أمان أمان
04-09-2021, 11:48 AM
8 أبريل 2021
برز في مجال أداء الزوامل منشدون مثل عيسى الليث، وهو أحد أبرز المنشدين الحوثيين المعروفين
على وقع اشتداد المعارك بين أنصار الله الحوثيين والقوات الحكومية الموالية للسعودية قرب مدينة مأرب في شمال اليمن، يتفنّن المتمردون في تأليف وتأدية "الزوامل"، وهي من الفنون الشعرية الغنائية التراثية عندهم، يهاجمون من خلالها أعداءهم ويرفعون معنويات مقاتليهم.
و"الزامل" في اليمن نمط من الفنون القبلية يتميّز بقصره، إذ لا يتعدى بيتين شعرين إلا نادرا، ولطالما كان يقال في مناسبات مختلفة. لكن بعد ست سنوات على النزاع الدامي على السلطة، أصبحت الزوامل الشعبية بمثابة أداة حرب يهاجم المتمردون في كلماتها التحالف بقيادة السعودية الداعم للحكومة والسلطة والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل.
ففي زامل بعنوان "أميركا رأس الأفعى" صدر قبل سنوات، يقول المنشد "من غيرها أمريكا دعمت ضرب البيوت. من غيرها للحرب دُقّ أجراسها. كم حاربتنا بالإشارة والريموت واليوم جتنا (جاءتنا) والعرب حراسها"، في إشارة إلى التحالف.
"مأرب لنا"
ونشر أنصار الله الحوثيون في بداية العام مع بدء حشد قواتهم قبل شن حملة شرسة للسيطرة على مأرب، المدينة الاستراتيجية التي تعتبر آخر معقل للحكومة الموالية للسعودية في شمال اليمن، زاملا بعنوان "مأرب لنا" يقول "مأرب لنا ما هي لكم من منافق. اللي باع دينه والوطن بالريالات".
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه حل سياسي في البلد الغارق بالدمار.
وإلى جانب ترسانتهم من الصواريخ البالتسية والطائرات المسيرة والوسائل الإعلامية التي تروج لأفكارهم، يملك الحوثيون "وحدة الإنتاج الفني" التابعة للإعلام الحربي والمسؤولة عن إنتاج هذه الأغاني.
وبرز في مجال أداء الزوامل منشدون مثل عيسى الليث، وهو أحد أبرز المنشدين الحوثيين المعروفين.
وتشكّل الأناشيد التي تذكّر بمقاطع غنائية وموسيقية أخرى تُعرف بها مجموعات عسكرية في المنطقة، وسيلة لبث الحماسة في صفوف المقاتلين وكذلك التأثير على أكبر قدر ممكن من الأشخاص، وتحظى بشعبية كبرى لدى اليمنيين الذين يسمعونها في الأعراس وحتى جلسات القات.
على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب" و"ساوندكلاود" وغيرها، بلغت مشاهدات بعض الزوامل الملايين.
ويقول الباحث أحمد الطرس العرامي، المدير التنفيذي لمركز "العربية السعيدة للدراسات"، لوكالة فرانس برس، "الزوامل هي الفن الوحيد الممكن لدى جماعة الحوثيين التي تحرّم الفنون والموسيقى"، مثل كل الجماعات المتشددة دينيا.
ويضيف أن هذا الفن الإنشادي "يشبه إلى حد كبير في دوره ووظيفته الأناشيد الحماسية للجماعات الجهادية والإسلامية بشكل عام، مثل حزب الله والقاعدة وحماس".
ويسيطر الحوثيون منذ بداية حملتهم العسكرية في اليمن في منتصف 2014، على مناطق شاسعة في البلد الفقير بينها العاصمة صنعاء وغالبية الشمال.
ويفرض المتمردون المنتمون للمذهب الزيدي القريب فقهيا من السنة والذي يعتبر من متفرعات الشيعة، في مناطق سيطرتهم قوانين اجتماعية صارمة تحدّ من الحريات والترفيه. ويعتبر بعض قيادييهم الموسيقى مخالفة للشرع.
ويشير العرامي إلى أن الحوثيين يستخدمون "مفردات خطاب تجمع عليها الجماهير، مثل القضية الفلسطينية"، الى درجة قد "يتوهم للمقاتلين أنهم يحاربون في المسجد الأقصى لا في مأرب مثلاً".
ويقول المنشد في زامل "مأرب لنا"، "نصون أرضي غربها والمشارق ونحرر الأقصى من الاحتلالات"، و"استبشري يا قدس بالانتصارات".
"سلاح عابر للقارات"
ولا يقتصر استخدام الزوامل على الحوثيين. فعلى ضفة القوات الموالية للحكومة، هناك زوامل تصدر ضد الحوثيين، ولو أن السلطة لم تعر هذا الأمر اهتماما كبيرا كما يفعل خصومها، وفق العرامي.
ففي زامل "أحرار مأرب" الذي صدر أواخر العام الماضي، يقول المنشد أن مأرب "ما يدوسوها فلول المجوس"، مؤكدا أن الجيش اليمني "سيلقن أحفاد الخميني دروس"، في إشارة إلى آيه الله الراحل، على اعتبار أن المتمردين مدعومون من الجمهورية الإسلامية.
وتلجأ القوات الموالية للحكومة أيضا إلى فن مرادف يدعى "الشيلة"، وهو فن شعري شعبي معروف في الثقافة الشعبية في جنوب السعودية وبعض دول الخليج ويشبه إلى حد كبير الزوامل بموسيقاه السريعة، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية التقليدية.
وفي شوارع اليمن، من العاصمة صنعاء وصولا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة مثل عدن في جنوب البلاد، يميل السكان للاستماع إلى الزوامل التي تصاعد إنتاجها مع استعار المعركة في مأرب.
ورفض عدد من المنشدين في صنعاء الحديث مع وكالة فرانس برس.
لكن في مقال نشرته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، جاء أن "الزامل سلاح عابر للقارات".
وتابع أن الزامل أصبح خلال فترة النزاع أداة رئيسية في "الحرب الناعمة"، كما "لن يستطيع أن يأتي بمثله ألف ألف بيتهوفن، وكلماته هي السوناتات التي يعجز عنها آلاف كشكسبير".
برز في مجال أداء الزوامل منشدون مثل عيسى الليث، وهو أحد أبرز المنشدين الحوثيين المعروفين
على وقع اشتداد المعارك بين أنصار الله الحوثيين والقوات الحكومية الموالية للسعودية قرب مدينة مأرب في شمال اليمن، يتفنّن المتمردون في تأليف وتأدية "الزوامل"، وهي من الفنون الشعرية الغنائية التراثية عندهم، يهاجمون من خلالها أعداءهم ويرفعون معنويات مقاتليهم.
و"الزامل" في اليمن نمط من الفنون القبلية يتميّز بقصره، إذ لا يتعدى بيتين شعرين إلا نادرا، ولطالما كان يقال في مناسبات مختلفة. لكن بعد ست سنوات على النزاع الدامي على السلطة، أصبحت الزوامل الشعبية بمثابة أداة حرب يهاجم المتمردون في كلماتها التحالف بقيادة السعودية الداعم للحكومة والسلطة والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل.
ففي زامل بعنوان "أميركا رأس الأفعى" صدر قبل سنوات، يقول المنشد "من غيرها أمريكا دعمت ضرب البيوت. من غيرها للحرب دُقّ أجراسها. كم حاربتنا بالإشارة والريموت واليوم جتنا (جاءتنا) والعرب حراسها"، في إشارة إلى التحالف.
"مأرب لنا"
ونشر أنصار الله الحوثيون في بداية العام مع بدء حشد قواتهم قبل شن حملة شرسة للسيطرة على مأرب، المدينة الاستراتيجية التي تعتبر آخر معقل للحكومة الموالية للسعودية في شمال اليمن، زاملا بعنوان "مأرب لنا" يقول "مأرب لنا ما هي لكم من منافق. اللي باع دينه والوطن بالريالات".
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه حل سياسي في البلد الغارق بالدمار.
وإلى جانب ترسانتهم من الصواريخ البالتسية والطائرات المسيرة والوسائل الإعلامية التي تروج لأفكارهم، يملك الحوثيون "وحدة الإنتاج الفني" التابعة للإعلام الحربي والمسؤولة عن إنتاج هذه الأغاني.
وبرز في مجال أداء الزوامل منشدون مثل عيسى الليث، وهو أحد أبرز المنشدين الحوثيين المعروفين.
وتشكّل الأناشيد التي تذكّر بمقاطع غنائية وموسيقية أخرى تُعرف بها مجموعات عسكرية في المنطقة، وسيلة لبث الحماسة في صفوف المقاتلين وكذلك التأثير على أكبر قدر ممكن من الأشخاص، وتحظى بشعبية كبرى لدى اليمنيين الذين يسمعونها في الأعراس وحتى جلسات القات.
على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "يوتيوب" و"ساوندكلاود" وغيرها، بلغت مشاهدات بعض الزوامل الملايين.
ويقول الباحث أحمد الطرس العرامي، المدير التنفيذي لمركز "العربية السعيدة للدراسات"، لوكالة فرانس برس، "الزوامل هي الفن الوحيد الممكن لدى جماعة الحوثيين التي تحرّم الفنون والموسيقى"، مثل كل الجماعات المتشددة دينيا.
ويضيف أن هذا الفن الإنشادي "يشبه إلى حد كبير في دوره ووظيفته الأناشيد الحماسية للجماعات الجهادية والإسلامية بشكل عام، مثل حزب الله والقاعدة وحماس".
ويسيطر الحوثيون منذ بداية حملتهم العسكرية في اليمن في منتصف 2014، على مناطق شاسعة في البلد الفقير بينها العاصمة صنعاء وغالبية الشمال.
ويفرض المتمردون المنتمون للمذهب الزيدي القريب فقهيا من السنة والذي يعتبر من متفرعات الشيعة، في مناطق سيطرتهم قوانين اجتماعية صارمة تحدّ من الحريات والترفيه. ويعتبر بعض قيادييهم الموسيقى مخالفة للشرع.
ويشير العرامي إلى أن الحوثيين يستخدمون "مفردات خطاب تجمع عليها الجماهير، مثل القضية الفلسطينية"، الى درجة قد "يتوهم للمقاتلين أنهم يحاربون في المسجد الأقصى لا في مأرب مثلاً".
ويقول المنشد في زامل "مأرب لنا"، "نصون أرضي غربها والمشارق ونحرر الأقصى من الاحتلالات"، و"استبشري يا قدس بالانتصارات".
"سلاح عابر للقارات"
ولا يقتصر استخدام الزوامل على الحوثيين. فعلى ضفة القوات الموالية للحكومة، هناك زوامل تصدر ضد الحوثيين، ولو أن السلطة لم تعر هذا الأمر اهتماما كبيرا كما يفعل خصومها، وفق العرامي.
ففي زامل "أحرار مأرب" الذي صدر أواخر العام الماضي، يقول المنشد أن مأرب "ما يدوسوها فلول المجوس"، مؤكدا أن الجيش اليمني "سيلقن أحفاد الخميني دروس"، في إشارة إلى آيه الله الراحل، على اعتبار أن المتمردين مدعومون من الجمهورية الإسلامية.
وتلجأ القوات الموالية للحكومة أيضا إلى فن مرادف يدعى "الشيلة"، وهو فن شعري شعبي معروف في الثقافة الشعبية في جنوب السعودية وبعض دول الخليج ويشبه إلى حد كبير الزوامل بموسيقاه السريعة، بالإضافة إلى الأغاني الوطنية التقليدية.
وفي شوارع اليمن، من العاصمة صنعاء وصولا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة مثل عدن في جنوب البلاد، يميل السكان للاستماع إلى الزوامل التي تصاعد إنتاجها مع استعار المعركة في مأرب.
ورفض عدد من المنشدين في صنعاء الحديث مع وكالة فرانس برس.
لكن في مقال نشرته قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، جاء أن "الزامل سلاح عابر للقارات".
وتابع أن الزامل أصبح خلال فترة النزاع أداة رئيسية في "الحرب الناعمة"، كما "لن يستطيع أن يأتي بمثله ألف ألف بيتهوفن، وكلماته هي السوناتات التي يعجز عنها آلاف كشكسبير".