yasmeen
08-06-2005, 11:08 AM
عبدالرحمن الراشد
سويعات من الترقب الخائفة سبقت الصباح الذي رحل فيه الملك فهد بعد اختفاء غامض لطائرة الزعيم السوداني جون قرنق. ياله من ليل غامض لبلد وقع توا اتفاق السلام اقبل اهله على لحظة امل حقيقية بنهاية لحرب طويلة. وفي نهار تورنتو اللاحق ضربت صاعقة طائرة الاير فرانس، كما شهد مساء نواكشوط الدامس عسكرا يستولون على الحكم.
وفيما اشتعلت الحرائق في الخرطوم كان اليوم هادئا في الرياض بحياة عادية رغم الحدث الجلل، بلا عسكر ولا توقف. كل شيء عادي بروح قدرية الا من حزن على جزء من تاريخهم المديد. حتى سوق الاسهم التي قال الجميع انها ستنهار ان لم تغلق ابوابها، تماسكت بعد نصف ساعة من الهبوط الحذر، الى ان صدر البيان واضحا فيه اعلن عن الملك الجديد وولي عهده أيضا في نفس الوقت. عادت الاسهم بعدها الى الارتفاع تصويتا اطمئنانا وثقة في المستقبل.
اما في نواكشوط فقد كنا نتنبأ منذ زمن ان الرئيس ولد الطايع لن يخرج من بيته محمولا على نعش بسلام، لأنه دخل القصر بانقلاب. وكنا نشعر انه في كل مرة يستقل طائرته في أي اتجاه قد لا تعود به مرة ثانية، هذا ان كان محظوظا ولم يقتحم انقلابي عليه غرفة نومه. فما جاء بانقلاب غالبا ينتهي بانقلاب، وهذا قد يكون مآل الانقلابيين الموريتانيين الجدد أيضا، ان لم يضعوا نظاما سلميا مدنيا شفافا يرضى عنه اهل موريتانيا ويرضون بهم.
ولا شك ان مصاب السودانيين كبير، واعني بهم كل اهل السودان بما فيهم الذين حاربوا وحاربهم الراحل جون قرنق. فقد قتل قرنق بعد ان انتهت العداوة واصبح واحدا من بيت الحكم، وشريكا حريصا على وحدة السودان وسلمه واهله ونجاحه. فخسارته أهل الشمال بفقدانه لا تقل عن خسارة اهله في الجنوب. مات قرنق في الوقت الذي يحتاجه السودان اكثر من الماضي عندما كان منازعا ومقاتلا. وما القتل والنهب والحرائق التي اشتعلت بموت نائب الرئيس الجديد، قرنق، الا دلالة أخرى على الثمن الغالي للاستقرار السياسي، الذي تكون ساعة امتحانه الحقيقية في لحظة موت حاكم او اعتلاء حاكم جديد..
وأحداث العالم متشابكة وان كانت مختلفة، فأهل نواكشوط لا بد انهم يشعرون بأسى لحالهم القلقة بالأمس تحت ادارة الطايع، واليوم في ظل زمرة عسكر انقلابية ما لم يعلن عن نظام يوطد الاستقرار ويكون مرضيا عليه. واهل الخرطوم يمرون في عزاء قلق، يوصدون على انفسهم ابوابهم على أمل ان يصبح الصباح ببداية لسودان جديد وقد انتهت نزاعاته. وهو أملنا جميعا فالسودان عانى اكثر من بقية دول المنطقة، رغم تغييب اضخم مآسيه يوم كانت الحرب تحصد أرواح الناس بالآلاف كل يوم ابان الحرب الأهلية.
alrashed@asharqalawsat.com
سويعات من الترقب الخائفة سبقت الصباح الذي رحل فيه الملك فهد بعد اختفاء غامض لطائرة الزعيم السوداني جون قرنق. ياله من ليل غامض لبلد وقع توا اتفاق السلام اقبل اهله على لحظة امل حقيقية بنهاية لحرب طويلة. وفي نهار تورنتو اللاحق ضربت صاعقة طائرة الاير فرانس، كما شهد مساء نواكشوط الدامس عسكرا يستولون على الحكم.
وفيما اشتعلت الحرائق في الخرطوم كان اليوم هادئا في الرياض بحياة عادية رغم الحدث الجلل، بلا عسكر ولا توقف. كل شيء عادي بروح قدرية الا من حزن على جزء من تاريخهم المديد. حتى سوق الاسهم التي قال الجميع انها ستنهار ان لم تغلق ابوابها، تماسكت بعد نصف ساعة من الهبوط الحذر، الى ان صدر البيان واضحا فيه اعلن عن الملك الجديد وولي عهده أيضا في نفس الوقت. عادت الاسهم بعدها الى الارتفاع تصويتا اطمئنانا وثقة في المستقبل.
اما في نواكشوط فقد كنا نتنبأ منذ زمن ان الرئيس ولد الطايع لن يخرج من بيته محمولا على نعش بسلام، لأنه دخل القصر بانقلاب. وكنا نشعر انه في كل مرة يستقل طائرته في أي اتجاه قد لا تعود به مرة ثانية، هذا ان كان محظوظا ولم يقتحم انقلابي عليه غرفة نومه. فما جاء بانقلاب غالبا ينتهي بانقلاب، وهذا قد يكون مآل الانقلابيين الموريتانيين الجدد أيضا، ان لم يضعوا نظاما سلميا مدنيا شفافا يرضى عنه اهل موريتانيا ويرضون بهم.
ولا شك ان مصاب السودانيين كبير، واعني بهم كل اهل السودان بما فيهم الذين حاربوا وحاربهم الراحل جون قرنق. فقد قتل قرنق بعد ان انتهت العداوة واصبح واحدا من بيت الحكم، وشريكا حريصا على وحدة السودان وسلمه واهله ونجاحه. فخسارته أهل الشمال بفقدانه لا تقل عن خسارة اهله في الجنوب. مات قرنق في الوقت الذي يحتاجه السودان اكثر من الماضي عندما كان منازعا ومقاتلا. وما القتل والنهب والحرائق التي اشتعلت بموت نائب الرئيس الجديد، قرنق، الا دلالة أخرى على الثمن الغالي للاستقرار السياسي، الذي تكون ساعة امتحانه الحقيقية في لحظة موت حاكم او اعتلاء حاكم جديد..
وأحداث العالم متشابكة وان كانت مختلفة، فأهل نواكشوط لا بد انهم يشعرون بأسى لحالهم القلقة بالأمس تحت ادارة الطايع، واليوم في ظل زمرة عسكر انقلابية ما لم يعلن عن نظام يوطد الاستقرار ويكون مرضيا عليه. واهل الخرطوم يمرون في عزاء قلق، يوصدون على انفسهم ابوابهم على أمل ان يصبح الصباح ببداية لسودان جديد وقد انتهت نزاعاته. وهو أملنا جميعا فالسودان عانى اكثر من بقية دول المنطقة، رغم تغييب اضخم مآسيه يوم كانت الحرب تحصد أرواح الناس بالآلاف كل يوم ابان الحرب الأهلية.
alrashed@asharqalawsat.com