المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة الداعية الإسلامي الكبير أحمد ديدات بعد معاناة مع المرض



شبير
08-08-2005, 08:08 PM
توفي صباح الاثنين 8-8-2005م الداعية الاسلامي المعروف الشيخ احمد ديدات عن عمر يناهز السابعة والثمانين بعد معاناة مع المرض الذي اقعده عن الحركة والكلام طوال 9 سنوات اثر تعرضه لجلطة مفاجأة.

وفي تصريحات للعربية.نت قال صهره عصام محمد مدير إن الوفاة حدثت في السابعة صباحا، وقال إن الشيخ لم يفقد وعيه ولا ذاكرته خلال فترة مرضه الطويلة بل واصل أنشطته للرد على الشبهات حول الإسلام وتوضيح حقائقه وتوجيه الدعاة وخاصة اثر مستجدات ما بعد الحادي عشر من سبتمبر إلى البعد عن الانفعال وردود الفعل مشددا على اهمية الانتقال منها الى الفعل الايجابي بشرح الإسلام الصحيح والدعوة إليه وعدم السماح لأعداء الإسلام باستغلال الفرصة.

وكان الشيخ أحمد ديدات –وهو جنوب إفريقي من أصول هندية- قد اشتهر خلال الثمانينيات من القرن الماضي بمناظراته مع عدد من القساوسة حول الإسلام والأديان والعقائد.

سمير
08-08-2005, 09:23 PM
الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة لقد كان مثالا للرجل الداعي الى الله ودين الله من غير غلو او تكفير للآخرين

الفاتحة على روح الفقيد

مقاتل
08-09-2005, 01:00 AM
من اعماق قلوبنا نقول الله يرحمه والعزاء لنا بفقد مثل هذا الإنسان العظيم

انا لله وانا اليه راجعون

زهير
08-10-2005, 09:13 AM
الموت يغيب الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات عن عمر87 عاما


الأمير سلطان أمر في عام 1996 بعلاجه في «تخصصي الرياض»



غيب الموت أول أمس الداعية الإسلامي الشيخ أحمد ديدات في مدينة ديربان بجنوب أفريقيا، عن عمر يناهز السابعة والثمانين.

وجاءت وفاة الشيخ ديدات عقب تدهور في حالته الصحية وبشكل مفاجئ منذ نحو شهر ونصف، حيث طلب من صهره في رسالة الساعدة في العودة إلى جنوب أفريقيا، إحساسا منه بمغادرة الحياة، قبل وصوله في شهر أغسطس (آب) الحالي. وكان الشيخ ديدات قد أصيب في عام 1996 بشلل دماغي أبقاه طريح الفراش، حتى أمر ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز بإرسال طائرة إخلاء طبي نقلته إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.

وعمد الأطباء إلى إجراء عمليات جراحية دقيقة له لوضع أنبوب تغذية يتم إيصاله بالمعدة، واحتفظ رغم عنائه ومرضه الشديد بذاكرة سليمة حتى وفاته. كما قدم له الأطباء نظاما خاصا للتخاطب بدأ من خلاله ممازحة ومحادثة الممرضين والممرضات غير المسلمين، وعقب 10 أشهر من استقرار حالته قرر الشيخ ديدات العودة إلى جنوب أفريقيا ومتابعة عمله الدعوي، ليقضي فيها آخر أيام حياته.

وعرف الراحل بمناظراته مع المسيحيين، معتمدا في حواراته على وسيلة الدفاع عن الإسلام والرد على الشبهات التي تثار من بعض رجال الدين المسيحيين.

ولد الشيخ أحمد حسين ديدات عام 1918، في بلدة تادكيشنار في ولاية سوارات الهندية، وهاجر منها إلى جنوب أفريقيا عام 1927 ليلحق بوالده، وليبدأ دراسته في سن العاشرة حتى أكمل الصف السادس، إلا أن الظروف المادية الصعبة أعاقت إكماله لدراسته.

وفي عام 1934، عمل بائعا في دكان لبيع المواد الغذائية، ثم سائقا في مصنع أثاث، ليشغل بعد ذلك وظيفة كاتب في المصنع ذاته، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرا للمصنع بعد ذلك.

وفي آواخر الأربعينات التحق الشيخ أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى، وما أن تمكن من توفير قدر من المال حتى رحل إلى باكستان في عام 1949، ومكث هناك فترة من الزمن منكبا على تنظيم معمل للنسيج.

وهناك تزوج وأنجب ولدين وفتاة واحدة، غير أنه اضطر للعودة إلى جنوب أفريقيا عقب ثلاثة أعوام للحيلولة دون فقدان جنسيته، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا. وفور وصوله إلى جنوب أفريقيا تسلم منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقا.

وفي مطلع الخمسينات أصدر كتيبه الأول تحت عنوان «ماذا يقول الكتاب المقدس عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام»، لينشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته «هل الكتاب المقدس كلام الله؟».

وفي عام 1959 توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته في ما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، حيث اشتهر في مناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك، وجيمي سواجارت، وأنيس شروش. أسس بعد ذلك معهد السلام لتخريج الدعاة، والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا.

وللشيخ أحمد ديدات ما يزيد على عشرين كتابا، طبع منها بالملايين لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبعها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم.

وفي عام 1986، منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، تكريما له على إنجازاته وجهوده الحثيثة لخدمة الإسلام والمسلمين. وفي اتصال هاتفي أبلغ «الشرق الأوسط» عصام مدير، صهر الشيخ ديدات، أن وصية الراحل الأخيرة التي وجهها للأمة الإسلامية كانت أن يتقوا الله في رسولهم ونبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أنه بالرغم من مناظراته ومحاضراته، إلا أن عددا من المسيحيين واليهود بكى رحيله، عقب قدومهم لتقديم العزاء لأسرته في منزله. مشيرا إلى أن حاخامات وقساوسة صرحوا أنهم لطالما عزوا أنفسهم بوجود شخص مثل الشيخ ديدات يتحاور عوضا عن أن يقاتل، ويرد على الاستفزازات بالبرهان.

موالى
08-10-2005, 11:51 PM
الف رحمة ونور على روح الشيخ ديدات

الأمازيغي
08-13-2005, 12:18 AM
انها خسارة كبرى للاسلام
فقد كان رجلا فاضلا خدم الاسلام خدمات جليلة لا ينكرها الا جاهل متعصب عنيد
رحمة الله تعالى عليه

فاطمي
08-14-2005, 06:37 AM
ديدات.. الداعية الإسلامي الذي بكاه القساوسة والحاخامات

وصفوه بأنه يحاورهم.. لا يقاتلهم


الرياض: هدى الصالح


بوفاة الداعية الشهير أحمد ديدات تخسر الدعوة الإسلامية أحد أهم رجالاتها في التاريخ الحديث، والذي اشتهر بصولاته وجولاته مع المنصرين الذين ينتشرون في القارة الافريقية. وكان ديدات الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة قد ذاع صيته عقب محاورته الشهيرة التي لا تزال تتداول على أشرطة فيديو وكاسيت مع القس جيمي سواجارت، وقد اسلم على يديه عدد كبير من المنصرين الذين دخلوا معه في حوارات ومساجلات عديدة.

ولد الشيخ أحمد حسين ديدات عام 1918 في بلدة تادكيشنار بولاية سوارات الهندية، وهاجر إلى جنوب أفريقيا في عام 1927 ليلحق بوالده، ليبدأ دراسته في العاشرة من عمره حتى أكمل الصف السادس، إلا أن الظروف المادية الصعبة أعاقت استكماله دراسته. وفي العام 1934، عمل بائعا في دكان لبيع المواد الغذائية ثم سائقا في مصنع أثاث، ليشغل بعد ذلك وظيفة كاتب في المصنع ذاته، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديرا للمصنع بعد ذلك.

في أواخر الأربعينات التحق الشيخ أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى، وما أن تمكن من توفير قدر من المال رحل إلى باكستان عام 1949 ومكث فترة من الزمن منكبا على تنظيم معمل للنسيج. اضطر بعدها للعودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا عقب ثلاثة أعوام للحيلولة دون فقدانه جنسيتها، حيث أنه ليس من مواليد جنوب أفريقيا. وعرض عليه فور وصوله إلى جنوب أفريقيا تسلم منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقا.

تزوج أحمد ديدات من السيدة حواء حسين بعد 33 محاولة فاشلة للاقتران بزوجة من بنات حواء. وأنجب منها ولدين وبنتًا، وكان الراحل يُطلق على زوجته لقب أم الأمهات, ولطالما اعتبر ديدات أن كل يوم تظل فيه أم أبنائه على قيد الحياة هو يوم ميلادٍ جديد وعيدًا للأسرة بأكملها. في مطلع الخمسينات أصدر كتيبه الأول «ماذا يقول الكتاب المقدس عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام» لينشر بعد ذلك أحد أبرز كتبه «هل الكتاب المقدس كلام الله؟».

في عام 1959 توقف الشيخ أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، واشتهر في مناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك، وجيمي سواجارت، وأنيس شروش.

أسس ديدات بعد ذلك عددا من المعاهد والمؤسسات التعليمية والدعوية من أهمها «معهد السلام لتخريج الدعاة» و«المركز الدولي للدعوة الإسلامية» بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا.

ألف الشيخ أحمد ديدات ما يزيد عن عشرين كتابا، وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبعها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم. وتكريما له عقب جل هذه الإنجازات وجهوده الحثيثة لخدمة الإسلام منح الشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 وأعطي درجة أستاذ.

أصيب بالشلل الدماغي منذ 1996، وكان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد أمر بإرسال طائرة إخلاء طبي نقلت الشيخ ديدات إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. وطالما افتخر الشيخ أحمد ديدات بحديثه المستمر عن بدايات طريق الدعوة والذي يوضح فيه أن عمله في دكان قريب من موقع إرسالية آدمز ميشين (كلية آدمز) التي عادة ما يتوافد طلابها المبشرون تحت التدريب إلى المحل ذاته.

ومن خلال تلك الكلية توافد المبشرون الذين حولوا حياة المسلمين كما ذكر في حديث سابق له «إلى بؤس وعذاب» حيث طالما تدربوا على مواجهة المسلمين عند قدومهم لشراء ما يحتاجون إليه من المحل منهالين على الشيخ ومن يعمل معه بالأسئلة والانتقادات. ليبدأ انهماك الشيخ ديدات في البحث عن إجابات لأسئلة الطلاب المبشرين من خلال قراءته لعدد كبير من الصحف والكتب كان أهمهما كتاب «إظهار الحق» في نسخة قديمة للشيخ رحمت الله الهندي.

ويعد كتاب «إظهار الحق» للشيخ الهندي، والذي عاش في المدينة المنورة عمدة كتب المناظرات، استمد منها الشيخ ديدات طريقته الفريدة في مناظراته العديدة، كما يعد ديدات امتدادا وخلفا له في اعتماد المناظرات وبالأخص مناظرة الهندي الكبرى مع القس بافندر رئيس البعثة التبشيرية بالهند.

لمع اسم الداعية المتمكن الشيخ أحمد ديدات من خلال قدرته البيانية وإطلاعه الواسع على الإنجيل ليعرف عقب ذلك من خلال مناظراته الشهيرة التي برزت كسلاح لمواجهة حملات التنصير في جنوب أفريقيا والتي وجد فيها استمرارا لأداء الرسالة رغم جل الانتقادات.

وتميز الشيخ ديدات بأسلوبه الهادئ في الرد على الاستفزازات إيمانا منه كما أكد مرارا «أن لا إكراه في الدين وإنما يجب الإظهار والدعوة باللسان والعقل بذكاء وحنكة, وبعد ذلك يبقى لكل أمة دينها».

ومن خلال «مناظرة القرن» والتي يعدها الديدات من أهم مناظراته والتي أجراها مع المنصر سواجارت في الولايات المتحدة 1985 برز الشيخ عربيا واستقطب إعجاب العديد من بينهم الأطفال والشباب. وعمدت عقب ذلك الانتشار العالمي والعربي والنصر الإعلامي عدد من القنوات الفضائية العربية من بينها تلفزيون أبو ظبي و دور النشر بدبلجة مناظراته وترجمتها للغات عديدة من بينها العربية والفرنسية إضافة إلى نسخها على أقراص مدمجة.

ليذيع صيت الشيخ احمد ديدات وتبلغ شهرته القارة الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بتفرده في الدعوة من خلال المناظرات إيمانا منه بأهمية الحوار في استرداد الحقوق.

وعبر حياته الحافلة بالترحال والنشاط الدعوي تقدَّم الشيخ الراحل بنحو 235 مناظرة ومحاضرة فكرية ودعوية، كذلك عقد لقاءات كبيرة مع المبشرين والمنصرين الغربيين لمناقشتهم في أمور دينهم وفتح نقاط القصور والضعف الموجودة في عقيدتهم وكتبهم، ومع تعمقه في دراسة أصول الديانة المسيحية للتمكن من الرد على ما يُروجونه حول الإسلام ولضرب الأسس العقدية لديهم، ولذلك كان شديد الحرص على اقتناء نسخ الأناجيل المختلفة ودراستها.

وقد ركَّز في دراساته هذه على مجموعة من الأصول العقيدية لدى الديانة المسيحية بعد تحريفها على أيدي «بولس الرسول» و«بطرس الرسول» و غيرهما من الآباء الأوائل للمسيحية في صورتها الحالية، ومن بين ما ركَّز عليه قضية «الثالوث المقدس» لدى المسيحيين ومسألة «صلب المسيح»، وهذه المسألة بالذات كانت محل مناظرة ساخنة له جرت وقائعها في بريطانيا مع المبشر الجنرال «واكفيلد».

وكانت فكرة تحريف الإنجيل كتاب الله تعالى المقدس على أيدي رجال الدين المسيحيين الأوائل محل اهتمام من جانب الشيخ الراحل، حيث دخل في مناظرة مهمة حول هذه المسألة التي أوردها في كتابه الموسوم «هل الكتاب المقدس كلام الله..؟»، وكان مناظره هو القس «ستانلي سجوبرج» في العاصمة السويدية استوكهولم، وجرت وقائعها في 27 أكتوبر (تشرين الأول) من العام 1991. وبلغ عدد مناظراته 120 .

وإلى جانب هذه القضية فإنَّ مسألة التنصير والنشاط المحموم للغرب في هذا المجال كان أحد أهم المجالات التي اهتمَّ بها الداعية الراحل على مستويين; الأول وهو التصدي لأساليب المستشرقين والمنصرين والكشف عنها والعمل على التحذير منها، والجانب الثاني هو الجانب المتعلق بالاتصال بالأقليات والشعوب الإسلامية الموجودة في العالم، وبالذات تلك التي تكون عرضة أكثر من غيرها للنشاط التبشيري ومن بينها الشعوب الإسلامية في جنوب شرقي آسيا والأقليات الإسلامية في كل من أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا.

ومع الأهمية الثقافية والدعوية التي يمثلها ديدات وحجم الانتشار الذي حققه فإنَّ مكتبه في مدينة (ديربان) الجنوب أفريقية كان يصله حتى وفاته أكثر من 500 رسالة يوميًّا يطلب مرسلوها في غالبية الأحوال نسخًا من مناظراته وكتبه، كما أنَّ زوار مسجده الكبير في المدينة من الأجانب كان يصل تعدادهم في بعض الأحيان إلى أربعمائة سائح أجنبي يوميًّا ويتم استقبالهم وضيافتهم من قبل طلبة الشيخ وتلاميذه، كما يتم إهداؤهم كتبه ومحاضراته ومناظراته التي جاءوا يطلبونها.

وفيما يخص منهجه حاول قبل وفاته أن يقوم بـ«توريث» هذا المنهج لضمان استمرار العملية الدعوية والفكرية الإسلامية بالمناظرة على أهمية هذا الأسلوب فأنشأ 6 وقفيات في (ديربان) من بينها (المركز العالمي للدعوة الإسلامية)، كما أنَّ هناك وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين الجدد إلى الإسلام على حرف جديدة مثل النجارة والكهرباء. وتلقى منزل وأسرة الشيخ ديدات التعازي من قبل عدد من القساوسة والحاخامات جراء فقدهم عالما يتحاور معهم ولا يقاتلهم, إلا أنه رغم ذلك كانت هناك محاولات لتنصيره وهو على فراش مرضه عام 1997 من قبل القس كلارك عقب قدومه من الولايات المتحدة. وكما ذكر صهر الشيخ ديدات عصام مدير فقد اتصل أحد القساوسة عقب وفاته ليوضح أن «غضب الرب عيسى هو السبب في موته وهو من قتله انتقاما منه».

وأشار مدير الى أن أكثر ما أثر في حياة الشيخ هو وفاة والدته دون رؤيتها عقب رحيله مع والده ووفاة ابنته الكبرى عقب مرض شديد الم بها.

ولازمت الشيخ في حياته اتهامات له بكونه قاديانيا نفاها مرارا وتكرارا مؤكدا أنه على تقيده والتزامه بنهج السنة والجماعة. وأوضح صهره أن تلك الاتهامات مجرد إشاعات من قبل بعض المنصرين، مضيفا كيف لمن يأتي لزيارته الشيخ ابن عثيمين ويثني عليه في إحدى كتيباته والشيخ ابن باز وإمام الحرم المكي الشيخ السديس ومفتي فلسطين الشيخ عكرمة صبري أن يكون قاديانيا ومنحرفا.

خديجة
08-18-2005, 04:00 PM
الشيخ احمد ديدات: ظاهرة قد لا تتكرر


ابو بكر احمد باقادر - الحياة

أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك عبدالعزيز - جدة


تابع الشارع الإسلامي وبشغف ومتعة في العقد الثامن والتاسع من القرن العشرين محاضرات ومناظرات للشيخ احمد ديدات، فمن هو؟ ولماذا حظي بهذا الاهتمام والشعبية؟ وما هي اهم الأفكار والأطروحات التي كان يتناولها؟

بحسب المعلومات التي يوردها الشيخ ديدات عن نفسه، تعود اصوله الى الهند وتحديداً الى منطقة كوجرات وهي منطقة اشتهر اهلها بالصبر وحب التجارة كما هي الحال عند سكان سوسة في المغرب وجربة في تونس والخليل في فلسطين وهكذا. ويكثر بينهم صغار التجار الذين يعيشون في الشتات. ولقد كان والد ديدات هو من هاجر الى جنوب افريقيا. كان حظ الابن ان يحصل على مقدار متواضع من التعليم التقليدي وأن يتوقف عن الطلب ليعمل في دكان الوالد المتواضع. كان الدكان في وسط مدينة رئيسية في جنوب افريقيا في منطقة تكثر فيها المعابد والمزارات الدينية مما فتح عينيه منذ صغره على تعدد الأديان ومركزيتها في حياة اصحابها. وبحسب ما يذكر الشيخ، تعرف في هذه المرحلة الى الكثير عن المسيحية والهندوسية، وكان مولعاً بمتابعة ما يجري من نقاشات وتعليقات ونقد متبادل بين اصحاب هذه الديانات.

ونظراً لعمله في وسط السوق اكتسب ما يسمى بحكمة الشارع وفهلوته وامتلك القدرة على تفهم الأساليب المختلفة التي كان يستخدمها كل طرف لفرض وجهة نظره. ولقد امتاز الشيخ – منذ مرحلة مبكرة – بذاكرة ممتازة وقدرة خطابية واستخدام رائع لما يعرف بلغة الجسد مكنته من ان يكون خطيباً ومناوراً علنياً في شكل متفوق.

في هذه المرحلة من حياته، كان يتعلم بسرعة الكثير من الأفكار والأساليب التي كان ليستخدمها المتنصرون من اصحاب الحركة الإنجيلية القائمة على الدعاية والعمل على نشر المفاهيم والمعتقدات الدينية لأصحاب الأديان الأخرى من طريق مهاجمة معتقداتهم وتسفيهها من ناحية وتقديم العقائد المسيحية التي ينتمون لها بصفتها العلاج الشافي، ونظراً الى تواضع معرفته بالفقه الإسلامي كان يشعر بأنه مهدد في اسلامه، ومع الوقت ربما شعر بأن عليه ان يدافع لا عن عقيدته هو فقط وإنما عن اصحاب ملته عموماً.

ونظراً لأنه من اقلية الهنود في جنوب افريقيا، ومن طبقة متواضعة اجتماعياً تعيش في ظل نظام تمييزي وبسبب قلة معرفته التقليدية بتعاليم الدين الإسلامي، لكنه يمتلك جراءة وفصاحة العاملين في السوق ولديه قدر كبير من الظرف والحكمة، اصبح من المقبول منه ان يدخل في انواع من الجدل والنقاش مع رجال الدين والتنصير المسيحي في السوق وفي شكل علني، ولقد أكسبه ذلك دربة ومران.

ولقد كان لديدات اسلوبه الاستفزازي الجميل، على غرار اسلوب محمد علي كلاي الملاكم، فبدلاً من التقوقع والعمل على الدفاع عن الذات، كان اسلوبه مهاجمة الخصم ومناقشته في آرائه وتشكيكه فيها. أي ان ديدات بدلاً من العمل على تقديم صورة عن الإسلام وبسط افكاره، كان يقوم بعرض مفاهيم واعتقادات مسيحية وينتقدها. وهذا النوع من المناظرات كانت الهند قد عرفته مع الشيخ صبغة الله ومناظراته مع الكثير من رجال الدين المسيحي وهزيمته لهم لمعرفته ببعض الدراسات النقدية عن العهد الجديد. ويظهر ان ديدات كان على دراية بذلك، والجدير بالذكر هنا ان ديدات استخدم مواهبه التي اكتسبها من السوق، فهو قد يعرض الشواهد التي يستخدمها ضد خصمه باللغات الأصلية لها أي بالآرامية او العبرية او غيرها وغالباً ما يكررها بلكنة ولفظ صحيح يعطي الانطباع بأن المذكور على اطلاع ودراية، بل ومتمكن من تلك اللغات، مما يجعله مصدراً موثوقاً به، على الأقل، امام الجمهور وفي مواجهة خصمه. وهذه ايضاً ظاهرة هندية، اذ نجد الكثير من خطباء الجمعة يلقون خطبهم بعربية فصحى على رغم عجزهم عن استخدام اللغة العربية في حياتهم اليومية!

وهكذا بدأ الشيخ ديدات يناظر رجال الدين المحليين ويطور ادواته ويعمق مفاهيمه ويحسّن اسلوبه، حتى اصبح يلقى التشجيع والدعم من الجالية المسلمة في جنوب افريقيا التي شعرت بأنه ربما يحمل عنها عبء تدخلات وهجمات الحركات الإنجيلية التي تسعى الى تنصير ابناء الجالية من ناحية، وكذلك بسبب مهارته ولّد حماسة بإمكانية مجادلة المسيحيين والتفوق عليهم. وهكذا بدأ ديدات يتفرغ لهذه المهمة ويترك أعماله التجارية البسيطة، بل وبدأ يقوم بإلقاء المحاضرات التي اكسبته جماهيرية محلية توسعت مع الوقت ليحصل على الاهتمام خارج جنوب افريقيا من طريق المشاركة في المؤتمرات والندوات الإسلامية الإقليمية والعالمية، وبدأ يحصل على الدعم المالي لقيامه بالنشاطات التي يقوم بها.

تأثر في البداية ببعض الأفكار التي تقدم بعض المعجزات والخوارق للدين الإسلامي، من امثال اهمية العدد 19 التي قال بها عالم مصري، ونشر بعض الكتيبات في ذلك، لكنه وبعد مقاومته لانتقادات وُجهت لهذه الأفكار، تخلى عنها ديدات وركز اهتمامه لمناظرة رجال الدين المسيحي وبالذات من الإنجيليين. وانتقل على وجه الخصوص الى اقامة مناظرات علنية مع بعض هؤلاء حول قضايا دينية تتركز حول المسيح وطبيعته، ونظراً لدربته وملكاته في الخطابة والمناظرة وتمكنه من الجدل مستخدماً اساليب استعراضية تفاجئ الخصم المناظر بحضور جمهور خليط كثيف، بل وتغلبه على بعض هؤلاء، وكانت هذه المناظرات العلنية مسجلة على اشرطة فيديو، مما ساهم في ترويجها على مستوى واسع، ما مكّن للشيخ ديدات ليس فقط الرواج والشهرة وإنما ان يتحول الى نوع من الأبطال الجماهيريين، بخاصة ان اخذنا في الاعتبار الخلفيات التي اشرنا إليها في مسيرته الشخصية. وهذا يشبه الى حد ما ايضاً ما حدث مع محمد علي كلاي. فلقد اصبح ديدات – كمحمد علي – يجسد في شخصه «الإسلام» ومن ثم «انتصاراته» وتمكنه من إسكات الخصم، هي عبارة عن انتصارات للإسلام والمسلمين، في وقت كان الإسلام والمسلمون يمرون بمرحلة من الفشل والارتباك والهوان.

لقد ادى هذا الى انتشار وحماسة جماهيرية واسعة، صاحب المد الديني الذي عرف بالصحوة الدينية في العالم الإسلامي، مما جعل الشيخ ديدات في زمن قياسي موضع تكريم وتبجيل الشارع المسلم، ومكان ثقته ومن ثم دعمه ومؤازرته، ولقد ساعد هذا الشيخ على التوسع في نشاطاته ونشر كتبه (عبارة عن مجموعة كتيبات على طريقة طباعة رجال الدين المسيحي حوالى 120 صفحة من الحجم المتوسط) يتناول كل واحد منها وبأسلوب شفاهي خطابي موضوع من الموضوعات التي تتعلق بحياة المسيح، يعارض فيها أو يشكك في صدقية الصيغة المسيحية الرسمية ويقدم وجهة نظر اخرى، ربما اسلامية.

استمر الشيخ ديدات في التوسع ونشر افكاره بحماسة منقطعة النظير مولّداً بذلك عاطفة دينية استعلائية ضد الجماعات التنصيرية، وبذلك حرك نشوة الاعتزاز والشعور بالنصر عند انصاره. لكن على ما يظهر لكبر سنه ومرضه توقف فجأة عن استمرارية قيامه بالدعوة. بطبيعة الحال حاول غيره الاستمرار في النشاط، لكن على ما يبدو ان ديدات كان يتمتع بخصائص وكاريزما خاصة لم يتمكن آخرون بعده ان يقوموا بما كان يقوم به.

لا شك في ان مناظرات وأفكار ديدات ازعجت الكثير من المؤسسات والمنظمات الإنجيلية ذات التأثير الكبير في التحالف اليميني الحالي المسيطر على السياسة في اميركا مما كان له ردود فعل قوية ضد الإسلام والمسلمين، مما يجعلنا نسأل هل كانت اعمال ديدات، التي ينظر إليها البعض على انها استفزازية، مولدة لردود فعل خطرة ضد الإسلام والمسلمين، على رغم انها جعلت الكثير من الشباب المسلم يمر بفترة اعتزاز وغبطة؟ ومن جانب آخر هل ما كان يقوم به ديدات في حاله انه كان يقدم مادة دينية صحيحة ومناسبة، ما يمكن القول إنه يعبر عن موقف الإسلام من المسيحية او الأديان الأخرى ام ان للعلماء آراء اخرى. الذي اعرفه ان ديدات لم يكن يكترث كثيراً لمواقف العلماء، ويظهر ان على رغم الصحوة لم يلتفتوا للموضوع سوى من جانب اشغال الخصوم بجدل في معتقداتهم.

لقد كان الشيخ ديدات ظاهرة عابرة لكنها تستحق الدرس العلمي المفصل وأن تناقش اطروحاته بعيداً من المناخ والجو الصاخب الذي كانت تظهر فيه، ولعل ذلك ممكن في موضع آخر. والله اعلم.

.