مجاهدون
08-05-2005, 10:21 PM
معد الشمّري
(( لاتقولوا قولا ولاتفعلوا فعلا الا بعد مراجعة الحوزة العلمية الشريفة، وأوصيكم باتباع الحوزة الناطقة ووكيلي، وثقتي لكم من بعدي هو اية الله العظمى السيد كاظم الحائري .))
السيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر
الأنباء الواردة من داخل العراق، ومن النجف الأشرف تحديداً، والتي أكدتها مصادر عديدة مطلعة عراقية وعربية، ومنها ماجاء في صحيفة الرأي العام الكويتية في عددها الصادر يوم 10/ يوليو / تموز/ 2004، قد أجمعت (المصادر الإخبارية) على أن السيد كاظم الحائري زعيم تيار الصدر وما يعرف بـ(الحوزة الناطقة) قد أقال أو سحب الوكالة التي كان قد منحها سابقاً للسيد مقتدى الصدر. لم تكن تلك الوكالة بحد ذاتها تمثل شيئاً ذا أهمية كبيرة بالنسبة للسيد مقتدى الصدر، ولا تمثّل سوى الحد الأدنى من طموحات الرجل (مقتدى) في قيادة التيار الصدري كخليفة لوالده المرجع الشهيد محمد محمد صادق الصدر؛ فوكالة السيد كاظم الحائري التي منحها للسيد مقتدى، كانت تُعنَى بالأمور الحسبية (الامور الادارية المالية التي تتعلق بقبض او صرف الاموال)، ولكن مشروطة بطاعة تامة وتنسيق مع ممثله في النجف الاشرف والعراق الشيخ قاسم الأسدي.
مما يعني أن السيد مقتدى لم تكن له صلاحيات واسعة تخوله أصدار أوامر وإعلان قرارات مصيرية ومهمة كالقرار الذي أتخذه من قبل لتأسيس ما يعرف بـ(جيش المهدي). ومن هنا بدأ السيد كاظم الحائري - والذي يعتبر رأس حربة الحرس القديم من أتباع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر– يسحب البساط من تحت أقدام مقتدى الصدر الذي وجد نفسه محاطاً برجالات الحرس القديم الذين تشبّعوا بأيدلوجيات عقيمة ظلت تعشعش في أدمغتهم لفترة ليست بالقصيرة. أعتقد أن المشكلة كبيرة وعويصة، وأن هنالك إنشقاقاً في التيار الصدري ظهر واضحاً للعيان في أكثر من مناسبة. وخاصة التصريح الأخير الذي أدلى به أحد المقربين من السيد مقتدى، حيث عقد مؤتمراً صحافياً أطلع فيه القنوات الفضائية وكالات الأنباء العالمية على أن "السيد مقتدى قد قرّر أخيراً حلّ جيش المهدي وتحويله الى تنظيم أو حركة سياسية، ومن جانب آخر فإن السيد مقتدى - والكلام مازال للناطق بأسم مقتدى الصدر- قد التقى السيد رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي وبأن الأخير تعهد بعدم ملاحقة السيد مقتدى قضائيا".
هذا الكلام لم يعجب الحرس القديم، ولم تفت بعضدهم تلك الخطط السلمية التي شرع السيد مقتدى للقيام بها. فهم (أي الحرس القديم) يعتقدون ان السيد مقتدى ليس لديه السيطرة الكاملة على التيار الصدري، وبأنه لا يمثل بالنسبة للصدريين سوى ذكرى جميلة من ذكريات الماضي، عندما كانت الجماهير تتمسّح بعباءة الشهيد الصدر وتتشرّب من بطولته وفدائيته في مقارعة الدكتاتور البائد صدام وأعوانه؛ أما السيد مقتدى فقد استوعب الدرس جيداً، وفهم الأشارات التي أرسلت اليه من قبل الحرس القديم والتي مفادها أن مكانك لا يمكن أن يتعدى أكثر من تلك الذكريات الجميلة وعبق الماضي الأصيل ورائحة السيد والدك والذي أصبح بمثابة الخيط الرفيع الذي يربط السيد مقتدى بالحرس القديم. كما أن القرارات المهمة والمصيرية لا يحددها سوى رجال الحرس القديم وعلى رأسهم كما قلنا كاظم الحائري. ما يؤكد كلامنا هو عملية الإغتيال الفاشلة (طعنة بسكين) التي تعرض لها السيد مقتدى الصدر في النجف مؤخراً، والتي جعلته يتوارى عن الأنظار طيلة الفترة الماضية حتى اللحظة(!).
الحرس القديم لن يمنح الشرعية للسيد مقتدى، وورقة التوت التي كان يتستر بها مقتدى - كما يقول الحرس القديم. في حقيقة الأمر أن من يتستر بورقة التوت تلك هم الحرس القديم أنفسهم. فالجميع يعلم أن السيد مقتدى لديه نفوذ واسع وتأثير كبير في مجمل الوضع السياسي العراقي وعلى امتداد خارطة العراق السياسية. ومن هنا يتوجب على السيد مقتدى أن ينسلخ من جلد الحرس القديم ويبتعد عن بؤرة إرهاب ذلك الحرس الذي يحاول عرقلة المسيرة المدنية السلمية في العراق الجديد. وعلى السيد مقتدى أن ينجو بنفسه وسمعة عائلته من الغوص في تيارات فكرية عقيمة وأساليب إجرامية في التعامل مع الآخر. عليه أن يؤسس خطاً جديداً و فكراً جديداً يستمد مشروعيته وأفكاره من أفكار الشهيد محمد محمد صادق الصدر، وعمّه الشهيد الأول السيد محمد باقر الصدر، وما كان قد أسس له ذلك الشهيد البطل من إيدلوجيات وسياسات سلمية تتخذ من الإنفتاح على الآخر، والإنصهار في بوتقة واحدة مع كل الأديان والطوائف والملل والنحل، والإبتعاد عن العنف كوسيلة لتحقيق الغايات وإدراكها، تتخذ من تلك الأمور مجتمعة شعاراً لها ووسيلة لنيل المطالب وتحقيق المكاسب.
و السؤال المطروح بقوة: هل يمكن للسيد مقتدى أن يخرج من تحت عباءة الحرس القديم دون أن يدفع ثمن ذلك باهظاً ؟
maadalshemeri@hotmail.com
(( لاتقولوا قولا ولاتفعلوا فعلا الا بعد مراجعة الحوزة العلمية الشريفة، وأوصيكم باتباع الحوزة الناطقة ووكيلي، وثقتي لكم من بعدي هو اية الله العظمى السيد كاظم الحائري .))
السيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر
الأنباء الواردة من داخل العراق، ومن النجف الأشرف تحديداً، والتي أكدتها مصادر عديدة مطلعة عراقية وعربية، ومنها ماجاء في صحيفة الرأي العام الكويتية في عددها الصادر يوم 10/ يوليو / تموز/ 2004، قد أجمعت (المصادر الإخبارية) على أن السيد كاظم الحائري زعيم تيار الصدر وما يعرف بـ(الحوزة الناطقة) قد أقال أو سحب الوكالة التي كان قد منحها سابقاً للسيد مقتدى الصدر. لم تكن تلك الوكالة بحد ذاتها تمثل شيئاً ذا أهمية كبيرة بالنسبة للسيد مقتدى الصدر، ولا تمثّل سوى الحد الأدنى من طموحات الرجل (مقتدى) في قيادة التيار الصدري كخليفة لوالده المرجع الشهيد محمد محمد صادق الصدر؛ فوكالة السيد كاظم الحائري التي منحها للسيد مقتدى، كانت تُعنَى بالأمور الحسبية (الامور الادارية المالية التي تتعلق بقبض او صرف الاموال)، ولكن مشروطة بطاعة تامة وتنسيق مع ممثله في النجف الاشرف والعراق الشيخ قاسم الأسدي.
مما يعني أن السيد مقتدى لم تكن له صلاحيات واسعة تخوله أصدار أوامر وإعلان قرارات مصيرية ومهمة كالقرار الذي أتخذه من قبل لتأسيس ما يعرف بـ(جيش المهدي). ومن هنا بدأ السيد كاظم الحائري - والذي يعتبر رأس حربة الحرس القديم من أتباع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر– يسحب البساط من تحت أقدام مقتدى الصدر الذي وجد نفسه محاطاً برجالات الحرس القديم الذين تشبّعوا بأيدلوجيات عقيمة ظلت تعشعش في أدمغتهم لفترة ليست بالقصيرة. أعتقد أن المشكلة كبيرة وعويصة، وأن هنالك إنشقاقاً في التيار الصدري ظهر واضحاً للعيان في أكثر من مناسبة. وخاصة التصريح الأخير الذي أدلى به أحد المقربين من السيد مقتدى، حيث عقد مؤتمراً صحافياً أطلع فيه القنوات الفضائية وكالات الأنباء العالمية على أن "السيد مقتدى قد قرّر أخيراً حلّ جيش المهدي وتحويله الى تنظيم أو حركة سياسية، ومن جانب آخر فإن السيد مقتدى - والكلام مازال للناطق بأسم مقتدى الصدر- قد التقى السيد رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي وبأن الأخير تعهد بعدم ملاحقة السيد مقتدى قضائيا".
هذا الكلام لم يعجب الحرس القديم، ولم تفت بعضدهم تلك الخطط السلمية التي شرع السيد مقتدى للقيام بها. فهم (أي الحرس القديم) يعتقدون ان السيد مقتدى ليس لديه السيطرة الكاملة على التيار الصدري، وبأنه لا يمثل بالنسبة للصدريين سوى ذكرى جميلة من ذكريات الماضي، عندما كانت الجماهير تتمسّح بعباءة الشهيد الصدر وتتشرّب من بطولته وفدائيته في مقارعة الدكتاتور البائد صدام وأعوانه؛ أما السيد مقتدى فقد استوعب الدرس جيداً، وفهم الأشارات التي أرسلت اليه من قبل الحرس القديم والتي مفادها أن مكانك لا يمكن أن يتعدى أكثر من تلك الذكريات الجميلة وعبق الماضي الأصيل ورائحة السيد والدك والذي أصبح بمثابة الخيط الرفيع الذي يربط السيد مقتدى بالحرس القديم. كما أن القرارات المهمة والمصيرية لا يحددها سوى رجال الحرس القديم وعلى رأسهم كما قلنا كاظم الحائري. ما يؤكد كلامنا هو عملية الإغتيال الفاشلة (طعنة بسكين) التي تعرض لها السيد مقتدى الصدر في النجف مؤخراً، والتي جعلته يتوارى عن الأنظار طيلة الفترة الماضية حتى اللحظة(!).
الحرس القديم لن يمنح الشرعية للسيد مقتدى، وورقة التوت التي كان يتستر بها مقتدى - كما يقول الحرس القديم. في حقيقة الأمر أن من يتستر بورقة التوت تلك هم الحرس القديم أنفسهم. فالجميع يعلم أن السيد مقتدى لديه نفوذ واسع وتأثير كبير في مجمل الوضع السياسي العراقي وعلى امتداد خارطة العراق السياسية. ومن هنا يتوجب على السيد مقتدى أن ينسلخ من جلد الحرس القديم ويبتعد عن بؤرة إرهاب ذلك الحرس الذي يحاول عرقلة المسيرة المدنية السلمية في العراق الجديد. وعلى السيد مقتدى أن ينجو بنفسه وسمعة عائلته من الغوص في تيارات فكرية عقيمة وأساليب إجرامية في التعامل مع الآخر. عليه أن يؤسس خطاً جديداً و فكراً جديداً يستمد مشروعيته وأفكاره من أفكار الشهيد محمد محمد صادق الصدر، وعمّه الشهيد الأول السيد محمد باقر الصدر، وما كان قد أسس له ذلك الشهيد البطل من إيدلوجيات وسياسات سلمية تتخذ من الإنفتاح على الآخر، والإنصهار في بوتقة واحدة مع كل الأديان والطوائف والملل والنحل، والإبتعاد عن العنف كوسيلة لتحقيق الغايات وإدراكها، تتخذ من تلك الأمور مجتمعة شعاراً لها ووسيلة لنيل المطالب وتحقيق المكاسب.
و السؤال المطروح بقوة: هل يمكن للسيد مقتدى أن يخرج من تحت عباءة الحرس القديم دون أن يدفع ثمن ذلك باهظاً ؟
maadalshemeri@hotmail.com