ناصح
02-23-2021, 04:05 AM
https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1572278830597625900/1572278850000/640x480.jpg
23-02-2021
كتب المقال د.نجم عبدالكريم
حين اشتد الخلاف بين أعضاء مجلس وزراء اليابان، إثر إلقاء القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي، جاء اقتراح بقبول إعلان بوتسدام لاستسلام اليابان، لكن البعض صاح متشنجاً:
• سنحارب بروح فرسان الساموراي.
• سنحارب إلى آخر رجل وامرأة وطفل في اليابان.
• لا نقبل أن تدوس أميركا على تاريخنا كله بالاستسلام.
ويرد رئيس الوزراء سوزوكي:
• يا جنرال أنامي، لنجعل الأمر بين يدي جلالة الإمبراطور.
وهنا يتدخل أونيشي بحماس:
- يا صاحب السعادة، تذكّر انتصاراتنا في روسيا.
فيرد سوزوكي:
• أيها الأحباء، لندع الأمر لجلالة الإمبراطور.
***
وتوجهوا إلى القصر الإمبراطوري، حيث استمع إليهم الإمبراطور هيروهيتو، فتكلم القائد أونيشي:
• لدي على خطوط القتال الآن مليونان من الجنود، تغطيهم ثمانية آلاف طائرة، إنها يا جلالة الإمبراطور قوة كافية لدحر الأميركان.
وتكلم الإمبراطور:
• أيها الأحباء، إني أرى أنه من المستحيل الاستمرار بهذه الحرب، بل حتى إذا تابعنا القتال فسنضطر إلى اتخاذ نفس القرار بعد أيام قليلة... والرئيس ترومان يهدد بإلقاء قنبلة ثالثة على طوكيو... وإذا تابعت أميركا إلقاء القنابل الذرية على بلادنا فإنني أيها الأحباب سأكون مسؤولاً عن عذابات هذا الشعب، الذي لا يستحق منا أن نعذبه، ودعونا نطوي هذه الصفحة ونتعاون في سبيل إعادة البناء، وسنبني يابان جديدة... وأنا على أتم الاستعداد لتقبل مصير الهزيمة، ولهذا أقول لكم يا أحبائي، لنضع الآن نقطة النهاية لهذه الحرب، بموجب السلطات الممنوحة لي، متحملاً وحدي جميع المسؤوليات.
الجميع في حالة من البكاء، الذي يكاد يصل إلى النحيب، ولم يتمالك الإمبراطور نفسه فأخذ يبكي... وانفجر البكاء أكثر فأكثر لتغدو مناحة جماعية.
***
ثم عادوا إلى بيوتهم، حيث انتحر الكثيرون منهم على طريقة الهاري-كيري المقدسة، مما أثار فزع الإمبراطور، فبادر بإرسال أفراد أسرته ورجال القصر إلى بيوت من تبقّى من المسؤولين ليبلغوهم رسالة الإمبراطور، التي جاء فيها:
• ليس من الشجاعة في هذه الساعات "الهاري-كيري"... بل البقاء لتحمل المسؤولية، ولتساعدوني على أن نتحملها معاً.
***
وفي يوم 1945-١٠-7، أُعلن أن الإمبراطور سيوجه خطاباً للشعب، فتوقف العمل في المصانع، والتف الفلاحون حول الأعمدة في الحقول، حيث رُكبت لهم مكبرات للصوت، وتوقفت القطارات... وجاء صوت الإمبراطور:
• رعاياي الطيبين... لم تكن الحرب لمصلحتنا... لنتجه إلى عالم يسوده السلام، ونتحد لبناء يابان جديدة... أمنيتي أن تعينوني على ذلك.
***
وانتشرت في اليابان ظاهرة انتحار الهاري-كيري... وحين انتحرت زوجة رئيس الوزراء سوزوكي قال، وهو يقف على جثتها:
• تمنيت أن ألحق بكِ... لكن الإمبراطور قال سنبني معاً اليابان الجديدة.
https://www.aljarida.com/articles/1614012867121001700/
23-02-2021
كتب المقال د.نجم عبدالكريم
حين اشتد الخلاف بين أعضاء مجلس وزراء اليابان، إثر إلقاء القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي، جاء اقتراح بقبول إعلان بوتسدام لاستسلام اليابان، لكن البعض صاح متشنجاً:
• سنحارب بروح فرسان الساموراي.
• سنحارب إلى آخر رجل وامرأة وطفل في اليابان.
• لا نقبل أن تدوس أميركا على تاريخنا كله بالاستسلام.
ويرد رئيس الوزراء سوزوكي:
• يا جنرال أنامي، لنجعل الأمر بين يدي جلالة الإمبراطور.
وهنا يتدخل أونيشي بحماس:
- يا صاحب السعادة، تذكّر انتصاراتنا في روسيا.
فيرد سوزوكي:
• أيها الأحباء، لندع الأمر لجلالة الإمبراطور.
***
وتوجهوا إلى القصر الإمبراطوري، حيث استمع إليهم الإمبراطور هيروهيتو، فتكلم القائد أونيشي:
• لدي على خطوط القتال الآن مليونان من الجنود، تغطيهم ثمانية آلاف طائرة، إنها يا جلالة الإمبراطور قوة كافية لدحر الأميركان.
وتكلم الإمبراطور:
• أيها الأحباء، إني أرى أنه من المستحيل الاستمرار بهذه الحرب، بل حتى إذا تابعنا القتال فسنضطر إلى اتخاذ نفس القرار بعد أيام قليلة... والرئيس ترومان يهدد بإلقاء قنبلة ثالثة على طوكيو... وإذا تابعت أميركا إلقاء القنابل الذرية على بلادنا فإنني أيها الأحباب سأكون مسؤولاً عن عذابات هذا الشعب، الذي لا يستحق منا أن نعذبه، ودعونا نطوي هذه الصفحة ونتعاون في سبيل إعادة البناء، وسنبني يابان جديدة... وأنا على أتم الاستعداد لتقبل مصير الهزيمة، ولهذا أقول لكم يا أحبائي، لنضع الآن نقطة النهاية لهذه الحرب، بموجب السلطات الممنوحة لي، متحملاً وحدي جميع المسؤوليات.
الجميع في حالة من البكاء، الذي يكاد يصل إلى النحيب، ولم يتمالك الإمبراطور نفسه فأخذ يبكي... وانفجر البكاء أكثر فأكثر لتغدو مناحة جماعية.
***
ثم عادوا إلى بيوتهم، حيث انتحر الكثيرون منهم على طريقة الهاري-كيري المقدسة، مما أثار فزع الإمبراطور، فبادر بإرسال أفراد أسرته ورجال القصر إلى بيوت من تبقّى من المسؤولين ليبلغوهم رسالة الإمبراطور، التي جاء فيها:
• ليس من الشجاعة في هذه الساعات "الهاري-كيري"... بل البقاء لتحمل المسؤولية، ولتساعدوني على أن نتحملها معاً.
***
وفي يوم 1945-١٠-7، أُعلن أن الإمبراطور سيوجه خطاباً للشعب، فتوقف العمل في المصانع، والتف الفلاحون حول الأعمدة في الحقول، حيث رُكبت لهم مكبرات للصوت، وتوقفت القطارات... وجاء صوت الإمبراطور:
• رعاياي الطيبين... لم تكن الحرب لمصلحتنا... لنتجه إلى عالم يسوده السلام، ونتحد لبناء يابان جديدة... أمنيتي أن تعينوني على ذلك.
***
وانتشرت في اليابان ظاهرة انتحار الهاري-كيري... وحين انتحرت زوجة رئيس الوزراء سوزوكي قال، وهو يقف على جثتها:
• تمنيت أن ألحق بكِ... لكن الإمبراطور قال سنبني معاً اليابان الجديدة.
https://www.aljarida.com/articles/1614012867121001700/