زهير
08-06-2005, 07:14 AM
العبوس والفقر والتشاؤم والانانية والصراخ من اوصافه
تحقيق: ثـــائــــــرة محمد
كثيرا ما نسمع إحدى الزوجات وهي تردد: «زوجي نكدي ويبحث عن النكد»، لكن آراء مثل أولئك الزوجات حول أزواجهن النكديين تختلف باختلاف وجهة نظر كل منهن، تبعا لظروف وطبيعة تفكيرها ومعايشتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من هو الزوج النكدي؟ هل هو من يبحث عن النكد مثيرا المشاكل حول أتفه الأمور الحياتية؟ أم أنه ذلك المكتئب العبوس صاحب التكشيرة الذي لا يبتسم حتى تجاه أكثر المواقف المضحكة، ولم تر زوجته أسنانه منذ أن تزوجته؟
هل النكدي هو الزوج الصامت الذي يضع «بلاستر» على فمه رافعا شعار «لا للكلام»، فلا يحب أن يتحدث معه أحد سواء كان الحديث يعنيه أو لا يعنيه، معلنا حالة من الكآبة؟ أم تراه الرجل البخيل ماديا ومعنويا؟ من هو النكدي في عين حواء الزوجة الباحثة عن حياة مستقرة بعيدة عن المشاكل والنكد؟
عندما يدخل الزوج النكدي بيته تجد تحيته الصراخ، والأولاد في حالة هوس وتوتر يركضون هنا وهناك، لا يعلمون ما يفعلون حتى لا يثيروا غضب هذا الأب، والزوجة تهرول مسرعة تجاهه مهللة بالسلام والدعاء له بالعافية. ورد فعله على هذا الدعاء يكون بسؤالها عن الطعام وما أعدت له، والويل كل الويل إن لم يكن طعامه كما يشتهي، عندها يصرخ ذلك الزوج النكدي معلنا الحرب على أهل المنزل فارضا حالة النكد.
ربما تكون هذه هي صورة الزوج النكدي الذي صورته لنا الأفلام، باعتبار أن الرجولة لا تكون إلا بالصراخ وإصدار الأوامر والتعليمات.. ولن يصبح «سي السيد» إلا بذلك. هل ظل النكد كما هو بهذه الصورة في وقتنا الحاضر؟
تؤكد باكيمان الإبراهيمي أن الرجل في المجتمع العربي يميل إلى النكد باعتباره صفة من صفات الرجولة.. وتقول:
فهو يعتقد أنه كلما كان قاسيا وشديدا على زوجته والأولاد شعر برجولته وكيانه. ولعل أهم أسباب ذلك تعود إلى التربية الموروثة جيلا بعد جيل وتكرس مفاهيم أن الرجل هو من يحكم وهو من يملك القرار النهائي.. ولهذا وعلى الرغم من كل ما وصلنا إليه من تطور وتغير في التفكير ومشاركة المرأة للرجل فإن الرجل بقي في داخله رواسب حول صورته التي يستمد منها القوة والعنفوان مازجا بين الجدية والنكد الذي به من وجهة نظره الرجولة والقوة والقدرة على السيطرة على بيته وزوجته وإلا فان الأمور ستفلت من يديه.
اذبح لها القطة ليلة الدخلة
ولعل مفهوم «اذبح لها القطة ليلة الدخلة» من المواريث الاجتماعية التي كانت سائدة لإخافة الزوجة من زوجها، فتحسب له ألف حساب منذ الليلة الأولى للزواج. ويربط بعض الأزواج أيضا تخويف الزوجة بمدى قدرته فيما بعد على السيطرة عليها والتحكم بها. وهؤلاء الذين يتبعون هذا المفهوم من الأزواج مقتنعون بأن هناك حدودا للزوجة يجب ألا تتخطاها.. وهم بذلك يقتربون من إثارة النكد بالصراخ والتخويف ليكون الواحد منهم هو الآمر الناهي.
تؤيد مريم البراك هذا الرأي، والزوج النكدي في رأيها هو الذي يثير أو يسعى دوما إلى إثارة الخوف في نفس الزوجة سواء كان ذلك من خلال الأقوال أو الأفعال، وتقول:
فهو دائما يعاقبها بسبب أو بلا سبب، فإن اختلف مع مديره في العمل فجر خلافه في وجه زوجته انتقاما منها باعتبارها سبب خلافه متهما إياها بان «وجهها الذي كان قد افتتح به صباحه» هو السبب وسر نكده طوال اليوم، بل يعيد حتى سبب تعطل سيارته أو وقوفها إلى زوجته التي كانت سبب نكده لأنه «اصطبح بوجهها» وهكذا.. فالزوج النكدي هو الذي يعيد كل فشل أو مشكلة إلى زوجته لأنه في الأساس غير راض أو مقتنع بها حتى وإن لم تفعل تلك الزوجة ما يدعوه إلى النكد.
يمين بالزواج من أخرى
وترى أم مشاري أن الزوج النكدي هو الإنسان الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه وفيما يرضيه ويشبع غروره ولا يفكر ولو للحظة في أنه عندما يفك نكده عمن حوله ستسير الأمور على خير ما يرام.
وتشير إلى أن النكد موجود عند كثير من الأزواج معتبرة زوجها أحد الأعمدة الرئيسية للنكد لأنه منذ أن تزوجته يهددها بالزواج عليها بأخرى، بل إنه يهددها بالطلاق عند قيامها بأي فعل لا يعجبه، ودائما ما يعايرها بأنها لا تفهم وأنه أساء الاختيار بزواجه بها.
النكدي إجابته لا
وتصف نيفين رشدي النكدي بأنه دائما لا يعرف الإجابة بكلمة نعم، فكل شيء يعترض عليه ويحتج، وكل سؤال يوجه إليه يكون جوابه لا.. وكأن «لا» أصبحت سمة أو صفة للسانه، حتى إن كان لا يوجد هناك سبب مقنع للرفض والإجابة بلا.
وتعتبر رشدي أن الإنسان الذي لا يعيش بهدف أو خطوط واضحة ومحددة يرسمها لحياته يصعب التفاهم معه لأنه يعيّش نفسه والآخرين في نكد.
وتؤيد ميادة سالم كلام نيفين فالزوج النكدي حسب رأيها يرفض مبدأ المشورة والتشاور والحوار قبل انتهاء زوجته من حديثها، فهو يرفض أحيانا حتى لو كان مقتنعا بوجهة نظر زوجته.. ولكنه يرفض من باب «النعرة والكبرياء» وحتى تتوسل إليه الموافقة. وتقول:
النكد متفش كثيرا في المجتمعات العربية وذلك لأن المرأة استطاعت أن تشق طريقها في التقدم والنهضة وأن تساير الرجل بل وتتغلب عليه في بعض الأحيان مما يجعله يثير النكد أكثر لأنه يعتبر نفسه الأفضل لكونه الذكر الذي يجب أن يكون دائما هو المسيطر على زمام الأمور لأننا نعيش في مجتمع ذكوري.
النكدي متباه أمام الآخرين
بعض الأزواج تجدهم متفاهمين فيما بينهم، ولكن يظهر النكد كله أمام الآخرين كأن الزوج يريد أن يثبت للناس أنه متمكن ومسيطر على الأمور. حول ذلك تحدثنا عائشة إبراهيم التي ترى أن النكدي هو الذي ينعم بحياة هانئة ولا ينغص عليه شيء في البيت، ولكنه ينقلب بقدرة قادر فيتحول إلى نكدي أمام الآخرين محاولا إثارة المشاكل كأنه يريد أن يصرح لمن معه بواقع غير حقيقي لإثارة الشفقة عليه أو الإعجاب بقوة شخصيته.
وحسب لينا حسن فإن بعض الأزواج نكديون بطبعهم لا يميلون إلى إضفاء أجواء من الفرح والبهجة على أسرهم بل على العكس يفتعلون التعاسة والنكد.
وترجع لينا ذلك إلى تربيتهم ونشأتهم منذ الصغر في بيت يخلو من المرح والسعادة، كما ترى أن كثرة وجود المشاكل في حياة الإنسان تجعله أحيانا سواء كان رجلا أو امرأة شخصا يميل إلى النكد لأنه قد يكون تعرض لأزمات نفسية نتيجة هذه المشاكل فانعكست على تعاملاته وشخصيته.
النكدي هو البخيل
وتعتقد ندى أحمد أن الزوج النكدي هو الزوج الذي يبحث عن المشاكل بل ويختلقها أحيانا وتقول:
عادة ما يكون مثيرا للنكد على من حوله من خلال بعض خصاله وطباعه غير السوية، فهو بخيل في الكلام اللطيف مع زوجته وبخيل في صرفه لأن عملية البخل عملية متكاملة ومتصلة.
كما أن النكدي إنسان لا يحب تحمل المسؤولية لأن كل الأمور مثيرة لقرفه واشمئزازه وسرعة عصبيته فهو يلقي الحمل والمسؤولية على زوجته التي قد تضطر إلى تحملها بسبب نكده أو حتى تتجنب مشاكله واستفزازاته وهو بطبيعة الحال لا يمنح زوجته حقها كامرأة وزوجة.
عبوس الوجه
وتذهب ناريمان ناصر إلى أن الزوج النكدي هو الذي يرى الدنيا بنظارة سوداء، وتضيف قائلة:
فكل ما حوله شقاء وكل الأمور لا تثير في نفسه سوى الكآبة، وهو دائم السؤال «ماذا يفرح في هذه الحياة» وملامحه عادة ما تأخذ شكل طبعه فوجهه عبوس وتكشيرته كبيرة تطغى على ملامحه.
ورأي ناريمان لا يختلف كثيرا عن رأي سميحة سليمان الشمري التي تقول:
الزوج النكدي زوج تعرفه منذ اللحظة التي تشاهده فيها لأنه لا يبتسم ولا تعرف زوجته لون ضروسه، لأنه عبوس قاسي الملامح.
النكد فيروس
أما اعتدال العوضي فتعتبر أن الرجال لا يميلون كثيرا إلى النكد مثل النساء، وتوضح قائلة:
فالمرأة هي التي تبحث عن النكد وتلجأ إليه لأنها بطبيعتها هي الأكثر حساسية وأبسط الأمور قد تثيرها وتزعجها. ويعود سبب نكد الزوج دائما إلى وجود زوجة نكدية تمارس عليه طقوسها النكدية يوميا مما يجعله يتحول إلى إنسان نكدي لأن النكد فيروس سريع الانتشار.
النكدي هو المتشائم
غير أن سبيكة أحمد تعتقد أن الزوج النكدي هو الزوج الذي يميل إلى العزلة والابتعاد عن الناس وكل ما يدعو إلى البهجة والسعادة وتقول:
هو لا يرى أن الأبيض لون السلام أو النقاء، بل لا يرى فيه سوى لون كفن الميت وهو لديه مهارة في أن يعيد كل ما يدعو إلى التفاؤل إلى اللون الأسود فيحوله إلى تشاؤم مزمن من الحياة وممن حوله.. وهو دائم الرفض لحضور زوجته الأفراح أو الاجتماع بالأصدقاء أو الاستمتاع بالوقت بصحبة الأبناء.
والنكدي يمنع عن نفسه وعن عائلته لذة الاستمتاع بأي أمر في الحياة وغالبا ما يحصر أفراد أسرته في المنزل ويمارس عليهم سلطته ليزاول النكد وهو هوايته المفضلة من فروض وواجبات يفرضها على الجميع ويطالبهم بالالتزام والطاعة.
النكدي هو الفقير
وتقدم لمياء عبد الغفور مفهوما جديدا للنكدي بقولها:
هو الإنسان المغلوب على أمره، لم يجد في الحياة أي بصيص أمل قد يكون باديا أمامه لأنه لا يملك الإرادة في السعي والعمل فيشعر بالإحباط ويصاب بالاكتئاب والنكد لأن ظروف الحياة لم تساعده على تخطي الصعوبات بسبب الفقر وقصر اليد وهو أمر يعانيه الرجل ويؤثر في نفسيته أكثر من المرأة فيصبح ميالا إلى النكد.
رأي علم الاجتماع:
الــزوج يفتعل النكد للقضاء على نكد زوجته
عن أسباب ميل الأزواج إلى النكد تقول الباحثة الاجتماعية هدى رشدي:
إن الرجال بشكل عام عندما يتزوجون وينجبون تصبح أمامهم مسؤولية كبيرة تجاه الأسرة، وكلما عجزوا عن تسويتها أو إيجاد الحلول للصعوبات التي تواجههم خاصة المادية، مالوا أكثر إلى التفكير لإيجاد الحلول لمشاكلهم مما يجعلهم يظهرون بشكل نكدي حيث أن كلامهم قليل وغالبا ما يميلون إلى الشرود الذهني والانعزال عن الناس نتيجة غرقهم في المشاكل التي يواجهونها ومحاولاتهم حلها.
أما الرجل الذي في بداية حياته يميل إلى النكد فذلك يعود في الغالب إلى نشأته منذ الصغر حيث يكون قد تربى في بيئة ترى الأبيض أسود والعكس، وجعلت منه شخصا يميل إلى التشاؤم أكثر منه إلى التفاؤل وتصبح طبيعته الغالبة في التعامل هي النكد.
كذلك ربما يتعرض الزوج في حياته لمشاكل زوجية خصوصا إذا كانت زوجته من النوع الحساس أو الذي يدقق في كل شاردة وواردة أو من النوع الذي يثير المشاكل بسبب أو من دونه.. كل هذه الأمور تجعل الزوج يواجه واقعه بافتعال النكد والمشاكل للقضاء على نكد زوجته لأنها عندما تراه ثائرا تخمد ثورتها النكدية وتحاول أن تتقي شره.
تحقيق: ثـــائــــــرة محمد
كثيرا ما نسمع إحدى الزوجات وهي تردد: «زوجي نكدي ويبحث عن النكد»، لكن آراء مثل أولئك الزوجات حول أزواجهن النكديين تختلف باختلاف وجهة نظر كل منهن، تبعا لظروف وطبيعة تفكيرها ومعايشتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من هو الزوج النكدي؟ هل هو من يبحث عن النكد مثيرا المشاكل حول أتفه الأمور الحياتية؟ أم أنه ذلك المكتئب العبوس صاحب التكشيرة الذي لا يبتسم حتى تجاه أكثر المواقف المضحكة، ولم تر زوجته أسنانه منذ أن تزوجته؟
هل النكدي هو الزوج الصامت الذي يضع «بلاستر» على فمه رافعا شعار «لا للكلام»، فلا يحب أن يتحدث معه أحد سواء كان الحديث يعنيه أو لا يعنيه، معلنا حالة من الكآبة؟ أم تراه الرجل البخيل ماديا ومعنويا؟ من هو النكدي في عين حواء الزوجة الباحثة عن حياة مستقرة بعيدة عن المشاكل والنكد؟
عندما يدخل الزوج النكدي بيته تجد تحيته الصراخ، والأولاد في حالة هوس وتوتر يركضون هنا وهناك، لا يعلمون ما يفعلون حتى لا يثيروا غضب هذا الأب، والزوجة تهرول مسرعة تجاهه مهللة بالسلام والدعاء له بالعافية. ورد فعله على هذا الدعاء يكون بسؤالها عن الطعام وما أعدت له، والويل كل الويل إن لم يكن طعامه كما يشتهي، عندها يصرخ ذلك الزوج النكدي معلنا الحرب على أهل المنزل فارضا حالة النكد.
ربما تكون هذه هي صورة الزوج النكدي الذي صورته لنا الأفلام، باعتبار أن الرجولة لا تكون إلا بالصراخ وإصدار الأوامر والتعليمات.. ولن يصبح «سي السيد» إلا بذلك. هل ظل النكد كما هو بهذه الصورة في وقتنا الحاضر؟
تؤكد باكيمان الإبراهيمي أن الرجل في المجتمع العربي يميل إلى النكد باعتباره صفة من صفات الرجولة.. وتقول:
فهو يعتقد أنه كلما كان قاسيا وشديدا على زوجته والأولاد شعر برجولته وكيانه. ولعل أهم أسباب ذلك تعود إلى التربية الموروثة جيلا بعد جيل وتكرس مفاهيم أن الرجل هو من يحكم وهو من يملك القرار النهائي.. ولهذا وعلى الرغم من كل ما وصلنا إليه من تطور وتغير في التفكير ومشاركة المرأة للرجل فإن الرجل بقي في داخله رواسب حول صورته التي يستمد منها القوة والعنفوان مازجا بين الجدية والنكد الذي به من وجهة نظره الرجولة والقوة والقدرة على السيطرة على بيته وزوجته وإلا فان الأمور ستفلت من يديه.
اذبح لها القطة ليلة الدخلة
ولعل مفهوم «اذبح لها القطة ليلة الدخلة» من المواريث الاجتماعية التي كانت سائدة لإخافة الزوجة من زوجها، فتحسب له ألف حساب منذ الليلة الأولى للزواج. ويربط بعض الأزواج أيضا تخويف الزوجة بمدى قدرته فيما بعد على السيطرة عليها والتحكم بها. وهؤلاء الذين يتبعون هذا المفهوم من الأزواج مقتنعون بأن هناك حدودا للزوجة يجب ألا تتخطاها.. وهم بذلك يقتربون من إثارة النكد بالصراخ والتخويف ليكون الواحد منهم هو الآمر الناهي.
تؤيد مريم البراك هذا الرأي، والزوج النكدي في رأيها هو الذي يثير أو يسعى دوما إلى إثارة الخوف في نفس الزوجة سواء كان ذلك من خلال الأقوال أو الأفعال، وتقول:
فهو دائما يعاقبها بسبب أو بلا سبب، فإن اختلف مع مديره في العمل فجر خلافه في وجه زوجته انتقاما منها باعتبارها سبب خلافه متهما إياها بان «وجهها الذي كان قد افتتح به صباحه» هو السبب وسر نكده طوال اليوم، بل يعيد حتى سبب تعطل سيارته أو وقوفها إلى زوجته التي كانت سبب نكده لأنه «اصطبح بوجهها» وهكذا.. فالزوج النكدي هو الذي يعيد كل فشل أو مشكلة إلى زوجته لأنه في الأساس غير راض أو مقتنع بها حتى وإن لم تفعل تلك الزوجة ما يدعوه إلى النكد.
يمين بالزواج من أخرى
وترى أم مشاري أن الزوج النكدي هو الإنسان الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه وفيما يرضيه ويشبع غروره ولا يفكر ولو للحظة في أنه عندما يفك نكده عمن حوله ستسير الأمور على خير ما يرام.
وتشير إلى أن النكد موجود عند كثير من الأزواج معتبرة زوجها أحد الأعمدة الرئيسية للنكد لأنه منذ أن تزوجته يهددها بالزواج عليها بأخرى، بل إنه يهددها بالطلاق عند قيامها بأي فعل لا يعجبه، ودائما ما يعايرها بأنها لا تفهم وأنه أساء الاختيار بزواجه بها.
النكدي إجابته لا
وتصف نيفين رشدي النكدي بأنه دائما لا يعرف الإجابة بكلمة نعم، فكل شيء يعترض عليه ويحتج، وكل سؤال يوجه إليه يكون جوابه لا.. وكأن «لا» أصبحت سمة أو صفة للسانه، حتى إن كان لا يوجد هناك سبب مقنع للرفض والإجابة بلا.
وتعتبر رشدي أن الإنسان الذي لا يعيش بهدف أو خطوط واضحة ومحددة يرسمها لحياته يصعب التفاهم معه لأنه يعيّش نفسه والآخرين في نكد.
وتؤيد ميادة سالم كلام نيفين فالزوج النكدي حسب رأيها يرفض مبدأ المشورة والتشاور والحوار قبل انتهاء زوجته من حديثها، فهو يرفض أحيانا حتى لو كان مقتنعا بوجهة نظر زوجته.. ولكنه يرفض من باب «النعرة والكبرياء» وحتى تتوسل إليه الموافقة. وتقول:
النكد متفش كثيرا في المجتمعات العربية وذلك لأن المرأة استطاعت أن تشق طريقها في التقدم والنهضة وأن تساير الرجل بل وتتغلب عليه في بعض الأحيان مما يجعله يثير النكد أكثر لأنه يعتبر نفسه الأفضل لكونه الذكر الذي يجب أن يكون دائما هو المسيطر على زمام الأمور لأننا نعيش في مجتمع ذكوري.
النكدي متباه أمام الآخرين
بعض الأزواج تجدهم متفاهمين فيما بينهم، ولكن يظهر النكد كله أمام الآخرين كأن الزوج يريد أن يثبت للناس أنه متمكن ومسيطر على الأمور. حول ذلك تحدثنا عائشة إبراهيم التي ترى أن النكدي هو الذي ينعم بحياة هانئة ولا ينغص عليه شيء في البيت، ولكنه ينقلب بقدرة قادر فيتحول إلى نكدي أمام الآخرين محاولا إثارة المشاكل كأنه يريد أن يصرح لمن معه بواقع غير حقيقي لإثارة الشفقة عليه أو الإعجاب بقوة شخصيته.
وحسب لينا حسن فإن بعض الأزواج نكديون بطبعهم لا يميلون إلى إضفاء أجواء من الفرح والبهجة على أسرهم بل على العكس يفتعلون التعاسة والنكد.
وترجع لينا ذلك إلى تربيتهم ونشأتهم منذ الصغر في بيت يخلو من المرح والسعادة، كما ترى أن كثرة وجود المشاكل في حياة الإنسان تجعله أحيانا سواء كان رجلا أو امرأة شخصا يميل إلى النكد لأنه قد يكون تعرض لأزمات نفسية نتيجة هذه المشاكل فانعكست على تعاملاته وشخصيته.
النكدي هو البخيل
وتعتقد ندى أحمد أن الزوج النكدي هو الزوج الذي يبحث عن المشاكل بل ويختلقها أحيانا وتقول:
عادة ما يكون مثيرا للنكد على من حوله من خلال بعض خصاله وطباعه غير السوية، فهو بخيل في الكلام اللطيف مع زوجته وبخيل في صرفه لأن عملية البخل عملية متكاملة ومتصلة.
كما أن النكدي إنسان لا يحب تحمل المسؤولية لأن كل الأمور مثيرة لقرفه واشمئزازه وسرعة عصبيته فهو يلقي الحمل والمسؤولية على زوجته التي قد تضطر إلى تحملها بسبب نكده أو حتى تتجنب مشاكله واستفزازاته وهو بطبيعة الحال لا يمنح زوجته حقها كامرأة وزوجة.
عبوس الوجه
وتذهب ناريمان ناصر إلى أن الزوج النكدي هو الذي يرى الدنيا بنظارة سوداء، وتضيف قائلة:
فكل ما حوله شقاء وكل الأمور لا تثير في نفسه سوى الكآبة، وهو دائم السؤال «ماذا يفرح في هذه الحياة» وملامحه عادة ما تأخذ شكل طبعه فوجهه عبوس وتكشيرته كبيرة تطغى على ملامحه.
ورأي ناريمان لا يختلف كثيرا عن رأي سميحة سليمان الشمري التي تقول:
الزوج النكدي زوج تعرفه منذ اللحظة التي تشاهده فيها لأنه لا يبتسم ولا تعرف زوجته لون ضروسه، لأنه عبوس قاسي الملامح.
النكد فيروس
أما اعتدال العوضي فتعتبر أن الرجال لا يميلون كثيرا إلى النكد مثل النساء، وتوضح قائلة:
فالمرأة هي التي تبحث عن النكد وتلجأ إليه لأنها بطبيعتها هي الأكثر حساسية وأبسط الأمور قد تثيرها وتزعجها. ويعود سبب نكد الزوج دائما إلى وجود زوجة نكدية تمارس عليه طقوسها النكدية يوميا مما يجعله يتحول إلى إنسان نكدي لأن النكد فيروس سريع الانتشار.
النكدي هو المتشائم
غير أن سبيكة أحمد تعتقد أن الزوج النكدي هو الزوج الذي يميل إلى العزلة والابتعاد عن الناس وكل ما يدعو إلى البهجة والسعادة وتقول:
هو لا يرى أن الأبيض لون السلام أو النقاء، بل لا يرى فيه سوى لون كفن الميت وهو لديه مهارة في أن يعيد كل ما يدعو إلى التفاؤل إلى اللون الأسود فيحوله إلى تشاؤم مزمن من الحياة وممن حوله.. وهو دائم الرفض لحضور زوجته الأفراح أو الاجتماع بالأصدقاء أو الاستمتاع بالوقت بصحبة الأبناء.
والنكدي يمنع عن نفسه وعن عائلته لذة الاستمتاع بأي أمر في الحياة وغالبا ما يحصر أفراد أسرته في المنزل ويمارس عليهم سلطته ليزاول النكد وهو هوايته المفضلة من فروض وواجبات يفرضها على الجميع ويطالبهم بالالتزام والطاعة.
النكدي هو الفقير
وتقدم لمياء عبد الغفور مفهوما جديدا للنكدي بقولها:
هو الإنسان المغلوب على أمره، لم يجد في الحياة أي بصيص أمل قد يكون باديا أمامه لأنه لا يملك الإرادة في السعي والعمل فيشعر بالإحباط ويصاب بالاكتئاب والنكد لأن ظروف الحياة لم تساعده على تخطي الصعوبات بسبب الفقر وقصر اليد وهو أمر يعانيه الرجل ويؤثر في نفسيته أكثر من المرأة فيصبح ميالا إلى النكد.
رأي علم الاجتماع:
الــزوج يفتعل النكد للقضاء على نكد زوجته
عن أسباب ميل الأزواج إلى النكد تقول الباحثة الاجتماعية هدى رشدي:
إن الرجال بشكل عام عندما يتزوجون وينجبون تصبح أمامهم مسؤولية كبيرة تجاه الأسرة، وكلما عجزوا عن تسويتها أو إيجاد الحلول للصعوبات التي تواجههم خاصة المادية، مالوا أكثر إلى التفكير لإيجاد الحلول لمشاكلهم مما يجعلهم يظهرون بشكل نكدي حيث أن كلامهم قليل وغالبا ما يميلون إلى الشرود الذهني والانعزال عن الناس نتيجة غرقهم في المشاكل التي يواجهونها ومحاولاتهم حلها.
أما الرجل الذي في بداية حياته يميل إلى النكد فذلك يعود في الغالب إلى نشأته منذ الصغر حيث يكون قد تربى في بيئة ترى الأبيض أسود والعكس، وجعلت منه شخصا يميل إلى التشاؤم أكثر منه إلى التفاؤل وتصبح طبيعته الغالبة في التعامل هي النكد.
كذلك ربما يتعرض الزوج في حياته لمشاكل زوجية خصوصا إذا كانت زوجته من النوع الحساس أو الذي يدقق في كل شاردة وواردة أو من النوع الذي يثير المشاكل بسبب أو من دونه.. كل هذه الأمور تجعل الزوج يواجه واقعه بافتعال النكد والمشاكل للقضاء على نكد زوجته لأنها عندما تراه ثائرا تخمد ثورتها النكدية وتحاول أن تتقي شره.