المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 4500 موقع تؤيد أفكار «القاعدة» حولت الإنترنت الى جامعة عالمية للمتطرفين



سلسبيل
08-08-2005, 08:15 AM
تجنيد وتدريب عسكري وارشادات لصناعة القنابل و«الأسلحة البيولوجية» وتفجير قنابل باستخدام «الجوال» على الإنترنت


واشنطن ـ ستيف كول وسوزان غلاسر


في مناطق الجبال المجاورة لمدينة جلال أباد الافغانية شاهد حامد مير، كاتب سيرة اسامة بن لادن، اعضاء «القاعدة» وهم يحملون اجهزة الكومبيوتر المحمول (اللاب توب) بيد والكلاشنكوف باليد الأخرى وهم يستعدون لرحلة الاختفاء او المنفى عقب انهيار نظام طالبان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 وخسارة تنظيم «القاعدة» افغانستان كملجأ وقاعدة أساسية له.

على شاشات هذه الاجهزة كانت تظهر صورة محمد عطا، خاطف إحدى الطائرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 على نيويورك وواشنطن. مرت قرابة أربع سنوات على تلك الأحداث وأصبح تنظيم «القاعدة« اول حركة حرب عصابات تنتقل من الفضاء الارضي الى فضاء المعلومات وعالم الإنترنت، او ما بات يطلق عليه «الفضاء السايبري». فقد بات اعضاء القاعدة الشباب من دارسي علوم الكومبيوتر يستخدمون اجهزة الكومبيوتر المحمول و اقراص الفيديو الرقمي (دي في دي) من مخابئهم ومن مقاهي الإنترنت سعيا لاستئناف الاتصال والتخطيط والتدريب والوعظ وغيرها من التسهيلات التي فقدها تنظيم «القاعدة« في افغانستان مستخدمين مواقع جديدة لا حصر لها على شبكة الإنترنت. فعلى سبيل المثال بات منفذو الهجمات الانتحارية في العراق الذين يتبعون لشبكة «القاعدة»، فضلا عن الوحدات التي المتخصصة في نصب الأكمنة، يعتمدون في التدريب والدعم التكتيكي على العمل عبر شبكة الإنترنت بسرية تامة وبمرونة تسمح للعناصر المسؤولة عن هذا الجانب من نشاط الشبكة بالإفلات من أي مراقبة او ملاحقة في هذا الفضاء المعلوماتي الفسيح. فتخطيط وتنفيذ الهجمات التي شنتها عناصر تابعة لشبكة «القاعدة» في كل من قطر ومصر وأوروبا في الآونة الأخيرة اعتمد بصورة كبيرة على استخدام شبكة الإنترنت. هذا التطور النوعي في اساليب عمل خلايا «القاعدة» أدى الى توصل اجهزة الاستخبارات الغربية وخبراء شؤون الارهاب الى نتيجة تتلخص في ان حركة الارهاب العالمية، التي تقودها عناصر هاربة تنتمي الى شبكة «القاعدة» وتتكون في الغالب من

مجموعات وخلايا متباينة، باتت ظاهرة يلعب الإنترنت دورا رئيسيا في توجيهها. وتعاني الحكومات، بحكم طبيعة شبكة الإنترنت، صعوبات في حجب او عرقلة الوجود المكثف لهذه الجماعات على شبكة الإنترنت. وتعمل شبكة «القاعدة» حاليا على بناء مكتبة ضخمة على الإنترنت حول مواد التدريب، بل ان بعض هذه المواقع يوجد بها خبراء للإجابة على اسئلة المستفسرين في مساحة مخصصة للاستفسارات والردود والمناقشات. وتتضمن هذه المواد مسائل شتى ابتداء من كيفية خلط سم الريسين الى صنع القنابل من المواد الكيماوية التي تباع في المحلات لأغراض تجارية وحتى كيفية التنكر للافلات من الرصد والمراقبة وكيفية التسلل الى العراق عبر الحدود السورية وأيضا كيفية إطلاق النار على جندي اميركي وكيفية الاسترشاد بالنجوم خلال عبور الاراضي الصحراوية ليلا.


هذه المعلومات مدونة في هذه المواقع على شبكة الإنترنت باللغات العربية والأردية والبشتو ولغات اخرى. وكان فرع شبكة «القاعدة» بالسعودية قد نشر مجلة على شبكة الإنترنت العام الماضي حث فيها الراغبين في التجنيد على استخدام الإنترنت، وجاءت المناشدة في العدد الأول لمجلة «معسكر البتار»: «ايها الأخ المجاهد، انضمامك الى معسكرات التدريب لا يعني انك يجب ان تسافر الى بلدان اخرى». وتضمن المناشدة توجيهات للراغبين في التطوع تلخصت في انه بوسعهم داخل منازلهم او في مجموعات مع آخرين البدء في تنفيذ برامج التدريب وهم في منازلهم.


«الاسلحة البيولوجية» عنوان آخر لوثيقة من 15 صفحة على شبكة الإنترنت نشرت من نحو شهرين على موقع مصطفى ست مريم نصر، وهو قيادي هارب اسمه عمر عبد الحكيم مطلوب أميركيا، ويعتبر واحد من اهم خبراء الدعاية بشبكة «القاعدة». وتوضح هذه الوثيقة التي نشرت على موقع نصر، المكني ايضا بـ«ابو مصعب السوري»، كيفية استخدام الطاعون الرئوي كسلاح بيولوجي اذا امكن الحصول على كمية محدودة من الفيروس. واعتمد ابو مصعب السوري في ارشاداته على برامج الاسلحة البيولوجية الاميركية واليابانية خلال حقبة الحرب العالمية الثانية وتوضح «كيفية حقن الحيوانات الحاملة للفيروس، مثل الفئران، وكيفية استخلاص الميكروبات من الدم الملوث، وأيضا كيفية تجفيفها حتى يمكن بثها عن طريق الهواء».

ويبدو ان العناصر «الجهادية» تسعى بانتقالها الى الفضاء المعلوماتي الى التغلب على العقبات التي تواجهها من قوات الجيش والشرطة في مختلف البلدان. وفي عملية التخطيط للهجمات تعاني العناصر المتطرفة من المخاطر عند استخدام المساجد او عبور الحدود وهم يحملون وثائق، لذا فإن شبكة الإنترنت هي الوسيلة الأكثر سلامة. ويعتقد جون آركيلا، الاستاذ بمدرسة البحرية للدراسات العليا ومبتكر مصطلح «حرب الإنترنت» منذ اكثر من عشر سنوات، ان شبكة «القاعدة» والجماعات التابعة لها «ادركت ان شبكة الإنترنت قد تجاوزت الزمان والمكان في الكثير من الجوانب». ويرى مايكل شوير، المسؤول السابق عن وحدة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية المكلفة بتعقب اسامة بن لادن، ان لجوء شبكة «القاعدة» للعمل عبر شبكة الإنترنت «أثر سلبا على مقدرات اجهزة الأمن الاميركية على توجيه ضربة لها وهي في اضعف حالاتها، أي وهي في حالة حركة». وأضاف قائلا ان تنظيم «القاعدة» اضطر للانتقال الى السودان مطلع عقد التسعينات ثم اضطر الى الخروج من هناك الى اليمن قبل العودة مجددا الى افغانستان للتدريب.


واستطرد شوير قائلا انه حتى اذا بات هذا التنقل والسفر أمراً ضروريا فإن عناصر «القاعدة» لا يضطرون الى حمل أي شيء, أو دليل يمكن ان يتسبب في إدانتهم، اذ لم يعد أي منهم، على حد تعليقه، في حاجة الى حمل ارشادات او خطط او وصفات مكتوبة على الورق، اذ ان كل هذه المواد يمكن ان ترسل مشفرة عبر شبكة الإنترنت الى الجهة المعنية ضمن ملايين الرسائل التي يعج بها عالم الإنترنت.

يضاف الى ما سبق ان عدد هذه المواقع ذات الصلة ب »الجهاديين« ارتفع بصورة كبيرة منذ ما بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.و يقول جابرييل ويمان، الاستاذ بجامعة حيفا، انه عندما بدأ في متابعة مواقع الإنترنت ذات الصلة بالارهاب كان عدد هذه المواقع 12، اما اليوم فإن عددها قد وصل الى ما يزيد على 4500، مئات منها يؤيد تنظيم «القاعدة» وأفكاره. ويضيف جابرييل ان هذه المواقع ترتبط فكريا ببعضها بعضا وأن الإنترنت هي الشبكة التي تجمعها سويا. وباستثناء ايدولوجيتها وطبيعتها السرية، فإن هذه المواقع لا تختلف في تصميمها وبنيتها عن الكثير من المواقع الاخرى المتخصصة، ذلك ان القاسم المشترك بينها هو إقبال المهتمين بالقضايا والمواد المطروحة والربط بين أفراد متباينين، ربما لم يحدث ان التقوا من قبل، من خلال معتقدات ومفاهيم وأفكار. بالإضافة الى الفكر «الجهادي» المتطرف ساعدت شبكة الإنترنت على تدفق الافكار والتطلعات في مختلف الاتجاهات، مثل تشجيع الحركات الديمقراطية وإيجاد أسواق تجارية جديدة واسعة. وهناك من يقول ان شبكة الإنترنت اصبحت بوتائر متسارعة ساحة لالتقاء العناصر »الجهادية« منذ غزو الولايات المتحدة للعراق قبل ما يزيد على عامين. إلا ان انتقال «القاعدة» الى الفضاء المعلوماتي ليس كاملا بأية حاليا.


اذ لا يزال لعناصر التنظيم وجود مادي مثل المناطق السنية في وسط العراق ومناطق القبائل في باكستان فضلا عن جنوب الفلبين وافريقيا وأوروبا. يضاف الى ذلك ان اكثر هجمات «القاعدة« دموية خلال الفترة الاخيرة حدثت بمشاركة قادة او متطوعين تلقوا تدريبا تقليديا في افغانستان أو عناصر معروفة بترددها على بعض المساجد التي تنشر الأفكار المتطرفة. إلا ان الدور المهم الذي باتت تلعبه شبكة الإنترنت في عمليات «القاعدة« والدور التحريضي دفع نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية السابق دون ماكلوخلين الى اعتبار «الايديلوجيا والإنترنت» قوة دافعة رئيسية لهذه الحركات.

افتقار الإنترنت الى الحدود القومية والمحددات الاثنية يتوافق تماما مع رؤية اسامة بن لادن لتنظيم «القاعدة» الذي اسسه بغرض إثارة التمرد وسط «الامة» الاسلامية وأحاط نفسه بأتباع يتحدرون من اصول عرقية متباينة متجاهلا التحيزات والتحاملات القديمة وحدود الدول. بهذا الطموح أصبحت الإنترنت مكان التقاء لطوائف متنوعة من المتطرفين، كما اصبح «ملجأ افتراضيا» لشبكة «القاعدة» على المستوى الدولي.

بات اسامة بن لادن ومساعده ايمن الظواهري متأخران خطوات عن اتباعهما من الشباب. ففيما لا يزال بن لادن والظواهري يسجلان احاديثهما من مخابئهما ويرسلانها تحت مخاطر كبيرة الى قناة «الجزيرة» او قنوات فضائية اخرى، انتقل اتباعهما الشباب الى العمل عبر مواقع على شبكة الإنترنت وانتاج أشرطة الفيديو القصيرة التي يمكن توزيعها فورا على الملايين عبر الشبكة. وتتضمن مكتبة «القاعدة» للفيديو على شبكة الإنترنت سلسلة من الأفلام التدريبية التي صورت في افغانستان لكيفية تنفيذ عملية اغتيال من على جانب الطريق ومداهمة المنازل وإطلاق قذائف «آر بي جي» ومهاجمة القرى وتفجير الجسور وإطلاق صواريخ «اس أي 7» أرض ـ جو المحمولة على الكتف. كما يتضمن الفيلم عملية احتجاز رهائن داخل غرفة. ويقول غيفنر فوربس، المسؤول في معهد أبحاث شؤون الارهاب، ان «الجبهة الإعلامية الاسلامية العالمية» تنشر الآن الكثير من المواد التدريبية التي جرى التأكد من استخدامها في افغانستان. ويظهر في واحد من الارشادات التي نشرت على شبكة الإنترنت في الآونة الأخيرة كيفية استخراج المواد المتفجرة من الصواريخ والألغام الأرضية، كما تتضمن مادة اخرى قائمة بأسماء «المواد المتفجرة المتوفرة في الأسواق الغربية» في عدد من البلدان، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وايطاليا واليابان والاتحاد السوفياتي السابق وبريطانيا. وعلق روفين باز، مدير مشروع بحوث حول الحركات الاسلامية، قائلا ان هذه المواقع ادت الى تحويل أجزاء من شبكة الإنترنت الى «جامعة مفتوحة للجهاد». من «النداء» الى المئات من المواقع الاصولية

* كان موقع Alneda.com (النداء) هو الوحيد لدى «القاعدة» بعد هجمات 11 سبتمبر وعبره كانت بيانات قيادة بن لادن تصدر في وقت راحت قبضتها على أفغانستان تتفكك. وتمتلك صحيفة واشنطن بوست أرشيف هذا الموقع من أحد الباحثين وهذا يشمل مكتبة من الصور تغطي الفترة التي تبدأ من الحرب الأفغانية 2001 مع تقارير وشهادات وتبريرات مطولة للجهاد واحتفالات منفذي هجمات 11 سبتمبر.

وتم تحديد العقل المدبر والناشر الدعائي لذلك الموقع من قبل المحللين الغربيين وهو يوسف العييري السعودي الذي كان لفترة في أفغانستان يعمل مدربا ضمن القاعدة. ففي صيف عام 2002 تمكنت السلطات الأميركية مع عدد من المتطوعين من تعقبه عبر عدد من الشركات الموفرة لخدمات الإنترنت. وفي وقت ما تمكن موقع خاص بالمجلات الخلاعية أن يسيطر على موقع Alneda.com فتحول الموقع بعد ذلك إلى ماليزيا ثم إلى تكساس ثم ميشيغان. وقتل العييري في معركة بالرصاص دارت مع وحدات أمن سعودية في مايو (ايار) 2003. واختفى بعد ذلك موقعه تماما.

وبدلا من أن يكون هناك موقع يرث موقع النداء ظهرت مئات. ومع إدراك القاعدة وأعضائها بأن اختيار مواقع إنترنت ثابتة أصبح معرضا للخطر تم تبني مواقع إنترنت تقدم خدمات تخزين لملفات يمكن خزنها. وكانت الهجمات الخارجية على مواقع مثل Alneda.com «قد دفعت باتجاه تنامي طرق جديدة لدى الأصوليين المتطرفين في استخدام الإنترنت بشكل يكون أكثر حماية وأكثر تنقلا»، حسبما قال بن فنزكي المستشار الحكومي الذي يقوم مكتبه انتل سنتر بمراقبة المواقع. وأضاف «تخلت الجماعات عن إنشاء مواقع تضع فيها رسائلها على ألواح المناقشة. ومن أفضل المنابر التي ظهرت بعد 11 سبتمبر هو موقع القلعة qalah (اغلق أخيرا بعد هجمات لندن) وسجل تحت عنوان يقع في أبو ظبي، وتوفر خدمات الإنترنت لهذا الموقع شركة هوستون إنترنت كذلك توفر شركة Everyone"s Internet خدمات الإنترنت لعدد من المواقع التي تبشر بإسلام راديكالي. ويرى الباحثون الذين تعقبوا هذه المواقع أنها قد تكون مرتبطة بسعد الفقيه وهو اصولي سعودي يعيش في المنفى ببريطانيا. ولاحظ هؤلاء أن نفس المعلومات الخاصة بالاتصال قد أعطيت في حالتي موقعه وموقع قلعة. لكن الفقيه نفى أن تكون له أي علاقة.

وعلى موقع «القلعة» الذي اغلق نهاية الشهر الماضي، يمكن لأي راغب في الانتماء إلى القاعدة أن يجد الأواصر إلى آخر أساليب التسلل التقني. فبالإمكان مشاهدة أفلام فيديو عن أحدث أعمال قطع الرقاب في العراق إلى مشاهدة منفذي هجمات 11 سبتمبر مع تبريرات طويلة مقتبسة من القرآن للهجمات الانتحارية. لكن المنبر تم إغلاقه فجأة يوم 7 يوليو بعد نشر إعلان اسم المنظمة المسؤولة عن تفجيرات لندن وهي تحت اسم المنظمة السرية للقاعدة في أوروبا.

وإذا كانت «القاعدة» تستخدم الانترنت من أجل التواصل عبر التبشير والتجنيد وبناء وسط لها والتحريض فإنها أصبحت أكثر فأكثر تستخدم الإنترنت لأغراض تكتيكية حيث أنها توجه المنتمين الجدد إليها حول كيفية شن هجوم كما قالت ريتا كاتز مديرة معهد سايت وهي شركة تقوم بمراقبة وتعقب مواقع الإنترنت الخاصة بالأصوليين المتطرفين.

وقال جاريت براتشمان إنه عثر في الإنترنت على نص في 1300 صفحة مكتوبة من قبل أنصار قائد القاعدة في أسبانيا وفيه يعلم الميدانيين كيفية استخدام تقنيات السم. ويحث الكتاب على شن حملة «مقاومة» إعلامية عبر الإنترنت وتحث الشباب المحتملين لأن يكونوا مقاتلين على دراسة علم الكومبيوتر مع القرآن.

ونشر كتاب ابو مصعب السوري عبر سرقة مواقع شركات تجارية أميركية سعيا للإفلات من الحملات ضد «القاعدة» والتي تهدف إلى إغلاق مواقعها.

كذلك فإن المبادرة استخدمت وسائل مبتكرة للحفاظ على أسرار اتصالاتها. فخالد شيخ محمد وهو مخطط أساسي لهجمات 11 سبتمبر والرجل الثالث في «القاعدة» تم اعتقاله لاحقا في باكستان استخدم ما يسميه الباحثون بـ«القطرة الميتة» على الانترنت لتجنب كشف رسائله الإلكترونية. وكان محمد أو مساعدوه يفتحون حسابات مع هوتميل أو غيرها ثم يبدأون بكتابة رسالة بشكل أولي ثم حفظها كمسودة Draft ثم يقومون بنقل اسم حساب الايميل وكلمة العبور خلال الدردشة حيث تكون الرسالة محتفظة بقدر من الحماية حسب هؤلاء الباحثين.

عند ذلك يقوم المستلم بفتح الحساب وقراءة المسودة draft وطالما أنه لم يتم بعث أي رسالة إلكترونية فإنه سيتم تقليص مخاطر كشفها حسبما يقول الباحثون.

وقال مات دفوست من مركز بحوث الإرهاب إن كلمة الرصاصة النحاسية «silverbullet« واحدة من كلمات العبور التي استخدمها محمد في تلك الفترة. ثم إرسال مجموعة من الرسائل غير المرغوب بها للتغطية على رسالة واحدة هو أسلوب مبتكر استخدمه الأصوليون المتطرفون.

كان نجاح «القاعدة» مع أساليب كهذه قد سلط الضوء على الصعوبات القائمة أمام جمع المعلومات الاستخباراتية ضد الحركة. وجاء اكتشاف رسائل محمد شيخ الإلكترونية باعتبارها «أفضل فعل استخباراتي في كل الحرب» ضد بن لادن وأنصاره حسبما قال أركويلا البروفسور في المدرسة البحرية. لكن القاعدة كانت على علم بالمتابعة الإلكترونية لها وحاولت ما تستطيع القيام به للحفاظ على نفسها وغالبا كان ذلك من خلال استخدام لغة مشفَّرة.

بناء خلايا وتجنيد عناصر على الإنترنت

* خلال العامين الأخيرين اتضح في عدد من الحالات أن خلايا تم تشكيلها عبر غرباء لهم نفس التفكير التقوا عبر الإنترنت حسبما قال بعض مسؤولي الاستخبارات وخبراء مكافحة الإرهاب، وهناك الكثير من الحالات تشكلت أواصرها في العالم الحقيقي ثم تعمقت عبر الإنترنت حسبما ذكر مختصون داخل وخارج الحكومة.

فعلى سبيل المثال قام فريق من الشرطة الكندية بالدخول عنوة إلى بيت المبرمج الكومبيوتري محمد مؤمن خواجة، 24 سنة، يوم 29 مارس (ايار) 2004، حيث تم إيقافه بتهمة التواطؤ فيما وصفته السلطات الكندية والبريطانية بأنه خطة تضم البلدان الواقعة على طرفي المحيط الأطلسي لتفجير أهداف في لندن وكندا. والتقى خواجة المتعاقد مع وزارة الخارجية الكندية بعدد من نظرائه البريطانيين المشتبه بهم عبر الإنترنت ولم يثر انتباه السلطات حتى سفره إلى بريطانيا ووقوعه ضمن عملية مراقبة قامت بها وحدة من قوات الشرطة الخاصة حسب مصادر غربية على معرفة بالقضية. وزعم وكلاء النيابة البريطانيون في المحكمة أن خواجة التقى عبر الإنترنت بمعارفه الجدد في مقهى للإنترنت بلندن حيث أراهم صورا لمتفجرات وجدها على الإنترنت. وأخبرهم كيف يمكن تفجير قنابل باستخدام هواتف جوالة؟ تم سجن الأول منهم تحت قانون متشدد صدر لمكافحة الإرهاب بعد 11 سبتمبر في كندا. وخواجة لم يوضع اسمه ضمن قائمة من ستجرى لهم محاكمة قبل يناير المقبل. وقد يكون للهجمات التي وقعت في لندن علاقة باتصال إنترنتي حسبما قال عدة محللين. ويبدو هذا النوع من الاتصالات مثالا ناجحا عن «جهود القاعدة الخبيثة لكسب وتدريب متمردين حرفيين ومتخصصين في حرب المدن عبر الإنترنت» حسبما كتب شوير المحلل السابق في سي آي أيه.

في إعلان نشر بعد هجمات لندن بفترة قصيرة كتب شخص له علاقة بموقع من مواقع القاعدة عن كيفية قيامه بفعل ما بنفسه فجاءه الجواب من شخص آخر: خلية ذات شخصين أو ثلاثة أفضل. والأفضل من ذلك هو «خلية حقيقية، أن يكون هناك اتفاق بين مجموعة من الأخوة عبر الإنترنت.. ولن يعرف أي شخص بهوية الآخرين في البداية. حتى يتم التوافق والثقة بين الأعضاء». وبعد تدريب يجري عبر الإنترنت ومشاهدة أفلام فيديو يمكنك آنذاك «الالتقاء بشكل حقيقي وتنفيذ العملية على الأرض».