المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاة المناضل العربي اللبناني أنيس النقاش بسبب كورونا



فصيح
02-22-2021, 04:23 PM
وفاة المناضل العربي اللبناني أنيس النقاش


22.02.2021


https://cdni.rt.com/media/pics/2021.02/l/60337ba54c59b74b7d1ef6b6.jpg


توفي اليوم الاثنين، المفكر والمحلل السياسي اللبناني، أنيس نقاش، في مستشفى "هشام سنان"، بالعاصمة السورية دمشق، عن عمر ناهز الـ 70 عاما، إثر إصابته بفيروس كورونا.

تجدر الإشارة إلى أن أنيس نقاش عمل كمحلل سياسي، وكان منسقا لشبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية.

ولد أنيس النقاش في بيروت عام 1951، والتحق بصفوف حركة فتح عام 1968، وتسلم فيها عدة مناصب، كما انضم إلى العمل الطلابي والعمل التنظيمي اللبناني.

وسُجن نقاش لمدة عشر سنوات في فرنسا، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شابور بختيار في باريس، وأفرج عنه عام 1990.

مسافر
02-25-2021, 03:39 AM
قرار حاسم للراحل النقاش غيّر وجه عملية اختطاف وزراء "أوبك" في فيينا

المصدر: الميادين نت


https://media.almayadeen.net/archive/image/2021/2/23/28f01cb4-ae8d-4903-8f3c-1b9d323ea8da.png?preset=w750

خالد هو إسم النقاش في عملية فيينا

شكّلت عملية فيينا محطةً بارزة في تاريخ العمليات الفلسطينية الخارجية، لكن مساراها المعروف كان سيبدو مختلفاً لولا وعي الراحل أنيس النقاش لخلفيات العملية ومؤدى كل خطوة فيها.

لا تزال حقبة طويلة من "الحروب السرية" بين حركات المقاومة والاستخبارات الإسرائيلية طيّ الكتمان، بسبب المحاذير التي ينبغي أن تأخذ بالحسبان عند تناول تفاصيل القضايا الأمنية التي ما برحت تشكل جزءاً من النضال المستمر.

وإن كان ضباط العمليات والتخطيط الاستخباري أو العسكري في جيش الاحتلال وأجهزته الأمنية ينشرون مذكراتهم عند انتهاء فترات الخدمة، فإن تجارب قادة المقاومة وعناصرها، تظلّ مخبأة أو محظورة من التداول طوال حياتهم، ليكون موتهم أو استشهادهم فرصةً تسمح بتبيان بعض ما خفي أو استبطن.

واحدٌ من هؤلاء كان "مازن" حين كان في حركة "فتح"، أو "خالد" في عملية فيينا، أما اسمه الحقيقي فأنيس النقاش؛ المناضل الذي حملته الثورة الفلسطينية والآمال بدعم حركات المقاومة إلى النمسا والجزائر وفرنسا وغيرها من البلدان.

فيينا.. حصار "أوبك"

لمع اسم النقاش ما بعد عام 1975، حين كان في الـ24 من عمره، وإن كانت علاقاته برموز المقاومة الفلسطينية وعمله ضمن صفوفها كان قد بدأ في مرحلة أبكر، أي منذ سنين دراسته الأولى، حيث كان - كما يروي - متابعاً لأخبار الحرب العربية - الإسرائيلية، ومؤيداً للنهوض الناصري في مصر، ومشاركاً في التظاهرات المؤيدة لحقّ الفلسطينيين بالعودة إلى وطنهم.

لقد كان هذا العام حاسماً في نشاط النقاش الأمني - إذ أهله للعب دور في الساحة الخارجية وتعرّفه على واحد من أبرز اليساريين المناصرين للقضية الفلسطينية وهو ايليش راميريز سانشيز المعروف بـ"كارلوس" - والذي اختتم باعتقاله عام 1980 بعد محاولته اغتيال رئيس وزراء إيران السابق في عهد الشاه شاهبور بختيار.

حينذاك، أي في 21 كانون الأول/ديسمبر 1975، ضجّ العالم بخبر اختطاف 11 مندوباً في مؤتمر منظمة "أوبك" النفطية بالإضافة إلى عشرات الحاضرين، من قبل مجموعة مؤلفة من 6 مسلحين "يخبئون أسلحتهم في حقائب معدات رياضية"، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في ذلك الوقت.

شكّلت السنوات الـ5 الأولى في سبعينات القرن المنصرم الفترة الذهبية في عمليات المقاومة الفلسطينية الخارجية، فاشتهرت عمليات خطف طائرات "العال" الإسرائيلية وطائرات "بوينغ" التي تقلّ إسرائيليين، واستهداف السفارات الإسرائيلية في دول مختلفة، واختطاف الإسرائيليين من أجل المبادلة، وإن كان ذلك أمام عدسات الكاميرات (كما في ميونخ عام 1972)، وذلك بهدف إثارة القضية الفلسطينية في الخارج ولفت الرأي العام الدولي إلى مظلومية الفلسطينيين، بالإضافة إلى استنزاف أجهزة الأمن الإسرائيلية.

وكانت "حرب الأشباح" هذه، وفق تسمية الإسرائيليين ايان بلاك وبني موريس، تجري بمساهمة كبيرة من أحد أبرز الأدمغة الأمنية الفلسطينية ومسؤول العمليات الخارجية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وديع حداد، الذي عرف بتعاونه مع منظمات وحركات ثورية خارجية والتنسيق معها لتنفيذ عمليات مشتركة تخدم القضية الفلسطينية.

خطط حداد لعملية فيينا وأوكل مهمة التنفيذ والإشراف إلى "خالد" أي النقاش، ثم أشرك كارلوس بالعملية نظراً لخبرته في تنفيذ عمليات مشابهة وتحمّله عبء إلصاق تهمة العملية به بدلاً عن النقاش الذي كان يفضّل التواري عن الأضواء وإكمال مهامه العسكرية والأمنية سراً.

وهدفت العملية كما أعلن حينها، بحسب مقابلة سابقة مع النقاش، إلى إذاعة بيان للمقاومة الفلسطينية عبر الإذاعات النمساوية والتعريف بالقضية الفلسطينية في أوروبا، لكن أسباباً أهم دفعت المخططين لاختطاف وزراء الذهب الأسود وإحداث خرق في أجهزة الأمن الموكلة بحمايتهم.

النقاش.. الرؤية السياسية شرط المقاومة

عملاً بـ"مبدأ أيزنهاور" في عام 1957، والذي يهدف إلى مواجهة "الخطر الشيوعي" الذي "يتهدد" بلدان الشرق الأوسط، تكفلت الإدارات الأميركية المتعاقبة بدعم الأحزاب والمنظمات والدول اليمينة، فضلاً عن استخدام القوات العسكرية والأجهزة الأمنية لمحاربتها.

وجرى العمل بهذا المبدأ في بلدان عربية شهدت، في ستينات وسبعينات القرن الماضي، تصاعداً في تأييد الاتحاد السوفياتي والمبادئ الشيوعية، وذلك من خلال دعم الأحزاب المناوئة للاشتراكية عبر المال والمساندة السياسية. ويمكن ملاحظة الأمر بشكل واضح عند مراجعة تاريخ الحرب الأهلية اللبنانية، حيث دعمت الولايات المتحدة أطرافاً يمينية في حربها على المنظمات والأحزاب اليسارية والمقاومة الفلسطينية، كما يبيّن الباحث السياسي أسعد أبو خليل في كتابه "أميركا أشعلت حرب لبنان".

ويوضح النقاش أنه، وفي ذلك الوقت، اتضح للمقاومة الفلسطينية أن الاستخبارات الأميركية طلبت من حكومة الشاه والمملكة العربية السعودية أن يمولا جهات وأطراف يمينية لبنانية في بدايات الحرب الأهلية، ما دفع بهذه المقاومة إلى التفكير بأفعال "تأنيبية" لهاتين الدولتين، تظهر حجم الخطئية التي ارتكبتاها وتجبرهما على دفع مبالغ وازنة إلى قوى المقاومة الفلسطينية. وهذا ما انتهى بالتخطيط لمهاجمة المشاركين في اجتماع "أوبك".

أما اللافت الذي ذكره النقاش عند استذكاره لهذه العملية، فهو الطلب الذي وجّه إليه من قبل المسؤولين عن العملية باغتيال وزيري النفط السعودي والإيراني بعد الحصول على فدية، وهو الطلب الذي عارض تنفيذه لأسباب سياسية وإنسانية، حيث لم يجد تفسيراً يبرر أهمية إعدام هذين الوزيرين في دعم القضية الفلسطينية، بل رأى أن اغتيالهما هو "قرار سياسي مشبوه" يهدف لأمور أخرى.

استمرت عملية الخطف التي نفذها النقاش و"كارلوس" ورفاقهما ما يقارب 46 ساعة، جرى خلالها نقل الوزراء وعدد آخر من وفود الدول عبر حافلة من مقرّ الاجتماع إلى مطار مهجور، حيث كانت تقف إحدى الطائرات، ليتم الإفراج عن جميع الرهائن باستثناء وزراء الدول. ومن هناك، جرى الانتقال إلى الجزائر الرائدة بمثل هذا النوع من المفاوضات، حيث جرى إطلاق سراح الوزراء مقابل "مساعدات مشروطة" وضمان حرية الخاطفين.

تكشف هذه العملية ونقد النقاش اللاحق لبعض جوانبها السياسية، عمق وعيه السياسي بشروط النشاط الأمني والعسكري الخارجي، وضرورة اقتران مثل هذه العمليات برؤية سياسية سليمة تساعد على الخروج بنتائج مثمرة، ولذلك نجده غير آسف على النجاح المحدود الذي حققته العملية، والذي كان ليكون "أكبر" لو وافق على قرار قيادته باغتيال وزير النفط السعودي السابق، أحمد زكي يماني، وهو الذي - يا للمصادفة- توفي أمس الثلاثاء، أي بعد ساعات من وفاة النقاش.

https://www.almayadeen.net/news/politics/1460348/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D9%83-%D9%81%D9%8A-%D9%81

لن انثني
02-25-2021, 03:46 AM
انيس النقاش ... من راهب في الڤاتيكان الى شيخ مسلم شيعي في ايران

ولد من عائلة مسيحية تسكن مدينة ( أرومية ) من أذربيجان الغربية في إيران ، و التحق بالكنيسة الآشورية و درس عند ( رآيي يوحنا بكير و يوحنا جون ..) ثم سافر إلى الفاتيكان ليواصل دراسته العليا في الديانة النصرانية ، و أصبح هناك من الطلبة المقربين لكبار القساوسة ، و بما أنه عاش طالباً في الفاتيكان تأثر بالمذهب الكاثوليكي .

و لكن في قضية حدثت له هناك جعلته يدخل في دين الإسلام و يعود من الفاتيكان إلى مدينته ، و يعلن إسلامه في محضر أحد العلماء و يلتحق بالمدارس الحوزوية لدراسة العلوم الإسلامية و قد غير اسمه المسيحي إلى الشيخ محمد صادق ، ثم واصل دروسه الإسلامية العليا مدة 16 سنة ، و بعدها قام بنشر الإسلام و الدعوة إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام ، و أصبح الخطيب المفوه لمسجد الجماع في (أرومية ) يحتشد تحت منبره المسلمون و المسيحيون الباحثون عن الحق ...

و هذه قصة إسلامه كما ذكرت في كتابه ( أنيس الأعلام في نصرة الإسلام ) :

(( درست الديانة النصرانية في كنيسة ( ... ) عند كبار القسيسين و علماء المسيحية في أيام جاهليتي ، و كنت مسيحياً على مذهب البروتستانت . فأنهيت دراستي في التوراة و الإنجيل و أنا عمري اثني عشر عاماً .

بعد ذلك قررت السفر إلى مختلف البلدان للقاء بالقساوسة و علماء الدين المسيحي ، حتى و صلت إلى اللقاء بالـ ( مطران ) الكبير رئيس مذهب الكاثوليك في الفاتيكان ، و كان ذا منزله مرموقة و شهرة واسعة بين المسيحيين ، و الملوك و الوجهاء و الأثرياء الكاثوليك ، يرسلون أسئلتهم الدينية إليه ، مع هداياهم الثمينة أيضاً . فقد تعلمت أصول و فروع العقيدة المسيحية من هذا العالم الكبير ( البابا ) و كان يحضر معي طلبة آخرون في جلسات دروسه الدينية لنا في الدين ، يبلغ عدد المجموع ( 400-500 ) طالب و طالبة من العازفات عن الدنيا ( الرهبان و الراهبات ) .

و أنا الوحيد بين هؤلاء الطلبة مقرباً إلى الأستاذ الأعظم و كان ودنى أكثر من غيري مودة شديدة و يبادلني غاية الثقة ، حتى كانت مفاتيح سكنه و مخزن المواد الغذائية بيدي إلا مفتاح حجرة صغيرة و هي بمثابة مخزن خاص له ، لقد رافقته فترة و أتعلم منه عقائد الأمم و المسيحية المختلفة حتى وصل عمري ( 17-18 ) سنة .
خلال يوم من هذه الأيام سقم القسيس الأكبر أستاذنا الأعظم فقال لي : يا بان الروحاني أخبر الطلبة بتعطيل الدرس هذا اليوم .

ذهبت إلى الطلبة لأخبرهم ذلك فوجدتهم يتباحثون في مسائل دينية حتى انتهى نقاشهم إلى مفهوم لفظة ( فارقليطا ) باللغة ( السريانية ) و ( پير كلوطوس ) باللغة اليونانية ، و قد ذكر يوحنا صاحب الإنجيل الرابع في باب ( 14-15-16 ) أن النبي عيسى عليه السلام قال :

يأتي من بعدي ( فارقليطا) . فمن هو فارقليطا الذي يأتي من بعد النبي عيسى عليه السلام ؟؟

كان النقاش و الجدال بين الطلبة حامياً جداً في معنى هذه الكلمة و من يكون المقصود منها حتى وصل النقاش بينهم إلى رفع أصواتهم على بعضهم بخشونة و اختلف كل واحد منهم إلى رأي متباين مع غيره .

رجعت إلى الأستاذ ، فسألني : أيها الابن الروحاني ، ماذا جرى اليوم في غيابي ، عماذا دار نقاش الطلبة ؟

فنقلت إن القوم اختلفوا بشدة في تفسير معنى ( فارقليطا ) في الإنجيل ، ثم أخبرته عن الآراء المطروحة .
سألني الأستاذ : أي الآراء تختار أنت ؟

قلت : أختار تفسير القاضي فلان .

قال : معذور أنت ، إن في الواقع خلاف كل تلك الآراء و الأقوال .

إن معنى هذه اللفظة الشريفة لا يعلمه في هذا الزمان إلا الراسخون في العلم و هم قلة .

فرميت نفسي على أقدام الأستاذ و قلت له : أيها الأب الروحاني .. أنت اعلم من غيرك بما أبذله من سعي إلى الكمال منذ بداية عمري ، و أنت أدرى بمستواي الرفيع في الكمال و التدين و الالتزام بالنصرانية ، فما عدا أوقات الصلاة و الموعظة و العطل الدراسية فأنا دائم القراءة و المطالعة، إذن ماذا يضر لو تحسن إلي و تبين لي معنى هذا الاسم الشريف ؟

فبكى الأستاذ و قال :أيها الابن الروحاني ، و الله أنت أعز الناس لدي ، و أنا لا أبخل عليك بشيء ، رغم أن في الإفصاح عن معنى هذا الاسم فائدة كبيرة و لكن مع انتشار معناه سوف نسبب لأنفسنا الموت على أيدي أقطاب المسيحيين ، فإن تعهدت لي أن لا تنشره في حياتي و لا تذكره باسمي بعد مماتي ذكرته لك ، ذلك لأن الأقطاب إن عرفوا بأني أفصحت عن هذا السر لاحقوني حتى يحرقوا جثتي انتقاماً و تشفياً .

فأقسمت له بالله العلي العظيم القاهر الغالب المهلك المدرك المنتقم ، و بحق إنجيل عيسى و مريم ، و بحق جميع الأنبياء و الصلحاء ، و بحق جميع الكتب السماوية المنزلة من الله ، و بحق القديسين و القديسات ، و سوف لا أفصح عن في حياتك و عن اسمك في مماتك .

فبعد أن اطمأن قال لي : أيها الابن الروحاني ، إن هذا الاسم من الأسماء المباركة لنبي المسلمين و معناه ( محمد ) و ( أحمد ) .

ثم أعطاني مفتاح تلك الحجرة الصغيرة ( السابقة الذكر ) و قال :

في الحجرة صندوق و فيه كتابان ، قم و افتحها و ناولني الكتابين .

قمت و جئت بهما إليه ، و كانا بخط يوناني و سرياني مكتوبان على جلد قبل ظهور نبي الإسلام. رأيت مكتوب فيهما أن لفظة ( فارقليطا ) تعني ( أحمد ) و ( محمد ).

ثم قال لي الأستاذ الأعظم:أيها الابن الروحاني .. اعلم أن العلماء و المفسرين و المترجمين المسيحيين قبل ظهور النبي محمد لم يختلفوا في أن هذه اللفظة تعني أحمد و محمد ، و لكن بعد ظهوره قام القساوسة بتحريف و إفناء جميع التفاسير و كتب اللغة و التراجم أجل بقاء الرئاسة و السلطة بأيديهم و الحصول على أموال و جلب منافع دنيوية ، و ذلك عناداً و حسداً و لأمراض نفسية كانت تحيطهم و تمنعهم قبول نبوة محمد ، فاخترعوا معنى آخر لكلمة ( فارقليطا ) و هو المعنى الذي بكل تأكيد لم يكن الإنجيل يقصده أبداً فمن سيق الآيات فيه ، لا يلتقي بما قالوه من أن اللفظة تعني ( الوكالة ) و ( الشفاعة ) و ( التعزي ) و ( التسلي ) أو القول بأنها تعني الروح التي نزلت يوم الدار ( و هو يوم نزول روح القدس عند المسيحيين ) ، و ذلك لأن النبي عيسى عليه السلام قيد مجيء ( فارقليطا ) بذهابه ، حيث قال :

< مادمت غير ذاهباً فإن ( فارقليطا ) لا يأتي > – إنجيل يوحنا ، باب 16 : 7 – لأن اجتماع نبيين مستقلين بشريعة عامة في زمان واحد لا يجوز . بينما الروح النازلة في يوم الدار أي روح القدس كانت مع و جود النبي عيسى و الحواريين . و لقد نسوا قولهم في الإنجيل أن نزول الروح القدس على النبي عيسى و اثنا عشر حواريا كان حين أرسلهم إلى البلاد الإسرائيلية لينبذ منهم الأرواح الخبيثة و يشفيهم من الأمراض و الآلام – الآية الأولى باب العاشر إنجيل متى - ؟!

إذن فإن نزول الروح القدس غير مشروط بذهاب عيسى ، و كان المقصود من كلمة ( فارقليطا ) هو روح القدس فيعني أن كلام النبي عيسى – أنهما لا يجتمعان – يكون غلطاً و فضولاَ و لغوا ً ، و ذلك ليس من شأن الإنسان الحكيم فكيف لنبي ذي شأن و منزلة رفيعة كالنبي عيسى .

فليس إذن هناك أحد غير ( أحمد ) و ( محمد ) مقصوداً من لفظة ( فارقليطا ) السريانية
فقلت له : ماذا تقول في الديانة النصرانية ؟

قال : أيها الابن الروحاني ، إن الديانة النصرانية منسوخة بسبب ظهور شريعة النبي محمد ، - قال هذه الجملة ثلاثاً - .

قلت : في هذا الزمان ما هي طريقة النجاة و الصراط المستقيم المؤدي إلى الله ؟

فقال : طريقة النجاة و الصراط المستقيم المؤدي إلى الله منحصر في إتباع محمد .

قلت : و هل اتباعه من أهل النجاة ؟

قال : إي و الله ، إي و الله ، إي و الله !

قلت : إذن ماذا يمنعك من اعتناق دين الإسلام و إتباع سيد الأنام ، في الوقت الذي تعرف أفضلية هذا الدين و ترى النجاة و الصراط المؤدي إلى الله في إتباع النبي الخاتم ؟

قال : أيها الابن الروحاني : أنني لم أتتوصل إلى أحقية دين الإسلام و أفضليته إلا بعد كبر سني ، و الآن أنا في باطني مسلم و لكن في الظاهر لا يمكنني ترك الرئاسة و العظمة . . .

و هنا بكى أستاذي ، و أنا بكيت معه أيضاً ، و بعد ذلك قلت له : أيها الأب الروحاني هل تأمرني باعتناق دين الإسلام ؟

قال : فإن كنت تريد الآخرة و النجاة ، بالطبع عليك أن تقبل دين الحق ، و لأنك شاب فإني لا استبعد أن الله يهيئ لك الأسباب الدنيوية ، و لا تموت جوعا . و أنا أدعو لك دائما .

و أريدك أن تشهد لي يوم تقوم الساعة بأني في الباطن مسلم و من اتباع خير الأمم ، و أخبرك أن أكثر القساوسة في باطنهم يعيشون حالتي ، فهم مثلي أنا الشقي لا يمكنني التخلي عن الرئاسة الدنيوية ، و إلا فإنه لا شك في أن دين الله على الأرض اليوم هو دين الإسلام .

و هكذا بعدما رأيت ذلك الكتابين المذكورين و سمعت إلى شرح أستاذي هذا ، شع نور الهداية و محبة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و آله في قلبي بشكل أصبحت الدنيا و مافيها في عيني كجيفة ، فلم يربطني حب الرئاسة في أيام الدنيا و حب الأقارب و الوطن ، فقد قطعت النظر عن كل شيء ما عدا الحق ، فودعت أستاذي فوراً و التمست منه مالاً لعودتي ، فمنحني تكاليف سفري بعنوان الهدية .

خرجت من الفاتيكان تاركاً جميع ما كان عندي من مكتبة و كتب و بعض الحاجات ، و حملت معي كتابين أو ثلاثة ، فوصلت إلى مدينتي في منتصف الليل ، و ذهبت في نفس الوقت طارقاً باب منزل العالم المجتهد ، فلما أخبرته بدخولي الإسلام فرح بشدة ، و طلبت منه أن يلقنني الكلمة الطيبة ( الشهادتين ) و يعلمني الأوليات في دين الإسلام ، و لقد قام بهذا الأمر خير قيام و أنا سجلت ما علمني بخط سرياني كيلا أنسى ، و طلبت منه لا يخبر أحداً باعتناقي الإسلام خشية تعرضي لمشكلة مع الأقارب في ذلك الوقت .

و في تلك الليلة خرجت من عند العالم متجها ً إلى الحمام لأغتسل غسل التوبة من الشرك و الكفر ، و لما خرجت من الحمام أعدت كلمة الشهادة لدخول الإسلام ظاهراً و باطناً و أذعنت دخولي في دين الحق .
و الحمد لله الذي هدانا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله .

كتاب قصص و خواطر – أنيس الأعلام في نصرة الإسلام – كنوز الحكمة بإختصار كتبه شيعي