعات معدودات، نقلت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» عن يلينا زوجة قائد الغواصة النقيب فياتشيسلاف ميلاشيفسكي قولها انه كان من المفروض رفع هذه الغواصة من الخدمة في نهاية الشهر الحالي لإجراء اعمال الصيانة في ورش كراسنويه سورموفو بنيجني نوفجورود. وأشارت الى مخاوفها من اتهام زوجها بالتقصير ومسؤولية غرق الغواصة التي قالت انها طالما تعرضت للأعطال ومنها الحريق الذي نشب على متنها يوما تحت مياه المحيط الى جانب تهشم زجاج قمرتها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين أصدر تعليماته بالتحقيق في ملابسات الحادث، بينما يعرب عدد من ممثلي القياد البحرية الروسية عن مخاوفهم من كشف وحدات الانقاذ الاجنبية التي دعتها موسكو الى موقع الحادث للكثير من اسرار المنظومات الروسية البرية في المحيط الهادئ. وكشفت المصادر نفسها، عن محاولة التستر على خبر غرق الغواصة خلال الساعات الاولى من وقوع الحادث والى ان اذاعة «راديو ـ 3» المحلية كانت أول من بث الخبر نقلا عن زوجة أحد البحارة المحتجزين داخل الغواصة الغارقة والتي حرصت على عدم كشف هويتها. أما عما تعرض له البحارة من أهوال على متن الغواصة الغارقة فقد اشاروا الى بعضها عقب نجاح محاولة إنقاذهم ووصولهم الى المستشفى الذي يتلقون فيه العلاج اللازم. وكشف أحدهم عن ان كلا منهم حرص على تسجيل وصيته قبيل انتقاله الى العالم الآخر.
وأفادت وكالة «انترفاكس» ان زوجات بعض هؤلاء البحارة اطلعن على هذه الوصايا صباح امس في المستشفى العسكري ليقررن الاحتفاظ بها في ذكرى الحادث الاليم. وفي الوقت الذي كانت فيه مصادر الاسطول البحري تعلن توافر الماء والغذاء والهواء داخل الغواصة، كشف البحارة انهم تقاسموا الشحيح من الماء والغذاء والذي لم يكن سوى النذر اليسير من الماء لدرجة ان كلا منهم لم يكن يتناول سوى ثلاث او اربع قطرات من المياه الى جانب اقتسامهم بقايا كسر من الخبز الجاف.
موسكو: سامي عمارة
كشفت مصادر روسية مطلعة تفاصيل عن مهمة الغواصة الروسية التي انتشلت الأحد بمساعدة بريطانية أميركية من قاع المحيط الهادئ بعد ثلاثة ايام من المحاولات الفاشلة. ونقلت المصادر عن احد بحارة السفينة جيورجي كوزمين التي أُنزلت منها الغواصة الى اعماق المحيط في خليج بيروزوفا، ان المهمة كانت تتعلق بانتشال رادار بحري جرى زرعه هناك منذ منتصف الثمانينات للتنصت على تحركات السفن الاجنبية، خصوصاً الغواصات الاميركية في المنطقة. وكانت أجزاء كبيرة من رادار مماثل انتزعتها التيارات والعواصف البحرية في اغسطس (آب) عام 2000 لتضيع في اعماق المحيط ولتكون سببا في الكثير من المشاكل التي يكتنف الغموض الكثير من جوانبها حتى اليوم، لدرجة ان البعض تصورها شيئا من خوارق الطبيعة، فيما اعتبرتها السلطات اليابانية غواصة روسية قبل التأكد من حقيقة الامر. ويبلغ طول هذا الرادار البحري مائة متر، وارتفاعه 16 مترا، و15 مترا من اعماق المحيط. وقد صممه معهد أبحاث المعدات البحرية في سان بطرسبورج ويحمل الرمز «أجام» منذ ستينات القرن الماضي.
وتقول المصادر الروسية ان المثيل الاميركي للرادار البحري الروسي هو منظومة «سوسس» وتغطي على خلاف مثيلها الروسي كل مناطق المحيط. وكانت القيادة البحرية قررت رفع الرادار البحري من الخدمة بعد أن سجلت السنوات الثلاث الاخيرة عدم دقة عمله والحاجة الى احكام السيطرة بشكل اكثر دقة على ما يجري في المنطقة. وأشارت المصادر الى ان مهمة غواصة الانقاذ الروسية الصغيرة تمثلت في رفع أنبوبين مطاطيين طول كل منهما 600 متر من اجل استخدامهما في دفع الهواء اللازم من اجل اعداد ما يشبه الوسادة الهوائية اللازمة لطفو الرادار الى سطح الماء. اما الكارثة فنجمت عن التفاف الانابيب المطاطية حول جسم الغواصة وتعلقها بقواعد الرادار في اعماق المحيط الى جانب بقايا الكابلات وشباك الصيد المعدنية التي قيدت حركة الغواصة.
وفيما انتقدت الصحف الروسية تعثر محاولات الانقاذ من جانب وحدات الاسطول الروسي، وأشادت بقدرة الغواصة البريطانية على الاضطلاع بالمهمة خلال ساعات معدودات، نقلت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» عن يلينا زوجة قائد الغواصة النقيب فياتشيسلاف ميلاشيفسكي قولها انه كان من المفروض رفع هذه الغواصة من الخدمة في نهاية الشهر الحالي لإجراء اعمال الصيانة في ورش كراسنويه سورموفو بنيجني نوفجورود. وأشارت الى مخاوفها من اتهام زوجها بالتقصير ومسؤولية غرق الغواصة التي قالت انها طالما تعرضت للأعطال ومنها الحريق الذي نشب على متنها يوما تحت مياه المحيط الى جانب تهشم زجاج قمرتها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين أصدر تعليماته بالتحقيق في ملابسات الحادث، بينما يعرب عدد من ممثلي القياد البحرية الروسية عن مخاوفهم من كشف وحدات الانقاذ الاجنبية التي دعتها موسكو الى موقع الحادث للكثير من اسرار المنظومات الروسية البرية في المحيط الهادئ. وكشفت المصادر نفسها، عن محاولة التستر على خبر غرق الغواصة خلال الساعات الاولى من وقوع الحادث والى ان اذاعة «راديو ـ 3» المحلية كانت أول من بث الخبر نقلا عن زوجة أحد البحارة المحتجزين داخل الغواصة الغارقة والتي حرصت على عدم كشف هويتها. أما عما تعرض له البحارة من أهوال على متن الغواصة الغارقة فقد اشاروا الى بعضها عقب نجاح محاولة إنقاذهم ووصولهم الى المستشفى الذي يتلقون فيه العلاج اللازم. وكشف أحدهم عن ان كلا منهم حرص على تسجيل وصيته قبيل انتقاله الى العالم الآخر.
وأفادت وكالة «انترفاكس» ان زوجات بعض هؤلاء البحارة اطلعن على هذه الوصايا صباح امس في المستشفى العسكري ليقررن الاحتفاظ بها في ذكرى الحادث الاليم. وفي الوقت الذي كانت فيه مصادر الاسطول البحري تعلن توافر الماء والغذاء والهواء داخل الغواصة، كشف البحارة انهم تقاسموا الشحيح من الماء والغذاء والذي لم يكن سوى النذر اليسير من الماء لدرجة ان كلا منهم لم يكن يتناول سوى ثلاث او اربع قطرات من المياه الى جانب اقتسامهم بقايا كسر من الخبز الجاف.