كونتا كونتي
03-16-2021, 10:17 PM
https://i2.wp.com/www.alhakea.com/word/wp-content/uploads/2015/11/11_2_201534505PM_8008808381.jpg?fit=267%2C267
"حب من طرف واحد"
بقلم : رانيا السعد
لماذا علينا أن نرضى بأن تتمتعون بمخصصات مالية منذ ولادتكم هي في حقيقتها أموال الشعب ومقدراته ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن استيلائكم على أراضي الدولة دون وجه حق، والإثراء الفاحش من بيعها على المواطن الطامح لبناء مسكن؟ لماذا علينا الاستمرار بتمكينكم من منح وسحب هوية المواطنين وفق أهوائكم وكأنها (هبة) تسبغونها على من تحبون وتحجبونها عمن سواهم ؟
"الحب من طرف واحد" حالة تناولتها صنوف الآداب، ومع تحفظاتي الخاصة على الحالة ونظرتي لها كـ " مراهقة عاطفية " لا تليق بالناضجين إلا أن ذلك ليس موضوع المقال .
الحب من طرف واحد محل نقاش المقال هو حب الشعب لأسرة الصباح، وقد حرصت ألا أستخدم مصطلح ( القيادة السياسية ) حتى لا أُربِك القاريء ضعيف القلب، فيرتعد خوفاً، ويقرر عدم تكملة المقال .
الحب بين الحاكم والشعب أمرٌ لاحقٌ وليس سابق، فحين أتخيل سبب اختيار الكويتيين لصباح الأول كحاكم، لا يخطر الحب في ذهني كسبب رئيسي، بل أن الاحترام والأمانة والكفاءة والقدرة على الالتزام بمتطلبات الوظيفة هو الأقرب للمنطق السليم.
ولعل الحب يلحق حين يؤدي الحاكم وظيفته على أكمل وجه ويفي بالتزاماته تجاه من اختاروه ونصبّوه ومنحوه ذلك المقام.
إن ظاهرة التعبير المتكرر العلني الفج لحب الشعب لأسرة الصباح، والتغني بتلك العاطفة المشوهة، مستهجنة لصاحب الفطرة السويّة التي تردد مع الشاعر الحصيف بيته الشهير:
إنيّ رأيتُ الحبَّ في الصدرِ والأذى إذا اجتمعا ، لم يلبث الحبُّ يَذهَبُ فكم من الأذى تحمّل هذا الشعب طوال سنوات من حكم تلك الأسرة المنتفعة من ذلك الحب المراهق النزق؟
وكم من الأذى الإضافي علينا أن نكابد حتى يذهب ذلك الحب ( من طرف واحد ) ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن استيلائكم على أراضي الدولة دون وجه حق، والإثراء الفاحش من بيعها على المواطن الطامح لبناء مسكن؟ لماذا علينا الاستمرار بتمكينكم من منح وسحب هوية المواطنين وفق أهوائكم وكأنها (هبة) تسبغونها على من تحبون وتحجبونها عمن سواهم ؟
لماذا علينا أن نقبل بأن تكون سفارات الدولة ( مركز خدمات شخصية ) لأفراد أسرتكم في ترحالهم، فيما المواطن قد يواجه مصاعب شتى في سفره لا يتم التعامل معها بجدية تتوازن مع تدليلكم لأفراد الصباح بما يتعدى حدود مهام تلك السفارات ؟
لماذا علينا أن نرضى بأن تتمتعون بمخصصات مالية منذ ولادتكم هي في حقيقتها أموال الشعب ومقدراته ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن خاصية حمل أفراد أسرة الصباح التي يصل عددها الآلاف لجوازات مختلفة خاصة تميزهم عن بقية أفراد الشعب؟
لماذا علينا أن نستمريء الاغتيالات المعنوية التي تمارسها السلطة ضد من يعارضها، مستخدمة أدواتها الإعلامية المتنوعة بتشويه سمعتهم، وتعريضهم للإهانة بجرجرتهم في القضايا، واحتجاز حرياتهم ؟
لماذا علينا أن نقر قواعد لعبة سياسية تفرضونها بما يناسبكم، ويضخم من نفوذكم، بمقابل إضعاف سلطة الشعب حد التلاشي؟
أسئلة بحاجة لإجابات واضحة ومحددة من أسرة الصباح.
على الأسرة اليوم إقناع الشعب بجدوى استمرارها باستلام دفة قيادة البلد، بعد كل الإخفاقات السياسية والحقوقية والمالية والاجتماعية وحتى الأخلاقية التي تسببت بها بلا اعتراف،ولا اعتذار ولا تحمل للمسؤولية .على الأسرة اليوم تقديم نموذج يصلح للقيادة بعرض سيرته الذاتية، كأي متقدم لوظيفة يتم تمحيص قدراته وشهاداته وإمكاناته قبل قبولنا تسلمه لمهام الوظيفة، فالحب المزعوم لم يعد سبباً وجيهاً لتقلد وظيفة إدارة البلاد .
قد يقول قائل معبراً عن رأي فئة معينة يتكرر في الغرف المغلقة : " نحن لا نحبهم، ولكن ليس لدينا بديل "ولعل من المهم في هذه المرحلة من حياة الشعب أن يتم طرح تلك الفكرة للنقاش علانيةً، لنتدارس معاً إشكالية (البديل)، والخيارات المتاحة بكل محاسنها ومساوئها، بدل انتظار التاريخ ليصحح المسارات قسرياً لا تخلو من آلام وخسائر.
ختامها شعر :
( لا تَطْمَعُوا أنْ تُهينُونَا ونُكْرِمُكُمْ وَأنْ نَكُفَّ الأذَى عَنْكم وتُؤْذُوَنا..... اللهُ يَعْلَمُ أنَّا لاَ نُحبُّكُمُ
وَلاَ نَلُومُكُمُ إن لم تُحِبُّونَا...........)
((الفضل بن العباس))
١٤ مارس ٢٠٢١-(لندن)
"حب من طرف واحد"
بقلم : رانيا السعد
لماذا علينا أن نرضى بأن تتمتعون بمخصصات مالية منذ ولادتكم هي في حقيقتها أموال الشعب ومقدراته ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن استيلائكم على أراضي الدولة دون وجه حق، والإثراء الفاحش من بيعها على المواطن الطامح لبناء مسكن؟ لماذا علينا الاستمرار بتمكينكم من منح وسحب هوية المواطنين وفق أهوائكم وكأنها (هبة) تسبغونها على من تحبون وتحجبونها عمن سواهم ؟
"الحب من طرف واحد" حالة تناولتها صنوف الآداب، ومع تحفظاتي الخاصة على الحالة ونظرتي لها كـ " مراهقة عاطفية " لا تليق بالناضجين إلا أن ذلك ليس موضوع المقال .
الحب من طرف واحد محل نقاش المقال هو حب الشعب لأسرة الصباح، وقد حرصت ألا أستخدم مصطلح ( القيادة السياسية ) حتى لا أُربِك القاريء ضعيف القلب، فيرتعد خوفاً، ويقرر عدم تكملة المقال .
الحب بين الحاكم والشعب أمرٌ لاحقٌ وليس سابق، فحين أتخيل سبب اختيار الكويتيين لصباح الأول كحاكم، لا يخطر الحب في ذهني كسبب رئيسي، بل أن الاحترام والأمانة والكفاءة والقدرة على الالتزام بمتطلبات الوظيفة هو الأقرب للمنطق السليم.
ولعل الحب يلحق حين يؤدي الحاكم وظيفته على أكمل وجه ويفي بالتزاماته تجاه من اختاروه ونصبّوه ومنحوه ذلك المقام.
إن ظاهرة التعبير المتكرر العلني الفج لحب الشعب لأسرة الصباح، والتغني بتلك العاطفة المشوهة، مستهجنة لصاحب الفطرة السويّة التي تردد مع الشاعر الحصيف بيته الشهير:
إنيّ رأيتُ الحبَّ في الصدرِ والأذى إذا اجتمعا ، لم يلبث الحبُّ يَذهَبُ فكم من الأذى تحمّل هذا الشعب طوال سنوات من حكم تلك الأسرة المنتفعة من ذلك الحب المراهق النزق؟
وكم من الأذى الإضافي علينا أن نكابد حتى يذهب ذلك الحب ( من طرف واحد ) ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن استيلائكم على أراضي الدولة دون وجه حق، والإثراء الفاحش من بيعها على المواطن الطامح لبناء مسكن؟ لماذا علينا الاستمرار بتمكينكم من منح وسحب هوية المواطنين وفق أهوائكم وكأنها (هبة) تسبغونها على من تحبون وتحجبونها عمن سواهم ؟
لماذا علينا أن نقبل بأن تكون سفارات الدولة ( مركز خدمات شخصية ) لأفراد أسرتكم في ترحالهم، فيما المواطن قد يواجه مصاعب شتى في سفره لا يتم التعامل معها بجدية تتوازن مع تدليلكم لأفراد الصباح بما يتعدى حدود مهام تلك السفارات ؟
لماذا علينا أن نرضى بأن تتمتعون بمخصصات مالية منذ ولادتكم هي في حقيقتها أموال الشعب ومقدراته ؟
لماذا علينا أن نغض الطرف عن خاصية حمل أفراد أسرة الصباح التي يصل عددها الآلاف لجوازات مختلفة خاصة تميزهم عن بقية أفراد الشعب؟
لماذا علينا أن نستمريء الاغتيالات المعنوية التي تمارسها السلطة ضد من يعارضها، مستخدمة أدواتها الإعلامية المتنوعة بتشويه سمعتهم، وتعريضهم للإهانة بجرجرتهم في القضايا، واحتجاز حرياتهم ؟
لماذا علينا أن نقر قواعد لعبة سياسية تفرضونها بما يناسبكم، ويضخم من نفوذكم، بمقابل إضعاف سلطة الشعب حد التلاشي؟
أسئلة بحاجة لإجابات واضحة ومحددة من أسرة الصباح.
على الأسرة اليوم إقناع الشعب بجدوى استمرارها باستلام دفة قيادة البلد، بعد كل الإخفاقات السياسية والحقوقية والمالية والاجتماعية وحتى الأخلاقية التي تسببت بها بلا اعتراف،ولا اعتذار ولا تحمل للمسؤولية .على الأسرة اليوم تقديم نموذج يصلح للقيادة بعرض سيرته الذاتية، كأي متقدم لوظيفة يتم تمحيص قدراته وشهاداته وإمكاناته قبل قبولنا تسلمه لمهام الوظيفة، فالحب المزعوم لم يعد سبباً وجيهاً لتقلد وظيفة إدارة البلاد .
قد يقول قائل معبراً عن رأي فئة معينة يتكرر في الغرف المغلقة : " نحن لا نحبهم، ولكن ليس لدينا بديل "ولعل من المهم في هذه المرحلة من حياة الشعب أن يتم طرح تلك الفكرة للنقاش علانيةً، لنتدارس معاً إشكالية (البديل)، والخيارات المتاحة بكل محاسنها ومساوئها، بدل انتظار التاريخ ليصحح المسارات قسرياً لا تخلو من آلام وخسائر.
ختامها شعر :
( لا تَطْمَعُوا أنْ تُهينُونَا ونُكْرِمُكُمْ وَأنْ نَكُفَّ الأذَى عَنْكم وتُؤْذُوَنا..... اللهُ يَعْلَمُ أنَّا لاَ نُحبُّكُمُ
وَلاَ نَلُومُكُمُ إن لم تُحِبُّونَا...........)
((الفضل بن العباس))
١٤ مارس ٢٠٢١-(لندن)